|
أختيار الاستال من هنا
|
روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | رؤيا | الاقصى | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور |
منتدى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم منتدى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ... السيره النبويه لرسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حياة الرسول غزواته لنصرة الاسلام ولادته نشئته وفاته صلى الله عليه وسلم |
كاتب الموضوع | أنيسة | مشاركات | 6 | المشاهدات | 11355 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
29-11-2010, 11:34 | رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||||
|
الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية الوسيلة الأولى : خدمة الناس ، وقضاء حوائجهم : جبلت النفوس على حب من أحسن إليها ، والميل إلى من يسعى في قضاء حاجاتها ، ولذلك قيل : أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان وأولى الناس بالكسب هم أهلك وأقرباؤك ، ولذلك قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي" . وعندما سئلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعل في بيته ؟ قالت : "كان يكون في مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة" . وإن منا من لا يبالي بكسب قلوب أقرب الناس إليه كوالديه وزوجته وأقربائه ، فتجد قلوبهم مثخنة بالكره أو بالضغينة عليه لتقصيره في حقهم ، وانشغاله عن أداء واجباته تجاههم . ومن أصناف الناس الذين نحتاج لكسبهم ، ولهم الأفضلية على غيرهم الجيران ؛ لقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" ، وأي إكرام أكبر من دعوتهم إلى الهدى والتقى ، ولذلك ينبغي أن نتحبب إلى الجار ، فنبدأه بالسلام ، ونعوده في المرض ، ونعزيه في المصيبة ، ونهنئه في الفرح ، ونصفح عن زلاته ، ولا نطلع إلى عوراته ، ونستر ما انكشف منها ، ونهتم بالأهداء إليه وزيارته وصنع المعروف معه ، وعدم إيذائه .. وقد نفى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ كمال الإيمان عن الذي يؤذي جاره فقال : "والله لا يؤمن . ." ثلاثا ، قال قائل : من هو يا رسول الله ؟ قال : "الذي لا يأمن جاره بوائقه" . والبوائق : هي الشرور والأذى . ومن الأصناف الذين ينبغي أن نكسبهم : من نقابلهم في العمل ممن هم بحاجة إلينا ، فإذا كنت طبيبا فالمرضى ، وإذا كنت مدرسا فالطلاب ، وإذا كنت موظفا فالمراجعون ، فلا بد من كسب قلوبهم من خلال تقديمك لأقصى ما تستطيعه من جهد في خدمتهم وإنجاز معاملاتهم ، وعدم تأخيرها ، فكم منا من يسمع من يدعو على موظف لم يكلف نفسه في تأدية ما عليه من واجبات في عمله ، ويؤخر معاملات الناس ، وبالجملة . فإن الوظيفة مجال خصب لكسب قلوب الناس ، وإنما خصصت الأصناف الثلاثة من الناس بالذكر ، وهم الأهل أو الأقرباء ، والجيران ، ومن نقابلهم في وظائفنا لسببين هما : الأول : كثرة اللقاء بهم ، والثاني : كثرة التقصير أو الإهمال في حقوقهم . الوسيلة الثانية : الحلم ، وكظم الغيظ : يخطئ بعض الناس ـ أحيانا ـ في حقك .. يعد فيخلف ، أو يتأخر ، أو يقصر ، أو يجرحك بلسانه ، فلا بد لكسبه من حلم وكظم للغيظ ؛ لأنك صاحب هدف وغاية تريد أن تصل إليها ؛ ولذا لا بد من حسن تصرف ، والله ـ عز وجل ـ يمتدح هذا الصنف من الدعاة فيقول : "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" . وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : "كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك .. فالتفت إليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وضحك ، وأمر له بعطاء" . وهذا الموقف من سيد الخلق ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ لا يحتاج منا إلى تعليق سوى أن نقول ما قاله الحق ـ عز وجل ـ في وصف نبيه : "وإنك لعلى خلق عظيم " . الوسيلة الثالثة : السماحة في المعاملة : يوجز الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصول المعاملة التي يدخل بها المسلم إلى قلوب الناس ، ويكسب ودهم وحبهم فيقول : "رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" ، وفي رواية : "وإذا قضى" . فالسماحة في البيع ألا يكون البائع شحيحا بسلعته . مغاليا في الربح . فظا في معاملة الناس . والسماحة في الشراء أن يكون المشتري سهلا مع البائع ، فلا يكثر من المساومة ، بل يكون كريم النفس وبالأخص إذا كان المشتري غنيا والبائع ففيرا معدما . والسماحة في الاقتضاء : أي عند طلب الرجل حقه أو دينه ، فإنه يطلبه برفق ولين .. وربما تجاوز عن المعسر أو أنظره كما في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعا : "كان رجل يداين الناس ، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه" . والسماحة في القضاء هي الوفاء بكل ما عليه من دين أو حقوق على أحسن وجه في الوقت الموعود ، وأنظر كيف دخل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى قلب هذا الرجل الذي روى قصته الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : "إن رجلا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتقاضاه فأغلظ ، فهم به أصحابه ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "دعوه ، فإن لصاحب الحق مقالا" ، ثم قال : "أعطوه سنا مثل سنه" ، قالوا : يا رسول الله لا نجد إلا أمثل من سنه ، ففال : "أعطوه ، فإن من خيركم أحسنكم قضاء" ، فقال الرجل : أوفيتني أوفى الله بك" . ومن السماحة في المعاملة عدم التشديد في محاسبة من قصر في حقك ، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : "خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر سنين ، والله ، ما قال لي أف قط ، ولا قال لشيء لم فعلت كذا ؟ وهلا فعلت كذا" . الوسيلة الرابعة : المداراة : المداراة ، وليست المداهنة .. والمداراة هي لين الكلام ، والبشاشة وحسن العشرة لأناس عندهم شيء من الفجور والفسق لمصلحة شرعية . روى البخاري في صحيحه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ "أن رجلا استأذن على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما رآه قال : "بئس أخو العشيرة" ، فلما جلس تطلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وجهه وانبسط إليه ، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة : يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت : كذا وكذا ، ثم تطلقت في وجهه ، وانبسطت إليه ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "يا عائشة ، متى عهدتيني فاحشا ؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه" . قال القرطبي : والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا ، وهي مباحة ، وربما استحبت ، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ـ والعياذ بالله ـ . إذن . فنحن بحاجة إلى كسب قلوب الفسقة ـ أيضا ـ بلين الكلام ، والقيام بحسن العشرة لهدايتهم إلى الصواب ، أو على الأقل لاتقاء شرهم . الوسيلة الخامسة : إدخال السرور على الآخرين : إن إدخال السرور على الآخرين من أهم الوسائل لتقوية الروابط وامتزاج القلوب وائتلافها ، كما أن إدخال السرور على المسلم يعد من أفضل القربات ، وأعظم الطاعات التي تقرب العبد إلى رب الأرض والسموات .. ولإدخال السرور إلى القلوب المسلمة طرق كثيرة ، وأبواب عديدة منها : ما ورد في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ : "أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن" ، ولكن كيف تدخله ؟! قال : تكشف عنه كربا ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجته أحب إلي من أن أعتكف شهرا في المسجد ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ، فإن لم تستطع عمل هذه الأعمال ، فلا أقل من الابتسامة والبشاشة ؛ فتبسمك في وجه من تلتقي به من المسلمين له أثره في كسب قلوبهم ؛ ولذلك قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق" ، والوجه الطليق هو الذي تظهر على محياه البشاشة والسرور . قال جرير ـ رضي الله عنه ـ : "ما حجبني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسم" ، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينبسط مع الصغير والكبير .. يلاطفهم ويداعبهم ويمازحهم ، وكان لا يقول إلا حقا . وإليك هاتين الصورتين من صور مداعبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكسبه لقلوب صحابته : الصورة الأولى : مع كبار السن : أخرج أحمد عن أنس ـ رضي الله عنه ـ : "أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا ، وكان رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ يحبه ، وكان دميما ، فأتاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلفه ، ولا يبصره الرجل ، فقال : أرسلني .. من هذا ؟ فالتفت ، فعرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فجعل يلصق ظهره بصدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين عرفه ، وجعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : "من يشتري العبد ؟" . فقال : يا رسول الله ، إذن ـ والله ـ تجدني كاسدا ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "لكن عند الله لست بكاسد" ، أو قال : "لكن عند الله غال" . الصورة الثانية : ملاطفته للأطفال وإدخال السرور عليهم : فعند البخاري من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ : "كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خلقا ، وكان لي أخ فطيم يسمى أبا عمير ، لديه عصفور مريض اسمه النغير ، فكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلاطف الطفل الصغير ويقول : "يا أبا عمير ، ما فعل النغير" ، فما ترك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبيلا إلى قلوب الناس إلا سلكه ما لم يكن حراما ، فإذا كان حراما كان أبعد الناس عنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ . الوسيلة السادسة : احترام المسلمين ، وتقديرهم ، والتأدب معهم ، وتبجيلهم ، وإجلالهم : لقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجل من يدخل عليه ويكرمه ، وربما بسط له ثوبه ، ويؤثره بالوسادة التي تحته ، ويعزم عليه بالجلوس عليها إن أبى ، وينزل الناس منازلهم ، ويعرف فضل أولي الفضل ، وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ يوم الفتح : "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" ، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه" . الوسيلة السابعة : حسن الكلام : لقد حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على طيب القول وحسن الكلام كما في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "الكلمة الطيبة صدقة" ؛ لما لها من أثر في تأليف القلوب وتطييب النفوس ، إنه ليس المهم توصيل الحقيقة إلى الناس فقط ، ولكن الأهم هو الوعاء الذي سيحمل تلك الحقيقة إليهم ، والأسلوب أو الطريقة التي ستصلهم تلك الحقيقة بها .. إن النصح علاج مر ، فليصحبه شيء من حلو الكلام ، فكن من الذين يعلمون الحق ، ويرحمون الخلق ، واسمع يحيى بن معاذ يقول : "أحسن شيء كلام رقيق ، يستخرج من بحر عميق ، على لسان رجل رقيق ، وكم من كلمة سوء نابية ألقاها صاحبها ، ولم يبال بنتائجها وبتبعاتها فرقت بين القلوب ، ومزقت الصفوف ، وزرعت الحقد والبغضاء والكراهية والشحناء في النفوس ، ولقد ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب " . أيها الأخ الكريم ، إليك هذا الموقف التربوي الذي دار فيه الحوار بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعائشة ـ رضي الله عنها ـ . قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : دخل رهط من اليهود على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالوا : السام عليكم ، قالت عائشة : ففهمتها ، فقلت : عليكم السام واللعنة ، قالت : فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "مهلا يا عائشة ، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله" ، فقلت : يا رسول الله ، أو لم تسمع ما قالوا ؟ قالت : فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "قد قلت : وعليكم " . الوسيلة الثامنة :
التواضع ، ولين الجانب : لقد كسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتواضعه ولين جانبه قلوب الناس من حوله ، ذكر أنس ـ رضي الله عنه ـ صورة من صور تواضعه ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقال : "إن امرأة كان في عقلها شيء جاءته ققالت : إن لي إليك حاجة ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "اجلسي يا أم فلان في أي طرق المدينة شئت أجلس إليك حتى أقضي حاجتك" ، قال : فجلست ، فجلس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليها حتى فرغت من حاجتها"، وعند البخاري : "إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتنطلق به حيث شاءت حتى يقضي حاجتها" ، ودخل عليه رجل فأصابته من هيبته رعدة ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "هون عليك ، فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد" . وبهذا الأسلوب والتواضع ، ولين الجانب دخل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى شغاف قلوب الناس من حوله . أما الظهور بمظهر الأستاذية ، والنظر إلى المسلمين نظرة دونية ، فهي صفة شيطانية لا تورث إلا البغض والقطيعة .. قال ـ تعالى ـ حكاية عن إبليس : "قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" . وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " من كان هينا ليا سهلا حرمه الله على النار" . الوسيلة التاسعة : الجود ، والكرم : إن سخاء وجود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأسر القلوب ، ويطيب النفوس ، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ "أن رجلا سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأعطاه غنما بين جبلين ، فرجع إلى بلده وقال : أسلموا ، فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخسى فاقة" ، فانظر ـ وفقك الله ـ كيف أثر هذا السخاء النبوي في قلب هذا الرجل وجعل منه ـ بإذن الله ـ داعية إلى الإسلام وقد كان قبل حربا عليه ، وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : "ما سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن شيء قط فقال لا" ، ومن الجود الهدية ، فقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "تهادوا تحابوا" ، فالهدية باب من أبواب كسب القلوب ، وتنمية التألف بينها . الوسيلة العاشرة : الرفق : عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" ، بل الرفق مفضل على كثير من الأخلاق ؛ لذا كان ما يعطيه الله لصاحبه من الثناء الحسن في الدنيا والأجر الجزيل في الآخرة أكثر مما يعطيه على غيره ؛ لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على ما سواه" . ومن المواطن التي يتأكد فيها الرفق عند تقويم خطأ الجاهل ، وانظر إلى هذه الصورة المعبرة في تقويم الأشخاص عند خطئهم ، والتي يملؤها الرفق والرحمة ، فعن معاوية بن الحكم السلمي ـ رضي الله عنه ـ قال : "بينما أنا أصلي مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ عطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : وا ثكل أماه ! ما شأنكم تنظرون إلي ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت ، فلما صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ، فوالله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني ، قال : " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" ، أو كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قلت : يا رسول الله ، إني حديث عهد بجاهلية ، وقد جاء الله بالإسلام ، وإن منا رجالا يأتون الكهان ، قال : " فلا تاتهم" ، قلت : ومنا رجال يتطيرون ، قال : "ذاك شيء يجدونه في صدورهم ، فلا يصدنهم" . والأمثلة على رفقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة كحديث الأعرابي الذي بال في المسجد ، ومعاملته ـ صلى الله عليه وسلم ـ للشاب الذي استأذنه في الزنا ، وحسن تصرفه ـ صلى الله عليه وسلم ـ معه . وفي الجملة ، فإن الذي ينظر إلى هذه الوسائل يجد أنها لا تكاد تخرج عن دائرة الأخلاق ، فالتزامها إنما هو التزام بالخلق الحسن الذي قال عنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" . وقبل هذا وبعده فلنعلم أن ملاك ذلك كله هو الإقبال على الله . الإقبال على رب القلوب ونيل محبته لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : "إذا أحب الله عبدا نادى جبريل ، إن الله يحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء ، إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض" ، وحسبك بداعية قد وضع الله له القبول في أهل الأرض ، قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ : والمراد بالقبول قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه . من كتيب كيف تكسب الناس م/ن للأمانة المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
29-11-2010, 23:50 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||||||||||
|
رد: الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على طيب القول وحسن الكلام كما في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "الكلمة الطيبة صدقة" ؛ لما لها من أثر في تأليف القلوب وتطييب النفوس ، إنه ليس المهم توصيل الحقيقة إلى الناس فقط ، ولكن الأهم هو الوعاء الذي سيحمل تلك الحقيقة إليهم ، والأسلوب أو الطريقة التي ستصلهم تلك الحقيقة بها .. إن النصح علاج مر ، فليصحبه شيء من حلو الكلام ، فكن من الذين يعلمون الحق ، ويرحمون الخلق ، واسمع يحيى بن معاذ يقول : "أحسن شيء كلام رقيق ، يستخرج من بحر عميق ، على لسان رجل رقيق ، وكم من كلمة سوء نابية ألقاها صاحبها ، ولم يبال بنتائجها وبتبعاتها فرقت بين القلوب ، ومزقت الصفوف ، وزرعت الحقد والبغضاء والكراهية والشحناء في النفوس ، ولقد ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب " . اللهم احفظنا من زلة اللسان انك لعلى كل شيء قدير شكرا جزيلا الاخت انيسة على هذا الموضوع الجيد لان الكلمة لها وزنها اما تجعلك محبوبا واما تهوى بك الى اسفل سافلين الكلمة الطيبة تجعلك تحلق فى السماء بدون اجنحة شرط ان تكون صادرة من الاعماق وليست كلمة مجاملة . والانسان له احساس وشعور لايعلمهما الاالله عز وجل ويعلم بين الزائف والحقيقى . شكرا مرة ثانية ولك ودى واحترامى ومع تحياتى |
||||||||||||
|
|||||||||||||
30-11-2010, 13:29 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||||||||||||||
|
رد: الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية
تسلم أخي الباهي سنان مشكور برشااا على مرورك الكريم و ردك الراقي
بارك الله فيك جزاك الله الجنة |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
30-11-2010, 13:30 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||||||||||||||
|
رد: الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية
يعيشك و يخليك أخي الغالي الخامس مشكور برشااا على مرورك الطيب و ردك الرائع
بارك الله فيك جزاك الله الجنة |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
04-12-2010, 11:18 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||||||||||||
|
رد: الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية
بارك الله فيك غاليتي انيسه وجزاك كل خير لاعدمنا جديدك وجدك ونشاطك وعطاؤك المتميز المبدع دمت متالقة فعالة معطاءة راقية بكل ما تجودين به علينا جزاك الله كل خير ورضي الله عنك وارضاك |
||||||||||||||
|
|||||||||||||||
05-12-2010, 11:13 | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||||||||||||||
|
رد: الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية
تسلمي حبيبتي الغالية التحفونة عفراء مشكورة برشاااا على روعة مرورك و رقة ردودك ربي يخليك و يسعدك و يديمك أخت عزيزة غالية يا نور الصدى |
||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
الموضوع الحالى: الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية -||- القسم الخاص بالموضوع: منتدى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
|
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم
كل ما يكتب في المنتديات لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة ومنتديات صدى الحجاج
شبكة ومنتديات صدى الحجاج لا تنتمي لاي حزب او جماعه او جهة او معتقد او فئه او
مؤسسة وانما تثمل المصداقيه والكلمه الحرة
...