|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
المنتدى الاسلامى العام كل ما يتعلق بالقضايا والمناقشات الإسلامية , إسلاميات , متفرقات إسلاميه , مقالات إسلاميه , محاضرات إسلامية , أحاديث نبوية , أحاديث قدسية , روائع إسلاميه (بما يتفق مع مذهب أهل السنة والجماعة ) . |
كاتب الموضوع | العقرب | مشاركات | 7 | المشاهدات | 6340 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
12-01-2010, 08:30 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||
|
يوم عاشوراء ....... يوجد عروض بوربوينت
يوم عاشوراء يوم عاشوراء عند الشيعة يوم عاشوراء يوافق عاشوراء الحسين عاشوراء عاشوراء في المغرب عاشوراء في البحرين عاشوراء بالمغرب عاشوراء الشيعة عاشوراء اليهود عاشوراء في القطيف عاشوراء في الهند عاشوراء فيديو تعريف عاشوراء الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد فإن شهر الله المحرم من الأشهر الحرم التي جعلها الله تعالى فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: )إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) متفق عليه. وهو من أعظم شهور السنة عظمه الله وشرفه من بين سائر الشهور وأضافه إلى نفسه تشريفا له وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه وليس لأحد من الخلق تحليله.
وقد كانت العرب تعظمه في الجاهلية وكان يسمى بشهر الله الأصم من شدة تحريمه. وقد رجح طائفة من العلماء أن محرم أفضل الأشهر الحرم. والصوم في شهر محرم من أفضل التطوع فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل). وهذا محمول على التطوع المطلق أما التطوع المقيد كصيام ست من شوال وغيره فهذا أفضل من صوم محرم لأنه يلتحق بصوم رمضان فهو بمنزلة السنن الرواتب في الصلاة والسنة الراتبة مقدمة على النافلة المطلقة في باب العبادة. وكذلك صوم عرفة وغيره من السنن الرواتب أفضل من التطوع في محرم. فيستحب للمسلم أن يكثر من الصيام في شهر محرم فإن لم يقدر على ذلك صام ما تيسر له. وقد أخذ الجمهور بظاهر اللفظ فقالوا يستحب صيام الشهر كاملا والذي يظهر أنه لا يستحب ذلك والمراد في الحديث مشروعية الإكثار من صومه من غير إتمام للشهر. قالت عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان ) متفق عليه. ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم صام المحرم كاملا بل المحفوظ عنه صوم عاشوراء. و لأن قاعدة الشرع التيسير في باب النافلة ولذلك شرع أياما يسيرة ورتب عليها أجرا عظيما. ونهى أيضا عن صوم الدهر. ويسر في صوم التطوع فجعل أكمله صيام داود صوم يوم وترك يوم. وكل هذا تخفيفا على المكلف ودفعا للمشقة حتى لا تمل النفس وتكل. فالذي يظهر أن صوم الشهر تاما من خصائص الفرض شهر رمضان وأنه ليس من السنة إتمام صوم شهر إلا رمضان حتى لا يشبه النفل بالفرض. لكن لو صام إنسان الشهر كله جاز ذلك ولا كراهة فيه وإن كان عمله خلاف الأولى. ويتأكد صوم يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم والسنة أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده. وقد ورد في صومه فضل عظيم ف عن أبي قَتادةَ رضي الله عنه قال: سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامِ يومِ عاشوراء فقال: (يكفِّرُ السَّنَةَ الماضِية) رواه مسلم. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة العقرب ; 12-01-2010 الساعة 08:44 |
|||||||||||||
12-01-2010, 08:31 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||||||||||
|
رد: يوم عاشوراء
مقدمة الطبعة الأولى إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وبعد، فإنه ينبغي للمسلم أن يكون همه وقصده في هذه الحياة تحقيق الغاية التي خُلق من أجلها، وهي عبادة الله تعالى، والفوز برضاه ونعيمه، والنجاة من غضبه وعذابه. قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَاْلإِنسَ إَِّلا لِيَعْبُدُونِ ( الذاريات: 56 ). فيبدأ بفعل المأمورات، ويحذر بترك المنهيات. ثم إنه بعد ذلك يبدأ في البحث على اغتنام مواسم الطاعات، التي ترفع الدرجات، وتزيد في الحسنات. ذلك أن لله مواسم للطاعات، وأوقاتا فضل بعضها على بعض. فمن استطاع أن يغتنم هذه المواسم، فهو الذي يسعد في دنياه، ويجد ثواب ذلك في قبره بعد مماته، ثم يفوز بجنة الله عز وجل ورضوانه في الآخرة. فهيا نشمر عن الأكمام لاغتنام موسم للطاعة عظيم قد أقبل علينا، ألا وهو شهر الله المحرم، وذلك بالإكثار من الصيام وفعل الخيرات فيه، والحرص على اغتنام اليوم العظيم الذي فيه، وهو يوم عاشوراء. اللهم اجعلنا من عبادك المتقين، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم آمين. وكتبه محمد حسن يوسف 23 ذو الحجة 1424 هـ فضل شهر الله المحرم ويوم عاشوراء أولا: فضل الإكثار من صيام التطوع في شهر المحرم: (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ. وَأَفْضَلُ الصََّلاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صََلاةُ اللَّيْلِ. ( صحيح مسلم، 1163(202)) . فمما يسن صيامه شهر المحرم، وهو الذي يلي شهر ذي الحجة، وهو الذي جعله الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أول شهور السنة، وصومه أفضل الصيام بعد رمضان. ( الشرح الممتع على زاد المستقنع: (6/468-469) ). والظاهر أن المراد جميع شهر المحرم. ( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (4/467)) . ولكن حيث ورد أنه صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا إلا رمضان، للحديث التالي: (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا كُلَّهُ؟ قَالَتْ: مَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا كُلَّهُ إَِلا رَمَضَانَ، وََلا أَفْطَرَهُ كُلَّهُ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ صلى الله عليه وسلم . ( صحيح مسلم، 1156(173)) . فيُحمل الحديث (1) على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر المحرم. وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم. وأضاف الشهر إلى الله تعظيما. ( تحفة الأحوذي: (3/164)) . فإن قلت: قد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان, وهذا الحديث يدل على أن أفضل الصيام بعد صيام رمضان هو صيام المحرم. فكيف أكثر النبي صلى الله عليه وسلم منه في شعبان دون المحرم؟ ففيه جوابين: أحدهما: لعله إنما علم فضله في آخر حياته, والثاني: لعله كان يعرض فيه أعذار, من سفر أو مرض أو غيرهما. ( شرح صحيح مسلم: (4/312) ). وقد ورد في الحض على صيام التطوع مطلقا: (3) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا بَاعَدَ اللَّهُ، بِذَلِكَ الْيَوْمِ، وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا. ( صحيح مسلم، 1153(167) ). (4) وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا، كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَاْلأرْضِ. ( صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 1624 ). (5) وعَنْه رضي الله عنه أيضا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مُرْنِي بِعَمَلٍ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ َلا عَدْلَ لَهُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مُرْنِي بِعَمَلٍ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ َلا عِدْلَ لَهُ. ( صحيح / صحيح سنن النسائي للألباني، 2222 ). ثانيا: فضل صيام يوم عاشوراء: (6) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إَِلا هَذَا الْيَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ، يَعْنِي: شَهْرَ رَمَضَانَ. ( صحيح البخاري، 2006 ). ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه. ( فتح الباري: (4/292) ). (7) وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ. ( صحيح مسلم، 1162(196) ). (8) وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ: يَوْمُ الْعَاشِرِ. ( صحيح / صحيح سنن الترمذي للألباني، 755 ). (9) وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. ( صحيح البخاري، 2004 ) . وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له، وحاصلها أن السفينة استوت على الجودي فيه، فصامه نوح وموسى شكرا. ( فتح الباري: (4/291) ). وفي هذا الحديث دليل على أن التوقيت كان في الأمم السابقة بالأهلة، وليس بالشهور الإفرنجية. ( الشرح الممتع: (6/471) ). وهذا الحديث أفاد تعيين الوقت الذي وقع فيه الأمر بصيام عاشوراء، وقد كان أول قدومه المدينة. ولا شك أن قدومه كان في ربيع الأول، فحينئذ كان الأمر بذلك في أول السنة الثانية. ( نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان: (1/499) ). (10) وعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : فَصُومُوهُ أَنْتُمْ. ( صحيح البخاري، 2005 ) . وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه، لأن يوم العيد لا يصام. ( فتح الباري: (4/292) ). وهذا يدل على النهي عن اتخاذه عيدا. ( لطائف المعارف: (124) ). ثالثا: صفة صيام النبي صلى الله عليه وسلم لعاشوراء: كان للنبي صلى الله عليه وسلم في صيامه لعاشوراء أربع حالات: الحالة الأولى: أنه كان يصومه بمكة ولا يأمر الناس بالصوم. الحالة الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به، صامه وأمر الناس بصيامه. وأكد الأمر بصيامه والحث عليه، حتى كانوا يصّومونه أطفالهم. والرأي الراجح أنه كان فرضا وواجبا في هذه الحالة. الحالة الثالثة: لما فُرض صيام شهر رمضان، ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده فيه. الحالة الرابعة: عزم النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره على أن لا يصومه مفردا، بل يضم إليه يوما آخر مخالفة لأهل الكتاب في صيامه. قال ابن حجر: فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام، أحب مخالفة أهل الكتاب أيضا كما ثبت في الصحيح. فهذا من ذلك، فوافقهم أولا، وقال: نحن أحق بموسى منكم، ثم أحب مخالفتهم، فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ... خلافا لهم. ( فتح الباري: (4/288) ). ( انتهى ملخصا من لطائف المعارف (113-120)؛ ونداء الريان: (1/498-500). ومن شاء الوقوف على أدلة كل حالة فليرجع إليهما ). رابعا: استحباب صيام اليوم التاسع مع عاشوراء: (11) عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ. قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . ( صحيح مسلم، 1134(133) ). قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا; لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر, ونوى صيام التاسع ... قال بعض العلماء: ولعل السبب في صوم التاسع مع العاشر ألا يتشبه باليهود في إفراد العاشر. وفي الحديث إشارة إلى هذا. ( شرح صحيح مسلم: (4/267-268) ). وآكد صيام شهر المحرم، اليوم العاشر منه يليه التاسع ... فإن قال قائل: ما السبب في كون يوم العاشر آكد أيام شهر المحرم؟ أُجيب: إن السبب في ذلك أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه ... وقال بعض العلماء: إنه لا يكره إفراد اليوم العاشر بالصيام، ولكنه لا يحصل على الأجر التام إذا أفرده. ( الشرح الممتع: (6/469-471) ). وقال بعض أهل العلم: قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم " لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع " يحتمل أمرين، أحدهما أنه أراد نقل العاشر إلى التاسع، والثاني أراد أن يضيفه إليه في الصوم، فلما توفي صلى الله عليه وسلم قبل بيان ذلك كان الاحتياط صوم اليومين. ( فتح الباري: (4/289) ). وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن المخالفة تقع بصيام يوم قبله ويوم بعده، واستدلوا بما رُوي عن رسول الله : " صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوما، وبعده يوما ". وهذا الحديث ضعّفه الألباني ) ضعيف الجامع الصغير وزيادته، 3506 (. والله تعالى أعلى وأعلم. خامسا: بدع عاشوراء: كان مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في يوم عاشوراء من شهر المحرم على المشهور. ( البداية والنهاية: (8/137) ). فانقسم الناس إلى طائفتين: طائفة تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية ... وإنشاد قصائد للحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين ... وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام. ( مجموع الفتاوى لابن تيمية: (25/165-166) ). وطائفة أخرى من الجهال تمذهبت بمذهب أهل السنة، قصدوا غيظ الطائفة الأولى، وقابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الأحاديث في فضائل عاشوراء، والأحاديث في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء. ( الموضوعات من الأحاديث المرفوعات: (2/567)؛ مجموع الفتاوى: (25/166) ). والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة. ونحن براء من الفريقين. فأهل السنة يفعلون في هذا اليوم ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم، ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع. ( الموضوعات: (2/567)؛ المنار المنيف في الصحيح والضعيف: (89) ). o لم يرد فيما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل، والاغتسال، والحنّاء، والمصافحة، وطبخ الحبوب، وإظهار السرور، وغير ذلك – لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، ولا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين، لا صحيحا ولا ضعيفا، لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد، ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة. ( مجموع الفتاوى: (25/160-161) ). o وحديث التوسعة على الأهل: " من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء، أوسع الله عليه سائر سنته "، قال فيه الألباني: طرقه كلها واهية، وبعضها أشد ضعفا من بعض. ( ضعيف الترغيب والترهيب: (1/313) ). o وأما ما يفعلونه اليوم من أن عاشوراء يختص بذبح الدجاج وغيرها، ومن لم يفعل ذلك عندهم فكأنه ما قام بحق ذلك اليوم، وكذلك طبخهم فيه الحبوب، وغير ذلك، ولم يكن السلف رضوان الله عليهم يتعرضون في هذه المواسم ولا يعرفون تعظيمها إلا بكثرة العبادة والصدقة والخير واغتنام فضيلتها، لا بالمأكول، بل كانوا يبادرون إلى زيادة الصدقة وفعل المعروف. ( المدخل: (1/280) ). المراجع 1- البداية والنهاية، أبي الفداء إسماعيل ابن كثير 2- تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، المباركفوري 3- شرح صحيح مسلم، النووي 4- الشرح الممتع على زاد المستقنع، محمد صالح بن العثيمين 5- صحيح سنن الترمذي، محمد ناصر الدين الألباني. 6- صحيح سنن النسائي، محمد ناصر الدين الألباني 7- صحيح وضعيف الترغيب والترهيب، محمد ناصر الدين الألباني. 8- ضعيف الجامع الصغير وزيادته، محمد ناصر الدين الألباني. 9- فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني. 10- لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، ابن رجب الحنبلي 11- مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية 12- المدخل، ابن الحاج المالكي 13- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ملا علي القاري 14- الموضوعات من الأحاديث المرفوعات، ابن الجوزي 15- نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، سيد العفاني |
||||||||||||
|
|||||||||||||
12-01-2010, 08:33 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||||||||||
|
رد: يوم عاشوراء
بدعة الحزن في شهر محرم عند الرافضة في اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي عرف بـ( عاشوراء) أكرم الله سبحانه وتعالى الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - بالشهادة ، وذلك سنة 61هـ ، وكانت شهادته مما رفع الله بها منزلته ، وأعلى درجته ، فإنه هو وأخوه الحسن سيد ا شباب أهل الجنة ، والمنازل العالية لا تنال إلا بالبلاء، كما قال صلى الله عليه وسلم لما سُئِل : أي الناس أشد بلاءً؟ فقال : ((الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل: يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقّة خفف عنه ، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض ، وليس عليه خطيئة )) . فكان الحسن والحسين-رضي الله عنهما- قد سبق لهما من الله سبحانه وتعالى ما سبق من المنزلة العالية، ولم يكن قد حصل لهما من البلاء ما حصل لسلفهما الطيب، فإنهما ولدا في عز الإسلام، وتربيا في عز وكرامة، والمسلمون يعظمونهما ويكرمونهما، ومات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستكملا سن التمييز، فكانت نعمة الله عليهما أن ابتلاهما بما يلحقها بأهل بيتهما، كما ابتلي من كان أفضل منهما، فإن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أفضل منهما وقد قُتِلَ شهيداً ، وكان مقتل الحسين مما ثارت به الفتن بين الناس،كما كان مقتل عثمان بن عفان-رضي الله عنه– من أعظم الأسباب التي أوجبت الفتن، وبسببه تفرقت الأمة إلى اليوم. فلما قتل عبد الرحمن بن ملجم أمير المؤمنين على بن أبي طالب-رضي الله عنه- وبايع الصحابة للحسن ابنه الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: ((إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) . فنزل عن الولاية ، وأصلح الله به بين الطائفتين ، ثم إنه مات-رضي الله عنه - ، وقامت طوائف كاتبوا الحسين ووعدوه بالنصر والمعاونة إذا قام بالأمر، ولم يكونوا من أهل ذلك، بل لما أرسل إليهم ابن عمه أخلفوا وعده، ونقضوا عهده ، وأعانوا عليه من عدوه أن يدفعوه عنه ، ويقاتلوه معه. وكان أهل الرأي والمحبة للحسين كابن عباس وابن عمر وغيرهما، قد أشاروا عليه بأن لا يذهب إليهم، ولا يقبل منهم، ورأوا أن خروجه إليهم ليس بمصلحة ، ولا يترتب عليه ما يسر ، وكان الأمر كما قالوا ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً . فلما خرج الحسين- رضي الله عنه-ورأى أن الأمور قد تغيرت ، طلب منهم أن يدعوه يراجع ، أو يلحق ببعض الثغور ، أو يلحق بابن عمه يزيد ، فمنعوه هذا وهذا ، حتى يستأسر ، وقاتلوه ، فقاتلهم فقتلوه ، وطائفة ممن معه ، مظلوماً شهيداً شهادة أكرمه الله بها ، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين ، وأهان بها من ظلمه ،واعتدى عليه. فأوجب ذلك شراً بين الناس ، فصارت طائفة جاهلة ظالمة : إمَّا ملحدة منافقة ، وإما ضالَّة غاوية ، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته ، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة ، وتظهر فيه شعار الجاهلية ، من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، والتعزي بعزاء الجاهلية . قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصار الشيطان بسبب قتل الحسين – رضي الله عنه- يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء ، من اللطم والصراخ ، والبكاء ، والعطش ، وإنشاء المراثي، وما يفضي إلى ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب ، حتى يسب السابقون الأولون ، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب ، وكان قصد من سن ذلك ، فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة ، فإن هذا ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين ، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة ، من أعظم ما حرمه الله ورسوله ).ا.هـ . وهذا مخالف لشرع الله ؛ فالذي أمر به الله ورسوله في المصيبة- إن كانت جديدة-إنَّما هو الصبر،والاسترجاع والاحتساب ، كما قال تعالى:{....وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية)) . وقال صلى الله عليه وسلم : (( أنا برئ من الصالقة والحالقة والشاقة )) . وقال صلى الله عليه وسلم ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة ، وعليها سربال من قطران ودرع من جرب )) . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف له خيراً منها )) . إلا آجره الله في مصيبته وأخلفه خيراً منها . وقال صلى الله عليه وسلم: ((أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت )) . فكيف إذا انظم إلى ذلك ظلم المؤمنين ، ولعنهم وسبهم ، وإعانة أهل الشقاق والإلحاد على ما يقصدونه في الدين من الفساد ، وغير ذلك مما لا يحصيه إلا الله تعالى . فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي ، من اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً ، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة ، وإنشاء قصائد الحزن ، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين ، وكثرة الكذب والفتن في الدين . ولم يعرف المسلمين أكثر كذباً وفتناً، ومعاونة للكفار على أهل الإسلام من هذه الطائفة الضالة الغاوية، فإنهم شر من الخوارج المارقين وأولئك قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : (( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان )) . وهؤلاء يعانون اليهود والنصارى والمشركين على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمته المؤمنين كما أعانوا المشركين من أعداء الإسلام على ما فعلوه ببغداد وغيرها ، بأهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ولد العباس بن عبد المطلب ، وغيرهم من أهل البيت والمؤمنين ، من القتل والسبي وخراب الديار ، وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام . وهذه الطائفة هم الرافضة : الذين اشتهروا دون غيرهم من الطوائف بسبِّ الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما-ولعنهما وبغضهما وتكفيرهما-والعياذ بالله ، ولهذا قيل للإمام أحمد : من الرافضي ؟ قال الذي يسبّ أبا بكر وعمر ) . وبهذا سميت الرافضة ، فإنهم رفضوا زيد بن علي لما تولى الخليفتين أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – لبغضهم لهما ، فالمبغض لهما هو الرافضي ، وقيل : إنما سموا رافضة لرفضهم أبا بكر وعمر- رضي الله عنهما –. وأصل الرفض من المنافقين الزنادقة ، فإنه ابتدعه عبد الله بن سبأ الزنديق ، وأظهر الغلو في علي-رضي الله عنه-؛ بدعوى الإمام بالنص ، وادَّعى العصمة له . ولهذا لما كان مبدأه من النفاق قال بعض السلف : حب أبي بكر وعمر إيمان ، وبغضهما نفاق ، وحب بني هاشم إيمان ، وبغضهم نفاق . وهذه الفرقة هي التي وصفها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله : ( إن الرافضة أمة ليس لها عقل صريح ، ولا نقل صحيح ، ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة ، بل هم من أعظم الطوائف كذباً وجهلاً، ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد ، كما دخل فيهم النصيرية ، والإسماعيلية وغيرهم ، فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يعادونهم ، وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم، ويعمدون إلى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه، وإلى الكذب المختلق الذي يعلم فساده يقيمونه، فهم كما قال فيهم الشُّعبي-رحمه الله-وكان من أعلم الناس بهم-:لو كانوا من البهائم لكانوا حمراً، ولو كانوا من الطير لكانوا رخماً ) ا.هـ. . وأما في الوقت الحاضر : فيستقبل بعض المنتسبين إلى الإسلام في بعض البلدان شهر محرم بالحزن والهم والخرافات والأباطيل ؛ فيصنعون ضريحاً من الخشب ، مزيناً بالأوراق الملونة ويسمونه ضريح الحسين ، أو كربلاء ، ويجعلون فيه قبرين ، ويطلقون عليه اسم ( التعزية ) ، ويجتمع أطفال بملابس وردية أو خضر، ويسمونهم فقراء الحسين . وفي اليوم الأول من شهر تكنس البيوت وتغسل وتنظف ، ثم يوضع الطعام ، وتقرأ عليه فاتحة الكتاب ، وأوائل البقرة ، وسورة الكافرون ، والإخلاص ، والفلق ، والناس . ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ويوهب ثواب الطعام للموتى . وفي خلال هذا الشهر تمنع الزينة ، فتضع النساء زينتهن ، ولا يأكل الناس اللحوم ، ولا يقيمون ولائم الأفراح، بل ولا يتم فيه عقود الزواج ، وتمنع الزوجة من زوجها إن كان لم يمض على زواجهما أكثر من شهرين ، ويكثر ضرب الوجوه والصدور ، وشق الجيوب والنياحة ، ويبدأ اللعن على معاوية وأصحابه ويزيد وسائر الصحابة . وفي العشر الأول من الشهر: تشعل النيران ، ويتواثب الناس عليها ، والأطفال يطوفون الطرقات ، ويصيحون : يا حسين يا حسين . وكل من يولد في هذا الشهر يعتبر شؤماً سيئ الطالع ، وفي بعض المناطق تدق الطبول والدفوف ، وتصدح الموسيقى وتنشر الرايات ، وينصب الضريح ويمر الرجال والنساء والصبيان من تحته، يتمسحون بالرايات ويتبركون، معتقدين أنهم بذلك لا يصيبهم مرض وتطوع أعمارهم . وفي بعض البلدان يخرج الناس في ليلة عاشوراء معصبين عيني الرجل يطوفون الطرقات ، فإذا ما قاربت الشمس على البزوغ عادوا إلى بيوتهم . وفي يوم عاشوراء تطهى أطعمة خاصة ، ويخرج أهل القرى والمدائن إلى مكان خاص يسمونه (كربلاء) فيطوفون حول الضريح الذي يقيمونه ويتبركون بالرايات وتدق الطبول وتضرع الدفوف، فإذا غربت الشمس دفن هذا الضريح ، أو ألقي في الماء ، وعاد الناس إلى بيوتهم ، ويجلس بعض الناس على الطرقات بمشروبات يسمونها(السلسبيل)، ويسقونها للناس بدون مقابل ، ويجلس بعض الوعاظ في الأيام العشر الأول فيذكرون محاسن الحسين، ومساوئ ينسبونها لمعاوية،ويزيد، ويصبون عليها وعلى أصحابها اللعنات. ويروون في فضل عاشوراء وشهر المحرم أحاديث موضوعة وضعيفة وروايات مكذوبة . وبعد أربعين يوماً من عاشوراء ، يحتفلون يوماً واحداً يسمونه الأربعين : يجمعون فيه الأموال ، ويشترون بها أطعمة خاصة يدعون الناس إليها . وهذه البدع تعمل في الهند والباكستان ، وفي البلدان التي يقطنها الشيعة ولاسيما إيران والعراق والبحرين . وإقامتهم لحفلات العزاء والنياحة والجزع ، وتصوير الصور، وضرب الصدور، وما أشبه ذلك مما يصدر منهم في يوم عاشوراء وما قبله من شهر محرم، إنما يعتقدون بذلك القربة إلى الله وتكفير السيئات والذنوب التي صدرت منهم في السنة كلها، ولم يعلموا أن فعلهم هذا مما يوجب الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى . وصدق الله تعالى القائل في محكم كتابه :{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ......} . وقال عز وجل من قائل :{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} . بدعة الفرح في يوم عاشوراء عند النواصب تقدم في المبحث السابق ، ذكر بدعة الحزن في يوم عاشوراء عند الرافضة ، وفي هذا المبحث سنتكلم - إن شاء الله - عن الذين عارضوا الرافضة ، فجعلوا يوم عاشوراء موسم فرح ، وهم النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن الجهَّال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد ، والكذب بالكذب ، والشر بالشر ، والبدعة بالبدعة ، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء ؛ كالاكتحال ، والاختضاب ، وتوسيع النفقات على العيال ، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ، ونحو ذلك مما يُفعل في الأعياد والمواسم ، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح .وكان أول ظهورهم على زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لما أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : بعث علي -رضي الله عنه- إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة ، فقسمها بين الأربعة : الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي ، وعيينة بن بدر الفزاري ، وزيد الطائي ، ثم أحد بني نبهان ، وعلقمة بن علاثة العامري ، أحد بني كلاب . فغضبت قريش والأنصار ، قالوا : يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا! . قال : (( إنَّما أتألفهم )) ، فأقبل رجل غائر العينين ، مشرف الوجنتين ، ناتئ الجبين ، كث اللحية محلوق ، فقال : اتق الله يا محمد ! ، فقال : (( من يطع الله إذا عصيت ؟ أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني ؟ )) . فسأله رجل قتله – أحسبه خالد بن الوليد – رضي الله عنه- فمنعه ، فلما ولَّى قال : (( إن من ضئضئ هذا – أو في عقب هذا – قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان ، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) . وفي رواية لمسلم : بينما نحن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً ، أتاه ذو الخويصرة -وهو رجل من بني تميم- فقال: يا رسول الله! اعدل! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ويلك ،ومن يعدل إن لم أعدل ، قد خبت وخسرت إن لم أعدل )) فقال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - : يا رسول الله! ائذن لي فيه أضرب عنقه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، ويقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء – وهو القدح – ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء ، سبق الفرث والدم . آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعة تدردر ، يخرجون على حين فرقة من الناس )) . قال أبو سعيد : فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأشهد أن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- قاتلهم وأنا معه،فأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكانت الكوفة بها قوم من الشيعة المنتصرين للحسين ، وكان رأسهم المختار بن عبيد الكذاب. وقوم من الناصبة المبغضين لعلي – رضي الله عنه- وأولاده ، منهم الحجاج بن يوسف الثقفي ، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( سيكون في ثقيف كذاب ومبير)) . فكان ذلك هو الكذاب وهذا الناصبي هو المبير ، فأحدث أولئك الحزن ، وأحدث هؤلاء السرور وهذه بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل على الحسين- رضي الله عنه -وتلك بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل له ، وكل بدعة ضلالة ، ولم يستحب أحد من الأئمة الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا ، ولا في شيء من استحباب ذلك حجَّة شرعية . ولا شك في أن النواصب ،وكذلك الرافضة ،مبتدعون في فعلهم هذا مخطئون ،خارج عن السنة ؛لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين،تمسكوا بها، وعضُّو عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )) . ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئاً من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح ، ولكنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، وجد اليهود تصوم عاشوراء ، فقال : ((ما هذا ؟)).فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى -عليه السلام- من الغرق فنحن نصومه . فقال (نحن أحق بموسى منكم)). فصامه وأمر بصيامه . وكانت قريش أيضاً تعظمه في الجاهلية . واليوم الذي أمر الناس بصيامه كان يوماً واحداً فإنه صلى الله عليه وسلم قدم المدينة في شهر ربيع الأول ، فلما كان في العام القابل ، صام يوم عاشوراء ، وأمر بصيامه ، ثم فرض شهر رمضان ذلك العام فنسخ صوم عاشوراء – أي وجوبه – . وقد تنازع العلماء : هل كان صوم ذلك اليوم واجباً ، أو مستحباً ؟ على قولين مشهورين ، أصحهما: أنه كان واجباً، ثم إنه بعد ذلك كان يصومه من يصومه استحباباً ، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم العامة بصيامه، بل كان يقول: ((هذا يوم عاشوراء ، وأنا صائم فيه ، فمن شاء صام )) متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام : (( صوم يوم عاشوراء يكفر سنة ، وصوم يوم عرفة يكفر سنتين )). ولما كان آخر عمره صلى الله عليه وسلم وبلغه أن اليهود يتخذونه عيداً قال: ((لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع)) ؛ ليخالف اليهود ولا يشابههم في اتخاذه عيداً . وكان من الصحابة والعلماء من لا يصومه ، ولا يستحب صومه ، بل يكره إفراده بالصوم ، كما نقل ذلك عن طائفة من العلماء ، ومن العلماء من يستحب صومه . والصحيح أنه يستحب لمن صامه ، أن يصوم معه التاسع ؛ لأن هذا آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله (لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع )) . فهذا الذي سنَّهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما سائر الأمور : مثل اتخاذ طعام خارج عن العادة إما حبوب وإما غير حبوب ، أو تجديد لباس ، أو توسيع نفقة ، أو اشتراء حوائج العام ذلك اليوم ، أو فعل عبادة مختصة كصلاة مختصة به . أو قصد الذبح ، أو ادخار لحوم الأضاحي ليطبخ بها الحبوب ، أو الاكتحال ، أو الاختضاب ، أو الاغتسال ، أو التصافح ، أو التزاور ، أو زيارة المساجد والمشاهد ، ونحو ذلك . فهذه من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين المشهورين . فيجب على الإنسان ، طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، واتباع دينه وسبيله ، واقتفاء هداه ودليله . وعليه أن يشكر الله على ما عظمت به النعمة . قال تعالى :{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} . وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) . . |
||||||||||||
|
|||||||||||||
12-01-2010, 08:35 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||||||||||
|
رد: يوم عاشوراء
الأحاديث الواردة في صيام عاشوراء والمراحل التي مر بها الحمد لله رب العالمين ، وصلى اللَّه وسلم وبارك على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن يوم عاشوراء يوم عظيم، له فضيلة عظيمة ، وحرمة قديمة، وصومه كان معروفاً بين الأنبياء والمرسلين ، وعباد اللَّه الصالحين. وإني في هذا البحث المختصر أذكر أشهر الأحاديث الواردة في فضل صومه والمراحل التي مر بها في مشروعيته: ما ورد في فضل صيامه: 1- عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: " ما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر - يعني رمضان -" . وفي لفظ: " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..". أخرجه البخاري (4/245) (ح2006) ، ومسلم (1132) ، والنسائي (4/204) (ح2370)، وأحمد (1/367) ، وابن خزيمة (2086)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3779)، وفي "السنن الكبرى" (4/286)، والطبراني (1254). 2- وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله" . أخرجه مسلم (1162)، وأبو داود (2/321) (ح2425)، والترمذي (2/115) (ح749) ، وابن ماجة (1/553) (ح1738) ، وأحمد (5/308)، والبيهقي (4/286). تعليق: في هذين الحديثين دليل على فضل صوم يوم عاشوراء، وأنه يكفر السنة التي قبله. والمشهور عند أهل العلم أنه إنما يكفر الصغائر فقط، أما الكبائر فلابد لها من توبة. قال النووي رحمه الله: " يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر . ثم قال: صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرة أو كبائر، ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر" اهـ. المجموع (6/382). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وتكفير الطهارة، والصلاة وصيام رمضان، وعرفة، وعاشوراء للصغائر فقط" . الفتاوى الكبرى (4/428). قلت: ويدل لذلك ما ثبت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر" . * ما ورد في الأمر بصيامه: 3- وعن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال: " قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" . وفي رواية: " فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه" . وفي رواية أخرى: " فنحن نصومه تعظيماً له" . أخرجه البخاري (4/244) ح(2004) ، ومسلم (1130)، وأبو داود (2/426) (ح2444) ، وابن ماجه (1/552) ح(1734) ، والبيهقي (4/286). وأخرجه أحمد (2/359) من حديث أبي هريرة وزاد: "وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي" وإسناده ضعيف، في إسناده عبدالصمد بن حبيب وهو ضعيف، وحبيب بن عبدالله وهو مجهول . قال ابن كثير في تفسيره (2/448) - بعد أن أورده من هذا الوجه - : "وهذا حديث غريب من هذا الوجه" . 4- وعن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي اللَّه عنها قالت: "أرسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة : من كان أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان مفطراً فليتم بقية يومه، فكنّا بعد ذلك نصومه، ونصوِّمه صبياننا الصغار، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم أعطيناها إياه، حتى يكون الإفطار" . وفي رواية: " فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم". أخرجه البخاري (4/200) (ح1960) ، ومسلم (1136) ، وأحمد (6/359) ، وابن حبان (8/385) (ح3620) ، والطبراني (24/275) (ح700) ، والبيهقي (4/288). 5- وعن سلمة بن الأكوع رضي اللَّه عنه ، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً من أسلم: "أن أذِّن في الناس: من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم عاشوراء" . أخرجه البخاري (4/245) (ح2007) ، ومسلم (1135) ، والنسائي (4/192) ، والدارمي (2/22) ، وابن خزيمة (2092) ، وابن حبان (8/384) (ح3619) ، والبيهقي (4/288) ، والبغوي في "شرح السنة" (1784). 6- وعن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه قال: "كان يوم عاشوراء يوماً تعظّمه اليهود، وتتخذه عيداً، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "صوموه أنتم" . وفي رواية لمسلم: " كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فصوموه أنتم". أخرجه البخاري (4/244) (ح2005) ، ومسلم (1131). قال النووي: " الشارة بالشين المعجمة بلا همز، وهي الهيئة الحسنة والجمال، أي يلبسونهم لباسهم الحسن الجميل" . شرح مسلم (8/10). وقال ابن الأثير: " الشارة: الرواءُ والمنظر الحسن والزينة". جامع الأصول (6/308). 7- وعن محمد بن صيفي رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء: " أمنكم أحد أكل اليوم، فقالوا: منا من صام، ومنا من لم يصم، قال: فأتموا بقية يومكم، وابعثوا إلى أهل العَروض فليتموا بقية يومهم". أخرجه النسائي (4/192)، وابن ماجه (1/552) ، (ح1735)، وأحمد (4/388)، وابن خزيمة (2091) ، وابن حبان (8/382) (ح3617) . قال البوصيري في "مصباح الزجاجة " (2/30) : "إسناده صحيح" . قلت: وهو كما قال. - التخيير بين صيامه وإفطاره بعد فرض صيام شهر رمضان: 8- عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: " كان عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل رمضان كان من شاء صام، ومن شاء أفطر". وفي رواية : " كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه" . أخرجه البخاري (4/244) (ح2001) ، (2002) ، ومسلم (1125) ، وأبو داود (2/326) (ح2442)، والترمذي (2/118) (ح753) ، ومالك في "الموطأ" (1/299) ، وأحمد (6/29، 50، 162) ، وابن خزيمة (2080). 9- وعن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "كان عاشوراء يصومه أهل الجاهلية، فلما نزل رمضان قال: من شاء صامه، ومن شاء لم يصمه" . وفي رواية : وكان عبد اللَّه لا يصومه إلا أن يوافق صومه. وفي رواية لمسلم: " إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صامه، والمسلمون قبل أن يفرض رمضان، فلما افترض، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه" . وفي رواية له أيضاً : " فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كره فليدعه" . أخرجه البخاري (4/102، 244) (ح1892) ، (2000) ، و(8/177) (ح4501)، ومسلم (1126) ، وأبو داود (2/326) (ح2443) ، وابن ماجه (1/553) (ح1737) ، والدارمي (1/448) (ح1711) ، وابن حبان (8/386) ، (ح3622) ، (3623) ، والبيهقي (4/290). 10- وعن عائشة رضي اللَّه عنها: " أن قريشاً كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول اللَّه بصيامه، حتى فرض رمضان، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : من شاء فليصمه، ومن شاء فليفطره" . وفي رواية للبخاري: " كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يوماً تستر فيه الكعبة.." . أخرجه البخاري (4/102) (ح1893) ، و(4/244) (ح2002) ، و(3/454) (ح1592)، ومسلم (1125) ، وأبو داود (2/326) (ح2442)، والترمذي (2/118)، (ح753) ، والدارمي (1/449) (ح1712) ، ومالك في "الموطأ" (1/229) ، وأحمد (6/162، 244) ، وابن حبان (8/385) (ح3621) ، والبيهقي (4/288) ، والبغوي في "شرح السنة" (1702). 11- وعن حميد بن عبدالرحمن أنه سمع معاوية رضي اللَّه عنه يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: " هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب اللَّه عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم، ومن شاء فليفطر" . أخرجه البخاري (4/244) (ح2003) ، ومسلم (1129) ، والنسائي (4/204) ، ومالك في "الموطأ" (1/299) ، وابن خزيمة (2085) ، وابن حبان (8/390) ، (ح3626) ، والطبراني (19/326) (ح744) ، والبيهقي (4/290)، والبغوي في "شرح السنة" (1785). 12- وعن علقمة بن قيس النخعي، أن الأشعث بن قيس دخل على عبدالله بن مسعود، وهو يطعم يوم عاشوراء، فقال: يا أبا عبدالرحمن ، إن اليوم يوم عاشوراء، فقال: "قد كان يُصام قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان ترك، فإن كنت مفطراً فاطعم" . وفي رواية لمسلم: " كان يوماً يصومه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان تركه" . أخرجه البخاري (8/178) (ح5403) ومسلم (1127). 13- وعن جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا، ولم يتعاهدنا عنده" . أخرجه مسلم (1128) ، والطيالسي (1/106) (ح784) ، وأحمد (5/96، 105) ، وابن خزيمة (208) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/74)، والطبراني (1869) ، والبيهقي (4/265). 14- وعن قيس بن سعد بن عبادة رضي اللَّه عنه قال: " أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان، لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله" . أخرجه النسائي في "الكبرى" (2/158) (ح2841) ، وأحمد (3/421) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار (2/74). وإسناده صحيح. - تعليق: قال ابن رجب رحمه اللَّه في "اللطائف" ص106: "فهذه الأحاديث كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجدد أمر الناس بصيامه بعد فرض صيام شهر رمضان، بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهي عن صيامه، فإن كان أمره صلى الله عليه وسلم بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان للوجوب، فإنه ينبني على أن الوجوب إذا نسخ فهل يبقى الاستحباب أم لا؟ وفيه اختلاف مشهور بين العلماء، وإن كان أمره للاستحباب المؤكد فقد قيل: إنه زال التأكيد وبقي أصل الاستحباب، ولهذا قال قيس بن سعد: ونحن نفعله" . وقال ابن حجر في الفتح (4/247): "ويؤخذ من مجموع الأحاديث أنه كان واجباً لثبوت الأمر بصومه، ثم تأكد الأمر بذلك، ثم زيادة التأكيد بالنداء العام، ثم زيادته بأمر من أكل بالإمساك، ثم زيادته بأمر الأمهات أن لا يرضعن فيه الأطفال، وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم: " لما فرض رمضان ترك عاشوراء"، مع العلم بأنه ما ترك استحبابه، بل هو باق، فدل على أن المتروك وجوبه" اهـ. - استحباب صوم يوم آخر معه مخالفة لأهل الكتاب: 15 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" . وفي رواية قال: " حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام القابل - إن شاء اللَّه - صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم " . أخرجه مسلم (1134) ، وأبو داود (2/327) (ح2445)، وأحمد (1/236)، وابن أبي شيبة (2/314)، (ح9381)، والطحاوي (2/78)، والطبراني (11/16)، (ح10891)، والبيهقي (4/287). 16- وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أيضاً ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً" . أخرجه أحمد (1/241)، وابن خزيمة (2095)، والبيهقي (4/287) ، وابن عدي في "الكامل" (3/956)، من طريق هشيم بن بشير. وأخرجه البزار (1052 - كشف الأستار) من طريق عيسى بن المختار، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/78) ، من طريق عمران بن أبي ليلى ، والحميدي (1/227)(ح485) ، وعنه البيهقي (4/287) من طريق سفيان بن عيينة. أربعتهم عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي ، عن أبيه علي بن عبدالله بن عباس، عن جده رضي اللَّه عنه. ولفظ عيسى بن المختار: " صوموا قبله يوماً وبعده يوماً " . ولفظ سفيان بن عيينة: " لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده - يعني يوم عاشوراء -" . وأخرجه ابن عدي (3/956) من طريق ابن حي، عن داود بن علي به، بلفظ: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن يوماً قبله، ويوماً بعده - يعني يوم عاشوراء". قال البزار : " قد روي عن ابن عباس من غير هذا الوجه، ولا نعلم روى صوموا قبله يوماً وبعده، إلا داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس تفرد بها عن النبي صلى الله عليه وسلم " اهـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/188) : " رواه أحمد والبزار، وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام" . وقد ذكر ابن حجر الحديث في "التلخيص" (2/213) وسكت عنه. قلت: الحديث إسناده ضعيف، لحال محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، فهو سيء الحفظ جداً، وقد ضعفه أحمد ويحيى بن معين وغيرهما. انظر: تهذيب الكمال (25/622) ، وميزان الاعتدال (3/ ترجمة 7825). وفيه : داود بن علي بن عبد اللَّه بن عباس، قال الذهبي: "ليس حديثه بحجة". المغني (1/219). والحديث أورده ابن عدي في "الكامل" (3/956) ، في ترجمة داود بن علي بن عبدالله بن عباس مستنكراً له. * وقد روي عن ابن عباس موقوفاً عليه: فأخرجه عبد الرزاق (7839) ومن طريقه: البيهقي (4/287) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار " (2/78) ، من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما بلفظ: "صوموا التاسع والعاشر، خالفوا اليهود" وإسناده صحيح، وقد صححه ابن رجب في "اللطائف" ص(108). * وقد ذهب بعض الأئمة إلى العمل بهذا الحديث، واستحبوا صيام التاسع والعاشر، لا سيما وأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ونوى صيام التاسع. قال في "المغني" (4/441) : "إذا ثبت هذا فإنه يستحب صوم التاسع والعاشر لذلك - يعني عدم التشبه باليهود - نص عليه أحمد، وهو قول إسحاق"اهـ. وقال أحمد في رواية الأثرم: " أنا أذهب في عاشوراء : أن يصام يوم التاسع والعاشر، لحديث ابن عباس" . وبناء عليه فقد ذكر ابن القيم في "الزاد " (2/76) ، وابن حجر في "الفتح" (4/246) أن صيام عاشوراء على ثلاث مراتب: أكملها: أن يصام قبله يومٌ وبعده يوم. ويليها: أن يصام التاسع والعاشر. ويليها: إفراد العاشر وحده بالصوم. قلت: أما الأولى وهي أن يصام قبله يوم وبعده يوم؛ فلم يثبت بها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما صح ذلك عن ابن عباس موقوفاً عليه. لكن له أن يفعل ذلك لأحد أمرين: إما أن يشك في دخول الشهر، فيصوم ثلاثة أيام احتياطاً، فقد روي عن الإمام أحمد أن قال: "فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام ، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر" . المغني (4/441). وقد ذكر رجب في "اللطائف " ص109، أن ممن روى عنه فعل ذلك أبو إسحاق وابن سيرين، وأنهما إنما يفعلان ذلك عند الاختلاف في هلال الشهر احتياطاً. الحال الثانية: أن ينوي بصيامها مع صيام يوم عاشوراء، صيام ثلاثة أيام من كل شهر، لما ثبت في "الصحيحين" عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله" . وقد نص الشافعي رحمه اللَّه في " الأم" على استحباب صيام ثلاثة أيام التاسع والعاشر والحادي عشر. * وأما صيام التاسع مع العاشر، فهو الذي وردت به السنة كما تقدم ، قال ابن حجر رحمه اللَّه في "الفتح" (4/245) -في تعليقه على حديث : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"- : "ما هم به من صوم التاسع يحتمل معناه ألا يقتصر عليه، بل يضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له، وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح، وبه يشعر بعض روايات مسلم" . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - كما في "الفتاوى الكبرى" (2/259) : "نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة، مثل قوله في عاشوراء: "لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع" . * وأما إفراد العاشر وحده بالصوم، فقد صرح الحنفية بكراهته. الموسوعة الفقهية (28/90). قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : " ومقتضى كلام أحمد : أنه يكره الاقتصار على العاشر؛ لأنه سئل عنه فأفتى بصوم اليومين وأمر بذلك، وجعل هذا هو السنة لمن أراد صوم عاشوراء، واتبع في ذلك حديث ابن عباس، وابن عباس كان يكره إفراد العاشر على ما هو مشهور عنه" . اقتضاء الصراط المستقيم (1/420). وقال في موضع آخر: " صيام يوم عاشوراء كفارة سنة، ولا يكره إفراده بالصوم" . الفتاوى الكبرى (4/461). * أي يوم عاشوراء؟ قال النووي رحمه اللَّه : " عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان ، هذا هو المشهور في كتب اللغة، قال أصحابنا هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه، وبه قال جمهور العلماء... وهو ظاهر الأحاديث، ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة" اهـ. المجموع (6/383). وقال ابن المنير: " الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر اللَّه المحرم، وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية" الفتح (4/245). قلت: لكن ورد عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ما يخالف ذلك: 17- عن الحكم بن الأعرج قال: انتهيت إلى ابن عباس رضي اللَّه عنهما، وهو متوسِّد رداءه عند زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء، فقال: "إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائماً، قلت: هكذا كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم" . أخرجه مسلم (1133)، وأبو دواد (2/327) (ح2446) ، والترمذي (2/119) (ح754) ، وأحمد (1/239، 280) ، وابن خزيمة (2098) ، والطحاوي (2/75) ، وابن حبان (8/395) (ح3633) ، والبيهقي (4/287). فهذا الحديث يدل على أن عاشوراء هو اليوم التاسع من المحرم. لكن أجاب ابن القيم رحمه اللَّه في "الزاد" (2/75) عن ذلك بقوله: "من تأمل مجموع روايات ابن عباس، تبين له زوال الإشكال، وسعة علم ابن عباس، فإنه لم يجعل عاشوراء هو اليوم التاسع، بل قال للسائل: صم اليوم التاسع، واكتفى بمعرفة السائل أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر الذي يعده الناس كلهم يوم عاشوراء، فأرشد السائل إلى صيام التاسع معه، وأخبر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصومه كذلك، فإما أن يكون فِعل ذلك هو الأولى، وإما أن يكون حمل فعله على الأمر به، وعزق عليه في المستقبل، ويدل على ذلك أنه هو الذي روى: "صوموا يوماً قبله ويوماً بعده" ، وهو الذي روى: أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بصيام يوم عاشوراء يوم العاشر. وكل هذه الآثار عنه يصدّق بعضها بعضاً، ويؤيد بعضها بعضاً" اهـ. قلت: تقدم أن حديث " صوموا يوماً قبله ويوماً بعده" لا يصح مرفوعاً . وقال في "تهذيب السنن" (3/324) - عن قوله " هكذا كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه " -: " وصدق رضي اللَّه عنه ، هكذا كان يصومه لو بقي .." . خاتمة : اعلم أنه لم يصح في فضل التوسعة على العيال في هذا اليوم حديث ، وقد أنكر شيخ الإسلام وغيره ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من وسَّع على أهله في يوم عاشوراء وسع اللَّه عليه سائر سنته" . كما أن ما يفعله بعض الطوائف المنحرفة من إظهار الحزن فيه والمآتم بدعة وضلالة . والله الموفق . |
||||||||||||
|
|||||||||||||
12-01-2010, 08:37 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||||||||||
|
رد: يوم عاشوراء
أحاديث صوم عاشوراء في الكتب الستة رواية ودراية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد : فهذا موضوع لطيف أجمع فيه ما ورد من الأخبار والأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يختص بصوم يوم عاشوراء مما جاء في الكتب الستة بدأت بما اتفق عليه الشيخان فإن خرجّه أهل السنن ذكرت ذلك ثم بما انفرد به مسلم عن البخاري فإن خرجّه أهل السنن ذكرت ذلك ثم ختمت بما انفرد به أهل السنن وأشير إلى ما جاء في بعضها من ضعف أو شذوذ. وختمت بالبحث بذكر فقه الأحاديث رواية بذكر المسائل والفوائد وأحيل القارئ في كثير منها إلى مظانها الأصلية رجاء الاختصار. والله أسأل أن ينفع بها أولاً: ما اتفق عليه الشيخان 1- حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره " أخرجه البخاري ومسلم عن عروة من ثلاثة طرق : 1- الزهري 2- هشام بن عروة 3- عراك بن مالك فأما حديث الزهري فأخرجه البخاري في مواضع من صحيحه [ كتاب الحج – باب قول الله تعالى ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم ) ح 1592 ، كتاب الصوم – باب صوم يوم عاشوراء ح 2001 ، كتاب التفسير – باب ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ح 4502] ومسلم في صحيحه ( كتاب الصيام ح (2639 وابن ماجه ( كتاب الصيام – باب صيام يوم عاشوراء ح 1733( وقد رواه عن الزهري جماعة منهم عقيل ( ح 1925) وشعيب (ح 2001) كما عند البخاري ، وسفيان بن عيينة كما عند البخاري ( ح 4502) ومسلم ( ح 2639) وابن أبي ذئب عند ابن ماجه (1733). وأما حديث هشام بن عروة فقد أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه [كتاب الصوم – باب صوم يوم عاشوراء ح 2002، كتاب مناقب الأنصار – باب أيام الجاهلية ح 3831 ، كتاب التفسير – باب ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ح 4504] ومسلم في صحيحه (كتاب الصيام ح 2637) والترمذي في جامعه (كتاب الصوم – باب ما جاء في الرخصة في ترك صوم يوم عاشوراء ح 753 وقال : حديث صحيح) وأبو داود في سننه (كتاب الصيام – باب في صوم يوم عاشوراء ح 2442) وأما حديث عراك بن مالك فقد أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الصوم – باب وجوب صوم رمضان ح 1893) ومسلم في صحيحه( كتاب الصيام ح 2641 ) 2- حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في عاشوراء : " من شاء صام ومن لم يشأ لم يصمه " أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر من طريقين : 1- نافع. 2- سالم. فأما حديث نافع فقد أخرجه البخاري في [كتاب الصوم – باب وجوب صوم رمضان ح 1892 ، كتاب التفسير – باب (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ح 4501] ومسلم في صحيحه (كتاب الصيام ح 2642-2646 ) وجاء في حديثه : " أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان .." الحديث وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لا يصومه إلا أن يوافق صيامه. وأبو داود في (كتاب الصيام – باب في صوم يوم عاشوراء ح 2443) وابن ماجه(كتاب الصيام – باب صيام يوم عاشوراء ح 1737 ) وأما حديث سالم فقد أخرجه البخاري في (كتاب الصوم – باب صوم يوم عاشوراء ح 2000) ومسلم في (كتاب الصيام ح 2647) 3- حديث الزهري عن حميد بن عبدالرحمن أنه سمع معاوية رضي الله عنهما عام حجّ على المنبر يقول : ( يا أهل المدينة أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر) أخرجه البخاري في (كتاب الصوم – باب صوم يوم عاشوراء ح 2003 ( ومسلم في صحيحه (كتاب الصيام ح 2653-2655 ) والنسائي (كتاب الصوم – باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك ح 2373) 4- حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : " ما هذا ؟ " قالوا : هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال : " فأنا أحق بموسى منكم " فصامه وأمر بصيامه. أخرجه البخاري ومسلم عن سعيد من طريقين : 1- عبدالله بن سعيد بن جبير. 2- أبي بشر. فأما حديث عبدالله بن سعيد بن جبير فقد أخرجه البخاري في[كتاب الصوم – باب صوم يوم عاشوراء ح 2004 – كتاب أحاديث الأنبياء – باب قول الله تعالى ( وهل أتاك حديث موسى ) و (كلم الله موسى تكليما ) ح 3397] ومسلم ( كتاب الصيام ح 2658-2659) وأما حديث أبي بشر فقد أخرجه البخاري في [كتاب مناقب الأنصار – باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ح 3949 – كتاب التفسير – باب (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) ح 4680 – كتاب التفسير – باب (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى () فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى ح [4737 ومسلم في (كتاب الصيام ح 2656-2657) وأبو داود في (كتاب الصيام – باب في صيام يوم عاشوراء ح 2444) وانفرد ابن ماجه فرواه في (كتاب الصيام – باب صيام يوم عاشوراء ح 1734 ) من طريق أيوب عن سعيد بن جبير ، والمحفوظ أنه عن أيوب بواسطة كما في الصحيحين. 5- حديث أبي أسامة عن أبي عُميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضي الله عنه قال : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً قال النبي صلى الله عليه وسلم : " صوموه أنتم " أخرجه البخاري في (كتاب الصوم – باب صوم يوم عاشوراء ح 2005 – كتاب مناقب الأنصار – باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ح (3942 ومسلم في (كتاب الصيام ح 2660) وانفرد مسلم فرواه (كتاب الصيام ح 2661 ) من طريق صدقة بن أبي عمران عن قيس بن مسلم به ، وجاء في حديثه ( كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً ويلبسون نساءهم حليهم وشارتهم) الحديث ، والشّارة والشورة هي كل ما يتزين به وهي الهيئة الحسنة. 6- حديث سفيان بن عيينة عن عبيدالله بن أبي يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان " أخرجه البخاري في (كتاب الصوم – باب صوم يوم عاشوراء ح 2006 ) ومسلم (كتاب الصيام ح 2662) والنسائي ( كتاب الصيام - باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك ح 2372 ) وانفرد مسلم فرواه (كتاب الصيام ح 2663) من طريق ابن جريج عن عبيدالله بن أبي يزيد به. 7- حديث يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : (أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم أن أذن في الناس أن من كان أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء ) أخرجه البخاري في [ كتاب الصيام باب إذا نوى بالنهار صوما ح 1924 و باب صوم يوم عاشوراء ح 2007 ] من طريقي أبي عاصم والمكي بن إبراهيم عن يزيد ؛ وهو من ثلاثيات البخاري ، ومسلم في ( كتاب الصيام ح 2668 ) من طريق حاتم بن إسماعيل به والنسائي في (كتاب الصيام – باب إذا لم يجمع من الليل هل يصوم ذلك اليوم من التطوع ؟ ح 2323 ) من طريق يحيى بن سعيد به ، ومن طريقه أخرجه البخاري في ( كتاب كتاب أخبار الآحاد – باب ما كان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراء والرسل واحداً بعد واحد ح 7265 ) وهو من هذا الطريق من رباعيات البخاري. 8- حديث عبدالله بن مسعود أنه دخل عليه الأشعث بن قيس حين يتغدى فقال : اليومُ عاشوراء فقال عبدالله: كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل تُرك ، ادنُ فكُل. أخرجه البخاري في [كتاب التفسير – باب ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ح 4503] من طريق علقمة به ومسلم في (كتاب الصيام ح 2648-2651) من طرق عن الأشعث به. 9- حديث بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عن الرُّبيع بنت معوذ بن عفراء قالت : أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة " من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية صومه " فكنا بعد ذلك نصومه ونصّوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على طعام أعطيناها إياه عند الإفطار. أخرجه البخاري (كتاب الصوم – باب صوم الصبيان ح (1960 و مسلم (كتاب الصيام ح 2669 ( وانفرد مسلم فرواه من طريق أبي معشر العطار عن خالد بن ذكوان به. ثانياً : ما انفرد به مسلم عن البخاري 1- حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده. أخرجه مسلم في ( كتاب الصيام ح 2652) من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر. 2- حديث الحكم بن الأعرج قال : انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه عند زمزم فقلت له : أخبرني عن صوم عاشوراء ؟ فقال : إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما قلت : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال : نعم. أخرجه مسلم ( كتاب الصيام ح 2664-2665) من طريقي حاجب بن عمر ومعاوية بن عمرو عن الحكم والترمذي ( كتاب الصوم – باب ما جاء في عاشوراء أي يوم هو ؟ ح 754) وأبو داود (كتاب الصيام – باب ما روي أن عاشوراء اليوم التاسع ح (2446 3- حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حين قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن يوم عاشوراء يوم تعظمه اليهود والنصارى قال : " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع " وفي رواية " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " أخرجه مسلم (كتاب الصيام ح 2266-2267) من طريقي أبي غطفان طريف المري وعبدالله بن عمير. ومن طريق أبي غطفان أخرجه أبو داود (كتاب الصيام – باب ما روي أن عاشوراء اليوم التاسع ح 2445) ومن طريق عبدالله بن عمير أخرجه ابن ماجه )كتاب الصيام – باب صيام يوم عاشوراء ح 1736( 4- حديث غيلان بن جرير عن عبدالله بن معبد الزّماني عن أبي قتادة رضي الله عنه – في صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث طويل – قال : وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال : " يكفر السنة الماضية " وفي رواية " صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " أخرجه مسلم (كتاب الصيام ح ( 2746-2747) والترمذي (كتاب الصوم – باب ما جاء في الحث على صوم يوم عاشوراء ح 752 ( وابن ماجه (كتاب الصيام – باب صيام يوم عاشوراء ح 1738( ثالثاً : ما انفرد به أهل السنن مما لم يخرجه صاحبا الصحيح 1- حديث حصين عن الشعبي عن محمد بن صيفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء: " أمنكم أحد أكل اليوم ؟ فقالوا : منا من صام ومنا من لم يصم قال: " فأتموا بقية يومكم وابعثوا إلى أهل العروض فليتموا بقية صومهم " أخرجه النسائي ( كتاب الصيام – باب إذا طهرت الحائض أو قدم المسافر في رمضان هل يصوم بقية يومه ؟ ح 2322) وابن ماجه) كتاب الصيام – باب صوم يوم عاشوراء ح 1735 ( وهو حديث صحيح. وليس لمحمد بن صيفي رضي الله عنه في الكتب الستة سوى هذا الحديث. 2- حديث عبدالرحمن بن مسلمة عن عمه أن أسلم أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " صمتم يومكم هذا ؟ " قالوا : لا قال : " فأتموا بقية صومكم واقضوه " قال أبو داود : يعني صوم عاشوراء. أخرجه أبو داود ( كتاب الصيام – باب في فضل صومه ح 2447 ( وهو من الأحاديث التي تفرد بها أبو داود عن الصحيحين. وعبدالرحمن بن مسلمة مختلف في اسمه فقيل عبدالرحمن بن سلمة وقيل عبدالرحمن بن المنهال ، ولا يعرف عمه قاله البيهقي. ونقل ابن القيم في تعليقاته على السنن تضعيف عبدالحق لهذا الحديث بذكر القضاء وهذا حق فقد جاء الأمر في الصحيح وغيره من غير الأمر بالقضاء. وفي سند الحديث اختلاف على قتادة فالأظهر أنه حديث ضعيف. ولا يعرف لعبدالرحمن بن مسلمة عن عمه في الكتب الستة سوى هذا الحديث. 3- حديث الحر بن الصياح عن هنيدة بن خالد عن امرأته قالت : حدثتني بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء وتسعا من ذي الحجة وثلاثة أيام من الشهر أول اثنين من الشهر وخميسين) أخرجه النسائي ( كتاب الصيام – باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك ح 2374 – وباب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك ح 2418-2420) وأبو داود ( كتاب الصيام – باب في صوم العشر ح 2437 ) وفيه (الخميس ) من غير ذكر الخميسين. وهوحديث مضطرب سنداً ومتناً. 4- حديث الحسن عن ابن عباس قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء يوم العاشر أخرجه الترمذي ( كتاب الصوم – باب ما جاء في عاشوراء أي يوم هو ح 755) وقال : حديث ابن عباس حسن صحيح. وحمل كلام أبي عيسى على حديث ابن عباس المتقدم لهذا وهو حديث الحكم بن الأعرج عن ابن عباس المخرج في الصحيح. والحسن لم يسمع من ابن عباس نصّ عليه ابن المديني في علله وغيره فهو حديث منقطع ، ومتنه يخالف ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في حديث الحكم بن الأعرج المخرج في الصحيح. فقه الأحاديث رواية : في هذه أحاديث فوائد جمة أذكرها من غير ترتيب : 1- أن صوم عاشوراء كان منذ القدم فقد كانت قريش تصومه في الجاهلية ( انظر سبب صومهم في فتح البارئ ) وكانت اليهود تصومه. 2- صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء قبل الهجرة وبعدها وأمر بصيامه فلما وجد اليهود يصومونه قال: ( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ) 3- اتفق العلماء أن صوم يوم عاشوراء اليوم ليس بواجب واختلفوا في مبدأ صيامه هل كان واجباً أو مستحباً ؟ على قولين ذهب أبو حنيفة ورواية عن أحمد رجحها ابن القيم أن صومه كان واجبا ، والجمهور أنه كان مستحبا. 4- ثبت عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم أنهم لا يصومون عاشوراء بعد فرض رمضان منهم ابن مسعود رضي الله عنه وابن عمر رضي الله عنهما فكان لا يصومه إلا أن يوافق صومه. والأحاديث دالة على بقاء استحباب صوم عاشوراء ، وقول ابن مسعود رضي الله عنه : " فلما نزل رمضان تُرك " أي وجوبه لا استحبابه. 5- فيه موالاة المؤمنين فعاشوراء يوم نجّى الله فيه موسى وقومه فصامه موسى شكراً فصامه النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه دليل على أن العمل شكر قال تعالى ( اعملوا آل داود شكراً) ولا يكون شكراً إلا بموافقة السنة ، وقد أورد ابن حجر الهيثمي رحمه الله وتبعه غير واحد في أن صوم النبي صلى الله عليه وسلم لعاشوراء فيه ارتباط بالحوادث العظيمة ففيه دليل على مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من غرائب الاستدلال ذكرته للتعجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين لأنه يوم ولد فيه وبعث فيه وداوم على ذلك فالعجب من مخالفة السنة بالصيام إلى الاحتفال الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة والتابعين ولا أحد من أهل القرون المفضلة. يُنظر ( اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم ) لأبي العباس ابن تيمية الحفيد فهو كتاب نافع في بابه. 6- اختلف أهل العلم في عاشوراء هل هو اليوم التاسع أو العاشر ؟ وسبب الاختلاف أن قوله صلى الله عليه وسلم ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) هل هو نقل لعاشوراء من العاشر إلى التاسع أو المعنى صيام التاسع مع العاشر ؟ الأظهر الثاني، وهو قول أكثر أهل العلم أن عاشوراء هو اليوم العاشر وذهب ابن حزم رحمه الله أن عاشوراء هو اليوم التاسع فقال في المحلى : " ونستحب صوم يوم عاشوراء وهو اليوم التاسع فإن صام العاشر فهو حسن " واستدل بحديث الحكم بن الأعرج وقول ابن عباس رضي الله عنهما : اعدد تسعا وأصبح يوم التاسع صائما ؛ وتأول قول ابن عباس رضي الله عنهما فقيل أراد بيان السنة فذكر له التاسع لأن العاشر معلوم وقيل هذا مأخوذ من إظماء الإبل فكانوا يوردون اليوم العاشر ويقولون وردنا تسعا وقيل غير ذلك. 7- عاشوراء على وزن فاعولاء وهذا الوزن قليل في لغة العرب. وكان يوماً تستر فيه الكعبة في الجاهلية. وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح أن الكعبة كانت في زمانه تستر يوم النحر. وفي زماننا اليوم تستر الكعبة يوم عرفة. 8- صوم الحادي عشر جاء فيه حديث ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خالفوا اليهود صوموا يوما قبله أويوما بعده " رواه أحمد وغيره ولا يصح فيه ابن أبي ليلى سيء ضعيف. وصوم التاسع والعاشر والحادي عشر لا أعرف فيه حديثا. والأفضل هو صوم التاسع والعاشر. 9- ضعف بعض المتأخرين حديث أبي قتادة رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم في فضل صومه وهذا من الغرائب ولا أعرف أحداً من الحفاظ المتقدمين تكلم فيه. ومن الفوائد مما لها علاقة بالباب مما لم يأت فيما سبق من الأحاديث : 1- هل يكره إفراد عاشوراء بالصيام ؟ فيه خلاف والأظهر أنه لا يكره. 2- إذا وافق عاشوراء يوم السبت فهل يصام ؟ من صحح حديث ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ..) الحديث منع من صيامه ، وأكثر الحفاظ والمحدثين على أنه حديث غير صحيح وعليه فلا بأس بصيامه. 3- جمهور أهل العلم أن تكفير صوم عاشوراء خاص بصغائر الذنوب فإن قيل صوم عرفة يكفر سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة فما فائدة صوم يوم عاشوراء ؟ أورد هذا ابن القيم في أوائل كتابه ( الجواب الكافي ) في سياق حديثه عن المغترين وأجاب عنه فليرجع إليه. 4- لماذا كان صوم يوم عرفة يكفر سنتين وصوم عاشوراء يكفر سنة ؟ قال بعض العلماء لأن صوم عرفة من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وصوم عاشوراء من شريعة موسى عليه السلام. 5- أحدث الناس في يوم عاشوراء أعمالاً لا أصل لها فمنهم من يحتفل به احتفالا حتى يعرف بـ " يوم زمزم " إذ كل من يرى ذلك اليوم فإنه يرش عليه بالماء رجاء البركة كما يرش على المتاع وغيره كما يحدث في بعض مناطق المغرب وهي في طريقها للاندثار وفي الليل احتفال خاص وعلى النقيض فإن الرافضة جعلوه مأتماً ويقولون أحاديث صوم عاشوراء من وضع بني أمية وهذا من العجائب. ومن نظم بعضهم في أعمال يوم عاشوراء : صُم صَلِّ صِل زُرْ عالمًا ثم اغتسل ** رأس اليتيم امسح تصدَّق واكتحل ولا يصح من هذا الأعمال يوم عاشوراء إلا الصيام نصّ عليه ابن القيم في المنار المنيف. وسِّع على العيـال قلم ظفـرًا*** وسـورة الإخلاص قل ألفًا تَصِل وأما حديث ( من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ) فحديث منكر ، وإنما هو بلاغ محمد بن المنتشر عن أبيه. وهناك مسائل مشكلة في صوم عاشوراء منها أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه ومقدمه إنما كان في ربيع الأول فكيف ذلك ؟ وحديث ابن عباس " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " أنه لم يعلم بصيام اليهود إلا قبل موته بسنة وقد قدم المدينة وهو يصومونه ؟ أجاب عن هذه الإشكالات وغيرها ابن القيم في زاد المعاد ( 2/63-73) 6- العلة من صوم عاشوراء هو مخالفة اليهود كما جاء في صحيح مسلم من حديث وكيع عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبدالله بن عمير عن ابن عباس رضي الله عنها ، وقد أخرجه ابن ماجه من حديث أحمد يونس عن ابن أبي ذئب به وزاد " مخافة أن يفوته عاشوراء " أي أن العلة من صيام التاسع هو الاحتياط لعاشوراء ، وَ وكيع أحفظ من أحمد بن يونس فهذه زيادة شاذة. وهنا مسألة تترتب على هذا وهي أن اليهود اليوم لا يوافق صيام عاشوراء لصيامنا فعاشوراء عندهم يسمونه اليوم الكبير ( Yom Kippur ) وهو اليوم العاشر من شهر تشرى (Tishra ) وهو الشهر السابع من تقويم اليهود ويوافق صيام عاشوراء بالتقويم الميلادي تارة شهر سبتمبر وتارة شهر أكتوبر وهو يتغير بينهما سنويا فهل يقال بزوال سنية صوم التاسع مع مشروعية صيامه ؟ هذا محل بحث وتأمل. 7- حديث أبي قتادة رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم في فضل صوم يوم عاشوراء يعرف بـ " مسلسل عاشوراء " فهو حديث مسلسل بالتحديث يوم عاشوراء فلا يحدث به مسلسلا بشرطه إلا ذلك اليوم. وقد تكلم في تسلسله وأوله كان في مجلس أملاه المنذري في فضل صوم عاشوراء ، وقد طبع ثم تتابع المسلسل إلى يومنا |
||||||||||||
|
|||||||||||||
12-01-2010, 18:39 | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||||||||||
|
رد: يوم عاشوراء
العقرب بارك الله فيك وبجهودك وبتميزك يعطيك الصحه والعافيه تسلم الايادي والمواضيع القيمة شششششششششششكرا |
||||||||||||
|
|||||||||||||
الموضوع الحالى: يوم عاشوراء -||- القسم الخاص بالموضوع: المنتدى الاسلامى العام -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فضل صيام عاشوراء | أنيسة | المنتدى الاسلامى العام | 16 | 29-12-2009 08:45 |
لتاسع والعاشر من شهر الله المحرَّم .... | فلسطين | المنتدى الاسلامى العام | 2 | 28-12-2009 11:26 |
شهرالله المحرم ويوم عاشورا | أنيسة | المنتدى الاسلامى العام | 4 | 21-12-2009 17:29 |
حكم تحري ليلة عاشوراء | هبة الرحمن | المنتدى الاسلامى العام | 2 | 21-11-2009 11:43 |
صيام يوم عاشوراء | فله | الخيمة الرمضانية | 3 | 01-08-2009 01:30 |
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...