حاوره عبر الهاتف: حبيب أبو محفوظ -
قال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور محمود الزهار على أن الفكرة التي حملتها "حماس" وهي تحتفل بالذكرى الثالثة والعشرون لانطلاقتها لتؤكد في كل يوم نجاحها وعلى كافة المستويات، مشيراً إلى أنها باتت "رسالة لكل حركة إسلامية تريد أن تنهض بشعبها وأمتها".
وأكد الدكتور الزهار في حوار خاص لــ"السبيل" على أن "الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة حققت الكثير من الانجازات بالرغم من وجود الحصار"، مؤكداً على وجود جزءٍ كبيرٍ من العالم عمل على تقويض الحكومة لافشالها وإنهاء تجربتها الناجحة، لكنهم فشلوا.
وتالياً نص المقابلة:
- حدثنا عن بداية إنطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قبل 23 عاماً؟
- بداية إنطلاقة حركة حماس في 14/12/1987م، بدأت هذه الفكرة بأشخاص، وهي اليوم تمثل أغلبية الشارع الفلسطيني، بدأت في غزة واليوم هي موجودة على كامل التراب الفلسطيني حتى في فلسطين المحتلة عام 48.
وحماس لازالت على العهد مع المقاومة والجهاد منذ نشأتها الأولى إلى يومنا هذا، وهي بدأت بالمقاومة بكل أشكالها بالكلمة إلى الخطبة والندوة، ومن ثم إلى المسيرة والإضراب وصولاً إلى حمل السلاح وخوض الحروب الطاحنة مع العدو الصهيوني، وهزيمته بعد ذلك في معركة الفرقان.
- ما هي رسالتكم في الذكرى الــ23 على إنطلاقة حماس؟
- نحن في حماس حملنا فكرة سامية وهي تحرير كامل التراب الفلسطيني من العدو الصهيوني، ورسالتنا أن هذه الفكرة التي حملتها "حماس" لتؤكد في كل يوم نجاحها وعلى كافة المستويات، وهي أيضاً رسالة لكل حركة إسلامية تريد أن تنهض بشعبها وأمتها.
- برأيك هل نجحت حماس في المزاوجة بين تبني خيار المقاومة وتشكيل الحكومة؟
- أؤكد لك صوابية الطريق الذي اختطته حماس لنفسها منذ إنطلاقتها حتى اليوم، فلقد استطاعت حماس أن تنجح وأن تزاوج بين المقاومة والحكم لأن كل فكرة سامية يجب أن تحكم، وإلا فإنها ستصبح معزولة ضعيفة، وبالتالي أعتقد أن هذه السنوات أثبتت أننا استطعنا الحفاظ على نهج المقاومة من خلال وصولنا إلى الحكم.
- ما هو تقييمك لمسيرة التسوية مقابل مسيرة المقاومة في فلسطين بعد كل هذه السنوات؟
- الأمر واضح، فثبات برنامج المقاومة ناتج من حجم النجاحات التي تحققت على الأرض، فما الذي حققته التسوية على مستوى الشارع والشعب؟ لا شيء، بالرغم من أن برنامج المفاوضات أُعطي كافة الصلاحيات من أموالٍ وسلطة، وهذا بعكس برنامج المقاومة الذي واجه الحصار والحرب والاستهداف المباشر من الأعداء، في المقابل لا أحد ينكر أن النجاحات التي حققتها المقاومة أثقل وأكبر وعلى كافة المستويات المحلية والعربية والإسلامية.
- كيف ترى أداء الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بعد مرور 5 سنوات على تشكيلها؟
- لو وضعنا في الاعتبار الظروف التي عاشتها الحكومة الشرعية في غزة، لاستطعنا القول أن الحكومة حققت نجاحات باهرة لم تخطر على بال أحد لاسيما في ظل استمرار الحصار، سواء كان ذلك على مستوى البنوك أو الغذاء أو حتى الدواء.
وأؤكد لك، بأنه كان هناك جزء كبير من هذا العالم يعمل على تقويض هذه الحكومة، وما "الفوضى الخلاقة" التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس إلا دليلٌ واضحٌ على ذلك.
- بالرغم من فشل المفاوضات .. تصر السلطة الفلسطينية على الاستمرار في هذا الطريق لماذا؟
- هذه هي الخطيئة التي ترتكبها أي جهة ما في التاريخ، ذلك عندما تحصر نفسها في برنامج واحد ووحيد وهو التفاوض السلمي ولا خيار عن المفاوضات إلا بالمفاوضات، وبدلاً من أن تكون المفاوضات وسيلة لتحقيق غاية، أصبحت المفاوضات هي الغاية التي تتحدث سلطة رام الله عنها، من خلال السؤال:هل هي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة؟ ولاحظ هنا أنهم لم يتحدثوا عن تحرير الأرض، بل إن أحدهم ليؤكد بأن "الحياة مفاوضات" وليست تحرير أرضٍ وإنسان أو شيءٍ مقدس.
- إذاً هل باعتقادك بأن أهداف حركة فتح اليوم تختلف اختلافاً كلياً عن أهدافها في السابق والتي تأسست الحركة من أجل تحقيقها؟
- أنظر الى بداية فتح ونهايتها حسب المبادئ كانت حركة تحرر وطني، هل نستطيع أن نقول أنها اليوم حركة تحرر وطني؟، أتحدث هنا عن تبنيها لآليات الخيار المسلح أو المقاوم، هل هذا البرنامج موجود اليوم؟
ثم إن حركة فتح بدأت متوحدة، والسؤال هل هي متوحدة الآن؟ ما هو البرنامج الذي يجمع ما بين محمود عباس ومحمد دحلان، اجتمعوا للانقلاب على "أبو عمار" والآن انقلب الاثنان على بعضهما
اما قضية المبادئ أو تحقيق الأهداف فهذه المسألة انتهت بالنسبة لهم، والأمة التي تعيش لمبادئها أمةٌ لا تموت وتستطيع أن تحقيق ما تريد بعد ذلك حتى لو حاربها العالم كله.