شاب مصري يحرق نفسه أمام البرلمان

شاب مصري يحرق نفسه أمام البرلمان

قالت شاهدة عيان لـ«المصري اليوم» إن مواطنا أشعل النار في نفسه في نحو التاسعة من صباح اليوم الاثنين أمام مجلس الشعب وهو يردد هتافات مناوئة لـ«جهاز أمن الدولة» المصري.
وأضافت الشاهدة في اتصال هاتفي أن الرجل وقف على رصيف مجلس الوزراء المقابل للبوابة الرئيسية لمجلس الشعب وسكب علي نفسه البنزين ثم هتف: «أمن الدولة يا أمن الدولة، حقي ضايع في الدولة»، قبل أن يشعل النار في نفسه.
وقالت الشاهدة إن «النيران أمسكت بكل جسده وقام الحرس باستخدام طفايات الحريق لإطفائها ثم أدخلوه عربة إسعاف ابتعدت به في ثوان».
ولم تتمكن الشاهدة من تحديد وجهة عربة الإسعاف. وأضافت أن «الأمن حرص على إعادة المشهد في الشارع إلى طبيعته في ثوان، ولكن بقيت بقعة كبيرة مبللة أمام بوابة المجلس إثر استخدام طفايات الإطفاء».
ولم يعرف على الفور مدى خطورة الحروق التي أصابت المواطن.

وتأتي هذه الواقعة بعد أن تسببت حادثة مماثلة وقعت في تونس يوم 17 ديسمبر الماضي في اندلاع شرارة انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي الذي فر إلى السعودية يوم الجمعة الماضي بعد 23 عاما في الحكم.
كما أشعل عدة جزائريون النار في أنفسهم احتجاجا على ظروف البطالة وعدم السكن الملائم وتوفي شاب مساء السبت في ولاية تبسة بعد أن أحرق نفسه بسبب البطالة.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج

علماء أزهريون: خلع الرئيس التونسي جائز شرعًا
الحاكمُ ملزمٌ بالصبغةِ الإسلاميةِ وحفظ حقوق رعاياه.. وإلا فخلعه أولى!!

* "تونس" دليل على إمكانية التخلص من الحكام الظالمين

"محمد بو عزيزي".. الاسم الذي سطع نجمه في سماء تونس الخضراء على اعتبار أن إحراقه لنفسه هو الشرارة التي أيقظت الشعب التونسي بأكمله لينتفض ثائرًا على أوضاعه المعيشية الصعبة تحت حكم "زين العابدين بن علي".. والإعلام لم يدخر جهدًا في تسليط الضوء على قصة "بو عزيزي" حتى أسلم الروح..
وقد أوضح العلامة والداعية الإسلامي د. يوسف القرضاوي أن ما فعله "بو عزيزي" كبيرة من الكبائر التي يعاقب الله عز وجل عليها الإنسان، ومع ذلك طالب جموع المسلمين بالدعاء له بالشفاعة لفعلته، ويكفر عنه جريمته لأنها كانت اللبنة الأولى في سقوط الحكم الظالم للبلاد..
"فلسطين" عبر صفحة "الإسلام والعصر" لهذا العدد ومن منظور الشريعة الإسلامية تبين أهم المواصفات التي لا بد أن يتصف بها الحاكم أو الوالي أو الخليفة المسلم ودور العلماء وأئمة الدين في نصحه، وذكر المبررات التي تجيز خلع الحكام عندها، واستخلاص الدروس والعبر مما حدث في "تونس الخضراء" من خلال محاورة نائب رئيس رابطة علماء فلسطين د. سالم سلامة.. والتفاصيل تتبع..

الإسلام.. أول المواصفات

وأكد د. سلامة قول العلامة د. القرضاوي، مبينًا أن ما فعله "بو عزيزي" يندرج تحت مسمى الانتحار وهي من الكبائر التي تجعل الإنسان يبقى في نار جهنم مخلدًا فيها، "ولكن هناك التخليد الأبدي والجزئي، وما كانت فعلته – أي "بو عزيزي" - إلا تنديدًا بأفعال الحكومة الظالمة، لذا نسأل الله أن يرحمه ويشفع له ويغفر فعلته النكراء ونطلب المسلمين بأن يشفعوا له وخاصةً من رآه من الشعب التونسي" وفقًا لقوله.

ولفت النظر إلى أن أهم المواصفات التي تؤهل الإنسان لنيل الحكم أو الخلافة هي إسلامه وعلمه وأن يكون مؤهلاً للقيادة وتحمل المسؤولية والمحافظة على الدين الإسلامي وقدرته على حفظ أعراض الأمة وأخلاقها وأموالها، مشيرًا إلى أن هذا كله يتنافى مع الحكام الحاليين الذين يفعلون كل ما من شأنه أن ينتهك العرض والمال والأخلاق وإزهاق النفس البشرية وانتهاك الصبغة الإسلامية للبلاد.
وأوضح أن دور العلماء وأئمة الدين يكمن في إبداء النصيحة للحكام وتذكيرهم بالله واليوم الآخر، مشددًا على ضرورة ألا يخافوا من بطشهم ويتخذوا الوقفة الجادة على اعتبار أنهم أصحاب الرأي والمشورة وأولى الناس بالتصدي لهم.
وبين د. سلامة أن هناك العديد من الأمور في الشريعة الإسلامية التي تبيح خلع الحاكم، وفي مقدمتها أن يخرج عن دينه وعن أخلاق أمته، ويبلغ الظلم منه مبلغًا لا يستطيع الناس أن يصبروا عليه، مدللاً عن هذه المبررات بأفعال الحكام من قتل للشباب ومنع الأذان وعدم السماح بدخول المساجد إلا ببطاقات، وحتى القيود المفروضة على صلاة الجمعة، ومحاربة الحجاب.
وتابع: "فكلها تندرج تحت ظلم الحكام، إضافةً إلى اعتداءاتهم في شتى المجالات"، لافتًا النظر إلى أنه يمكن خلع الحاكم إما لأنه لا يستطيع القيام بمهامه لمرض أصابه أو عجز ألم به أو بوفاته أو بالانقلاب على سلطته.
أما عن دور الشعب في التصدي للحكام الظالمين، نوه إلى عدة طرق تؤيدها الشريعة الإسلامية، تبدأ بعدم انتخاب هذا الحاكم مجددًا في حال وجود انتخابات جديدة، ثم "المقاومة السلمية" بعدم تنفيذ أي قرار يصدر من الحاكم وترك الوظائف وإيقاف الحركة، يليها "العصيان المدني"، "ولكن لن يصمد صبر الحكام طويلاً بل سيكون الغاز وقنابل الصوت وحتى الرصاص الحي بانتظارهم.. فهذا دأبهم كما شهدنا في تونس" على حد قوله.

"تونس".. مفخرة وعبرة

واعتبر د. سلامة أن ما حدث في تونس من إسقاط حكم "زين العابدين بن علي" إنجازًا كبيرًا يحسب لشعبها، مبينًا أنه في حالة القيام بالثورات والمظاهرات قد يُقتل آلاف من الشعب ولكن في تونس فقد عدد قليل أرواحه من أجل سقوط النظام الحاكم الفاسد والتخلص من طاغية البلاد.
وقال: "هذا دليل على أن الشعوب تستطيع أن تسقط الحكام الظالمين الذين لا يراعون في الله إلاً ولا ذمة والذين يظلمون الناس ويكيدون لهم ويوالون أعداءهم"، مؤكدًا أنه حريٌ بالشعوب أن يموتوا من أجل خلع هؤلاء الظلمة حتى يعيش أبناؤهم وعائلاتهم بأكثر مما عاشوا هم.
وأضاف: "هذه ليست أول ثورة شعبية تقوم على الحكام لخلعهم..فالشعب الإيراني أول من ثار، أزاح شاة، والشعب الفلسطيني ثار وأزاح حكم اليهود عن قطاع غزة والضفة الغربية (..) ولكن هذه ثورة جديدة ضد حاكم عربي"، موضحًا أن في هذا درساً للحكام عليهم أن يعتبروا به.
ونوه إلى أن العديد من الحكام الذين تربطهم علاقات مودة وثيقة مع "زين العابدين بن علي" تنصلوا منه وساندوا شعبه ضده في إشارة واضحة لاستخلاصهم العبر مما حدث إلا واحدًا منهم لم يفهم الدرس (...) وما زال حتى اللحظة يؤيده وينعى على شعبه كيف خلعوا حاكماً مثله.
وأضاف: "يمكن للجميع أن يعرفوا أنهم يستطيعون خلع الحكام الظالمين ليس العرب منهم فقط، وإنما في ذلك عبرة لأمريكا التي صنعتهم"، مبينًا أنه يجب على "إسرائيل" أن لا تركن على هؤلاء الحكام في ظنها أنهم سيشكلون سياجًا آمنا عليها يحميها من المقاومة، ودعا الله أن يبارك في الشعوب الحية وأن يقرب هذه الثورات من فلسطين والبلاد المحيطة بها ليقترب عهد الخلاص من قتلة الأنبياء والشهداء.

طاعة مقيدة..

وفي السياق ذاته، أجمع عدد من كبار العلماء وشيوخ الأزهر أن طاعة ولي الأمر ليست مطلقة في الشريعة الإسلامية، بل هي مقيدة بعدم مخالفة أوامر الله تعالى وتوفير الحياة الكريمة وحفظ كرامة الرعية في تعليق لهم على ما حدث في تونس.
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية د. عبد المعطى بيومي أن قول المولى عز وجل "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" لا يعني الطاعة المطلقة للحاكم أو ولي الأمر وإنما هذه الطاعة مقيدة بعدم مخالفة تعاليم وأوامر المولى عز وجل، مشيرًا إلى أنه في حالة عدم تنفيذ الحاكم لوعوده في برنامجه الانتخابي يبيح للرعية الخروج عليه وعدم الالتزام بطاعته، وإذا استشرى الفساد وأصبح ظاهراً ومخالفًا لأحكام الشريعة وجب الخروج على الحاكم.
من جانبه، بين عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا د. محمد رأفت عثمان، أن مبدأ طاعة ولي الأمر في الشريعة الإسلامية ليس مطلقًا، بل تحكمه ضوابط وقواعد عامة، منها عدم الخروج على أحكام الشريعة، مؤكدًا أن خلع الرئيس التونسي "زين العابدين بن علي" تم بطريقة أقرب إلى الشرعية وجائز شرعًا، إذ لم يتم استخدام العنف في المظاهرات إلا من قبل رجال الأمن.
من ناحيتها، ذكرت أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر د. آمنة نصير أن طاعة ولي الأمر محددة بضوابط وليست مطلقة وترتبط بتوفير ولي الأمر سبل الحياة الكريمة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية فى المجتمع، مستدلة بقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما تولى الخلافة "أيها الناس إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوّموني".