الميناء الجديد 4 ارصفة بدلا من 9 وقدرة تخزين الحبوب اقل من 50000 طن

الميناء الجديد 4 ارصفة بدلا من 9 وقدرة تخزين الحبوب اقل من 50000 طن

الميناء الجديد: 4 مرافئ بدلا من 9 وقدرة تخزين الحبوب أقل 50 ألف طن





الغد-كشف عرض تفصيلي لمشروع نقل الميناء الجديد في العقبة عن انخفاض القدرة الاستيعابية لصوامع القمح وأرصفة الاصطفاف وعدم وضوح في مسار السكة الحديد، مقارنة بالميناء الحالي.
ويعني ذلك تهاوي مبررات مشروع نقل الميناء الجديد (الذي سينفذ من قبل شركة تطوير العقبة بتكلفة تقدر بـ 350 مليون دينار) التي بنيت على أساس أنّ العقبة مقبلة على حركة ملاحية كبيرة وبحاجة لميناء يلبي هذه الزيادة.
ووفق العرض، فإنّ الميناء (الجديد) الذي سيقام في المنطقة الجنوبية سيحتوي على 4 أرصفة لاصطفاف السفن ( 2 كبيرة و2 متوسطة)، وصوامع لتخزين القمح (بحجم 100 ألف طن)، فيما لم يظهر في المخططات بأنّ سكة حديد العقبة من الممكن أن تصل الى الميناء. يأتي هذا في الوقت الذي يصل عدد الارصفة في الميناء (الحالي) إلى 9 أرصفة، فيما تصل القدرة التخزينية للصوامع الموجودة حاليا الى 150 ألف طن.
ولم تستطع “الغد” الحصول على توضيح أكبر عن التصميم من الشركة رغم المحاولات المتكررة للاتصال بإدارة شركة تطوير العقبة.
ووفق العرض الذي أعلن عنه الشهر الحالي، فإنّ الأعمال البحرية ستتضمن مرفأين للسفن الكبيرة وآخرين للسفن المتوسطة ومرفأ للقطر، فيما سيكون هناك منطقة “سواتر” ودعامات وخدمات بحرية أخرى.
ووفق العرض، فإنّه سيكون هناك صوامع حبوب تتسع لـ 100 ألف طن ومرافق تشغيل أخرى لتخزين الحبوب وبوابة مدخل ومبنى لتحميل الشاحنات ومحطة تغليف وورشة ومبنى ادارة وأبراج نقل وحزام ناقل.
كما سيكون هناك بنية تحتية من ساحات ومبان ومخازن وسيكون هناك ساحات للاستخدامات الثقيلة بمساحة 140 ألف متر مربع وأخرى للاستخدام الخفيف بمساحة 110 امتار مربعة وحظائر ومبان وغيرها.
وأثار هذا التصميم حفيظة خبراء بحريين اعتبروا المشروع بأنه ليس ذا أولوية خصوصا في ظل التكاليف الكبيرة التي سيتم تكبدها مع إزالة الميناء الحالي، فيما تحفظوا على التصميم الحالي للميناء الجديد، الذي خفض من كفاءة الميناء (بدلا من زيادته)، خصوصا ما يتعلق بعدد الأرصفة وصوامع القمح.
يشار هنا الى أنّ تكلفة إزالة الميناء الحالي تصل الى عشرات الملايين؛ حيث يجب أن تسلم أراضي الميناء الرئيس الحالي خالية تماما وجاهزة لشركة المعبر الدولية التي اشترت أرضه بـ 500 مليون دينار عام 2008 تطبيقا للاتفاقية الموقعة بينها وبين الحكومة آنذاك.
يشار هنا الى أنه كان هناك دعوات من خبراء نادت بتطوير مرافق الميناء بموقعه الحالي دون الحاجة إلى هدم بناء آخر، بمواصفات لا تتناسب مع المفهوم البحري المحلي، وانتقدوا موقع الميناء في المنطقة الجنوبية، التي سيبنى فيها الميناء الجديد؛ إذ يعتبر عمق البحر في تلك المنطقة كبيرا جدا، حيث أنّ المنطقة الجنوبية لا تتوفر فيها منطقة ما يعرف بلغة الملاحة بـ”المخطاف”، ما يعني اضطرار هذه السفن مستقبلا إلى الوقوف في المنطقة الشمالية، التي يوجد فيها الميناء الحالي.

وكانت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة بدأت خلال السنوات الماضية، وعبر ذراعها الاستثمارية شركة تطوير العقبة، العمل على المشروع من خلال تجهيز تصاميمه والدراسات المتعلقة به والترويج له والبدء باستقطاب مستثمر لتنفيذه.
فيما كانت حكومة نادر الذهبي، باعت أراضي الميناء الرئيس الحالي إلى شركة “المعبر الدولية” بقيمة 500 مليون دولار، لتنفذ عليه مشروع مرسى زايد، الذي يضم مرافق سياحية ترفيهية وتجارية وسكنية.
ووفق ما هو مخطط، فإن شركة تطوير العقبة يجب أن تنتهي من المشروع في العام 2013، بحيث تكون نقلت جميع المرافق الحالية في الميناء الرئيسي إلى المنطقة الجنوبية، فيما تقوم بتسليم أراضي الميناء الرئيسي الحالي إلى شركة المعبر الدولية؛ وذلك ضمن الاتفاقية الموقعة بين الطرفين عام 2007.
وكانت “تطوير العقبة” وقعت مع ائتلاف شركة بام العالمية – الأردن منتصف كانون الأول (ديسمبر) 2011 اتفاقية للبدء بتنفيذ أعمال الرزمة الاولى من مشروع ميناء العقبة الجديد، حيث سيقوم الائتلاف وبموجب الاتفاقية بالبدء بتنفيذ الأعمال البحرية لميناء العقبة الجديد والتي تتضمن تنفيذ أربعة أرصفة وبطول إجمالي 800 متر طولي، وتنفيذ أعمال الحفريات والردم المتخصصة وإنشاء مرفق للخدمات البحرية وتنفيذ كواسر للأمواج وبكلفة إجمالية تبلغ 65 مليون دينار أردني ومدة تنفيذ 24 شهرا. وتؤكد مصادر أنّ “تطوير العقبة” لن تتمكن من تنفيذ المشروع في الوقت المحدد وأنها ستقوم بالاتكاء على ميناء الحاويات لفترة الى حين الانتهاء من مشروعها، وذلك لتتمكن من تسليم الاراضي في الوقت المحدد الى المعبر الدولية.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة، محمد الترك، أكد في وقت سابق لـ”الغد” “أنّ اتفاقا مبدئيا تمّ بين شركة تطوير العقبة وشركة المعبر الدولية على أن يتم تسليم أراضي الميناء الرئيس تدريجيا ضمن برنامج متفق عليه يتم من خلاله تسليم الأراضي دون أي تأخير أو غرامات”، مشيرا الى “أنّه سيتم الاتكاء حاليا على ميناء الحاويات الحالي لفترة محدودة ليتم تسليم الأراضي بالوقت المحدد”.
وأوضح الترك أنّ تطوير العقبة ستبدأ بتسليم الأرصفة الحالية ثم سيتم تسليم منطقة الصوامع في أواخر العام 2013 ليتم أيضا تسليم ميناء الفوسفات نهاية العام 2013؛ حيث أن الفوسفات ستنتهي من بناء مينائها الحالي في المنطقة الجنوبية نهاية 2012 ومن ثم ستبدأ بنقل الميناء الى المنطقة الجنوبية.
يشار هنا الى أنّ مشروع نقل الميناء الى المنطقة الجنوبية تأخر 3 أعوام؛ حيث كانت “تطوير العقبة” قد أنهت في شباط (فبراير) 2011 مفاوضاتها مع ائتلاف Bouygues الفرنسي التي استمرت 6 شهور.
وكانت الحكومة قررت في وقت سابق تنفيذ المشروع؛ حيث كانت تطوير العقبة وقعت في حزيران (يونيو) 2010 مذكرة تفاهم مع الائتلاف الفرنسي تضمنت المبادئ الرئيسية للتعاون المحتمل بين الجانبين لغايات تطوير وتشغيل ميناء العقبة الجديد على مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص وأنهت مفاوضاتها مع الائتلاف نهاية 2010. (الغد)

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج