قصة يوسف واسرائيل

قصة يوسف واسرائيل

قصة سيدنا يوسف نعلمها جميعا ....قصة بدأت بالحزن وانتهت بدموع الفرح....اراد الله لنبيه الحفظ من كل سوء....فحفظه من ظلمة ووحشة البئر بل وارسل اليه اناس ينقذوه منه....ثم حماه من فتنة النساء الا ان فتح الله عليه بما احب له وكتب عليه....نعم فقد شاء الله لسيدنا يوسف ان يعاني من اجل ان نعتبر من تلك القصص التي وردت في القران الكريم....ولكن الله تعالى لم يتخلى عنه فاستجاب لدعائه وانقذه من كل سوء. اما قصة يوسف ابن رام الله ....ابن فلسطين....ابن الكرامة .....ابن البطوله....ابن الجراح والاهات....ابن الرجولة في زمن عز فيه الرجال.

سادتي الكرام: قبل حوالي 10 ايام كنت انا شخصيا انتظر زيارة من نوع اخر....زيارة جهزت لها دموعي بقدر استطاعتي ....كنت جاهزا لأرى الابطال وجه لوجه....ولا اخفيكم انني كنت خائفا من المواجهه...فللأشخاص هيبه وللزيارة مناسبه....كنت اريد تقبيل ايديهم الطاهره التي رمت اليهود بالحجاره....كنت اود ان اقول لأهلي ولكل من حولي تعالوا وشاهدوا من يصنعون العزة والكرامة للعرب....واقترب الموعد وزادت دقات القلوب وارتعشت مشاعري شوقا وخوفا....ويمر الموعد دون ان ياتي احد....اين انت يا يوسف ....وعدني والدك ان تكون بيننا في عطلتك الصيفيه....واقسم انني فرغت نفسي وعائلتي لاستقبالك ....اقسم انني انتظرتك حتى فاضت مدامعي....واليوم وقد فات الموعد ولم تاتي علمت السبب....علمت انك يا ابن الستة عشر عاما قد اعتقلوك....او اختطفوك يا ابن رام الله....لقد وفيت بوعدك واتيت فأبت حدود الذل والهوان ان توصلك الينا....أبت الاسلاك الشائكه المحيطه بك من كل جانب ان تسمح لك بالمرور.

اعتقلوك قبل ان تطأ قدماك تراب الاردن ....اختطفوك ابناء القردة والخنازير ....ارهابيي كل العصور....ما زلت هناك شهر اعتقال وبعدها شهر للمحاكمه....فانتهت العطله الصيفيه يا صديقي في السجون الاسرائيليه....قضيت وستقضي عطلتك في المكان الذي يجتمع فيه الابطال والرجال....نعم في هذه الحاله (السجن للرجال).....فكيف بعد الان سأرفع عيني في وجهك وقد نلت من المجد ما ترق له القلوب وتذوب طبقات الجبين له حياءا....فأين نحن منك يا صديقي.
اعلم انك مناضل من بيت مناضلين...واعلم اننا في الوقت الذي نبكيك فيه هناك والدتك تزغرد فرحا ببطولاتك....وهناك امل ترفع اكفها للسماء تدعوا لك بان يحفظك الله وشباب فلسطين لان بكم ستعود فلسطين عربيه لا بغيركم. صديقي يوسف سأنتظرك في العطل القادمه وساحتفل بك وارفع راسي ليطاول عنان السماء لاني ساتشرف بمقابلتك....وسأعد نفس العده...فقد علمت ان معنوياتك عاليه وهذا الوضع الطبيعي لم هو بمثلك عاش على دوي القنابل ونام تحت شظايا الصواريخ ودرس تحت اشعة القنابل الفسفوريه فيا لفخرنا واعتزازنا بك...اما انتي يا امل فاكملي الدعاء ولا تتوقفي فالله لا يترك من يدافع عن دينه وعرضه وكما حمى سدنا يوسف في محنه ادعوا الله ان يحفظ يوسف من سوء اولئك الارهابيين الذين لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمه...اولئك الذي يدعون امام العالم انهم يريدون السلام وهم براءة منه.


بقلم : م.محمد البطاينه

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج

مشكور على الموضوع