|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى فش خلقك .. فضفض طفشان ..؟؟ متضايق ..؟؟ زعلان ..؟؟ مستانس ..؟؟ ولهان ..؟؟ جوعان ..؟؟ عطشان ..؟؟ عثمان ؟؟ .. فش خلقك .. اكتب اللي تريده,, اي شي يجول في خاطرك .. اكتب عن مواقف صارت لك من زمان او موقف صار لك اليوم .. |
كاتب الموضوع | ابو قنوة | مشاركات | 5 | المشاهدات | 7783 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
26-10-2010, 10:42 | رقم المشاركة : ( 1 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
اخونجيات
الحجاج اخونجي , يناضل في صفوف الجماعة في مقارهم واخونجياتهم لذلك كان لا بد ان يعرف ................. مفجر فضيحة العلاقات السرية بين لندن والأصوليين لـ«الشرق الأوسط»: وثائق تؤكد أن بريطانيا بدأت تمويل جماعة الإخوان المسلمين سرا في عام 1942 مارك كيرتس: بدأت الكتابة عقب هجمات لندن 2005 وتجولت بين عشرات الآلاف من الوثائق السرية يكشف الباحث البريطاني مارك كيرتس في كتابه «العلاقات السرية» عن شعار يتكرر في ملفات الحكومة على مدار عقود كثيرة، وخلال عقدين من عام 1952 حتى عام 1970، جاء هذا التهديد في صورة القومية العربية التي دعا إليها عبد الناصر؛ ومنذ عام 2005، جاء ذلك في صورة إيران أحمدي نجاد. وقال في لقاء مع «الشرق الأوسط»: «حتى اليوم.. في سياستها الخارجية، لا تزال بريطانيا تستخدم القوى الإسلامية أو تعمل من خلالها». وأضاف أنه في احتلال جنوب العراق، وقفت بريطانيا بصورة أساسية مع المسلحين الإسلاميين من الشيعة، المتصلين بالمجلس الأعلى الإسلامي للعراق، من أجل السيطرة على المنطقة وضمان خروج «مقبول». إلا أنه تحدث عن تغيير في سياسات لندن مع «لندنستان» والمتطرفين الأصوليين الموجودين في العاصمة البريطانية بقوله: «يرجع هذا التغير في المقام الأول إلى أن بريطانيا نفسها أصبحت هدفا للإرهاب. ففي السابق، كان التفاهم هو أن السلطات ستتيح للجماعات الراديكالية بالعمل ما دامت بريطانيا نفسها ليست مستهدفة، وهو ما يسمى (ميثاق الأمن)». وكان هذا بمثابة «ضوء أخضر» واقعي من وايتهول إلى الإرهاب في جميع أنحاء العالم. إلا أنه أعرب عن اعتقاده أنه من الممكن تفسير التسامح الحالي من جانب النخبة البريطانية مع الجماعات المنشقة في لندن جزئيا باستغلال هذه الجماعات في صالح سياساتها الخارجية. وجاء الحوار معه على النحو التالي: * ما الفترة التي قضيتها في كتابة الكتاب الأخير لك «العلاقات السرية: تواطؤ بريطانيا مع الإسلام المتشدد»؟ - لقد استغرقت عملية تأليف هذا الكتاب أربع سنوات. لقد بدأت الكتابة فورا عقب هجمات لندن، في نهاية عام 2005. واستغرق الأمر عدة شهور من البحث في الهيئة الوطنية للأرشيفات بين عشرات الآلاف من الوثائق السرية، التي تحتوي على ملفات سرية للحكومة تم الكشف عنها. * هل فكرت في طباعة هذا الكتاب باللغة العربية؟ - نعم، يبحث الناشر الخاص بي عن ناشر عربي، لكن هذا الأمر لم ينته بعد. * هل تعتقد أن مصطلح «لندنستان» لا يزال موجودا أم أنه انتهى؟ هل انتهت لعبة استخدام الإسلاميين في بريطانيا أم أنها لا تزال مستمرة في وجهة نظرك؟ - تم حظر الجماعات والأفراد الذين تربطهم صلات بالإرهاب والذين تسامح معهم البريطانيون في تسعينات القرن الماضي، وفي بعض الحالات عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، أو تم القبض عليهم. ويرجع هذا التغير في المقام الأول إلى أن بريطانيا نفسها أصبحت هدفا للإرهاب. ففي السابق، كان التفاهم هو أن السلطات ستتيح للجماعات الراديكالية بالعمل ما دامت بريطانيا نفسها ليست مستهدفة، وهو ما يسمى «ميثاق الأمن». وكان هذا بمثابة «ضوء أخضر» واقعي من وايتهول إلى الإرهاب في جميع أنحاء العالم. بيد أنني أعتقد أنه من الممكن تفسير التسامح الحالي من جانب النخبة البريطانية مع الجماعات المنشقة في لندن جزئيا باستغلال هذه الجماعات في صالح سياساتها الخارجية، وهو الأمر الذي وثقته في الكتاب، حيث إنه بمقدورهم العمل كدعامات أو بطاقات تفاوض مع حكومات أخرى، على سبيل المثال. وبصورة خاصة، كان لبريطانيا مصلحة دائمة في الحفاظ على الانقسامات في منطقة الشرق الأوسط وجعلها تحت سيطرة سياسية منفصلة، ويعد ذلك إحدى صور سياسة «فرق تسد» الدولية التي كان يُنظر إليها على أنها مهمة من أجل ضمان أنه لا يوجد هناك أي قوة فاعلة وحيدة في الشرق الأوسط مسيطرة على المنطقة، ولا سيما ثروات النفط بها، ضد رغبات لندن (أو واشنطن). وهذا شعار يتكرر في ملفات الحكومة على مدار عقود كثيرة. وخلال عقدين من عام 1952 حتى عام 1970، جاء هذا التهديد في صورة القومية العربية التي دعا إليها عبد الناصر؛ ومنذ عام 2005، جاء ذلك في صورة إيران أحمدي نجاد. وفي سياستها الخارجية، لا تزال بريطانيا تستخدم القوى الإسلامية أو تعمل من خلالها. ففي احتلال جنوب العراق، وقفت بريطانيا بصورة أساسية مع المسلحين الإسلاميين من الشيعة، المتصلين بالمجلس الأعلى الإسلامي للعراق، من أجل السيطرة على المنطقة وضمان خروج «مقبول». كما كانت تطور علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وسورية وفي أماكن أخرى، ربما كوسيلة لتأمين نفسها عند تغيير النظام الحاكم في القاهرة ودمشق. وتواصل تحالفاتها الاستراتيجية العميقة مع المملكة العربية السعودية وباكستان. ويأتي ذلك على الرغم من التعليقات (الدقيقة) لديفيد كاميرون بشأن دعم باكستان للإرهاب في الهند، لكننا سنرى ما إذا كان ذلك سيقود إلى تغير في السياسة الفعلية لبريطانيا تجاه إسلام آباد أم لا. * هل من وثائق تدعم الادعاء بأن التمويل البريطاني لجماعة الإخوان المسلمين في مصر بدأ في أربعينات القرن الماضي؛ وأنه خلال العقد التالي كانت بريطانيا متواطئة مع الجماعة لاغتيال عبد الناصر؟ - نعم، يوثّق الكتاب ملفات بريطانية سرية تم الكشف عنها، والتي تبين أن بريطانيا بدأت تمويل جماعة الإخوان المسلمين سرا في عام 1942. وقال تقرير بريطاني: «سيتم دفع الإعانات لجماعة الإخوان المسلمين سرا من جانب الحكومة (المصرية)، وسيطلبون بعض المساعدات المالية في هذا الشأن من السفارة (البريطانية)». وستقوم الحكومة المصرية بالزج بعملاء موثوق بهم داخل جماعة الإخوان للإبقاء على مراقبة وثيقة لأنشطتها «وسيجعلنا (السفارة البريطانية) ذلك نحصل على المعلومات من هؤلاء العملاء. ومن جانبنا، سنجعل الحكومة مطلعة على هذه المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر بريطانية». وكان الهدف من هذا التمويل هو إحداث الانقسام داخل الإخوان، «مما يساعد على تفكيك (الإخوان)» عن طريق دعم فصيل منها ضد الآخر. وفي منتصف خمسينات القرن الماضي، يوثق الكتاب بعض المعاملات السرية بين البريطانيين و«الإخوان». وبعدما استولى عبد الناصر على الحكم عام 1952، بعدها مباشرة اختلف مع «الإخوان»، ونظرت بريطانيا إلى «الإخوان» على أنهم معارضة مفيدة لهذا النظام الحاكم ذي التوجهات القومية العربية. وعقد مسؤولون اجتماعات مع قادة الإخوان المسلمين كأداة ضد النظام الحاكم في مفاوضات بشأن إجلاء القوات العسكرية البريطانية من البلاد. وفي عام 1956، عندما قامت بريطانيا بغزو مصر ضمن ما يعرف بالاعتداء الثلاثي، كان هناك مصادر جديرة بالثقة تشير إلى أن بريطانيا قامت باتصالات سرية مع جماعة الإخوان وغيرهم من الشخصيات الدينية كجزء من خططها للإطاحة بعبد الناصر أو اغتياله. لكن لسوء الحظ، لا تحتوي هذه الملفات السرية التي تم الكشف عنها أي تفاصيل أخرى بشأن ذلك. وما تبينه هذه الملفات هو أن المسؤولين البريطانيين كانوا يعتقدون أن هناك «إمكانية» أو «احتمالية» أن يقوم «الإخوان» بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الإطاحة بعد الناصر على أيدي البريطانيين. وفي شهر مارس (آذار) عام 1957، كتب تريفور إيفانز، المسؤول بالسفارة البريطانية الذي قاد اتصالات سابقة مع «الإخوان»، قائلا: «إن اختفاء نظام عبد الناصر... ينبغي أن يكون هدفنا الرئيسي». وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الخطط البريطانية السرية للإطاحة بالأنظمة القومية في سورية عامي 1956 و1957 كانت تنطوي أيضا على تعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، التي كان يُنظر إليها على أنها وسيلة مفيدة في خلق الاضطرابات في البلاد تمهيدا لتغيير النظام الحاكم. * الكاتب في سطور * بدأ كيرتس دراسته في مدرسة لندن للاقتصاد، ثم عمل باحثا لدى المعهد الملكي للشؤون الدولية. وسبق له العمل كمدير بـ«الحركة الإنمائية العالمية». بعد سنوات كثيرة من عمله مع منظمتي «كريستيان إيد» و«أكشن إيد» غير الحكوميتين، حيث عمل مديرا لقسم «السياسة وجهود الضغط» لدى «كريستيان إيد» ومديرا للشؤون السياسية في «أكشن إيد»، أصبح يعمل الآن كاتبا وصحافيا ومستشارا مستقلا. ويعد من المشاركين بانتظام في النقاشات السياسية ويكتب مقالات في الكثير من الصحف بينها «غارديان» و«ريد بيبر» و«إندبندنت» داخل المملكة المتحدة، و«زنيت» في الولايات المتحدة، و«فرونتلاين» في الهند، و«الأهرام» في مصر. كما أنه أستاذ شرفي بجامعة ستراثكلايد. وعين من قبل باحثا زائرا بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس وDeutsche Gesellschaft fuer Auswaertige Politik في بون. عام 1998، ألف كيرتس كتابه «الخداع الأكبر: القوة الأنغلو - أميركية والنظام العالمي»، وحمل الكتاب هدفا معلنا تمثل في إلقاء الضوء على الكثير من الخرافات المرتبطة بالقوة الأنغلو - أميركية في حقبة ما بعد الحرب الباردة. وحاول كيرتس إظهار كيف ظلت المملكة المتحدة شريكا محوريا في جهود الولايات المتحدة لتعزيز هيمنتها عالميا، وحلل ما وصفه بالعلاقة الخاصة بين البلدين وخلص إلى أن هذا الوضع ترتبت عليه تداعيات خطيرة على كليهما. نقلا عن: جريدة الشرق الاوسط علاقات بريطانيا السرية مع الأصوليين: لندن اعتبرت الحركات الإسلامية أفضل من العلمانيين والحركات القومية انحازت الحكومة البريطانية باستمرار إلى جانب الإخوان المسلمين بمختلف أرجاء الشرق الأوسط لندن/ محمد الشافعي/ عن العلاقات السرية ما بين بريطانيا والجماعات المتطرفة في مختلف أنحاء العالم، يجيء كتاب المؤلف البريطاني مارك كيرتس الأخير «الشؤون السرية» يتكون من 19 فصلا و430 صفحة من القطع المتوسط عن دار نشر «سربنت تيل»، ويوضح الكاتب في مؤلفه بعض خيوط الارتباطات السرية بين الإنجليز والإخوان المسلمين منذ النصف الأول من القرن الماضي، ومدى قوة العلاقات التي توطدت بينهم بالتمويل والتخطيط لإفشال الثورات في المنطقة العربية والإسلامية، التي كانت تمثل جبهة الحرب الباردة بين الغرب والشرق، وتحولت اليوم إلى جبهة الحرب على «الإرهاب الأصولي» الذي بات يهدد أمن المنطقة واستقرارها. يقول مارك كيرتس، مؤلف كتاب «الشؤون السرية»، إن شبح الماضي عاود الظهور مجددا وبات يخيم بظلاله على السياسة البريطانية في أفغانستان، وخلف التواطؤ البريطاني مع القوى الأصولية، بما فيها المتطرفون الذين وفروا معسكرات تدريبية لقائد الانتحاريين محمد صديق خان الذي نفذ مع زملائه هجمات 7 يوليو (تموز) عام 2005 ضد وسائل النقل في لندن والتي أودت بحياة 57 شخصا، وسط اتهامات جديدة وجهت إلى الحكومة وأجهزة الأمن، حملتها المسؤولية عن الأعمال الإرهابية التي تنفذها الحركات الأصولية، نتيجة «لتواطؤ» هذه الأجهزة في وقت سابق مع هذه التنظيمات. يقول كيرتس مؤلف كتاب «العلاقات السرية» إنه عندما وقعت هجمات لندن في 7 يوليو 2005، ألقى الكثيرون بمسؤولية ذلك على غزو العراق، إلا أن العلاقة بين هذه الهجمات الدامية وبين السياسة الخارجية البريطانية أعمق من ذلك بكثير، فالتهديد الإرهابي لبريطانيا هو نكسة إلى حد ما ناجمة عن شبكة من العمليات البريطانية السرية مع الجماعات الإسلامية المتشددة ممتدة عبر عقود. وفي حين يمثل الإرهاب أكبر تحد أمني للمملكة المتحدة، فإن تواطؤ الحكومة البريطانية مع الإسلام الأصولي لا يزال مستمرا. وذكر كيرتس أن «التهديدات الإرهابية لبريطانيا هي انعكاس ناتج عن شبكة من العمليات السرية البريطانية بالتعاون مع مجموعات إسلامية مسلحة تعود إلى عقود ماضية». وحذر من أنه «في الوقت الذي يجري اعتبار الإرهاب التحدي الأمني الأكبر بالنسبة للبلد، تواصل الحكومة البريطانية تواطؤها مع الإسلام المتطرف». فالتواطؤ مع القوى الأصولية ومن ضمنها المتطرفون الذين وفروا معسكرات تدريب لمجموعة الانتحاريين التي نفذت هجمات لندن الانتحارية في الشريط القبلي الباكستاني وللمتمردين في أفغانستان كانت له، وفقا لكيرتس، آثار كارثية على السياسة الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط وآسيا. ويقول إنه عندما وقعت تفجيرات لندن الانتحارية سارع كثيرون لإلقاء اللوم على المشاركة البريطانية في الحرب على العراق عام 2003، لكنهم لم ينتبهوا إلى أن المسألة أعمق من ذلك بكثير. وأشار كيرتس إلى أن اثنين من الانتحاريين الأربعة الذين نفذوا عمليات لندن، تلقيا تدريبهما في معسكرات تدريب في باكستان تابعة لحركة «المجاهدين» التي استخدمت في أفغانستان لدحر الاتحاد السوفياتي السابق والتي استخدمتها باكستان أيضا في حربها ضد الهند من أجل تحرير إقليم كشمير الهندي وضمه إلى باكستان. وأضاف أن هناك إثباتا على أن بريطانيا سهلت إرسال متطوعين من «المجاهدين» للقتال في يوغوسلافيا وفي كوسوفو في عقد التسعينات، وأن الكثير من «المجاهدين» كانوا يتلقون تعليماتهم من مجموعة دربتها بريطانيا وزودتها بالأسلحة ومن ضمنها صواريخ مضادة للطائرات. ومن مجموعة المجاهدين هذه، أشار كيرتس إلى جلال الدين حقاني، وزير الحدود عهد حركة طالبان الأصولية والقائد العام لقوات «طالبان» حاليا التي تتصدى للقوات البريطانية في أفغانستان، إضافة إلى قلب الدين حكمتيار، الذي يوصف اليوم بأنه «قاتل قاسي القلب» الذي حصل على مساعدات سرية هائلة وتدريب عسكري من بريطانيا في عقد الثمانينات، وجرى استقباله في أروقة الحكومة البريطانية في هوايتهول. وحكمتيار، وفقا لكيرتس، تم تكليفه أيضا من جانب بريطانيا للقيام بعمليات سرية داخل الجمهوريات الإسلامية للاتحاد السوفياتي. وعبر كيرتس عن قلقه من التحول الجاري حاليا في السياسة البريطانية التي تتجه نحو عقد صفقة جديدة مع هذه القوى الأصولية من أجل ضمان خروج غير مشرف لها من الحرب الأفغانية الوحشية، مشيرا إلى تصريحات قائد القوات البريطانية السير ديفيد ريتشاردز، الذي قال في الأسبوع الماضي إنه «ينبغي البدء بالمحادثات مع طالبان في أقرب وقت»، لأن «سمعة بريطانيا ونفوذها في العالم أصبحا على المحك». وتابع كيرتس أن جذور الدعوة البريطانية للتفاهم مع طالبان تعود إلى عام 2004 عندما تم توجيه الدعوة لمولانا فضل الرحمن، القيادي الأصولي الباكستاني الموالي لـطالبان، من أجل زيارة لندن وإجراء محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية. عقب هذه الزيارة أبلغ فضل الرحمن وسائل الإعلام الباكستانية أن بريطانيا تجري محادثات غير مباشرة مع طالبان، «بحثا عن خروج أميركي مشرف من أفغانستان». وحذر كيرتس أن مثل هذا الاعتماد على القوى الأصولية لتحقيق أهداف تتعلق بالسياسة الخارجية هو تذكير لما حصل في الماضي، «عندما كان مثل هذا التواطؤ موجها للسيطرة على مصادر النفط وإسقاط أنظمة حكم قومية». مشيرا إلى أن الحكومتين البريطانية والأميركية تآمرتا عام 1953 مع آية الله سيد القاشاني، الزعيم الروحي للشيعة ومؤسس مجموعة «أنصار الإسلام» المتطرفة في إيران، من أجل إسقاط نظام حكومة مصدق التي كانت تحظى بشعبية واسعة، بل إن الحكومتين بحثتا مسألة تنصيب القاشاني، سلف آية الله الخميني، زعيما سياسيا على إيران. وقال كيرتس في مقدمة كتابه «الشؤون السرية» إن وكالات الاستخبارات البريطانية منعت شن 12 عملية إرهابية في بريطانيا على مدار العقد الماضي، وتزعم أن هناك نحو 2000 إرهابي معروفين لأجهزة الاستخبارات يعملون ضمن 200 خلية نائمة، ويحذر مسؤولو مكافحة الإرهاب من هجمات وأخذ رهائن يشارك فيها مسلحون بقنابل ستحدث على الأراضي البريطانية، ويبدو أن معدل التهديد بالإرهاب مبالغ فيه لأسباب سياسية، وكما اتهمت البارونة ماننغهام - بللر رئيسة الاستخبارات البريطانية السابقة الحكومة بتخويف الشعب حتى تتمكن من تمرير قوانين الإرهاب الجديدة التي ستحد من الحريات المدنية، وقالت ماننغهام أيضا إنها لم تندهش من تورط مواطنين بريطانيين في القيام بهجمات 7/7 في لندن. وكانت البارونة ماننغهام عضوا في لجنة الاستخبارات المشتركة للحكومة بحكم منصبها مديرة لجهاز الأمن الداخلي، وذكرت أن بريطانيا بالإضافة إلى دول غربية أخرى تواجه بوضوح تهديدات من الجماعات الإسلامية المتطرفة. وتحدث المؤلف كيرتس عن كيفية إنجاح سياسات بريطانيا الاستراتيجية فقال: «إن بريطانيا تعاونت على نحو روتيني مع الولايات المتحدة الأميركية التي لديها تاريخ مماثل من المواجهات مع الإسلام المتطرف، مع الأخذ في الاعتبار انحدار القوة البريطانية فإن العمليات الأنغلو أميركية المشتركة تغيرت من كونها مشاريع مشتركة إلى حد كبير، في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية إلى مشاريع كان فيها الهوايتهول الشريك غير الرئيسي مع أميركا الذي غالبا ما يزود بقوات خاصة في عمليات تدار من قبل واشنطن. وتحدث كيرتس في الفصل الأول عن جذور العلاقات البريطانية مع الإسلام المتطرف، فقال إن مثل هذا التعاون يمكن أن نجده في السياسات الإمبراطورية فقد جاءت الخطوة الأولى تجاه نفوذ الإمبراطورية البريطانية في العالم الإسلامي عام 1765، عندما سلمت الإمبراطورية المغولية في مقاطعة بنغال الغنية شركة الهند الشرقية التابعة لبريطانيا حق زيادة العوائد، وتحكمت بريطانيا بالتالي في شبه القارة الهندية، حيث تغلبت على قوات السلطان تيبو، وهي آخر معاقل الإمبراطورية المغولية في الهند عام 1779. وفي نهاية القرن الـ19 تحركت الإمبراطورية البريطانية إلى ما هو أبعد من الهند، وأصبح لها نفوذ قوي على العالم الإسلامي. وفي الكتاب أيضا بحسب مؤلفه كيرتس هناك حديث مهم عن أن بريطانيا مولت حركة «الإخوان المسلمين» في مصر سرا من أجل إسقاط نظام حكم الرئيس السابق جمال عبد الناصر، على اعتبار أن الحركات الأصولية أفضل من الحركات القومية العربية. وأضاف أن بريطانيا بدأت بتمويل «الإخوان» عام 1942. وأعلن أنه حتى بعد وفاة عبد الناصر واستخدام خليفته أنور السادات «الإخوان» كأداة لتدعيم حكمه، واصلت بريطانيا النظر إلى الإخوان على أنهم «سلاح يمكن استخدامه»، وفقا لمسؤولين بريطانيين لتدعيم نظام الحكم في مصر. وفي فصل خاص حمل عنوان «تغذية (القاعدة)» وجد المؤلف أن بداية التسعينات شهدت بروز التطرف الإسلامي في كل من أوروبا والولايات المتحدة للمرة الأولى، مصحوبا بأول حرب جهادية في أوروبا وهي حرب البوسنة بعد عام 1992، إضافة إلى تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، إضافة إلى أول هجمات على أوروبا الغربية حيث كانت التفجيرات على مترو باريس عام 1995، ولا شك أن السعودية قد عانت أيضا من أول الهجمات الإرهابية في نوفمبر عام 1995، عندما فجرت سيارة مفخخة مبنى سكنيا يضم بعثة التدريب العسكرية الأميركية التي جاءت لتدريب الحرس الوطني السعودي. وفي يونيو عام 1996 تم ضرب أبراج الخبر السكنية في المنطقة الشرقية، التي يقطن فيها أفراد الجوية الأميركية، وقد أسفر انفجار شاحنة عن مقتل 20 شخصا، والجزائر هي الأخرى شهدت حربا أهلية بشعة بين الحكومة وعناصر الجماعات الأصولية، والتي أدت إلى مقتل ما يقرب من 100 ألف شخص، منذ اندلاعها عام 1992، وفي أفغانستان انقلبت عناصر المجاهدين على نفسها بعد خروج السوفيات وسقوط الحكومة الموالية للروس عام 1992، والذي أدى إلى مقتل الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني وتدمير العاصمة كابل، وأدت الفوضى وانعدام القانون بين الفصائل الجهادية إلى ظهور حركة طالبان الأصولية عام 1996، التي سيطرت على العاصمة كابل، وهكذا كانت هناك نتائج بشعة بسبب عولمة الإرهاب، حيث أشعل الجهاديون المسلحون الحرب في أفغانستان في الثمانينات بعد أن تدربوا في معسكرات الجهاد في أفغانستان وباكستان، وعادوا إلى أوطانهم مسلحين بخبرات الحرب لمحاربة حكوماتهم والنظم القائمة، محاولين الاستفادة من نجاحهم في مواجهة السوفيات. وفي الفصل الـ13 يتحدث المؤلف كيرتس عن محاولة اغتيال العقيد معمر القذافي والسعي لإسقاط نظام صدام حسين، فيقول: شهد النصف الثاني من التسعينات زيادة الماكينة الدعائية لـ«القاعدة» ضد الغرب، في سلسلة من الهجمات الإرهابية الوحشية، ففي يونيو (حزيران) عام 1986 أصدر بن لادن زعيم «القاعدة» فتوى إعلان الجهاد ضد الأميركيين وبعده بعامين أعلن تأسيس «الجبهة الدولية للجهاد ضد الصليبيين واليهود» التي وحدت مجموعة من التيارات الجهادية تحت مظلتها خلف أجندة لقتل الأميركيين والقضاء على التواجد الأميركي في الدول الإسلامية، وضمت الجبهة (القاعدة) بالإضافة إلى جماعتين باكستانيتين مثل عسكر طيبة وحركة المجاهدين، كما ضمت الجماعات المصرية مثل الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي، وعددا من الحركات الأصولية الأخرى، وتصادف إعلان عام 1996، مع نسف أبراج الخبر في السعودية التي تضم فريقا من القوات الجوية الأميركية وأدى إلى قتل 20 بينهم 19 أميركيا. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام التالي شنت الجماعة الإسلامية هجوما على معبد الدير البحري في الأقصر حيث قتل 63 سائحا. وفي أغسطس (آب) 1998 نسفت القاعدة سفارتي أميركا في كينيا وتنزانيا مما أدى إلى مقتل 224 معظمهم من الأفارقة. وفي تلك الآونة كانت بريطانيا بلا موقف حازم تجاه الإسلام الراديكالي، فأحيانا كانت تنظر إليه باعتباره تهديدا بصفة خاصة لحليفها السعودي، بعد هجمات الخبر 1996، ولحليفها الأميركي بعد هجمات السفارتين، وفي الوقت ذاته استمرت بريطانيا في التسامح مع ما أصبح يعرف باسم «لندنستان» بما في ذلك وجود عدد من مساعدي بن لادن في بريطانيا الذين روجوا لبيانات «القاعدة» حول العالم، وقد أصبحت لندن بالإضافة إلى أفغانستان الواقعة تحت سيطرة طالبان، التي يعيش فيها بن لادن مع أعوانه في قندهار المركز الرئيسي للجهاد العالمي حيث أغمضت الحكومة البريطانية – على الأقل – عينيها عن نشاطات الأصوليين التي تنطلق من أراضيها. وأيضا كانت لندن تتعامل بصفة خاصة في ليبيا وكوسوفو مع الإسلام الراديكالي وبدرجة محدودة في العراق، وكما أثبت تاريخيا فإن الإسلام المتطرف كان مفيدا للمخططين البريطانيين في مواجهة النظم الوطنية مثل القذافي في ليبيا وميلوسوفيتش في يوغوسلافيا وصدام حسين في العراق. وقد كشف الكاتب بعض الخيوط المعقدة في تلك العلاقات العصية على الفهم والتصديق بين بريطانيا والأصوليين، لمدى تشابك وتبادل الأدوار فيها ما بين الدولي والإقليمي والمحلي، وبين الأنظمة الرسمية والأجهزة المخابراتية، وبين المخابرات والأحزاب والتيارات السياسية الإسلامية التي توالدت وانتشرت في الشارع العربي وهيمنت على الواقع السياسي والثقافي، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، في مشهد لم يعاصره العرب على مدار تاريخهم. ولم يكن الخبر مفاجئا بقدر ما كان مثيرا نشره في الصفحات الأولى من صحافتنا، لما بات لهذه التيارات من قوة ترهيب وتهديد ضد مصالح كل من يتجرأ على البحث في شؤونها وكشف أسرارها والمس بسمعتها (العقائدية) التي ما فتئت تتشدق بإيمانها الإسلامي ضد الأديان الأخرى. ومراجعة الملفات السرية تكشف أن المتعاونين الإسلاميين المعترف بهم من المخططين هم من المناهضين والمحرضين ضد الدول والمصالح الغربية، ولكنهم دخلوا في زواج مصالح لتحقيق أهداف على المدى القصير. كما أنه بعد تراجع النفوذ البريطاني في الشرق الأوسط سعت الحكومة البريطانية إلى جميع الحلفاء، مع قليل من الاعتبار للعواقب على المدى الطويل. لا ينبغي أن يكون دور بريطانيا في ظهور الإرهاب العالمي مبالغا فيه، ولكن هناك الكثير من المساهمات: معارضة القومية العربية، التي مهدت الطريق لصعود الإسلام الراديكالي في 1970، وتقديم الدعم للمحاربين في الحرب المقدسة الأفغانية في 1980، ومن ثم ظهور أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وظاهرة «لندنستان» في 1990، عندما أصبحت لندن عاصمة مركزية لتنظيم الجهاد العالمي. ويدلل كيرتس في كتابه «الشؤون السرية» على ذلك القول بأن اثنين من الأربعة الذين نفذوا تفجيرات لندن تلقوا تدريبا في معسكرات باكستانية تديرها جماعة حركة المجاهدين الإرهابية التي رعتها باكستان لتحارب القوات الهندية في كشمير. ولم تقم بريطانيا فقط بتسليح باكستان وتدريبها، ولكنها قدمت أيضا مساعدات سرية استفادت منها حركة المجاهدين، فهناك أقاويل قوية تشير إلى أن بريطانيا سهلت سفر المجاهدين للحرب في يوغوسلافيا وكوسوفو في التسعينات. ويمضي الكاتب في القول إن اعتماد بريطانيا على الإسلاميين لتحقيق أهدافها يرجع إلى الماضي، عندما كانت تريد السيطرة على المصادر الطبيعية لبعض الدول أو الإطاحة بالحكومات القومية فيها. وأشار إلى العملية الإنجليزية الأميركية عام 1953 في إيران للتخلص من حكومة مصدق التي كانت تحظى بشعبية والتي قامت بتأميم صناعة النفط في البلاد، الأمر الذي ألحق ضررا كبيرا بالشركات البريطانية، وشملت هذه العملية مشاركة آية الله سيد قاشاني مؤسس حركة أنصار الإسلام، وهي حركة أصولية مسلحة. وقامت أجهزة المخابرات البريطانية والأميركية بتمويل المظاهرات ضد حكومة مصدق، بل إنها ناقشت احتمال اختيار قاشاني كقائد للبلاد بعد الانقلاب. وأضاف: «تكشف ملفات حكومية نزعت عنها صفة السرية عن أن مخططين أدركوا أن المتعاونين معهم من الإسلاميين معادون للغرب، ومع ذلك دخلوا معهم فيما هو أشبه بزواج مصلحة لتحقيق أهداف قصيرة الأجل». والآن، يطل الماضي برأسه مجددا «ليخيم بظلاله القاتمة على السياسة البريطانية بأفغانستان، ويتكبد الجنود البريطانيون إضافة إلى المدنيين الأفغان ثمنا فادحا بسبب تلك الحركة الارتجاعية». ويكشف المؤلف: تعاونت حكومات بريطانية متعاقبة سرا مع قوى مسلحة على صلة بتنظيم القاعدة سعيا للسيطرة على موارد النفط والإطاحة بحكومات وتعزيز المصالح المالية البريطانية، حسبما أوضح كيرتس. وكان أول تطبيق لسياسة الدعم السري مع جماعة الإخوان المسلمين بمصر، حيث جرى تشجيعهم على إسقاط أو اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر ذي التوجهات العربية القومية. وتعد تفجيرات 7 يوليو في الجزء الأكبر منها نتاجا لتلك السياسة الخارجية البريطانية نظرا لاعتمادها على «بنية تحتية إرهابية» أسستها دولة باكستانية تحظى منذ أمد بعيد بدعم الحكومة البريطانية، بجانب جماعات إرهابية باكستانية، حسبما ذكر كيرتس. ويسرد الكتاب تفاصيل تاريخ طويل من التواطؤ البريطاني مع الإسلام الراديكالي، بما في ذلك جماعات إرهابية. وتعد هجمات 7 يوليو والتهديد الإرهابي الأوسع نطاقا القائم حاليا، إلى حد ما نتاجا للسياسة الخارجية البريطانية، حيث اعتمدت التفجيرات على بنية تحتية إرهابية أنشأتها دولة باكستانية حظيت بدعم الحكومة البريطانية، وجماعات باكستانية إرهابية استفادت من النشاطات السرية البريطانية السابقة. الملاحظ أنه على امتداد حقبة ما بعد الحرب، ساندت بريطانيا سرا جماعات إسلامية راديكالية في أفغانستان وإيران والعراق وليبيا والبلقان وسورية وإندونيسيا ومصر. ويشير الكتاب إلى وثائق بريطانية كشف عنها مؤخرا. وبدأ التمويل البريطاني للإخوان المسلمين بمصر في أربعينات القرن الماضي. وفي العقد التالي، تآمرت بريطانيا مع الجماعة لاغتيال عبد الناصر (وكذلك الإطاحة بالحكومات القومية في سورية). وكان الهدف من وراء دعم المنظمات الإسلامية خلال بداية حقبة ما بعد الحرب التصدي للتيار القومي الذي اكتسب شعبية كبيرة. وعليه، انحازت الحكومة البريطانية باستمرار إلى جانب الإخوان المسلمين بمختلف أرجاء الشرق الأوسط. الحرب السرية في أفغانستان وكانت الحرب السرية في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي لدعم المجاهدين، والتي أفرزت بطبيعة الحال «القاعدة»، مجرد امتداد لسياسة بريطانية قائمة، ومثلت تلك أكبر عملية سرية تنفذها الحكومة البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية وتضمنت توفير دعم للكثير من الجماعات الأفغانية الأجنبية التي كانت تقاتل السوفيات (والتي تحارب القوات البريطانية الآن ضد بعضها داخل أفغانستان). ومنذ ذلك الحين، جرى تنفيذ مجموعة متنوعة من العمليات المشابهة تضمنت عمل بريطانيا بجانب قوى إسلامية للتصدي لعدد من الأعداء ميلوسوفيتش في يوغوسلافيا والقذافي بليبيا وصدام بالعراق، على سبيل المثال. وأعرب كيرتس عن اعتقاده بأن سياسة «لندنستان» - القائمة على السماح للندن بالعمل كقاعدة تنظيمية للإرهاب الجهادي بمختلف أرجاء العالم - ارتبطت بصورة وثيقة بالسعي لضمان تحقيق أهداف السياسة الخارجية البريطانية. وتعد العلاقة الخاصة القائمة بين الحكومة البريطانية والرياض واحدة من أبرز الملامح المميزة للسياسة الخارجية البريطانية خلال حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وتكشف وثائق أن بريطانيا أبرمت الكثير من الصفقات الاستثمارية مع السعودية عام 1973 (بالقرب من فترة اندلاع أزمة النفط)، وربطت فعليا الاقتصاد البريطاني بنظيره السعودي في ذلك الوقت، الأمر الذي عجزت بريطانيا عن التعافي منه مطلقا. وتكمن جذور كل ذلك في سياسة «فرق تسد» التي انتهجتها الإمبراطورية عندما استغلت بريطانيا القوى الإسلامية في تعزيز مصالحها الإمبريالية في الكثير من الدول، مثل الهند وفلسطين والأردن واليمن. ويحاول الكتاب كشف مدى العلاقة الوثيقة بين التواطؤ بين بريطانيا والإسلام الراديكالي من ناحية وانحسارها الإمبريالي في أعقاب الحرب العالمية الثانية من ناحية أخرى - في وقت اتسم صانعو السياسات بالسرعة والبرجماتية وافتقروا إلى أي بوصلة توجيه أخلاقية وانصب تركيزهم على التصدي للقوى القومية في محاولة يائسة للحفاظ على مكانتهم في خضم عالم متغير. وبالنظر إلى الخطاب السائد حول «الحرب ضد الإرهاب»، ربما يجد الكثيرون في فكرة تواطؤ بريطانيا مع الإسلام الراديكالي أمرا منافيا للمنطق. إذا، كيف يمكن تبرير هذه الادعاءات؟ في الواقع، غالبا ما تكون الحقيقة عكس الخطاب السائد - الأمر الذي ربما يشكل قاعدة عامة بشأن القضايا الكبرى. من الواضح أن «الحرب ضد الإرهاب» شكلت حربا ضد أهداف معينة حددتها لندن وواشنطن، وليس حربا على الإرهاب بالمعنى الحقيقي. وبعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 باتت مسألة أن حلفاء بريطانيا جاءوا في قلب الإرهاب العالمي على مدار 3 عقود على الأقل مجرد حقيقة نادرا ما يأتي ذكرها في وسائل الإعلام الذي يشكل التيار الرئيسي. وتركت «الحرب» التي تشنها أميركا وبريطانيا المصادر الحقيقية للإرهاب في العالم من دون مساس. ولو كانت جهود تلك «الحرب» جادة لكانت ركزت على بعض المناطق المثيرة للاهتمام، بينها لندن. وعند محاولة تبرير هذه السياسات، غالبا ما تجري الإشارة إلى أن بريطانيا تساند أهون الشر. لكن يبقى التساؤل: ما هي القيمة الحقيقية لمثل تلك الادعاءات؟ وفي خضم ذلك، ساندت وزارة الخارجية البريطانية بنشاط رجلا اعتبرته «سياسيا رجعيا بصورة كاملة» وهو آية الله قاشاني الذي نظم أنصاره المتشددون مظاهرات ضخمة سبقت الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1953 الذي جاء بالشاه، ذي التوجهات شديدة المحافظة لكنه موال للغرب، إلى الحكم. وعمل قاشاني بمثابة المعلم الخاص لروح الله خوميني الذي أطاح عام 1979 بالشاه وأقر بدلا منه نظاما دينيا قمعيا لا يزال مهيمنا على السلطة حتى اليوم. وفي كتابه «الشؤون السرية»، يقدم كيرتس شهادة مثيرة للصدمة حول توجه السياسة الخارجية البريطانية خلال الأعوام المائة الأخيرة. سعيا وراء المصالح الوطنية، وقفت المملكة المتحدة مرارا إلى جانب أكثر قوى الإسلام السياسي وحشية ومحافظة وتآمرت بقوة ضد حكومات ديمقراطية بمختلف أنحاء العالم. في الوقت الذي جاءت هذه السياسة بمكاسب مؤقتة، فإن ثمنها على المدى البعيد كان فادحا. بمختلف جنبات العالم المسلم على مدار القرن الماضي، تمثل العدو الرئيسي لبريطانيا ليس في قوى التطرف الديني، وإنما في الوطنيين العلمانيين الذين سعوا لاستخلاص السيطرة على موارد بلادهم من أيدي القوى الاستعمارية السابقة. مرة بعد أخرى، من مصر لإيران وإندونيسيا، سعت بريطانيا لتقويض مثل هؤلاء الزعماء من خلال تسليح وتدريب خصومهم المتطرفين، بينما منحت دعما سخيا لحكام استبداديين إسلاميين على استعداد للتعاون مع بريطانيا بشروط مقبولة. في خضم تلك العملية، أسهمت بريطانيا على نحو مباشر في تنامي الإسلام الراديكالي عالميا، والآن ارتدت تداعيات ذلك على الوطن. وفي سعيها الحثيث للإبقاء على معقل استراتيجي لها في جنوب آسيا - أو حسبما قال تشرشل «الإبقاء على قطعة صغيرة من الهند بعد الاستقلال» عام 1947 - لعبت بريطانيا دورا محوريا في إقامة باكستان، وهي دولة اصطناعية لا تتوافر لديها عوامل تمكنها من المساعدة في الحفاظ على وحدتها سوى كونها دولة مسلمة. وخلال العقود الأخيرة، سعت حكومات باكستانية متعاقبة لتعزيز سلطتها عبر تأجيج مشاعر الحماس الديني في الداخل، ومناصرة إسلاميين مسلحين بمختلف أرجاء المنطقة. ومع ذلك، يجري التعامل مع باكستان منذ أمد بعيد على أنها حليف محوري للمملكة المتحدة وواحدة من الدول المفضلة في توزيع المساعدات العسكرية، على الرغم من أن الاستخبارات الباكستانية، حسبما ادعى كيرتس، استمرت في دعمها للجماعات الجهادية التي تقاتل الآن ضد القوات البريطانية في أفغانستان. وارتبطت بريطانيا بعلاقة أوثق مع السعودية التي ساعدت بريطانيا في صياغة شكلها الحديث مع أفول نجم الحقبة الاستعمارية. ويرسم كيرتس في كتابه صورة لدولة وجدت نفسها حبيسة سلسلة من التحالفات غير المريحة - تحمل منافع عامة مشكوكا فيها - عجزت الحكومة البريطانية عن إدراك طبيعتها الحقيقية بصورة كاملة. وتبدو القضية متفاقمة جراء المستويات الاستثنائية من السرية المحيطة بالسياسة الخارجية البريطانية، مما يعيق إجراء نقاش فاعل حول القرارات التي يجري اتخاذها باسم البريطانيين. مثلا، لا تزال السرية مفروضة على الكثير من الملفات المتعلقة بتدخلنا المجهض بمنطقة قناة السويس على الرغم من مرور نصف قرن. ونظرا لقاعدة «الأعوام الثلاثين» المثيرة للجدل التي تنتهجها المملكة المتحدة، يبقى جزء كبير من تاريخنا الحديث مفقودا. ومع ذلك، تمكن المؤلف مارك كيرتس من القيام بعمل رائع بناء على المصادر المتاحة أمامه، حيث جمع عددا مبهرا من المعلومات المسربة والاعترافات الحكومية للتأكيد على أنه من المنظور الأخلاقي تبدلت السياسة الخارجية البريطانية قليلا في العقود الأخيرة. وقدم بالفعل على هذا الصعيد حجة قوية، وإن كانت مثيرة للحزن. نقلا عن: جريدة الشرق الاوسط المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
|||||||||||||||
|
||||||||||||||||
26-10-2010, 21:28 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||||||||||||
|
رد: اخونجيات
لم يعد خافيا أن شعبنا يعيش تحت حكم يكتم أنفاسه ، ويبدد تراثه ويقامر بمستقبله وأن هذا الحكم يستعمل جميع الأساليب لحرمان من حريتهم ومن حقهم في اختيار حكامهم وفي محاسبة هؤلاء الحكام علي أعمالهم وقد أيقن أنصار هذا الحكم وخصومه علي السواء بأنه لا يمكن أن يبقي معزولا ولا يستطيع أن يعيش محصورا في حدود مجتمعنا المسلم الحر ، فهناك احتمالان لا ثالث لهما : فإما أن تعم أساليب الحكم السائدة ، وتنشر سيطرتها في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي وتقضي علي كل أثر لمبادئ الحرية والأخلاق والأديان السماوية في المنطقة ، وأما أن ينتصر المدافعون عن الحريات والمؤمنون بالأديان ودعاة الإسلام فيقضوا علي أساليب الطغيان العسكري التي يستعملها الحكام ويروجون لها . ولقد تصدت لهذا الطغيان جميع العناصر الحية من أبنائها ، وفي مقدمتهم الاخوان المسلمين، ورفع جميع الأحرار راية المقاومة ضد أساليب الحكم العسكري وكشفوا اتجاهاته الدكتاتورية ، وما زالوا منذ سنة 1954 إلي اليوم يحذرون العرب والمسلمين وينذرونهم بأن الذين اغتصبوا السلطة بوسائل العنف والغش واستعملوا وسائل الإرهاب والتضليل ضد معارضيهم لن يهدأوا ولن يستقر نظامهم إلا إذا عمت أساليبهم في جميع أنحاء العالم العربي الاسلامي، ولذلك أعلن الأحرار وفي مقدمتهم كل مسلم عربي حر والاخوان المسلمين أن معركتهم هي معركة الاسلام والعرب أجمعين . ورغم هذه النذر والتحذيرات فإن كثيراً من أبناء العروبة ومن عامة المسلمين وقادتهم قد خدعوا من الحكومات واعداء المسلمين، وضللتهم دعايتهم ، ولم تتكشف حقيقة هؤلاء للشعوب العربية والإسلامية إلا بعد تجارب أليمة دفعت فيها الشعوب العربية ثمنا غاليا من دماء أبنائها ، ومن وحدة صفوفها وما تزال تعاني من تلك التجارب في كثير من أقطارها حتى اليوم . كشفت هذه التجارب الأليمة شيئا فشيئا حقيقة الحكام الذين فرضوا طغيانهم علي الشعوب وتحركهم بذلك اعداء الدين ثم لم يقتنعوا بذلك فنصبوا أنفسهم حماة لجميع عناصر الهدم والتخريب ، وممولين ومساعدين للعصابات الإرهابية والتخريبية في جميع أنحاءالعالم العربي ، ولم يترددوا في إعلان ذلك والتباهي به ، بل والمتأخرة فيه والمساومة عليه للحصول علي مساعدات من الدول الكبرى التي يهمها أشغال الدول العربية بمشاكل داخلية ومنازعات محلية مصطنعة . وإذا كانت الشعوب العربية كلها قد قاست من شر أجهزة التخريب وعناصر الإرهاب التي يوجهها اعداؤنا ويمولونها ، فإن ما قاساه الشعب المسلم إلي اليوم أضعاف أضعاف ذلك ،تعيش منذ ذلك التاريخ لا في ظل طغيانهم فحسب ، بل وفي ظل الإرهاب الذي فرضته العصابات الحاكمة بأمرها ، المتحكمةفيها وأبنائها وما يتبعها من أجهزة سرية وعلنية للتجسس والتعذيب . فهم لا يكتفون بما ورثوه عمن سبقهم من أجهزة السلطة والحكم لفرض سيطرتهم وسلطانهم أضافوا لذلك أجهزة سرية وعلنية لم نعرفها من قبل ، ترتكب أشنع أعمال الغدر والانتقام للقضاء علي المعارضين وتحطيم مقاومة الشعب وتخويفه وإرهابه . هناك إذن إرهاب يقاسيه كل مسلم يرفع راية لا اله الا الله ، ولكنه إرهاب مؤمم تحتكره الدول الغربية بمعاونت اذيالها وتمارسه أجهزتها الرسمية وغير الرسمية ، إرهاب تمارسه تلك الأجهزة السرية والعلنية التي تتمثل فيها كل ما يتصوره العقل البشري من أساليب الغدر والتآمر والبطش والعنف ، الذي ينشر الرعب في ربوع البلاد ، ويبث الفزع في قلوب المواطنين الآمنين ، ولا تتردد تلك الأجهزة في ارتكاب أي عمل مهما تكن شناعته وبشاعته ، ومهما كان بعيدا عن معاني الإنسانية أو مقتضيات الرجولة والشرف ، ولا يردعها عن ارتكاب فضائحها خلق ولا دين . ويكفي أن نذكر من تلك الأعمال التي يرتكبونها ضد أبناءفلسطين مثلا، لأن الحصر مستحيل لكونها ترتكب غالبا في الخفاء والكتمان ، فمن أمثلة فظائعهم قتل المعارضين لسياستهم سواء كان إعداما أو اغتيالا ، ومنها الخطف الذي يسمونه اعتقالا ، ومنها التجسس والتلصص ومنها الإيذاء الوحشي والتعذيب الجسمي والنفسي بما في ذلك ضروب الإهانات الدنيئة البذيئة التي يترفع الإنسان عن ذكرها .. فضلا عن ارتكابها . القتل عن طريق المحاكمات إن اعداء الدين الذين قفزوا إلي مقاعد الحكم في جنح الظلام لم يترددوا في استعمال كل وسيلة لإزاحة المعارضين من طريقهم ، وليس من الصعب علي حكام لا ضمير لهم ولا دين يردعهم ولا خلق يلتزمون به أن يصنعوا ( محاكم ) زائفة يسمونها أسماء شتى من محاكم ( ثورة ) إلي محاكم ( الشعب ) إلي محاكم ( عسكرية ) ، هذه المحاكم المصطنعة الزائفة تختلف أسماؤها وتتعدد صورها ولكنها تنفق في شيء واحد هو أنها ليست محاكم قانون ولا عدل ، فهي لا تخضع لنظام ولا عرف ولا تطبق أصولا تشريعية ولا إجراءات قضائية وإنما هي في حقيقتها وجوهرها ليست إلا لجانا أو ( منظمات ) صورية لستر أعمال الاغتيال أو الانتقام أو الإرهاب ، وهي تعمل علنا في بعض الأحيان متى كان ذلك أبلغ في إرهاب الناس ، وفي أحيان أخري تعمل سرا لا يعلم بوجودها أحد ، ولا يطلع علي عملها أحد ، وكثيرون هم الشهداء الأبطال الذين اغتالتهم تلك المحاكم المزعومة ، والذين قتلتهم وغالبيتهم للاسف من جماعة الاخوان المسلمين الذين يعتبرونهم العدو الاول للغرب واعوانه وكل المتامرين والسائرين تحت لوائهم كيف لا وهم جماعة الحق وجماعة لا اله الا الله ولا يخفى على احد في ايامنا هذه فهم نورا يضيء وشمسا لا يستطيعون تغطيتهم ابدا رغم كل الحقد وكل التطاول عليهم للاسف لكن هذه هي معادلة الحياة كل حق لا نريده ولا ناخذ الا ما يدسون به الينا الغرب واعوانهم واذيالهم للاسف الشديد صرنا ناخذ اخبار اهلنا واسلامنا من الغرب اذا كان هناك خطأ فمنا نحن لا من جماعه او حركة او عمالقة كل ما قدمته لنا هذه الجماعه الغراء اعمانا ولا نذكر وكعادتنا للاسف الا مساوؤنا واخطاؤنا حتى لو كان مثلا من اعضاء او اتباع او عملاء مدسوسين •الأستاذ الشهيد سيد قطب : أكبر مفكر إسلامي أنجبته مصر في هذا الجيل ، وأعظم كاتب عبقري معاصر أبرز وجه الاسلام الحقيقي من ناحية النظم الاجتماعية والاقتصادية التي تحقق العدالة الاجتماعية وتكافل الأفراد والتزامات الجماعة الإسلامية بتنظيم هذا التكافل ومن ناحية إبراز المعارضة الحتمية بين العقيدة الإسلامية وبين الخضوع للطغيان أو الاستسلام للطاغوت المتحكم دون مقاومة ، وخاصة في كتابه الأخير " معالم في الطريق " . وقد تجرأ حكام مصر علي إعدام الشهيد سيد قطب ووصموا صفحتهم بدمه البريء الطاهر الزكي رغم احتجاجات الملايين من المسلمين ونداءاتهم ، فسجلوا علي أنفسهم أنهم يخشون كل ذي رأي حر ، وأنهم يحاربون العقيدة الإسلامية والفكر الإسلامي . هذا كله غير ما يرونه بالسجون من تعذيب وتنكيل وكل جريمتهم انهم يريدون اعلاء كلمة الله وبنشرون الحق هذه هي حال آلاف من أبناء حركة الاخوان المسليمن في المعتقلات والسجون التي أقامها الحكم الإرهابي في يقاسون العذاب والتعذيب منذ سنة1954 إلي اليوم : تقطع أجسامهم بالعصي والسياط كأنهم دواب ، ثم توضع القيود في أيديهم وأرجلهم ، والأغلال في أعناقهم ، ويجرونهم أو يصلبونهم علي هذه الصورة البشعة الوحشية في ساحات المعتقلات والسجون العديدة التي لا تقع تحت حصر : وخاصة في السجن ( الحربي ) .. تحت أشعة الشمس المحرقة في حر الصيف ، وفي برد الليل المظلم في زمهرير الشتاء ... ثم تحرق جلودهم بالنار ، وتحطم أعصابهم بالكهرباء .. وتغرق رؤوسهم في حمامات الماء أو يحبسون في زنازين مملوءة بالماء ، عارية أجسامهم يصل الماء إلي بطونهم وظهورهم ، ويبقون محبوسين فيها أياما طويلة بغير طعام ولا شراب ولا ملابس .. فلا يستطيع الأسير منهم أن ينام ولا أن يجلس ومنهم من أغمي عليه ومات غرقا في ذلك الماء بسبب التعب والجوع والعطش والبرد .. ماتوا وحيدين شهداء لم يشهد موتهم إلا الله المطلع علي ظلم الظالمين ، الذي لا تخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء . وصلت سوء الحال إلي درجة جعلتنا مضرب الأمثال في بؤس المعيشة وقلة التموين – حتى أصبحت تقرأ في وجه كل مواطنمسلم عربي آيات الضيق الذي يقاسيه ، وتنطق أساريره بهموم العيش التي لا تفارقه عينك علي ناعم الوجه سمين الكرش ملفوف الذراعين من كثرة الشحم ، نظيف الملابس – فانك واثق أنه من مماليك العهد الجديد ، وعبيد المخابرات والمباحث الذين يحظون بنصيب الأسد من تموين التعاونيات ويتمتعون بما يماثل ذلك من امتيازات مقابل مزاولتهم مهنة التجسس والتلصص لحساب الغرب واعوانه وارضائهم بغض النظر عن الثمن ، والمباحث السرية . في هذا الوقت الذي لا يجد فيه المواطن في الفول إلا ببطاقة ، ولا يحصل علي الأرز إلا بالواسطة ، يحتكر السكر والعدس وقمر الدين فضلا عن اللحم والأرز وغيرهما من مواد التموين حتى أيقن البعض أن الجاسوسية والتلصص قد أصبحا خير مورد للرزق وأوسع باب للنعمة والطريق الوحيد لرضا السلطات وأن التدني إليها والمساهمة فيها هي البطاقة الوحيدة التي تحول اي مواطن فقير مضطهد معرض للسجن والاعتقال ، مهدد بالخطف والاغتيال – إلي عضو عامل في الحزب الحاكم يتمتع بالأمن والاطمئنان ونعيم الحياة ، فضلا عن التموين وأبواب الرزق الحرام . لكن احرارنا قد أيقنوا أن الخسارة الأخلاقية التي حلت ببلادهم بسبب سياسة فرض التجسس والتلصص والخيانة والغدر علي المواطنين هي أخطر وأبعد مدي من تلك الخسائر المادية ... فقد قيل لهم أن الملايين التي نحسرها حكومة الإرهاب أو تضيعها علي منظمات التجسس والتلصص تسارع بعض الدول – الصديقة – إلي التبرع بسد العجز الناتج عنها لوجه الله تعالي ، خدمة للإنسانية ، أو تشجيعا للاشتراكية ، أما تخريب الأخلاق وإفساد الضمائر ، وتحطيم أركان المجتمع الأخلاقية فلا تستطيع دول الأرض كلها إصلاحه ولا تعويض خسائره . إن عصابات التجسس الإرهابية ضحت في سبيل تجسسها بكل مبادئ الأخلاق وأسس الآداب ، وخربت كل المجتمع وفرضت عليه الفساد باستعمال الإكراه والتهديد . فلا عجب إذا أصبح كل مسلم عربي يشك في جاره ، ولا يثق في صديقه ولا ابنه ولا خادمه ، ولا أي شخص آخر في المجتمع ، بل أنه لا يثق في نفسه هو ، ولا يضمن إذا قبض عليه أو عذب وألقي في معتقل أو سجن ثم سلط عليه العذاب الذي يسمع في كل وقت بأنه مسلط علي الاخوان المسلمين لا يضمن إذا وجد نفسه تحت هذا العذاب أنه لم يبيع أصدقاءه ، بل وأقاربه ، وأخوته وأبنائه ، بل سيبيع نفسه وهو يكذب عليها ويتهمها – ويعترف – بكل ما تفرضه عليه المباحث تحت التعذيب من أقوال : عن جرائم ، دبرها وأعدها وارتكبها ... كذبا وزورا وبهتانا – لكي يخلص نفسه من العذاب المسلط عليه ، ومن التهديدات التي تحيط به ... ويفقد بذلك ثقته في معاني الشرف والرجولة في نفسه وفي غيره من أفراد المجتمع . هذا هو الهوان الخلقي الذي فرضه الارهاب ر علينا– وهذا هو التخريب الخلقي الذي يقوض دعائم المجتمع يفرضه حكم الإرهاب عليه . وليت الأمر وقف عند حد إفساد الأخلاق بالترغيب أو بالتخويف والإكراه – بل عثروا علي فلسفة استوردها من الخارج لتأصيل هذا الفساد الخلقي وتربية الناس عليه وتنشئة الشباب علي أساسه – فصاروا ينشئون ( معاهد ) يجلبون لها خبراء وأساتذة من بلاد الدكتاتوريات الفردية أو الدكتاتوريات الطبقية والحزبية ، ليعملوا فيها الشباب إنكار المبادئ الخلقية ، والقواعد الدينية الإنسانية بحجة نشر ( الوعي المادي الاشتراكي او العلماني او البعثي او الماسوني او حتى المغطى بقشور الاسلام وباطنه غير ذلك او بدعه وضلاله ) ذلك الوعي الذي يوجب في زعمهم علي ( المناضل ) أن يتمرس بشتى ضروب الخداع والفسق والتضليل من أجل تحقيق الاشتراكية وغيرها ويوجب عليه أن يغير أخلاقه وسلوكه وفقا للظروف مهما تطلب ذلك من كذب وتضليل وخداع لكي يكون مناضلا ثوريا حقيقيا . فالحكم الإرهابي لا يكتفي إذن بسلاح السلطات الدكتاتورية ولا سلاح التعذيب والقتل والبطش وإنما يعمل علي تكوين جيش لمنظماته الإرهابية ، يتكون ممن تعروا عن جميع المبادئ المثالية ، وتنكروا لجميع القواعد الخلقية ومن يعتبرون الغدر والخيانة فريضة عليهم التي يكون السبيل الوحيد فيها للترقي في مناصب الحزب ، والصعود إلي مقاعد السلطة هو الهبوط في موازين الشرف والتخلي عن خلق الرجولة ، والتمرس بأساليب الغدر والخداع والنفاق والكذب والتضليل والتدليس علي الناس . إن عصابات الإرهاب منذ أن سيطرت تسير علي خطة تزييف الشعارات بقصد استعمالها لتثبيت سيطرتها واستبقاء سلطتها – واستأجروا لكل شعار فرقة من الدجالين لفلسفة ذلك الشعار وتزييفه وتحويره لكي يصبح دعامة لدكتاتوريتهم وطغيانهم ومبررا لإرهابهم واستبدادهم . ففي الفترة الأولي عثروا علي شعار ( الاتحاد الوطني ) فأنشأوا له حزبا وفلسفوا هذا الشعار وزيفوه حتى أصبح معناه حل جميع الأحزاب ، ومحاربة جميع الهيئات السياسية واضطهاد جميع أصحاب الرأي أو الفكر لأن وجودهم خطر علي احتكارهم للسلطة وبقائهم وحدهم في مقاعد الحكم وأسسوا لشعارهم حربا سموه " الاتحاد القومي " وصنعوا له إنجيلا سموه " فلسفة الثورة " جعل الانقلاب العسكري ثورة ، وجعل تلك الثورة العسكرية " فلسفة " للسيطرة علي الحكم . ولما نجحوا في السيطرة وفرض دكتاتوريتهم عليها وبدأوا يفكرون في تصدير أساليبهم الانقلابية ونشر فلسفتها الإرهابية تحالفوا مع البعثيين الذين علموهم شعارا جديدا هو ( القومية العربية ) فجعلوها حصان طرواده يدخلونه في كل دولة مملوءا بالعملاء والجواسيس لنسف استقرارها وتحطيم كيانها ولم يكونوا في حاجة إلي جهود كبيرة لإنشاء فلسفة لذلك الشعار المسمي بالقومية العربية لأن أساتذتهم البعثيين أعاروهم فرقة من فلاسفتهم لخدمة الشعار الزائف وزودوهم بما يشاءون من فلسفات لاستغلال الشعار الجديد المستعار ، لمصلحتهم ولمصلحة النفوذ الأجنبي الذي يعاون حكمهم ويدعمه ويمده بالمساعدات العسكرية والتموينية . ونجح الشعار الجديد في بسط سيطرتهم على معظم دولنا وتحطيم جميع العناصر السياسية والفكرية التي وقفت في طريقهم حفر هوة عميقة بين الشعوب العربية والشعوب الإسلامية غير العربية وبذلك شطر العالم الإسلامي شطرين متخاصمين متنافرين لتحطيم وحدته ولا ضعافه إلي الأبد خدمة للشيوعية الروسية المتحفزة علي حدود الشمالية ، وللاستعمار الاستغلالي الذي ألقي الروسية ودعم قواعده علي شواطئه الجنوبية . تحطيم وحدة الدول العربية التي كان للاستعمار والشيوعية مصلحة في تحطيم وحدتها بإثارة النزعات لم يتركها المد الدكتاتوري إلا فريسة لحكومات طائفية عنصرية وتهييج الأقليات غير العربية وخلق حروب وفتن طائفية كثورة الأكراد في العراق وفتنة جنوب السودان وفي سوريا نفسها لم يتركها المد الدكتاتوري إلا فريسة لحكومات طائفية عنصرية شعوبية تسومها إلي اليوم سوء العذاب . نعم – لقد شاهدنا في الأيام الأخيرة أن الحكام قد أطار صوابهم أن الاخوان المسلمين تحملوا مالا يطيق البشر من عذاب وسجن مؤبد وتشريد وأحكام وإعدام ومع ذلك مازالوا رافعي الرؤوس صامدين .. – ومازالت فكرتهم تغزو الشباب وتكتسح طبقات الشعب الكادح من عمال وفلاحين وصيادين وموظفين فلابد من سلاح جديد لإذلال كل هؤلاء وتخويفهم وإرهابهم – لم يعد يكفي أن يوضعوا في السجون ويذيقوهم الجوع والعطش والعذاب بل لابد من أن يجوع أطفالهم ونساؤهم وعائلاتهم ، ثم أن السجون لم تعد تتسع للملايين ، فعلمهم أساتذتهم الشيوعيون أساليبهم المجرية في العمل ، وتحول الناس جميعا إلي عمال يخدمون العصابة الحاكمة ، ويخضعون لها بحكم حاجتهم إلي العمل وإلي الطعام – وهذا الحكم الطبقي الدكتاتوري يجعل لقمة الخبز لا تصل إلي فم أي فرد في الدولة لا برضاء الحاكم وإذنه . فمن غضب عليه الحكام الإرهابيون يحرم من عمله ويجرد من أجره اليومي ويحرم من طعامه هو وأطفاله وأسرته أي أنه يحرم هو وأبناؤه وأسرته من حقه في الحياة .. بهذه الوسيلة دون محاكمة ولا سجن ولا اعتقال . لقد بلغ من جرأة علي الإجرام أنهم أصدروا قوانين تجيز لهم جميع أنواع ( الإرهاب الاجتماعي ) الذي نصت علي أنه " يجوز بقرار من رئيس الجمهورية فرض الحراسة علي أموال وممتلكات الأشخاص الذين يأتون أعمالا تتعارض مع المصالح القومية للدولة " والمصالح القومية المزعومة هي مصالح الحكام أنفسهم ، ثم علي أنه = لا يجوز الطعن بأي وجه من الوجوه أمام أية جهة كانت في قرارات رئيس الجمهورية الصادرة وفقا لأحكام هذا القانون .. أي أن مصادرة أملاك الناس لا تخضع لرقابة القضاة ولا القوانين ، نعم – وجد الإرهابيون الحاكمون وحلفاؤهم الشيوعيون في شعار الاشتراكية او العلمانية حتى كل ما يحتاجون له من فلسفات الدكتاتورية الجماعية والعسكرية والطبقية فأقاموا لهذا الشعار هيكلا سموه حزب الاتحاد الاشتراكي جمعوا فيه فرق الدجالين الذين يفلسفون للعصابات الحاكمة كل ما تريد الأقدام عليه من وسائل القمع الفردية والجماعية من إفقار وتجويع وقتل واضطهاد وتعذيب ، بل كل ما يريدون أن يريدون أن يدبروه من مؤامرات واغتيالات في خارج مصر بحجة تصدير الثورات لمصلحة كل من يزودهم بالمعونات والأسلحة والقروض سواء في ذلك الشيوعية الدولية أو الصهيونية أو الاستعمار الذين يهمهم خلق الاضطرابات في المنطقة ، ليستطيع كل عدو من الأعداء الثلاثة المتربصين بالعالم العربي أن يصطاد صيده ويحقق مصالحه تحت ستار الفتن التي يدبرها اعداء الحق اعداء الاخوان المسلمين . فلا تعجب إذن إذا كان هؤلاء العملاء الذين يذهبونالى اذنابهم ضيوفا علي عصابات المخابرات والمباحث فينزلون في أرقي الفنادق وتنظم لهم رحلات – فضلا عن استراحات الدولة وقصورها يرجعون إلي بلادهم ليسبحوا بحمد الحكام الذين يطعمونهم ويملئون بطونهم وأفواههم وجيوبهم بالسحت والمال الحرام ، ويضعون أنفسهم عملاء وسفرائها يتلقون منهم الأوامر ويتآمرون معهم ضد كل الهيئات وكل الجهات حتى ضد مصلحة وطنهم وشعبهم ، هؤلاء هم سماسرة الفتنة ، وتجار المغامرات والمؤامرات الذين يمولهم ليقوموا بحملات التخريب في البلاد العربية ويستعملهم لتصدير المؤامرات والغش بحجة تصدير الثورات – وهؤلاء العملاء هم أدوات الإرهاب التي يستعملوها لتحطيم كل نظام مستقر في أي بلد عربي لأن حكم الإرهاب لا يمكن أن يستقر إلا إذا امتدت أساليبه ومذاهبه الكل وعمت وطمت . فسياسة الإرهاب التي يستعملها لا يمكن أن تبقي محصورة ، بل هم منذ سيطروا علي الشعوب يمارسون سياسة الغدر والتآمر والاغتيال ، فلا توجد بلد من البلاد الشقيقة أو الصديقة لم تتعرض لمؤامراتهم ومؤامرات مخابراتهم وعملائهم وجواسيسهم والعالم كله يعرف قصص الأسلحة التي يوزعونها في جميع البلاد ويلقون بها علي كل الشواطئ سواء في ذلك لبنان أو المغرب ، أو اليمن – وأخطر أسلحتهم في جميع تلك المغامرات هو سلاح "العملاء" . هؤلاء العملاء المأجورون والجواسيس المحترفون هم أبواق دعاية حكام مصر الذين يروجون الأكاذيب وينشرون افتراءاتهم واتهاماتهم ضد الإخوان المسلمين وغير الإخوان المسلمين من الأحرار ودعاة الإسلام . هؤلاء العملاء المأجورون والمرتزقة هم الذين يضللون الشعوب العربية عن حقيقة الأوضاع ، ولا يكتفون فكثيرا ما تحرر لهم مخابرات تصريحات ومقالات ينشرونها ويذيعونها في الخارج لكي تنقلها بعد ذلك إذاعة وصحافاتنا وننبهر بها طبعا وكيف لا وهي من الغرب تحت درساه وللاسف تحت قلوب سوداء مليئة بالكره والحقد على كل صالح قد ينجينا او يعلينا او حتى يقول لا اله الا الله ويجهر بها وبذلك يثيرون حقد الشعب ا ضد الشعوب العربية كما أثاروا العرب ضد بعضهم . هؤلاء العملاء الذين يروجون ما توحيه لهم مخابرات ر عما يسمونه " مؤامرة الاخوان المسلمون وينسون أنهم هم المتآمرون ضد أوطانهم وبلادهم وعملاء لمخابرات منهم ومن عصاباتها . هؤلاء لا يمكن أن يضللوا الشعوب العربية بعد أن انكشف أمرهم وأمر سادتهم ، وعرف الناس جميعهم أساليبهم في الافتراء والكذب ، فلم يتركوا رجلا شريفا إلا شتموه وسبوه ، ولم يتركوا هيئة نظيفة محترمة ولا دولة ترفض الخضوع لمؤامراتهم إلا وانهالوا عليها سبا وافتراء وكذبا – فلم يبق من يصدقهم من كثرة أكاذيبهم وتكرارها . هؤلاء العملاء المأجورون لا يمكن أن يضللونا الذي يعرف من هم الإرهابيون ومن هم القتلة وسفاكو الدماء ومن هم الذين يخطفون الشرفاء ويعذبونهم وينهبون أموالهم ويصادرون أرزاقهم وأرزاق أطفالهم وأولادهم ، كلنا نعرف من هم المضللون الكذابون وعملاءهم المحترفون المأجورون . نعرف أن هؤلاء الحكام هم الإرهابيون لا ضحاياهم الأبرياء من شباب الاخوان المسلمين والافتراء عليهم والكذب وتشويه سمعتهم للاسف وغيرهم من المعارضين الذين يعذبون في السجون والمعتقلات ويشردون ويضطهدون لتخويف الشعب وإرهابه وإذلاله وصد عن مقاومة حكام الإرهاب هؤلاء الإرهابيون المتآمرون ضدنا وضد العرب والمسلمين خاصة وضد أبنائه الأبرار وشبابه الطاهر هم هم المتآمرون في مع عملائهم من الجواسيس المأجورين والخونة المحترفين ضد البلاد الشقيقة والصديقة – هم أصحاب منظمات التجسس والإرهاب السرية والعلنية التي تعمل بتوجيه المخابرات والسفارات لتدبير الاغتيال والانقلابات ... لحساب الدول الأجنبية مقابل ما يتلقونه من مساعدات . هؤلاء الإرهابيون الحاكمون هم الذين يتهمون الإخوان المسلمين بأنهم " إرهابيين " فما هو المقصود من هذا الاتهام ؟ وما هي قيمته ؟ . إن الاتهامات التي توجهها أجهزة الإعلام التي يسيرها الاعداء ضد الاخوان المسلمين والاخونجيين على قولة النادر تدخل ضمن أساليب الدعاية التضليلية وهي من أهم دعائم الحكم القائم وترقيتهم ، ومن أخطر أسلحته . ففي كل معركة بين الحق والباطل يتسلح دعاة الحق بالإيمان والتضحية – أما بالباطل فله أسلحة كثيرة ، منها القوة الوحشية والعنف الغادر ، والطغيان الغاشم – ولكن أخطر أسلحة الباطل هو سلاح التضليل . والتضليل هو صرف انتباه الناس إلي جهة معينة بقصد تنفيذ خطة إجرامية في هدوء واطمئنان دون أن يلتفت إليها الناس . والتضليل هو شغل الناس بالأكاذيب حتى لا يروا الحقائق الواقعة الثابتة ولا يفكروا فيها . فالاتهامات التي يوجهها حكام مصر للإخوان المسلمين إنما يقصد بها شغل الناس بما يقال عن الاخوان– ولو كان من الأكاذيب والمفتريات – حتى ينسوا ما يعمله الحكام واعوانهم بهم وما يرتكبون ضدهم وضد الاخوان المسلمين أنفسهم – وهي حقائق ثابتة مسلمة . ليس هذا الأسلوب التضليلي جديدا علي المجرمين ، ومع ذلك فإنه – رغم قدمه – مازال يجد أناسا ينخدعون به ، ويصدقون أكاذيب المجرمين المضللين ، ويتبعونهم ، ويتخذونهم دليلا ومرشدا . ولكن هناك فارقا بين تضليل صغار المجرمين وتضليل كبارهم ، فالمجرم القاتل الصغير لا يفكر عادة في " تحويل الأنظار " إلا عندما يفاجئه الناس متلبسا بجريمته ، أو يباغتونه في مكان الجريمة كهذا القاتل اللبناني . أما المتمرسون في الإجرام الذين يخططون لجرائمهم في هدوء واطمئنان ، ويستعملون في تنفيذها عصابات ضخمة الإمكانيات عديدة الأفراد – فإنهم يرسمون خطة التضليل وينفذونها قبل الجريمة لتهيئة الجو المناسب لارتكاب الجريمة ، فقد قيل أن وراء القاتل اللبناني الصغير عصابات ضخمة استطاعت تهيئة " هذه هي خطط التضليل عن طريق تحويل الأنظار كما ترسمها وتنفذها العصابات الإرهابية ، ومن يتبع أساليبها من طغاة الحكام . فإذا عرف الناس طاغية متجبرا ، تعودوا منه عبارات التهديد والوعيد والتكبر والتظاهر بالقوة والتباهي بالاستقرار ، ثم وجدوه فجأة يصرخ صراخ المستغيث من " عدوان " يدعي أنه دبر ضده .. أو يبكي بكاء الشاكي من " مؤامرة " يزعم أنها أعدت له .. فإنهم يجب أن يذكروا أن هذا التعبير المفاجئ هو من أساليب " تحويل الأنظار " ويقصد منه التضليل ، وعليهم أن لا يخدعوا بتلك المسرحيات والتمثيليات التي يقوم فيها الظالم المعتدي بدور المعتدي عليه ، ويلبس فيها الطاغية المتجبر ملابس الخائف ، المجني عليه .. كما أن عليهم أن يدركوا أن وراء صراخه واستغاثته مكيدة يدبرها لغيره . ثم أن سلاح التضليل في يد الطاغية أخطر منه في يد غيره ، ذلك لأن أي مجرم مهما بلغت خطورته لا يملك عادة من وسائل التضليل أكثر من كذبة يطلقها أو إشاعة يرسلها أو كلمة يقولها أو إشارات وحركات يقوم بها ، وقد يساعده في ذلك مساعد أو بضعة مساعدين وشركاء ، أما الطاغية فإن وسائله في التضليل أضخم من ذلك بكثير لأنها تصل إلي الملايين وتفرض نفسها علي آذان الناس وعقولهم وتفكيرهم عن طريق أجهزة الدعاية التي يسيطر عليها ، ويسخرها في عمليات تحويل الأنظار .. بقصد التضليل . والناس يعلمون أن أقوي أجهزة الإعلام والنشر في العالم العربي هي ما يسيطر عليها الاعداء ، لأنهم ينفقون عليها الملايين من أموال المساعدات التي يحصلون عليها من ، ويستخدمون فيها أضخم وسائل الدعاية ، من صحف مملوكة لهم في الداخل ومأجورة لهم في الخارج ومن كتاب لا خلق لهم ولا ذمة ولا ضمير – ورثوهم فيما ورثوه عن العهود السابقة التي عملوا لها وخدموها ، ومازالوا مستعدين للعمل لكل سيد والتعاون مع كل حاكم – ثم لهم إذاعات قوية تقتحم البيوت وتتجاوز الحدود ليلا ونهارا يسندها التلفزيون الذي لا يتردد في استغلال الراقصات والممثلات والمغنيات في الدعاية السياسية . وأخطر من هذا كله أنهم يستعينون في ذلك بفرقة من الخبراء النازيين والشيوعيين الذين أبلوا في خدمة الدكتاتوريات الطبقية والفردية في أوروبا وتخصصوا في حرب الأعصاب والعمل السيكولوجي وحملات الدعايات التضليلية . هؤلاء الخبراء النازيون والشيوعيون يبدأون باستبعاد جميع مبادئ الأخلاق في " العمل السيكولوجي " ويطبقون نظريات " جويلز " ومبادئ " فيشنسكي " وأخطر تلك المبادئ تكرار الأكاذيب وإعادتها دون تردد ولا خجل ، حتى تستقر في أسماع الناس وأذهانهم وتجري علي ألسنتهم دون تفكير وتمحيص ، لأنهم لا يتركون لهم فرصة للتفكير أو التمحيص أو البحث عن الحقائق أو الإنصات لمن يحدثهم عنها . ومن أصول تلك الدعايات التضليلية أن نجاح الحملات الدعائية لا يتوقف علي صدقها ولا علي صحتها ، وإنما يتوقف فقط علي ضخامة أجهزتها – لأنهم يقولون أن الناس ينتهون دائما إلي تصديق من يكون صوته أعلي من صوت خصمه ، ومن يستطيع أن يسكت صوت خصمه أو يصرف الناس عن سماعه – وتبعا لذلك المفتري المضلل يستطيع أن يتهم من يشاء متى يشاء ضمن أن صوته أعلي من صوت من اتهمه ، وأن أجهزة دعايته وإعلامه أقوي من أجهزة الآخرين . ومع ذلك فمازال بعض من أصابهم شر هذه الدعايات وكانوا ضحية لأكاذيبها ومفترياتها ، ومازال هذا البعض رغم ذلك يصدق ما تردده ... ضد غيره !! لكنهم قد يفلحوا بالكذب وبث سمومهم لكن شعبنا اوعى وافهم ولم يعد جاهلا ابدا رغم ان الاخوان المسلمين لا يملكون إذاعة ولا تلفزيوناً ، ولا وكالات أنباء دولية محلية مؤتلفة أو متحدة ولا مكاتب دعاية ولا سفارات في جميع أنحاء العالم ، وليس لديهم صحفية ولا مجلة ، وليس لهم دولة ولا حكومة وليس وراءهم جهاز إعلام تابع لإحدى الدول الكبرى ذات النفوذ والجاه في الشرق أو في الغرب .. تسند دعايتهم وتؤيدها وتكررها نعم هم الذين لهم صوت مسموع .. سوي صوت الضربات التي تنزل علي رؤوسهم ، وصوت القيود في أيديهم أو في أرجلهم . هم الاخوان المسلمون" نعم ، منذ سنة1954 إلي اليوم صدق كثير من العرب ومن المسلمين دعايات حكام مصر ضد الاخوان المسلمين ، بل تطوع بعضهم عن غير قصد لترويج تلك الدعايات ونشرها .. للسبب البسيط الذي ذكرناه ، وهو أن الاخوان المسلمين لا يسمع صوتهم ، ولا تذاع حجتهم ، ولا بنشر دفاعهم ، ولا تسمع وجهة نظرهم .. إلا وهم مقيدون في السلاسل أمام ضباط يسمونهم قضاة – كل همهم المحافظة علي المقاعد التي وضعهم فيها الحكام ، ولو ضحوا في سبيل ذلك بمبادئ العدالة والإنسانية ، وداسوا كرامة شعبهم وأذلوا أبناء وطنهم الذين شهد العالم كله ببطولتهم في مواقف التضحية والنضال ضد أعداء مصر وأعداء العروبة والإسلام . ومع ذلك فإن تلك " المحاكمات " الصورية المسرحية قد كشفت حقائق ثابتة تشرف الاخوان المسلمين لا تدينهم ابدا ، وتدين أولئك الذين اتهموهم واضطهدوهم وشهروا بهم ظلما وعدوانا .. ونحن نكتفي بانهم هم القوة والحق والحرية بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان سامية قويه عميقه حقيقية إن حكام مصر الذين أعدوا هذه " المحاكمات " المسرحية ونصبوا أنفسهم للإدعاء علي الاخوان المسلمين وتوجيه التهم إليهم ، نسوا أن أيديهم ملوثة بالدماء ، سواء دماء الشهداء من الاخوان المسلمين وغيرهم من ضحايا الإرهاب في مصر وفي خارج مصر . هؤلاء الحكام الذين ثبت تنكرهم لجميع القيم الإنسانية باعتراف الجميع ، هم الذين جاءوا ليوجهوا التهم للإخوان المسلمين – وكأنهم جاءوا ليرموا الإخوان بدائهم ، وينسبوا إليهم ما يرتكبوه هم وأعوانهم في داخل مصر وخارجها . وإن مجرد صدور الإدعاءات ضد الاخوان المسلمين منهم كما صدرت من أمثالهم من الطغاة في الماضي في عهد فاروق ، هو أكبر شهادة الاخوان المسلمين بأنهم كانوا ومازالوا ضد كل طغيان ، وكل استبداد – وأنهم دائما في صف الشعب المضطهد المظلوم وليسوا في صف مستذلي الشعوب ومستعبديهم ولا في صف الحاكمين بأمرهم الذين يستغلون سلطانهم للفتك بمن يعارضهم أو يخالفهم في الرأي أو في المذهب . إن مجرد صدور الإدعاءات ضد الاخوان المسلمين من ظالمين مستبدين ، يزيد في حبنا للاخوان المسلمين وثقته في مبادئهم وفي إخلاصهم وفي صدقهم . لذلك لا يشعر الاخوان المسلمين بأنهم في حاجة ، مطلقا إلي أن يناقشوا هذه " الإدعاءات " الملفقة المشبوهة في مصدرها وفي صانعيها ومروجيها لأنه يكفي لدحضها أن يعرف الناس من هم الذين صنعوها ، ومن نطقوا بها ، ومن رددوها ومن لهم مصلحة في ترويجها .. لكي يعتبروها صحائف شرف وفخارالاخوان المسلمين ، ودلائل عار وصغار لمن يدعون عليهم . اتهامات موروثة لها تاريخ إن اتهام الاخوان المسلمين واضطهادهم ليس من مبتكرات الحكام الحاليين فقط، بل هو أقدم منهم ، وسابق علي وجودهم ، فهم في ذلك مقلدون لمن سبقهم ، سائرون علي نهج الحكومات السابقة ( التي تآمروا هم ضدها ودبروا الانقلاب عليها ) والتي وصفوها بالخيانة ووصفوا رجالها بأنهم كانوا عملاء الاستعمار منفذين لأغراضه خاضعين لتعليماته منفذين لسياسته بمحاربة الاخوان المسلمين ومحاولة القضاء عليهم والتشهير بهم . لسنا نحن الذين نقول ذلك اليوم – وإنما قاله ايضا الضباط الاحرار الذين قاموا بحركة الجيش ، قبل أن تستغل تلك الحركة لإقامة دكتاتورية عسكرية لصالح فئة منهم انحرفت عن أهدافها ... نعم ، لقد أعلن الجيش أن محاربة الاخوان المسلمين واتهامهم بالإرهاب جريمة وطنية وخيانة عظمي لشعب مصر ، وخضوع للاستعمار – وحكم الضباط الأحرار علي إبراهيم بحكم صادر عن محكمة الثورة عام ، كما حكموا علي أعوانه الذين استخدمهم في محاربةالاخوان المسلمين . وفجأة بعث هذا الاتهام من جديد علي يد جماعة غاضبة أبعدت جميع المخلصين من ضباط الجيش واحدا بعد الآخر – ثم صممت أيضا علي إبعاد الاخوان المسلمين والقضاء عليهم لكي تحتفظ لنفسها بالسلطات التي اغتصبتها من الشعب صاحب السيادة عندما رأت أن العقبة الكبرى في سبيل فرض دكتاتورياتها علي مصر هو الحركة الشعبية التي ساندت الجيش في ثورته وأيدته ودعمته أي " الاخوان المسلمين " . لم تجد الجماعة الحاكمة وسيلة للتخلص من " وصاية "الاخوان المسلمين علي الثورة ، ولا من وقوفهم في وجه الدكتاتورية العسكرية ، ومطالبتهم بالحكم الدستوري الذي يرد السيادة للشعب لم تجد وسيلة لذلك كله إلا بتلفيق التهم الاخوان المسلمين ، وبعث التهمة التي وجهها لهم الانجليز كما يفعلون الان ايضا وأعوانهم من قبل ، وهي تهمة الإرهاب . والفرق الوحيد بين اتهام الأمس واليوم ، أن اتهام الأمس كان يستند إلي وقائع مادية ملموسة قام بها الاخوان المسلمين فعلا في فلسطين عام48 ثم في القتال بعد ذلك عام 1950 و51 و52 – ولا ينكر الاخوان المسلمين تلك الأعمال ولا يتبرأون منها ، لأنها أعمال فدائية وبطولية تشرفهم ويسجلها لهم الشعب ويحفظها لهم التاريخ . نعم ، سيحفظ التاريخ الاخوان المسلمين في سجل الشرف تلك الأعمال البطولية الفدائية التي قاموا بها من أجل فلسطين ومن أجل تحطيم القواعد العسكرية الانجليزية في القتال . ولن يضير الاخوان المسلمين قط أن هذه الأعمال كانت توصف بأنها أعمال إرهابية – ولا أن تهمة الإرهاب التي وجهها لهم الصهيونيون والاستعماريون كان يرددها أذنابهم من حكام مصر في ذلك الوقت – ومن باب أولي لن يضيرهم أن تبعث هذه التهمة وترددها أبواق عملاء الطغيان والاستبداد اليوم . ذلك أن الطغاة المستبدين دأبوا من قديم الأزمان علي وصف أبطال الحرية وضحايا الفداء بأنهم إرهابيون ، فالاستعمار الفرنسي وصف ثوار الجزائر بأنهم إرهابيون ، ووصف ثوار تونس وثوار المغرب بأنهم إرهابيون . والاستعمار الانجليزي وجه هذه التهمة للعرب المناضلين في فلسطين وغيرها وسار علي هذه القاعدة بالنسبة لفدائي الاخوان المسلمين في فلسطين . ذلك شرف تاريخي للإخوان المسلمين وذلك عار أبدي لجميع الحكام الذين وضعوا أنفسهم أداة في يد الاستعمار والصهيونية لمحاربة الاخوان المسلمين والتشهير بهم واتهامهم ، كما أن ذلك العار لاصق أيضا بالعملاء الجدد الذين أحيوا هذا الاتهام من جديد وسخروا له أبواق دعاتهم وأجهزة إعلامهم – كما كان لاصقا بالعملاء السابقين لهم في عام 48و 51. ويزيد أثم هؤلاء العملاء الجدد أن هذا التشهير بالاخوان المسلمين الذين يمارسه حكام مصر وعملاءهم منذ 54إلي اليوم هو مجرد استغلال واستمرار للاتهام الاستعماري الذي حكم عليه الضباط الاحرار أنفسهم وشهروا به ، وأنه لا يستند إلي أي واقعة جديدة صدرت من جانب الاخوان المسلمين من سنة 54 إلي اليوم ... مما يمكن أن يسميه الناس عنفا بل هو مجرد اختلاق وتلفيق وتزوير . ماذا يقدم الاعداء من دليل علي زعمهم بأن منظماتالاخوان المسلمين " إرهابية " أنهم منذ أن ضللوا الناس بالفرية الكبرى والحادث المصطنع ( والاعتداء ) الملفق في سنة 1954 – منذ ذلك التاريخ إلي اليوم لا يحتجون عليالاخوان المسلمين إلا بأقوال وأكاذيب يعيدونها ويكررونها وأساطير يروونها ويكتبونها وينشرونها ثم يعيدون طبعها ويعيدون إخراجها مثل المسرحيات القديمة البالية .. إذا كان هناك من يتهم حكام مصر بأنهم إرهابيون أو أنهم متآمرون وأنهم يمارسون التعذيب الوحشي والبربري ، ويسفكون الدماء وأنهم يفسدون لأخلاق ويغتصبون الأموال والأرزاق ، فإنه يستطيع أن يقدم الدليل تلو الدليل علي صدق ذلك ، فهناك قائمة ، بل قوائم بأسماء عشرات المصريين الأحرار من الاخوان المسلمين وغيرهم من ضباط الجيش ومن رجال السياسة والصحافة قتلتهم المنظمات الحاكمة في مصر ، شنقا – أو غيلة بالرصاص ، أو غدرا بآلات التعذيب وأدواته .. وهناك وثائق تثبت أن آلافا مؤلفة من شباب مصر ورجالها ونسائها وبناتها اختطفوا خلسة أو علنا ، ثم عذبوا وغلوا وقيدوا وضربوا وأهينوا وكسرت أضلاعهم وعظامهم ، ومزقت جلودهم وأجسامهم ، وحرقت أطرافهم وقطعت ، ومنهم من مات ولا يعلم إلا الله أين دفنوه خلسة في ظلام الليل – ومنهم من لا يزال حيا يستطيع أن ينطق بالحق ويؤيد الاتهام ويقدم الدليل الملموس علي صحته – لأن كل ذلك الإرهاب وقع فعلا وارتكبته أجهزة الإرهاب العلنية والسرية التي ينظمها ويديرها ويسيرها الحاكمون في مصر . أما الاخوان المسلمين فلم يرتكبوا شيئا من ذلك قط ، وهم يتحدون من يدعون عليهم أن يذكروا اسم شخص واحد منهم أو من غيرهم ، من أبناء مصر ، قتله الاخوان المسلمين أو دفنوه في الرمال منذ سنة 54 إلي اليوم كما فعلوا هم حين قتلوا ودفنوا غدرا واغتيالا . هم يتحدونهم أن يقدموا شخصا واحدا من طائفتهم أو من سواهم به جرح أو مرض أو خدش نتيجة ضرب الاخوان المسلمين له أو تعذيبهم له أو اعتدائهم عليه كما اعتدوا هم بالتعذيب والضرب والجرح علي آلاف الأبرياء .. إنهم يتحدون حكام مصر أن يذكروا التاريخ الذي يزعمون أنه انفجرت فيه قنبلة أو رصاصة أو شب حريق أو خربت دار أو أزهقت روح إنسان أو حيوان نتيجة فعل ارتكبته منظمات إخوانية منذ 1954 إلي اليوم .. إنهم يتحدون حكام مصر أن يذكروا لنا اليوم الذي تقدم فيه مواطن مصري شريف واشتكي لهم – منذ 1954 إلي اليوم – اشتكي لهم أن الاخوان المسلمين قد اعتدوا عليه أو أهانوه أو هجموا علي داره أو كسروا باب مسكنه أو خطفوه كما تفعل أجهزة مخابراتهم ومباحثهم كل يوم في مصر خفية أو علي ملأ من الناس ليلا أو نهارا . إنهم يتحدون حكام مصر أن يذكروا أي مصري تقدم في يوم من الأيام إلي مكاتب حكمهم ليشهد بأنه رأي الاخوان المسلمين يقتلون أو يضربون أو يعذبون أو يحرقون أو يخربون .. كما يفعلون هم وأعوانهم في مصر وخارج مصر . إن الناس قد شهدوا علي شاشة التلفزيون وجوه المخطوفين والأسري المعتقلين من شبابالاخوان المسلمين الناضر الأبرار .. رأوا وجوههم وعليها آثار التعذيب والإرهاب الذي ارتكبوه هم – وإن الإخوان المسلمين يتحدونهم أن يقدموا علي تلك الشاشة نفسها دارا واحدة قد حرقت أو مكانا قد نسف ، أو قتيلا قد قتل أو جريحا قد جرح ، أو أي أثر مادي ملموس يدل علي ( عمل ينسبونها للاخوان المسلمين) . إنهم عاجزون عن تقديم شيء من ذلك – رغم التحدي ، ومع ذلك فهم يثيرون ضجة كبرى ، إلي اليوم – فماذا قدموا وماذا يقدمون ؟ .. ماذا يقدمون بين دقات طبول الدعاية وزمورها وعلي أعمدة صحافة الأكاذيب وإذاعتها وتلفزيونها ؟ كل ما قدموه أقوال .. فقط . فما هي تلك الأقوال التي يقدمونها ؟ إنهم يقدمون " اعترافات " ! ولا شيء غير اعترافات !! منذ1954 إلي اليوم لا شيء سوي اعترافات . ويريدون من الناس أن يصدقوا تلك " الاعترافات " لمجرد أنهم يكررونها ويعيدونها ويكتبونها وينشرونها ويذيعونها ويعيدون ذلك كل يوم وكل عام ... حتى الذين خدعوا " باعترافات " – لم يعد أحد منهم يصدق أسطورة الاعترافات اليوم لأنهم يعملون كيف تؤلف ( المخابرات ) و ( المباحث ) هذه الأقوال وينسجون خيوطها ثم يكتبونها ، ويستعملون كل صنوف العذاب والإرهاب لإجبار الأسري المعتقلين للتوقيع عليها ثم يجبرونهم بعد ذلك علي قراءتها أمام مسجلات الإذاعة والتلفزيون ، وهم لا يصلون لإجبار الأسير المعتقل علي الاستسلام لمطالبهم والخضوع لتهديدهم وإرهابهم إلا بعد أن يمزقوا جسده ويحطموا رأسه ويعطلوا إرادته وبعد أن يري بعينيه مصارع إخوانه الذين رفضوا أو امتنعوا عن التوقيع ويشهد بعينه موتهم واحدا بعد الآخر ، نتيجة التعذيب الذي ترتكبه أجهزة الإرهاب الحكومية . كيف يريدون من الناس أن يصدقوا تلك الاعترافات المكرره المعادة الممجوجة الملفقة المنتزعة بالتعذيب والتخويف والتنكيل والإرهاب ؟ وإذا صدقها الناس فماذا فيها ؟ ما هو مضمونها؟ إذا فرضنا جدلا أن هذه الاعترافات شيء له قيمة ما وصدقنا ما تقوله وتردده دعايات الحكم عن مضمونها فماذا فيها ؟ ليس فيها إلا نيات أو أقوال . كل ما فيها لا يتجاوز " نيات " زعموا أنهم استخرجوها بالتعذيب من أعماق قلوب الاخوان المسلمين حيث كانوا يخفونها ويكتمونها – أو مقاصد وأهداف زعموا أنها كانت مستترة في نفوسهم لم يخرجها إلا التعذيب وإلي جانب النيات والمقاصد ، يدعون وجود أحاديث " وأقوال " تداولتها شفاه الإخوان ومناقشات ومداولات دارت بينهم سرا في الخفاء .. فلما عذبوا وقطعت أجسامهم باحوا بتلك الأقوال والكلمات ، كما باحوا من قبلها بالنيات .. ثم ماذا في تلك الأقوال ؟ يقولون فيها النقد والمعارضة والسخط علي الآلهة الذين يحكمون مصر ، فكيف يجوز لمصري ولو كان من الاخوان المسلمي الإرهاب الذي يرتكبه الاخوان المسلمين ويرتكبه العرب جميعا – هو أنهم يقولون سرا ما يمنعهم الحكام أن يقولوه علنا – يقول بعضهم لبعض لابد من نهاية للظلم ولابد من تحرر البلاد من الطغيان المستبد والفساد المسيطر عليها ، وهم يقولون هذا النقد سرا فيما بينهم ويخفونه في نطاق أصدقائهم وإخوانهم فلما عذبوا وجلدوا وقطعت جلودهم وسلط عليهم العذاب .. اعترفوا .. كل ما فيها نيات لا ترضي الحكام ، ومقاصد تعارض مقاصد السادة المسيطرين ، وفيها أقوال وانتقادات لنظام الحكم وسياسة الحكام الذين اختارهم الله للسيطرة علي مصر والذين يحرمون علي المصريين أن ينتقدوهم علنا فإذا انتقدوهم سرا .. اتهموهم بأنهم إرهابيون .. يقولون أيضا أن اعترافات الإخوان المسلمين فيها أنهم يتزاورون خفية رغم جيوش المخابرات والمباحث التي تحصي عليهم أنفاسهم وتعد عليهم خطواتهم – وهم أوجدوا تلك التنظيمات السرية ليجتمعوا – لسبب بسيط هو أن الحكام يحرمون علي المصريين جميعا الاجتماع علنا . ثم هم يجتمعون لينتقدوا الحكام ، لأنهم لا يعتقدون أنهم معصومون من الخطأ ، وليقرأوا القرآن ، ويعارضون به الميثاق ، ويحفظون كتب سيد قطب التي تقول أن الحرية أصل الإيمان والتوحيد وأن الرضا بالظلم والخضوع إلي الظالم وثنية وشرك لأن الحاكمية لله ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . لماذا يفعل االاخوان المسلمين كل هذا ؟؟ لأن الله خلقهم أحرارا ويريدون أن يعيشوا أحرار مهما كلفهم ذلك من تضحيات . وجريمة الاخوان المسلمين في نظر الحكام ر أنهم يستطيعون أن يفعلوا ذلك ويتجرأوا عليه ، رغم كل الاحتياطات والأموال التي ينفقها الحكام لمراقبتهم والتضييق عليهم ، وهم يفعلون ذلك ولا يستطيع غيرهم من المصريين الساخطين أن يفعلوه ، ولا تستطيع المباحث والمخابرات وجيوشها وجواسيسها المنتشرة في كل مكان أن تعلم به أو تكتشفه .. ولا وسيلة لكشفه إلا شيء واحد .. هو التعذيب ؟؟؟ فعندما تقطع أجسامهم بالسياط والعصي وعندما تحطم إرادتهم ويفقدون رشدهم في غيبوبة الآلام والعذاب عند ذلك فقط .. يقولون أنهم اجتمعوا أو التقوا أو انتظموا أو تناقشوا .. أما ما دار في تلك المناقشات وتلك الاجتماعات من أحاديث فلا يطلب منهم أن يذكروه وإذا ذكروه لا يقبل منهم ، ولا يسجل ، بل الذي يكتب ويسجل في الاعترافات هو ما تريد المخابرات ذكره وتسجيله لا ما يريده المعذبون ، وإلا فما فائدة التعذيب إذن أن كان المعتقل المعذب يقول كما يريد هو ...؟ إن التعذيب ثابت مؤكد وغايته واضحة ونتيجته ملموسة هي أن تؤلف ما تريد أن تتضمنه الاعترافات وتكتبه وتلفقه وتصنعه صنعا وتخترعه اختراعا ثم تفرض علي المعذبين أن يوقعوه وأن يقرأوه أو ينطقوا به وإلا بقوا تحت العذاب حتى الموت . لماذا إذن تنظيمات الاخوان المسلمين وتجمعاتهم ؟ قد يقول قائل إذا كان صحيحا أن الاخوان المسلمين يجتمعون وينتظمون ويدرسون ويستعدون فلماذا إذن التجمعات والاستعدادات التي تجر عليهم كل هذا البلاء ؟ طبعا لا يصدق عاقل أن يمضي الاخوان المسلمين عشر سنوات أو أحد عشر عاما منذ عام إلي اليوم يعدون ويستعدون وينظمون صفوفهم ويربون شبابهم منذ طفولتهم حتى يصبحوا عباقرة العلماء والمهندسين والكتاب والمؤلفين .. كل ذلك من أجل اغتيال شخص أو أشخاص .. ولا من أجل تخريب منشئات أو تحطيم منازل ، هذا أمر لا يصدقه حتى حكام مصر الذين يذيعونه ويرددونه بواسطة أعوانهم وعملائهم ، فحكام مصر لا يدعون أن جماعة الاخوان المسلمين هي من الضعف والهزال لدرجة أن تمضي أحد عشر عاما في التنظيمات والاستعدادات والاجتماعات من أجل الاغتيال أو التخريب .. ثم لا ينتج عن ذلك كله أثر واحد مادي ملموس .. ولا يطلقون رصاصه واحدة حتى علي الجلادين الذين جلدوهم في السجون والذين يتسكعون كل يوم علي المقاهي من جروبي إلي الأوبرج وسان سوسي وعلي بلاجات الإسكندرية – ناهيك بكازينوهات وعلي الليل في بيروت وسويسرا ومدريد ، فلم يتعرض لهم واحد فقط من آلاف شباب الاخوان المسلمين الذين عذبوهم في المعتقلات والسجون ، هؤلاء الشباب يا للعجب لا يلقون قنبلة واحدة علي الأقل ليتحدث الناس أو ليذكروا وجودهم ويحسبوا حسابهم .. فلماذا لم يفعلوا ذلك وهم ليسوا عاجزين عنه ؟ ، لو كان الإخوان المسلمون من الهزال والعجز إلي هذا الحد لهان أمرهم ولما احتاج حكام مصر إلي إقامة الدنيا وإقعادهم للدعاية صدهم والتشهير بهم ولما احتاج رئيس الدولة أن يذهب إلي موسكو ليشكو لها معارضة الإخوان ويستلهم الوحي ويطلب العون لكي يدخل في معركة ضدهم ، بعد مضي خمسة عشر عاما من حكمه الدكتاتوري العسكري ؟؟ كلا ... أن حكام مصر يعرفون أن الاخوان المسلمين لم يفعلوا ذلك – وأنهم لم يفعلوه مطلقا ذلك الزمن لأنهم لم يريدوه ، لا لعجزهم عنه . فإذا اتهموهم اليوم بأنهم كانوا يريدون شيئا من ذلك أو يفكرون فيه فهم أول من يعرف كذب هذا الافتراء وبطلان هذا الاتهام . إنهم يعرفون قطعا أن سبيل الانتقام الفردي أو الإرهاب والاغتيال ليس هو سبيل الاخوان المسلمين ، بل يعرفون أكثر من ذلك ، يعرفون أنهم هم فعلوا كل ما في وسعهم لجر الإخوان لهذا الطريق ودفعهم في تلك السبيل لغايات في نفوسهم ، ولكن كل جهودهم ذهبت هباء وكل محاولاتهم باءت بالفشل ومازال الإخوان ثابتين معرضين عن هذا الطريق .. وهذا الإعراض والامتناع وحده أكبر دليل علي قوة نظام الجماعة ومتانة تنظيمها .. وهذا هو الذي يخفيهم ... وهذا هو الذي يخيف حلفاؤهم الشيوعيين ويرعبهم .. إنهم يعرفون أن ما يخشونه من الإخوان المسلمين ليست هي المؤامرات الموهومة التي اخترعوها هم واصطنعتها لهم أجهزة مخابراتهم ولفقتها لهم المباحث وإنما هم يخشون " تجمع الاخوان المسلمين " وتنظيمات " الاخوان المسلمين ووجود الاخوان المسلمين لدعوة إسلامية وبقاءها كحركة سياسية يضع فيها الشعب آماله للقضاء علي حكم الطغيان ، ويؤمن الشعب بقيادتها له في نضاله الشعبي وحركته الجماهيرية به لتحطيم نظام الحكم الفردي بانتفاضة عامة شاملة كما فعل شعب السودان وكما فعل شعب اندونيسيا . أو كما شعر حكام مصر بأن الإخوان أعادوا تنظيم صفوفهم دفعوا أجهزة المخابرات والمباحث لتدبر خطة لضرب هذه الصفوف وتشتيت تلك التجمعات وتحطيمها .. وتسارع تلك الأجهزة إلي استعمال وسائل الافتراء والتلفيق والكذب والتضليل لاتهام الاخوان المسلمين والتشهير بهم تمهيدا لتحطيم كيانهم وتبريرا لأساليب التعذيب الهمجية والوحشية التي يستعملونها ضد الإخوان يعلنونها للناس لكي يرهبوا غير الاخوان المسلمين ويخيفوا جماهير الشعب لأنهم يقولون أن شعب مصر " يخاف ولا يستحي " فلابد من تخويفه من حين لآخر بعمليات قمع وتعذيب وإرهاب ضد الإخوان المسلمين وغيرهم من المعارضين . أن ما يأخذون علي الاخوان المسلمين وغيرهم من الأحرار أنهم يعارضون سيطرتهم ، ويكشفون أخطاءهم ويوقظون في الشعب روح المقاومة والمعارضة . وهم يحرمون علي الاخوان المسلمين ، وعلي جميع المصريين ، أن يكون لهم رأي يخالف مذهبهم ، ويمنعونهم من كل نشاط سياسي علني أو قانوني ، وهم يعلمون أن حركة سياسية عقائدية كحركة الاخوان المسلمين لابد أن يسري تيارها كالكهرباء خلال اتصالات شخصية ولقاءات حركية تغذي دعوة الاسلام وتتفادى بسريتها بطش أجهزة بالاخوان المسلمين ويوقفوا اتصالاتهم ، ليمنعوهم من الانتظام في كيان قوي متماسك ويمنعوا الناس من الاستجابة لدعوتهم أو الاستماع لدعايتهم . وإرهاب الحكام ، وتتحصن بها من غدر عصابات التجسس والمباحث التي ينفقون عليها الملايين .. إن هدف حكام مصر ، هو أن يضربوا تجمعات ولكي يضربوا الاخوان المسلمين من حين لآخر ، فإنهم لابد أن يبرروا ذلك أمام الناس ، ويقدموا له أسباب مختلفة أو زائفة ، فيبدأون باتهامهم بأن لهم " تنظيمات " سرية ، ويعتبرون كل اتصال تنظيما سريا وكل لقاء اجتماعا إرهابيا ، كان كل منظمة سرية لابد أن تكون منظمة إرهابية ، وهذه مغالطة لا أساس لها ، لان السرية شيء والإرهاب شيء أخر ، وكثير من الناس يقع في شراك هذه الدعاية وينسون أن السرية هي الوسيلة الوحيدة للدعاية والدعوة لمن يخشون إرهاب الحكم المستبد الطاغي ، فالحاكم الذي يستعمل أساليب الإرهاب ويمنع الناس من الإعلان عن رأيهم ومن الدعوة العلنية لفكرتهم ومن نشر دعوتهم إنما يدفعهم إلي الاتصالات السرية ، والدعوة السرية – وهذا النوع من السرية لا علاقة له بما يسمونه الإرهاب . إن الحاكم الذي يدفع خصومه دفعا إلي العمل السري ويفرض عليهم فرضا أن يسلكوا سبيل السرية في دعوتهم وفي نشر مذهبهم وآرائهم بتحريم النشاط السياسي علي المواطنين المعارضين هذا الحاكم عندما يسمي هذه السرية إرهابا – إنما يقصد بذلك تضليل الناس وإثارة دخان من الأكاذيب يستر بها إرهابه هو ويبرر بها سياسته الإرهابية . إن الناس يفرقون بين سرية الدعوة اتقاء لإرهاب الحكام – وبين السرية المقصود بها ارتكاب العنف أو التآمر – فلا سبيل للدعوة الإسلامية غير الدعوة السرية في بلد يسيطر عليه الإرهاب الحكومي الشيوعي وبالتالي فلا يجوز للمؤمنين بالحرية والديمقراطية أن ينخدعوا لدعاية الحاكم الذي يريد أن يصور هذه السرية بأنها إرهاب ، لأنه بذلك إنما يختلق تهمة زائفة ، لينفلت هو من تهمه الإرهاب ، ويستمر في سياسة الإرهاب التي يقوم عليها حكمه وطغيانه ودكتاتوريته . حكام مصر إذن يخشون قدرة الاخوان المسلمين علي الانتظام وعبقريتهم في التنظيم ، ويخشون تصميم الاخوان المسلمين علي أن يتجمعوا ، وأن يحفظوا كيانهم ويدعموا الروابط التي تجمعهم علي دعوة الحق رغم الحكم الإرهابي الذي يحرم علي المصريين جميعا أن يكونوا لهم رأي سياسي غير رأي الطغاة ، أو أن يكون لهم تنظيم سياسي غير حزب الحكومة الذي يسيطر عليه الشيوعيين والعملاء المأجورون الذين يتناولون مرتباتهم من عرق الشعب ومن أموال المساعدات التي تحصل عليها الدولة من الخارج مقابل عمالتها للدول الكبرى . كل ما تقوله دعايات عن نيات الإخوان هو إذن محضر احتلاق وتلفيق .. والذي لفق ذلك وابتكره وصنعه هو المستفيد من هذا التضليل .. وهي أجهزة الإرهاب الحكومي المسيطرة علي مصر .. ذلك أن الحكام المستبدين يعملون علي أن يتصرف الساخطون من المصريين عن طريق التجمع الحركي والمعارضة السياسية المنظمة وأن يسلكوا سبل الانتقام الفردي وأعمال العنف والإرهاب التي تحقق للطغاة الحاكمين غرضين :- أولهما : أن التحمس الوقتي للساخطين وتوجه أفكار الناس بلا انتقام أو الثأر بالعنف هو خير شبكة تصطاد بها أجهزة لحكم الإرهابية خصومها وأكبر الفخاخ التي يوقعون فيها الأحرار المعارضين لسياستهم ونظامهم وأقرب الوسائل لإلقائهم في مجاهل السجون .. متى استدرجهم عملاء المخابرات ومرشدو المباحث المأجورون في هذا الطريق . وثانيهما : انه كلما ألح الشعب في المطالبة بتحطيم القيود التي يفرضها الحكام علي حريات الأفراد في الحركة والكلام والكتاب والانتقال .. فإنهم يبحثون عن حجة للتهرب من تلك المطالبات وخير حجة لديهم هي ادعائهم باكتشاف جماعة يتهمونها بأنها تفكر في الإرهاب والانتقام وذلك لتحويل أنظار الشعب عن مطالبته بالحرية وتبرير سياستهم الإرهابية وتدبير القمع والضغط والطغيان بحجة محاربة معارضيهم الذين هم الأغلبية الساحقة وأبنائه المخلصين . فلا عجب إذن أن كان للحكام شبكة من المرشدين البوليسيين والمحرضين المأجورين تنفق عليهم أجهزة المخابرات والمباحث لكي يندمجوا في أوساط الساخطين من أبناء الشعب يجذبونهم إلي العنف ويستدرجونهم في الحديث ويوجهونهم إلي التفكير في أعمال الانتقام الفردي والثأر من الطغاة المستبدين .. ومتى تجمع حول المرشد للثأر " اكتشفتهم المباحث " بمعاونة المرشد المأجور أو الجاسوس المحرض الذي يختفي بعد ذلك ولا يظهر له أثر . عند ذلك تدور أسطوانات المحاكمات والاعترافات ويضاف إليها ما يلزم من أكاذيب وتلفيقات وما يسندها من أسلحة تعد خصيصا لذلك من مخازن الجيش أو مستودعات البوليس ، وتكون النتيجة دواما إلقاء الخصوم في السجون أو المعتقلات أو يقتلون سرا إذا اقتضي الحال ويبقي الحاكمون الإرهابيون متربعين في مقاعد الحكم كما كانوا ويحققون نصرا رخيصا دون أن يصاب أحد منهم بخدش أو يتعرض لاعتداء أو جرح .. وهكذا تتكرر التمثيلية ويتعدد الضحايا وينتشر الذعر بين طبقات الشعب وتدور أجهزة الدعاية ضد أسطورة الإرهاب التي حاكها الحكام واصطنعوها وحرضوا عليها ولفقوها واستغلوها واستفادوا منها للتنكيل بخصومهم الأبرياء وإرهاب الشعب وتخويفه بهذا التنكيل . فخطة الحكام الإرهابيين هي استغلال طاقة السخط في بعض النفوس لإجهاض الحركة السياسية المعارضة لحكمهم ولسياستهم .. وهي حركة الاخوان المسلمين.. ووسيلتهم في ذلك هي استعمال عناصر المحرضين المأجورين يصطادون بها كل الفئات الواعية ثم يلقونها في السجون والمعتقلات للتخلص منهم وإرهاب عامة الناس وتخويفهم . والاخوان المسلمين يعلمون أنهم أول أهداف هذه الخطط البوليسية التي يسلكها عملاء المخابرات والمباحث ، ولذلك فهم أكثر يقظة من غيرهم لهذه الأحابيل والمؤامرات والفخاخ . إن الاخوان المسلمين حركة سياسية تستعمل الأسلحة السياسية وسلاحها الأول هو سمو مبادئها الإسلامية وتحررها من الأغراض الأنانية وبعدها عن الأهداف الشخصية وهي أسلحة تضمن النصر في معركتها ضد أسلحة الغدر والخيانة التي يستعملها خصومها . إن جماعة الاخوان المسلمين تخوض معركة مبادئ لا معركة أشخاص وهي في هذا تختلف عن خصومها الذين يدافعون عن أشخاصهم ويعملون لأغراضهم الشخصية ومطامعهم الأنانية وفي سبيل أنانيتهم ومطامعهم يبيحون لأنفسهم انتهاك جميع المبادئ وإهدار جميع القوانين ويستبيحون في سبيل أشخاصهم وتمسكهم بالسلطة كل وسائل الإرهاب والخيانة والغدر دون أن يتقيدوا بمبادئ الإنسانية أو الأخلاق أو الأديان . أما جماعة الاخوان المسلمين فإن هدفها الأول هو نزع ستار الأكاذيب والدعايات التي يخفي الطغاة بها حقيقتهم ، ومتى ظهرت تلك الحقيقة أمام الناس عارية في بشاعتها وشناعتها وكشف الطغاة للناس حقيقة أغراضهم الأنانية وأهدافهم الشخصية وظهرت في مواجهتها سمو مبادئ الاخوان المسلمين وطهارة أخلاقهم ونظافة أساليبهم ووسائلهم رأي الناس الفرق بين أساليب أصحاب المبادئ وأساليب أصحاب الأغراض والمطامع – وعرف الشعب من يعمل لوجه الله والحق ومن يعمل لشخصه ومطامعه ومصالحه علي حساب مصالح الشعوب ومبادئها ومثلها العليا . إن الاخوان المسلمين عندما يعلنون أنهم لا يلجأون لأعمال العنف أو الغدر ، فهم لا يقررون هذه الحقيقة ولا يكررونها أرضاء لخصومهم ، ولا تطمينا لهم ولا ردا علي اتهاماتهم لهم ، فأولئك الخصوم أول من يعلم ببطلان الاتهامات التي وجهوها الجماعة الاخوان المسلمين لأنهم هم الذين اختلقوها وزيفوها واصطنعوها كما اصطنعوا ولفقوا مرارا من قبل . والإخوان المسلمون لا يتبرأون من تهمة الإرهاب الملفقة ولا يعلنون ذلك حرصا علي سلامة أنفسهم أو سلامة جماعتهم من الاضطهاد والتشريد والمطاردة لأنهم يعلمون أنهم لا يحاربون بسبب هذه الاتهامات الكاذبة بل أنهم يعلمون لأسباب أخري وغايات أخري : أولها أنهم يعتقدون أن الاخوان المسلمين هم القوة الشعبية الوحيدة في مصر التي يلتف حولها الشعب وينتظر الخلاص علي يديها فيسعون لتحطيمها حتى ييأس الشعب من الخلاص ويستسلم لاستبدادهم وينصرف عن التفكير في المقاومة . ومنها أيضا أن محاربتهم للاخوان المسلمين تكسبهم عطف الجهات الأجنبية التي كانت تسندهم وتؤيدهم ولا زالت تسندهم وتدعمهم كلما لاح لها شبح الإخوان المسلمين لأنها تعتبرالاخوان المسلمين خطرا علي نفوذها وعلي سياستها . فجماعة الاخوان المسلمين علي يقين بأن إعلان رفضها لأساليب العنف والانتقام الفردي لن يغير شيئا من موقف خصومها ولا من محاربتهم لها .. ولن يضمن لها سلامة أفرادها ولا سلامة تنظيماتها وبنائها ، ولكنه يضمن لها سلامة مبادئها وصفائها وطهارتها . وحركة الإخوان تضع سلامة المبادئ فوق سلامة الأشخاص والتنظيمات . ومن ناحية أخري فإن واجب جماعة الاخوان المسلمين يقضي عليها أن ترد علي نداءات أصدقاء الاخوان المسلمين بل وبعض الاخوان المسلمين أنفسهم الذين أصبحوا يعتقدون أن صبرها قد نفذ ، ويظنون أن الوقت قد حان لكي تعلن للعالم بأنها سترد العدوان بالعدوان وستحطم الإرهاب بالإرهاب وتحارب العنف بالعنف . نعم قد يظن البعض بأنها في دفاع شرعي ، ومن حقها أن تحطم الطاغوت بكل ما تملك من وسائل دون أن تتقيد بالمبادئ التي لا يتقيد بها خصومها أنفسهم .. ولا أن تلتزم بالأخلاق التي يدرسونها هم بأقدامهم .. ومن حقها إذن أن تستعمل كل سلاح يستعمله أعداؤها في محاربتها وتلجأ لكل حيلة وكل خديعة مادام خصومها لا يتورعون عن الغدر بها والكذب عليها واغتيال شبابها ورجالها وانتهاك حرمات نسائها وبناتها وتجويع أسرها وأطفالها .. نعم لقد سمعنا من يقول أن خصوم جماعة الاخوان المسلمين لا يراعون في محاربتها دينا ولا خلقا ولا مبدأ ولا شرعا ولا قانونا ولا عرفا .. فلماذا تتقيد جماعة الإخوان بالدين والخلق ؟؟ إن خصومها يحصدون زهرة شبابها ورجالها المرة بعد المرة يقتلونهم ويسجنونهم ويعذبونهم وكثير من الناس يتساءلون : لماذا لا يدافع الاخوان المسلمين عن أنفسهم بكل الوسائل ؟ ولماذا لا يدافعون عن إخوانهم المعذبين المعتقلين ، ولماذا يدافعون عن حرمة أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم الذين تجرأ الطغيان علي اعتقالهن واختطافهن وتعذيبهن ، ولماذا لا يدافعون عن أطفالهم وأسرهم الذين يضطهدهم الطغاة عليهم الجوع والبؤس والذلة والفقر ويحرمون عليهم كل موارد الرزق حتى المساعدات والصدقات ، ويعتقلون المتصدقين ويعاقبونهم ويتهمونهم بأنهم ممولون – كان تمويل الأسر ومساعدتها وجمع الأموال لها من الداخل أو من الخارج جريمة -؟؟ يجيب الاخوان المسلمين هؤلاء الأصدقاء العاتبين : " إننا ندافع أولا عن عقيدتنا ، وعن مبادئنا – وأنتم تعرفون أننا لم نقصر لحظة واحدة في الدفاع عنها وهذه التضحيات المتوالية الدورية المتكررة دليل قاطع علي ثبات الاخوان المسلمين علي مبادئهم وعلي بذلهم كل تضحية في سبيلها . أما الدفاع عن أنفسنا ، فنحن ملتزمون به ولكننا نختار له الوسائل التي لا تتعارض مع مبادئنا وأهدافنا لأن أول هذه المبادئ التضحية بالنفس والأهل والمال وبكل شيء من أجل العقيدة والمبدأ ، وقد ثبتالاخوان المسلمين علي هذا المبدأ وسوف يثبتون عليه دائما ، وضحوا من أجله كثيرا وسوف يضحون حتى النصر . ولقد قال البعض الاخوان المسلمين أنكم مع استمراركم في خطة اجتناب العنف والترفع عن الانتقام والثأر يجب ألا تعلنوا ذلك وألا تصرحوا به لأن هذا الإعلان والتصريح يقدم لخصومكم خدمة كبرى إذ يستريحون من ناحيتكم ويطمئنون إلي أنهم يحتكرون وحدهم سلاح الاغتيال والتآمر والغدر والإرهاب ومتى اطمأنوا إلي أنكم لن تلجأوا لتلك الأسلحة التي يهاجمونكم بها زاد إصرارهم عليها وإسرافهم فيها وتماديهم في استعمالها ضدكم وضد غيركم من الأحرار ، فالأولي أن تتركوهم فريسة للشك في نياتكم والخوف من انتقامكم ن والأفضل أن تعطوهم الفرصة ليصدقوا الأكاذيب التي اخترعوها هم وزيفوها ضدكم وابتكرتها لهم أجهزة المخابرات والإرهاب والتجسس .. حتى يعيشوا في قلق دائم وفزع مستمر ورعب أسود ولا يمكنهم من أن يروا طعم الراحة ولا أن يذوقوا لذة الأمن والاطمئنان . ولقد قال الاخوان المسلمين لهؤلاء الناصحين بالسكوت والصمت : إننا واثقون بأننا مهما قلنا ومهما أعلنا فإن خصومنا لن ينالوا طعم الراحة ولن يناموا قريري العين يوما واحدا ، لأنهم يعلمون علم اليقين ما ارتكبوه نحن صبرنا علي أذاهم وألزمنا جماعتنا سبيل الحكمة ومنعناهم عن طريق الانتقام ... فمن يلزم الملايين الأخرى من أبناء مصر الذين لا يرتبطون بتنظيم سياسي كتنظيمنا يرسم لهم ويخطط لسياستهم ويحكم تصرفاتهم ؟ إنه إذا كان الاخوان المسلمين لا حاجة لهم في تنظيماتهم إلي المندفعين المتهورين المتمردين علي كل نظام حركي وانضباط حزبي – فإن حكام مصر يعلمون أيضا أن هؤلاء عندما تتملكهم نزوة من نزوات الانتقام والثأر الفردي ليسوا في حاجة إلي تنظيمات أي هيئة أو حزب سياسي لكي يشتروا رصاصة أو يطلقوها – أو لكي يدبروا اغتيالا أو ما يماثل ذلك ، فإذا خلت صفوف الاخوان المسلمين من الانتقاميين المتهورين فليس معني ذلك أن الشعب كله سيخلو منهم – بل هم موجودون وباقون طالما أن أعمال الظلم والاضطهاد التي تدفع الناس للانتقام باقية مستمرة . إن التامرين يعلمون أن عدد المظلومين والساخطين والموتورين من أبناء المسلمين يتضاعف كل يوم بسبب أعمالهم الاستبدادية وسياستهم الإرهابية وأن ضحاياهم ر يتجاوز عددهم عشرات أضعاف الاخوان المسلمين ويعرفون أن هؤلاء الناقمين المتحفزين للثأر موجودون في كل ركن من أركان مصر وفي كل قرية ومدينة وكل دار وأسرة وكل طبقة وطائفة سواء في الجيش أو الأحزاب أو حتى رجال البوليس والمخابرات السابقين واللاحقين والباقين منهم والمعزولين . وهم يعلمون يقينا أن عدد هؤلاء الساخطين المتحفزين للثأر الباحثين عن فرصة للانتقام عدد كبير كاف وحده بدون الاخوان المسلمين لتحطيم جميع الرؤوس التي تسير الحكم الإرهابي والطغيان الاستبدادي . نعم أن هناك آلافا من المسلمين المتضهدين يفكرون في الانتقام والثأر ، متمردين علي كل تنظيم سياسي خارجون علي كل توجيه حزبي أو حركي .. ممن قتل آباءهم أو أبناءهم في اليمن ولم يعرفوا للان لماذا قتلوا هناك وممن أهينت نساؤهم أو أخواتهم منذ أن ابتكر حكم الإرهاب في مصر اعتقال النساء والفتيات وتعريضهن للفضيحة والإهانة والعار ، وممن عذبوا وضربوا وأهينوا وسجنوا وهم لا يعرفون لذلك سببا ولا مبررا .. هؤلاء هم يتربصون برؤوس الإرهاب الحاكم وأذنابه ، ولن يترددوا في تحطيم تلك الرؤوس وقطع تلك الأذناب متى تهيأت الفرصة لهم – وفرص الاغتيال والانتقام كثيرة لا يمكن أن تحول دونها جيوش المباحث والمخابرات والحراس والسجانين الذين يعتمد عليهم الحكام الإرهابيون .. هم يعرفون جيدا عدد المؤامرات التي دبرت ضدهم من أصدقائهم وأعوانهم المرة بعد المرة ومن غير أصدقائهم من رجال الجيش أو ضباطه الذين خاب أملهم بعد أن رأوا مار يسوقونهم في مغامرات ويسخرونهم لاستعباد شعبهم وقتل العرب والمسلمين .. بدلا من محاربة إسرائيل التي كانوا يظنون أن ثورة الجيش قامت من أجل الثأر منها لشرفهم الذي لوثوه بايديهم 1948 ولوثته الهدنة التي قبلتها حكومات الخيانة ودعمتها حكومة الطغيان " الثوري " منذ ثلاثة عشر عاما بواسطة البوليس الدولي ؟ أي ضابط من ضباط جيش مصر لا يري أن بقاء هذا الحكم وبقاء البوليس الدولي عار يجب محوه بنفس الأسلوب الذي محيت به نظم الحكم التي قامت حركة الجيش لتحطيمها في عام ؟؟؟ هذا كله كاف لإزعاج حكام الخيانة والإرهاب وكاف أيضا للقضاء عليهم .. ثم أنهم لن يستريحوا لأنهم موقنون أن عواطف جميع الأحرار في مصر هي في جانب المضطهدين طالبي الثأر والانتقام ، وأن عواطف المصريين مع كل من اضطهد أو أهين أو قتل أبوه أو أخوه ظلما ، هذا العطف سيجعل المصريين يلتمسون العذر لهذا الناقم الغاضب إذا لم يجد الوسيلة للانتقام والثأر إلا الاغتيال أو الغدر أو التآمر . وستكون قلوب الملايين في جانبه سواء نجح في تآمره أو لم ينجح – بل أن المسلمين جميعا يتوقعون شيئا من ذلك كل صباح وكل مساء بل أنهم ينتظرونه ويتمنونه في قرارة أنفسهم وإن لم يصرحوا به إلا همسا .. حتى قيل أن عامة الناس تجعله دعاءها المفضل في المساجد وكل مكان يستجاب فيه الدعاء . وهم موقنون أيضا أنه لا يوجد دين ولا خلق ولا قانون يفرض علي المصريين المضطهدين أن يحموا جلاديهم وظالميهم ، ولا أن يكرهوا خصوم هؤلاء الحكام الطاغين الظالمين حتى ولو استعملوا للآخذ بثأرهم سلاح الاغتيال الذي استعمله الحكام أنفسهم ، ومازالوا يستعملونه خفية وعلانية . وهم يعلمون أن الاغتيال والقتل وغير ذلك من أعمال الانتقام والثأر هي أعمال فردية يستطيع أن يقوم بها فرد أو بضعة أفراد من ضحايا سياسة الحكم الإرهابي وهم كثيرون من بلاد العرب والمسلمين – أما الاخوان المسلمين فهم أكبر من ذلك وأخطر.. الاخوان المسلمين طلائع النضال الشعبي إن الكل يعلمون أن الاخوان المسلمين يسلكون في مقاومتهم طريق المعارضة الصريحة الواضحة ، الذي يصعب علي غيرهم أن يسلكه ، والذي لا يستطيع أن يتحمل تضحياته ومسئولياته سواهم من الساخطين علي الحكم الدكتاتوري ، وهم يعلمون أن الاخوان المسلمين قد اختاروا هذا الطريق لأنهم يريدون أن يخلقوا الوعي الشعبي المعارض الثائر الذي يدفع الشعب لانتزاع حريته من ظالميه واسترداد سيادته ممن اغتصبوها بالقوة والانقلاب والإرهاب . ولذلك فإن الاخوان المسلمين لم يتوانوا في يوم من الأيام عن إعلان معارضتهم للحكم الحاضر ، ولم يتهاونوا في نقدهم لأهدافه وفضح أساليبه ، وإذاعة ذلك كله علي الناس ونشره ، ودعوتهم إلي المقاومة والمعارضة والنضال من أجل تغيير الأوضاع التي فرضها الطغيان وكتاب سيد قطب "معالم في الطريق " خير دليل علي ذلك ، فهو صرخة لإيقاظ روح المقاومة في الجماهير ، وإقناعها بأن الإسلام لا يرضي لها بالذلة والخنوع والاستسلام لحكم الطغيان والدكتاتورية . والاخوان المسلمين يعلمون أن طريق المعارضة الشعبية الصريحة الذي اختاروه طريق شاق طويل ، وهو محفوف بالمخاطر والتضحيات لأنه يجعل خصوم الاخوان المسلمين دائبين علي الحذر منهم ، متنبهين لتحركاتهم وهمساتهم ، يقظين غير غافلين عن تجمعاتهم – وإن الطغاة يحاولون بكل الوسائل إجهاض معارضتهم قبل أن تحقق أهدافها – كما فعلوا في الأيام الأخيرة – وذلك بأن يصطنعوا لهم التهم ويلفقوا لهم المؤامرات الزائفة لتبرير اضطهادهم للاخوان المسلمين واعتقالهم وتشتيتهم وتفريق صفوفهم خوفا منهم – ولكن ذلك كله لن يزيد الشعب إلا سخطا علي الحكام وكرها لهم ، ولن يزيد إلا حبا الاخوان المسلمين وقربا منهم واستماعا لحجتهم واقتناعا بفكرتهم وإيمانا بضرورة العمل الشعبي الشامل للقضاء علي الطغيان . ولو كان الاخوان المسلمين قد اختاروا طريق الاغتيال ، أو طريق التآمر الذي تحاول أجهزة الدعاية أن تلصقه بهم لما فكروا في الإعلان الدائم عن معارضتهم ومقاومتهم للنظام الحاضر ، ولفعلوا ما يفعله غيرهم من شيوعيون وعلمانيون وغيرهم من التسرب إلي صفوف للاستيلاء علي المراكز والمقاعد التي يمكنهم أن يثبوا منها علي مراكز القيادة وإعداد المؤامرات وتنفيذها من داخل النظام سواء عن طريق الحزب أو طريق الجيش ، وها نحن نري الطغاة يمهدون لمؤامراتهم بتوجيه الحكام الحاليين إلي محاربة الاخوان المسلمين ومطاردتهم وذلك ليحلو لهم الجو وينفسح مجال العمل وتتاح لهم فرصة التآمر للاستيلاء علي الحكم . كل إنسان عاقل يعلم علم اليقين بأن اتهام الاخوان المسلمين وعلي رأسهم سيد قطب بأنهم " تآمروا علي الظلام " أو " دبروا مؤامرات في الخفاء " هو اتهام مضحك مختلق من أساسه إذا كان الدليل علي هذا التآمر تأليف كتاب " معالم في الطريق " ونشره وتكوين الأسر والتنظيمات لتدريسه وشرحه ودراسته لأن هذا معناه أن كل معارضة هي في نظر حكام مصر " مؤامرة " وإن كل جماعة معارضة يمكن أن تتهم بأنها تآمرت " في السر والظلام " ولو كانت معارضتها منشورة في كتاب مطبوع ومقروء في كل مكان ، ومؤلفه كاتب مشهور معروف يعلن رأيه علي الملأ في غير خفاء ولا تستر ولا سرية . الحقيقة أن حكام مصر يخشون معارضة الاخوان المسلمين المعلنة المطبوعة المنشورة في كتب سيد قطب ومحمد قطب وغيرهما من مفكري الاخوان المسلمين وكتابهم أكثر مما يخشونه من ، مؤامرات مزعومة سرية وحكام يحاربون الاخوان المسلمين بسبب أفكارهم الثورية وكتبهم الثورية التي تدعو الشعب لمقاومة الطغيان والاستبداد – لا بسبب ما يزعمونه من مؤامرات مختلفة زائفة – ولكن الاخوان المسلمين مصممون علي السير في طريقهم الشاق الطويل ، طريق الاعتماد علي قوة الجماهير واستنفارها لمقاومة الطغيان والانتقاض علي حكم الدكتاتورية والاستبداد . هذا الطريق الذي يسير فيها لاخوان المسلمين إذن ليس طريق العنف ، ولكنه ليس طريق السلبية ولا الاستسلام للواقع الأليم – وهو ليس طريق الضعف أو الخضوع للطغيان ، وليس طريق التآمر في الظلام وإعداد الانقلابات والاغتيالات ولكنه طريق الثقة في الشعب والاعتماد عليه ، واستنفاره للانتفاض والمقاومة والثورة علي الظلم – إنه طريق التحالف مع قوى الشعب الساخطة المناضلة حيث تضامنت قوي الاخوان المسلمين مع الفلاحين والصيادين ، في الوقت الذي يتسابق فيه الشيوعيون علي مناصب الحزب أو وظائف الحكومة ليتسربوا إلي المراكز التي تمكنهم من إحداث الانقلابات والمؤامرات ، ويسيطرون علي أجهزة الحزب والحكومة كما فعلوا في إندونيسيا – ويبذل الاخوان المسلمين دماء النخبة الصالحة من قادتهم وشبابهم لكي يعلنوا علي الناس معارضتهم في كتب مطبوعة ومنشورة لكي تعلم جماهير الشعب بأن هناك في مصر معارضة قوية منظمة عاملة نشيطة تضم رجالا وشبابا وأبطالا يستهينون بالموت من أجل الجهر بمعارضتهم للحكام ومن أجل تسجيل تلك المعارضة ونشرها في كتاب مطبوع منشور في جميع أنحاء العالم " وقد اعترف عبدالناصر بذلك علنا وأمام مجلس نوابه المزيفين بأن هناك معارضة قوية منظمة تفوق حزبه الهزيل الذي حشد له كل إمكانيات الدولة " هذه هي طريق الاخوان المسلمين الصريحة الواضحة ، طريق الاعتماد علي القوة الشعبية الجماهيرية ، وليست طريق الانقلاب العسكري الذي قام عليه النظام القائم ، ولا طريق التآمر الحزبي الذي تخطط له وتموله وتحركه دول أجنبية كما يفعل الشيوعيون اليوم في . إن الاخوان المسلمين حركة شعبية جماهيرية من صميم الشعب وليست عصابة من الضباط كالجماعة الحاكمة ، وليست حزبا شيوعيا مثلا يعتمد علي التمويل والتوجيه من الخارج ، وليست هيئة مصطنعة تمولها دول أجنبية كبرى من دول الشرق أو الغرب – لذلك فإن الاخوان المسلمين يعلمون أن طريقهم طريق التضحيات ، ولكنه أيضا طريق القوة الحقيقية الكاسحة التي تقتلع الطغيان من جذوره وتهدم بنياته من قواعده . ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء .. كفانا تهجما على خيرت شعبنا وخيرت امتنا |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
27-10-2010, 09:38 | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: اخونجيات
يا عفراء انت كما هم الشيعة اتباع العمامات السوداء
اصحاب العمامات يقررون ويوزعون مفاتيح الجنة والناس البسطاء يركضون للموت ابحثي عن اصل الاخوان وتمويلهم ومواقفهم .... وتحالفاتهم ... كي تعرفي المزيد لا يغرنك التستر خلف الدين هاولاء لا يعلموننا كيف يكون الاسلام الاسلام يلد معنا نموت ولا يموت . |
|||||||||||||||
|
||||||||||||||||
28-10-2010, 02:29 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||||||||||||
|
رد: اخونجيات
جاء النادرهذه المرة ، قاصدا إنهائها، وقال عفراء انت كما هم الشيعه ، لا اعتب عليك ولا الومك فلو انت داري وتعلم وترى وتخلع نظارتك السوداء عن عيناك لرأيت وعرفت كل جواب لكل سؤال سألتني اياه انا اعرف من هم الاخوان المسلمين جيدا لا الومك انما الوم جدتك التي اشبعتك من الكرسنه حتى غطى على راسك كله بكل ما يحويه ولو كنت فعلا املك مفاتيح الجنة لادخلتك بها متغاضية عن طعنك ولمزك وهمزك ومخالفاتك ذكرتني بمن يقول امريكا هي التي اسست جماعة الاخوان المسلمين وهي التي تمولهم كنت اضحك منهم ولسفههم لا ارد عليهم واكتفي بشكر امريكا التي عملت لنا شيئا واحدا لمصلحتنا اخيرا ولم اعتقد ابدا باني ساواجه مثل هذا السؤال هنا وبزمانناا هذا ومنك انت بالذات لكن ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء" المقصود أن الغرباء هم أهل الاستقامة، وأن الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور وقل أهل الخير ثبتوا هم على الحق واستقاموا على دين الله ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة واستقاموا أبقى معكم وأعطيكم وصفة عليكم إتباعها لحمايتكم من سموم تلك القوارض وسموم الجرذان التي إجتازت الحدود والخطوط والسدود ، بنشر الطاعون بينكم وبيننا ! طاعون التعصب الأعمى ! وأعطاهم وصفة مفيدة في كل زمان ومكان تحمون بها حياتكم وحياة أجيالكم قال صلى الله عليه وسلم (تفرقت اليهود على واحد و سبعون فرقه كلها فى النار وواحدة فى الجنه وتفرقت النصارى على اثنين و سبعون فرقه كلها فى النار وواحدة فى الجنه وستتفرق امتى على ثلاثة و سبعون فرقه كلها فى النار وواحدة فى الجنه.....قالوا من هؤلاء يارسول الله؟.....قال : الذين هم على ما انا عليه انا واصحابى) وقد وعدالله المؤمنين بالنصر و التمكين وتوعد اعداء الدين بالهزيمة و الخسران ولكن لكى يحدث هذا فهناك شرط لابد و ان يتحقق وهو ان نكون مؤمنين حق وان نكون اهلا لنصر الله ولابد وان ننصر الله اولا حتى ينصرنا وقال تعالى : (ومن يتول الله ورسوله و الذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) وقال تعالى :(ان الله يدافع عن الذين آمنوا) وقال تعالى : ( ولاتهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين) وقال تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدوننى لايشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون) وقال تعالى : (الا ان حزب الله هم المفلحون) وقال تعالى : ( فليقاتل فى سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالاخرة ومن يقاتل فى سبيل الله فيقتل او يغلب فسوف نؤتيه اجرا عظيما) وقال الله تعالى : ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) وقال تعالى : (يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم و الله متم نوره ولو كره الكافرون *هو الذى ارسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وقال النبى صلى الله عليه و سلم :(ستكون النبوة فيكم الى ماشاء الله ثم يرفعها الله ثم تكون خلافه راشدة على منهاج النبوة الى ماشاء الله ثم يرفعها الله ثم يكون ملكا عاضدا الى ماشاء الله ثم يرفعه الله ثم يكون ملكا جبريا الى ماشاء الله ثم يرفعه الله ثم تكون خلافه على منهاج النبوة) او كما قال صلى الله عليه و سلم أحبائى فى الله ان نصر الله آت لامحالة و الاسلام قادم لاجدال ولكن عندما نكون نحن أهل لهذا عندما نتصالح على الله ونرجع اليه عندما نخلص لله ونحمل هم الدين ونحمل الراية للدفاع عن اكبر نعمة فى الوجود وهى نعمة الاسلام ان ما يحدث الان مجرد كسوف وقتى للشمس وليس غروب وعلينا ان نتذكر ان احلك الاوقات و اكثرها ظلمة هو ما قبل طلوع الفجر.........والفجر قادم لامحالة.......عندما يظهر للامة رجالا ينصرون دين الله و يتحملون المسئوليه ان اكثر الاوقات ألم ومعاناة هى وقت الولادة و التمخض....لكى يولد الامل.....ونحن نرى الامل و الصحوة فلنركب جميعا فى سفينة النجاة لان الاسلام دين عظيم ولكن ليت له رجال يدافعون عنه سينصرنا الله عندما نكون حقا مؤمنين وعندما نتذكر اننا خير امة اخرجت للناس |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
28-10-2010, 02:34 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||||||||||||
|
رد: اخونجيات
[من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومن من ينتظر وما بدلوا تبديلا. ليجزى الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شآء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما. ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا]. قال الإمام الشهيد حسن البنا عن الإخوان المسلمين ( أنهم جيل جديد يتكون كالجيل الذى كونه محمد صلى الله عليه وسلم). - فاتخدت قوى كثيرة متنافرة على واحد هو إطفاء هذا النور. - وتعرض الإخوان المسلمون لأبشع أنواع التشريد والتعذيب والاعتقال والإعدام والقتل على مدى ربع قرن من الزمان فى نهاية العشرينات من هذا القرن, ظهر حسن البنا. واستطاع أن يجمع القلوب حوله على طاعة الله بإيمان عميق , وفهم دقيق وحي وثيق... وكون جماعة ( الإخوان المسلمون). وعرف الإمام الشهيد نفسه وإخوانه بأنهم:- - ليسوا جمعية خيرية لإعطاء الفقراء صدقات. - وليسوا حزبا سياسيا. - وليسوا طريقة صوفية كل أمرها أن تذكر طوال الليل منطوية على نفسها فى خلوتها بعيدة عن الجماهير. - وليسوا عملا عسكريا فيه فتوة, وفيه جبروت يبعث إلى الغرور. - إنما هم جيل جديد يكونونه كالجيل الذى كونه محمد صلى الله عليه وسلم. ودعوة هذا فكرها, كان طبيعيا أن تحاربها كل القوى التى ترى أنه سيقضى عليها القضاء التام إذا أصبح الأمر بيد هذا الجيل الجديد. - حاربها الاستعمار الغربى ممثلا فى سلطة الاحتلال البريطانى فى مصر, فيرسل السكرتير السياسى للقائد العام للقوات البرية البريطانية فى الشرق الأوسط ومقره فى فايد – يرسل خطابا إلى إدارة المخابرات التابع للقيادة العامة للقوات البريطانية فى مصر وشرق حوض البحر الأبيض المتوسط, بما دار فى اجتماع السفراء , ويكتب بالحرف الواحد تحت رقم 1843/ أى 48 بتاريخ 23/ 11/1948 (فيما يختص بالاجتماع الذى عقد فى فايد فى 10 الجارى بحضور سفراء بريطانيا وأمريكا وفرنسا. أخطركم أنه ستتخذ الإجراءات اللازمة بواسطة السفارة البريطانية فى القاهرة لحل جمعية الإخوان المسلمين التى فهم أن حوادث الانفجارات الأخيرة فى القاهرة قام بها أعضاؤها). - وأسرعت الحكومة المصرية المتخاذلة بالتنفيذ. وبدأت موجة الاعتقالات عام 1948 - وحاربتها الصهونية العالمية لأن المؤمنين بها ممثلون دعوة الدين إلى الجهاد, وقد شهدت فلسطين أبطالا منهم وقفوا وقفة العمالقة, ولا يستطيع ضابط ممن اشتركوا فى حملة فلسطين , أو مراقب ممن راقبوا معاركها أن ينكر فضل متطوعى الإخوان المسلمين فيها. أو ينكر بطولتهم وجسارتهم على الموت, والعبْ الكبير الذى تحملوه منها راضيين فخورين مستشهدين فى سبيله. وهذا مما حدا بين جوريون أن يعلن معقبا على اشتراك الإخوان فى معارك 1948( أنه لا سبيل إلى استقرار إسرائيل إلا بالقضاء على الرجعيين فى العالم العربى والمتعصبين من رجال الدين والإخوان المسلمين) - وحاربها الملك فاروق لأن وجودها كان خطرا على عرشه وقام ( الأميرالاى) محمود عبد المجيد,و ( البكباشى) محمد الجزار, والمخبر أحمد حسين جاد, والسائق محمد محفوظ باغتيال المرشد العام الشهيد حسن البنا فى ليلة 12/ 2/ 1949 لتكون رأسه الطاهرة هدية هيد ميلاد الملك. - وحاربتها أمريكا باعتبارها وريثة بريطانيا فى المنطقة وحامية إسرائيل . - وحاربتها الحركة الشيوعية الإلحادية العالمية, لأنها تعتبر ( الإخوان المسلمين) هم العقبة القوية أمام انتشارهم وفرض زيفهم وسيطرتهم تحت ستار الشعارات البراقة... وقد ثبت أن جمال عبد الناصر بعد أن أوقع نفسه وبلده بين فكى الشيوعية وسيطرة الشيوعيين – واجتاح اليهم لدرجة الاستجداء – كان شرطا للاستجابة له أنه أعلن من موسكو فى بيان 6 سبتمبر 1965 حرب الإبادة على الإخوان المسلمين, فتم اعتقال الآلاف منهم فى ليلة واحدة ليذوقوا العذاب حتى الموت بليمان أبى زعبل والسجن الحربى بما عرف بمذبحة 1965. - وحاربتها الدكتاتورية العسكرية فى مصر منذ عام 1954. وقال اللواء محمد نجيب الذى كان أول من اكتوى بنارها ان السلطة العسكرية أو الدكتاتورية العسكرية لا تطيق تنظيما آخر ولا تتسع الأرض لها وأى هيئة آخرى. وكان خزنى شديدا على عبد القادر عوده الذى صعد درجات المشنقة شجاعا. وتذكرت يوم استدعيته قبل ذلك بشهور إلى شرفة قصر الجمهورية بعابدين ليطل معى على أنصاره فى الميدان ويطلب منهم الانصراف بهدوء بعد أن قلت لهم أن عودتى هى عودة للحياة البرلمانية.. وأن المسئولين عن جنحاهم سوف يحاسبون). يقول الله عز و جل (يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسقون بنبأن فتبيانوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحواعلى ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
30-10-2010, 22:44 | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||||||||||||||
شخص عادي "
|
رد: اخونجيات
التنظيم الدولى للأخوان المسلمين نتشر تنظيم الأخوان فى السودان وسوريا والأردن. ولكن لم يكن هناك تنظيم يربط بين هؤلاء والجماعة الأم في مصر ثم حدث أن المرشد الأخير الأستاذ مصطفى مشهور الذي توفي منذ أيام حيث خرج من مصر في أعقاب قرارات التحفظ الشهيرة التي قام بها الرئيس السادات قبل اغتياله بشهر أي في سبتمبر/أيلول عام 1981 وتنقل الأستاذ مصطفى مشهور في هذه الفترة منذ عام 1982 م حتى عام 1986 م بين الكويت وألمانيا وأسس فيها ما عرف باسم التنظيم الدولي للإخوان , وأوجد فكرة التنظيم الدولي , وهو يتكون من تشكيلين أساسيين هما مجلس شورى التنظيم الدولي ويتشكل بنسبة انتشار الإخوان في الأقطار المختلفة, ثم مكتب الإرشاد العالمي ويتكون من المرشد إضافة لثمانية أعضاء من بلد المرشد، وعدد آخر ينتخب من مجلس شورى التنظيم الدولي بنسبة توزيع الإخوان في باقي الأقطار المشاركة في التنظيم, ثم أجهزة وتشكيلات فنية تابعة لهذا التنظيم. ومنذ تشكل هذا التنظيم وضعت له لائحة لم يتم الالتزام بها ولا مرة واحدة بالنسبة لأختيار المرشد العام , ففى أول اختبار لها عام 1986م حين توفى الأستاذ عمر التلمساني فتم اختيار الأستاذ المرحوم محمد حامد أبو النصر بغير الالتزام باللائحة. حيث لم تكن لائحة للإخوان في مصر تتناسق مع لائحة التنظيم الدولي ولم يتم انتخابات وحينما توفي الأستاذ محمد حامد أبو النصر عام 1996م لم يتم تطبيق اللائحة بانتخاب الأستاذ مصطفى مشهور المرشد الجديد من مجلس الشورى المصري, وتم ما عرف ببيعة المقابر التي جعلت الهيئات القيادية في التنظيم الدولي تقبل راغمة إقرار ما تم بالمخالفة للائحة. كما أن الكثير من القرارات التي صدرت من مجموعة مكتب الإرشاد المقيمة في مصر- لم تلتزم بها قيادات الأقطار المعنية. أن هناك عدة حكومات عربية ودولية تتعقب هذا التنظيم وهو غير مسجل قانونا في أي مكان وتضيق عليه ويترتب على وجوده أخطار وأضرار للحركة ولأفرادها، وما يتم من نقاط إيجابية أقل بكثير من سلبياته وعليه فقيادة الجماعة عليها الاختيار بين الاستمرار في هذا الوضع من بقاء التنظيم الدولي أو إعلان تجميده أو حله والاكتفاء بالتنسيق والتبادل الفكري والثقافي . ************************************************** ************************************************** ***** وثائق العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان جريدة الأهرام بتاريخ 30/12/2006م السنة 131 العدد 43853 عن مقالة بعنوان " وثائق العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان " بقلم : د. رفعت السعيد ذكر فيها : " العلاقة الوثيقة التي قامت بين الأستاذ حسن البنا والإمام حميد الدين إمام اليمن, والتي أثمرت عن استثمارات اقتصادية مربحة حققها رجل الأعمال محمد سالم( زوج السيدة زينب الغزالي) ونفوذ فكري وسياسي واسع.. ثم انهار ذلك كله بسبب تدبير البنا ورجاله وبالاتفاق مع بعض رجالهم باليمن لانقلاب فاشل لم ينته فقط بتدمير كل الحصاد الإخواني هناك, وإنما انتهي بإثارة هواجس الملك فاروق ونظامه وغيره من الحكام.. فالذي يدبر انقلابا في اليمن يمكنه أن يفعلها هنا أو هناك. فإذا عدنا إلي الوراء عند حافة بوادر اشتعال الحرب العالمية الثانية, حيث كان القصر الملكي يغازل الألمان سرا ورجاله يغازلونهم علنا, بل ويغازلون الفكر الفاشي والنازي أيضا. الأمر الذي دفع كاتبا كعباس العقاد إلي الكتابة مهاجما هؤلاء ومتهما إياهم وعلي رأسهم جماعة الإخوان بالعمالة للنظم الفاشية فيقول في مصر دعوة دكتاتورية ليس في ذلك جدال. والذين يقومون بهذه الدعوة ويقبضون المال من أصحابها هم الذين يشنون الغارة علي الدول الديمقراطية ويثيرون الشعور باسم الدين دفاعا عن سوريا وفلسطين, بينما يسكتون علي غزو الألمان والطليان لألبانيا وبرقة وطرابلس والصومال, ويسير بعدما تقدم أن نعرف من أين تتلقي هذه الجماعات المتدينة ازوادها ونفقاتها. ثم يختتم قائلا: إن سيادة الدكتاتورية لن تنتهي إلي سيادة الإسلام ولا إلي سيادة المسلمين وإنما تنتهي إلي ضياع المسلمين( الدستور1939/7/27), وربما كانت كلمات العقاد قاسية, خاصة تلك التي لم نوردها متعمدين حفاظا علي الكتابة من أن تتحول إلي اتهامات قاسية كتلك التي تتحدث عن جاسوسية وما إلي ذلك, لكن المثير للدهشة وما هو أكثر من الدهشة هو أن الأستاذ البنا استخدم الدين الإسلامي وادعاءات غير معقولة وحتي غير عاقلة في تبرير علاقته بألمانيا وإيطاليا ويكتب البنا نفسه مقالا غاية في الغرابة نشره في مجلة النذير لسان حال الجماعة, زف فيه إلي المصريين والمسلمين جميعا نبأ سعيدا ذكرت بعض الصحف أن إيطاليا وألمانيا تفكران في اعتناق الإسلام, وقررت إيطاليا تدريس اللغة العربية في مدارسها الثانوية بصفة رسمية وإجبارية, ومن قبل سمعنا أن اليابان تفكر في الإسلام. ثم يتحدث عن أن هذه الدول الثلاث قد وضعت في برنامجها التقرب التام من العالم الإسلامي, والتودد إلي العرب والمسلمين, وقدمت لذلك مقدمات كبناء المساجد, ودعوة الشباب العربي إلي المدن والعواصم عندهم.. ان هذه الدول إنما تعجبها القوة والكرامة والفتوة والسيادة, وأن هذه هي شعائر الإسلام, ويكمل الأستاذ البنا لقد كتب الإخوان المسلمون إلي ملوك المسلمين وأمرائهم وعلمائهم وحكامهم بوجوب التبليغ لهذه الأمم باسم الإسلام. ولمزيد من إضفاء مسحة من الجدية علي هذا الأمر, يوجه الأستاذ البنا رسالة مفتوحة علي صفحات ذات العدد إلي شيخ الأزهر يدعوه فيها إلي تبليغ ألمانيا وإيطاليا واليابان بالإسلام مع إمدادهم بالعلماء لشرح مفهوم الإسلام( النذير4 ذي القعدة1357 ـ العدد30). ولمزيد من تعزيز فكرة الموالاة للمحور الديكتاتوري ألمانيا ـ إيطاليا ـ اليابان التي أعجب بها الأستاذ البنا تنشر جماعة الإخوان شائعة مثيرة للسخرية, وهي أن هتلر شخصيا قد أشهر إسلامه وقام بالحج سرا وأسمي نفسه الحاج محمد هتلر. مثل هذه المبالغات الفجة أدت إلي لفت الأنظار إلي هذه العلاقة الخاصة ففي لقاء بين السير والترسمارت المستشار الشرفي للسفارة البريطانية مع وكيل وزارة الداخلية المصرية حسن باشا رفعت أفاد وكيل الوزارة بأن معلوماته تقول إن الأستاذ البنا قد تلقي إعانات مالية من الإيطاليين والألمان والقصر( ينقل الأستاذ محسن محمد هذه الرواية في كتابه من قتل حسن البنا ص88 وقد نقل هذه المعلومات وغيرها عن وثائق أرشيف الخارجية البريطانية). وما كان لنا أن نسوق اتهاما غليظا كهذا نقلا عن وشاية من أحد رجال الأمن لممثل السفارة البريطانية, لولا أن الأرشيف البريطاني يحتوي علي وثائق أخري تصب في ذات الاتجاه. فهناك برقيتان من السفير البريطاني إلي وزارة خارجيته تحتويان علي ترجمة انجليزية لوثائق بالألمانية عثر عليها عند تفتيش مسكن مدير مكتب الدعاية الألماني بالقاهرة. ونقرأ وندهش. F.o371.-23342 1939/10/22 مكتب الأمن العسكري ـ مصر الهر ولهلم ستلبوجن مدير مكتب الدعاية النازيD.N.B ولا يتمتع بأي صفة دبلوماسية عثر عنده لدي تفتيشه علي مذكرة مكتوبة بالاختزال مؤرخة في18 أغسطس جاء فيها لقد أرسلت البعثة إلي( ح.ب)( الإخوان) مرة أخري ذات المبلغ بذات الطريقة لكن الإخوان المسلمين طلبوا المزيد من المال رغم أنني سلمتهم مبلغ الألفي جنيه التي وصلت باسمهم من ألمانيا. ثم ترجمة( لورقة أخري مكتوبة بالآلة الكاتبة الألمانية مؤرخة في8/16 تقول إن دفعة جديدة من الأموال قد أصبحت ضرورية جدا. ان المحادثة التي جرت مع( ح. ب) شخصيا حول المسألة( ب) كانت مرضية تماما. وبرقية ثانية تحمل رقمF.o371.-23343 تقول أرسلت البعثة مرة أخري لحسن البنا( هذه المرة كتب الاسم كاملا بدلا من ح. ب) ذات المبلغ بذات الطريقة ـ هؤلاء الناس يمكنهم فعل أشياء كثيرة. وبسبب هذه العلاقة وتلافيا للتصادم مع القصر الملكي الذي كان يحمي البنا, طلب الإنجليز من حسين سري رئيس الوزراء ضرورة الحد من نشاط البنا فقرر نقله من القاهرة إلي الصعيد وقد استجبت إلي ذلك( د. محمد حسين هيكل ـ مذكرات في السياسة المصرية ـ ص2 ـ ص208 ـ وكان هيكل في هذه الأثناء وزيرا للمعارف). .. وتنتهي الحرب ويهزم النازي, ويطل علي العالم شبح النفوذ الأمريكي ولا يضيع الأستاذ البنا وقتا.. ونقرأ في الوثائق الأمريكية.. فيليب ايرلاند السكرتير الأول للسفارة الأمريكية يكتب في برقيته يوم29 أغسطس1947 إلي وزارة الخارجية التقيت حسن البنا وأشرت إلي المظاهرات الحاشدة التي وقعت هذه الأيام. فرد البنا لن تكون هناك اضطرابات جديدة, فإن بوسعي بدءها وإنهاءها.. ويرد ايرلاند: من المشكوك فيه إنهاء الفتنة بعد اشعالها. لكن البنا يعرف كيف يغري الأمريكيين فيطلب مقابلة ثانية وتتم في بيت إيرلاند ويحضر البنا ومعه محمد الحلوجي ومحمود عساف مدير إعلانات صحيفة الإخوان وأشار البنا عبر المترجم إلي خطر الشيوعية في الشرق الأوسط وأن الإخوان يحاربونها, ويضطر أعضاء في الجماعة أن يتركوا عملهم الأصلي لدخول الخلايا الشيوعية للحصول علي معلومات, وعندما يفعلون ذلك, فإنهم يتركون وظائفهم وبذلك يفقدون مرتباتهم, وإذا أمكن تعيينهم علي أساس أنهم محققون وباحثون, فإنه يمكن حل المشكلة.. لكن الأمريكان لم يبتلعوا الطعم.. ورفضوا تقديم أموال. .. ولا تتوقف المحاولات. فعندما تولي المستشار حسن الهضيبي موقع المرشد العام حاول ذات الشيء.. وأقام علاقة مباشرة مع الأمريكيين عام1953 عن طريق أحد أصهاره ولنرمز له بالحرف( م) وإن كان الاسم قد ورد كاملا في الوثائق الأمريكية وفيها أن( م) حمل رسائل من المرشد تحاول إيهام الأمريكيين بأن للإخوان قوة كبيرة في الجيش, خاصة في الرتب الدنيا.. وانه من السهل الإطاحة بعبد الناصر وعبدالحكيم عامر عندما تري الحركة أن الوقت مناسب.. ومرة أخري لم تبتلع أمريكا الطعم فالتعليقات في الوثائق تؤكد أن الجماعة تبالغ في قوتها كثيرا. وتمضي مياه كثيرة في النهر, وتتوالي أحاديث كثيرة عن علاقات وثيقة.. لكننا لا نلجأ إلي الأحاديث غير الموثقة, والوثائق لا يكشف عنها إلا بعد مدد تحددها كل دولة.. ولهذا سيأتي مؤرخون آخرون ليكشفوا مدي صحة هذه الأحاديث. ************************************************** ************************************************** **** الأهرام 14/4/2007 م السنة 131 العدد 43958 عن مقالة بعنوان " التنظيم الدولي للإخوان " بقلم : د. رفعت السعيد كذلك هناك الامتدادات الاخوانية في فلسطين والأردن والعراق مثل الشيخ تقي الدين النبهاني الذي تتلمذ علي يديه صالح سرية( تنظيم الفنية العسكرية). ولاشك أن النواة الحقيقية للتنظيم الدولي للجماعة, أتت عقب تصادم عبدالناصر معها (1954) فقد هاجر العديد من قادة الجماعة الي بلدان عدة لكن كثيرين منهم تمركزوا في السعودية, ومن السعودية الي ميونيخ بألمانيا سافر الأستاذ سعيد رمضان حيث أقام بتمويل مثير للدهشة المركز الاسلامي الذي أصبح النواة التنظيمية بل والميلاد الفعلي للتنظيم الدولي للاخوان. وعندما اشتعلت الحرب الأفغانية كان التنظيم الدولي هناك.. كثيرون منهم نشطوا في أفغانستان مثل الكادر الاخواني كمال السنانيري ود. عبدالله عزام, الذي أسس هناك عرين الأسد واطلقوا عليه المأسدة وهناك تتلمذ علي يديه أيمن الظواهري الذي أكد أنه توجه الي افغانستان بإيعاز من الاخوان( راجع: فرسان تحت راية النبي ـ الإنترنت). .. ويستمر التنظيم الدولي للجماعة في نشاط عارم يحرك فرقا في أنحاء عدة من العالم ويدير ويدبر أموالا طائلة.. ويظل التنظيم الدولي دوما بأمواله واتصالاته تحت قبضة الجهاز السري للجماعة, الي أن تفجرت خلافات حادة بين مرشد الجماعة وبين اخوان الكويت بعد مساندة الاخوان لغزو صدام للكويت, ثم تمرد الشيخ حسن الترابي الذي كان لفترة طويلة واحدا من أبرز حكام السودان, فتمرد علي هيمنة الجماعة, وانتهي الأمر بأن لوحت قيادة الجماعة بفكرة أهل مكة أدري بشعابها, وان كان الحديث عن التنظيم الدولي يظل دائما ـ وكما اعتادت الجماعة غائما وحمال أوجه ـ ونقرأ تصريحا للمستشار مأمون الهضيبي عندما كان مرشدا للجماعة يقول ليس هناك شيء اسمه التنظيم الدولي يحرك الناس في بلادهم, هذا أبعد شيء عن الحقيقة وعن الواقع وليس من فكرنا, وأهل مكة أدري بشعابها( الحياة ـ لندن ـ1995/4/15), لكن ما يدحض كل ذلك, سواء إنكار البعض من قادة الجماعة أو الاجابات الغامضة, هو أن هناك وثيقة حاسمة وقاصمة أنها النظام الأساسي لجماعة الاخوان(1982), وأرجو أن نقرأ بإمعان بعضا من نصوصها ونبدأ بالديباجة الاخوان المسلمون في كل مكان جماعة واحدة تؤلف بينها الدعوة ويجمعها النظام الأساسي( ونتأمل ونتفهم معني جماعة واحدة) أما المادة2 بند و فتقول: إن الجماعة تعمل علي قيام الدولة الإسلامية( مع ذلك ينكرون أنهم يسعون لحكومة دينية) وتنص اللائحة علي أن مقر الجماعة هو القاهرة وان المرشد يكون من دولة المقر. أما التأكيد الحاسم لوجود تنظيم موحد منضبط فهو في المادة11 والخاصة بكيفية اختيار المرشد يقوم مكتب الارشاد العام وبعد استشارة المكاتب التنفيذية في الاقطار بترشيح أكثر اثنين قبولا اذا لم يمكن الاتفاق علي مرشح واحد( وهكذا هناك مكتب ارشاد عام للجماعة وللتنظيم الدولي ومكاتب تنفيذية في الاقطار الأخري). تحدد المادة49 كيفية تشكيل مكتب الارشاد العام من ثلاثة عشر عضوا عدا المرشد, يتم اختيارهم وفق الأسس التالية:( أ) ثمانية أعضاء ينتخبهم مجلس الشوري من بين اعضائه في الاقليم الذي يقيم فيه المرشد( أي مصر). (ب) خمسة أعضاء ينتخبهم مجلس الشوري من الاقاليم الأخري ومن بين اعضائه ويراعي في اختيارهم التمثيل الاقليم. هكذا تتضح الحقيقة: ـ التنظيم الدولي موجود وجودا فعليا يتحرك ويعمل وفق لائحة ملزمة. ـ مقره القاهرة, ومرشده هو مرشد الجماعة, وله مكتب ارشاد عام, ومجلس شوري يضم ممثلين للاقطار المختلفة. ـ وهو الحاضنة الكبري أو بالدقة الخزينة الكبري لأموال واستثمارات الجماعة. ولأن الجماعة اختارت لنفسها أن تكمن في ذلك الشق بين الجمعية الدعوية والحزب السياسي, فإن المفارقة الحقيقية تتضح من أن لا ضير من وجود جمعية دعوية ترعي الدعوة الاسلامية وتكون ذات فروع في اقطار أخري, حدث ذلك في جمعية الشبان المسلمين ويحدث الآن في عشرات من التنظيمات الاسلامية ذات الطابع الدولي والتي تمارس الأنشطة الدينية أو الاجتماعية أو الخيرية, لكن المأزق يكمن في اصرار الجماعة علي الفعل السياسي والحزبي, هنا يقف القانون عائقا, وتتراكم الشكوك حول التمويل والتدخلات ومدي مسئولية المرشد العام عما يحدث هنا أو هناك, ولهذا يفضل الاخوان أن يتحدثوا عن هذا الأمر حديثا غامضا وغائما وأحيانا غير معبر عن الواقع. ومن هنا يمكننا أن نفهم اصرارهم علي الاستمرار في حالة الاختباء الواقعي, فلا هم جمعية أهلية تخضع لقانون الجمعيات ولا هم حزب يخضع لقانون الأحزاب. وحتي عندما يقولون إنهم سيعلنون حزبا سياسيا يبادرون علي الفور للقول بأنهم لن يتقدموا الي لجنة الأحزاب, ذلك أنهم ان تقدموا يتعين عليهم أن يتخلصوا من حاضنتهم وخزينتهم أو بالدقة بنكهم العالمي, حيث استثماراتهم الأساسية وكذلك امتداداتهم التنظيمة التي تمنحهم مرونة في الحركة وقدرة علي المناورة. وهكذا يمكننا أن نفهم لماذا ترتبك الكلمات عندما يأتي الحديث عن التنظيم الدولي. ************************************************** ***************** النائب العام يكشف تفاصيل تمويل التنظيمات المتطرفة استخدام نظام مالي لضخ تمويل الخلايا بطرق يتعذر رصدها كتبت خديجة عفيفي: كشف المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام النقاب عن ان التنظميات المتطرفة بمختلف اتجاهاتها وتوجيهاتها تستخدم النظام المالي الدولي لضخ التمويلات لخلاياها بطرق يتعذر معها رصد ذلك النشاط وان الظروف الدولية والعالمية فرضت واقعا جديدا اساسه الحاجة الملحة الي محاربة غسل الأموال وتمويل الارهاب وذلك بعد ان كشفت مختلف التحقيقات في انحاء كثيرة من العالم التمويل الارهابي.. جاء ذلك خلال افتتاح الدورة التدريبية لاعضاء النيابة العامة أمس وتستمر 3 ايام وينظمها المعهد المصرفي المصري. حيث تتناول عدة موضوعات اهمها الأحكام التشريعية لمكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب والجهود الدولية والتجربة المصرية في مجال مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب ويحاضر فيها المستشار سري صيام مساعد وزير العدل رئيس مجلس امناء وحدة مكافحة غسل الأموال والمستشار عدنان فنجري النائب العام المساعد والمستشار اشرف العشماوي بشأن الجوانب العملية للتحقيق في تمويل الارهاب. وقال النائب العام ان عمليات غسل الأموال تأتي في مقدمة الانماط الجديد للجريمة المنظمة سواء علي النطاق المحلي او الاقليمي أو الدولي مستغلة في ذلك التطورات المتلاحقة في تقنيات المعلومات والاتصالات ووسائل الانتقال ومستفيدة من المتغيرات الاقتصادية والتطورات والتي تمثلت في تداعيات عولمة الاقتصاد والتوجه نحو تحرير وتدويل الاسواق ونمو الأنشطة التجارية والمالية وحركة النقل والسياحة وما واكبها من تدفق دولي ضخم للسلع والخدمات بين مختلف البلدان وما صاحب ذلك من انتشار للفساد المالي والاداري تمثلت صوره في الرشوة والاختلاس والاستيلاء علي المال العام والتربح نتيجة لاسباب متعددة حتي اضحي ذلك الفساد مصدرا للاموال غير المشروعة الي جانب كونه احد العوامل المساعدة في تسهيل غسل تلك الأموال. **************************** تمويل الإخوان أثناء حكم جمال عبد الناصر العربية نت بتاريخ الأربعاء 30 جمادى الأولى 1429هـ - 04 يونيو 2008م عن خبر بعنوان [ قال لـ"إضاءات" إن أباه كان "منضبطا" ولم يحب "البهرجة" الأمير تركي: والدي الملك فيصل ساعد "إخوان مصر" لأسباب إنسانية ] دبي- العربية.نت قال الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إن والده الراحل الملك فيصل كان يقدم مساعدات لأسباب إنسانية للإخوان المسلمين وتيارات أخرى أيام حكم جمال عبد الناصر. وأكد الأمير تركي أن والده كان منضبطا في حياته الخاصة ولا يحب "البهرجة، وذلك في الجزء الثاني من حواره مع برنامج إضاءات الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل على قناة "العربية"، ويبث الجمعة 6-6-2008، ويعاد السبت عند منتصف الليل. مساعدة الإخوان وبخصوص استقطاب قيادات الإخوان المسلمين المصرية من قبل الملك فيصل في فترة حكم جمال عبد الناصر، قال الأمير تركي إن جميع القيادات الحزبية في العالم العربي كانت تخاطب والده سواء بالايجاب أو السلب، سواء من الإخوان أو أحزاب اسلامية وسياسية أخرى من مختلف الدول العربية. وقال "في مصر وبعد سقوط الملكية، الإخوان لم يكونوا الفئة الوحيدة التي تعرضت للاضطهاد، فلجأ عدد منهم إلى السعودية في عهد الملك فيصل الذي اعتمد أيضا مساعدات إنسانية للإخوان الذين تبقوا في مصر". وأضاف "مساعدة الملك فيصل كانت لكل التيارات وكانت هذه سياسة مفتوحة إزاء أي شخص يتعرض للظلم في بلده، ودعوته للتضامن الإسلامي لم تكن دعوة حزبية". *********************************** المصرى اليوم تاريخ العدد الاربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٨ عدد ١٥٦٤ عن خبر بعنوان [ القرضاوي يكشف: اجتماعات التنظيم الدولي للإخوان كانت تتم في «مكة» تحت غطاء العمرة ] كتب منير أديب [ الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي ] ----------------------> كشف الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين كان يعقد اجتماعات في مكة المكرمة والمدينة المنورة أثناء مواسم العمرة والحج، لكنه لم يذكر مواقيت وسنوات هذه الاجتماعات. وقال القرضاوي، أحد القيادات السابقة لجماعة الإخوان المسلمين في مذكراته التي ينشرها موقع «إسلام أون لاين»، إن هذا المكتب - يقصد التنظيم - يعقد جلساته كل سنة مرة في أي مدينة يتيسر اجتماعه فيها من مدن العالم العربي والإسلامي، وكثيراً ما تم الاجتماع في مكة أو المدينة تحت مظلة العمرة. وذكر أن مقر التنظيم الدولي كان في مدينة استانبول بتركيا، كما عقدت اجتماعات قبل ذلك في بيروت أثناء الحرب الداخلية، حيث كان مطارها مفتوحاً، مما أتاح لأعضاء التنظيم الدخول والخروج بسهولة. ونفي القرضاوي - الذي أعلن عن عدم وجوده تنظيمياً داخل الجماعة منذ سنوات - أن يكون التنظيم العالمي قد عقد اجتماعاته قبل ذلك في مصر أو سوريا أو العراق أو تونس، واصفاً هذه الدول بالمغلقة. |
|||||||||||||||
|
||||||||||||||||
الموضوع الحالى: اخونجيات -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى فش خلقك .. فضفض -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...