نابلس الاحتلال ينكل بأهالي قرية "عورتا" ويدمر ممتلكاتهم

نابلس الاحتلال ينكل بأهالي قرية "عورتا" ويدمر ممتلكاتهم

نابلس- المركز الفلسطيني للإعلام

في عمليتها العسكرية المتواصلة منذ ثلاثة أيام، تستمر قوات الاحتلال في حملات تفتيشها واقتحامها لمنازل المواطنين في قرية "عورتا" الواقعة بجنوب شرق مدينة نابلس، وذلك عقب مقتل خمسة مغتصبين طعناً بالسكين في مغتصبة "إيتمار" السبت الماضي (12/3).
"عورتا" التي يقطنها خمسة آلاف مواطن لا ذنب لها سوى قربها من مغتصبة "ايتمار" الصهيونية التي تبعد عنها كيلومتراً واحداً، حيث اقتحمت قوات الاحتلال القرية بعشرات من الآليات العسكرية، ومنعت التجول فيها، وشرعت بعمليات دهم وتفتيش وتحطيم لمنازلهم، في حين يؤكد المواطنون أن القوات الصهيونية لا هدف لها إلا إذلالهم والتنكيل بهم وتدمير ممتلكاتهم، نظراً لعدم وجود أي أدلة تفيد بأن منفذ العملية من أبناء القرية.

اقتحامات واعتقالات

تقول المواطنة رهام عواد: إن أكثر من عشرين جندياً صهيونياً، اقتحموا منزل أهلها أمس وقاموا بإخراج من يزيد عمره من الذكور عن (15) عاماً، وتكبيلهم وشبحهم في العراء، وحَشرُ من تبقى من أفراد الأسرة المكونة من خمسة عشر فرداً في أحد غرف المنزل.
وأضافت: أغلقوا علينا الباب بالمفتاح، وشرعوا بعمليات تفتيش للمنزل، ومنعونا من الحصول على أي شيء من احتياجاتنا الضرورية، حيث أخبرت الجنود بحاجاتنا لملابس الأطفال، والدواء لطفلي أحمد، ودواء لأمي التي تعاني من أمراض الضغط والسكري، إلا أنهم لم يستجيبوا لمطالبنا.
وأفاد شهود عيان من داخل القرية لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" بأن قوات الاحتلال تقوم بتجميع الذكور من سكان القرية فوق سن (15) عاماً في ساحات البلدة، وتقوم بالتحقيق معهم، وأخذ بصماتهم، كما أفادت مصادر محلية من القرية بأن الاحتلال اعتقل أكثر من 15 موطناً من القرية منذ صباح اليوم الاثنين.

تدمير وتخريب

ويؤكد الكثير من المواطنين الذين داهمت قوات الاحتلال منازلهم، أن الجنود يدمرون كل ما تطاله أيديهم، حيث يقومون بتحطيم أجهزة التلفاز، وإخراج كل محتويات دواليب الملابس من مكانها ونثرها في جميع أرجاء المنزل، وقلب فِراش النوم وأغطيتها رأساً على عقب، كما يقومون بإخراج جميع ما لدى المواطنين من أطعمة وحبوب وزيت وطحين وسكبها في أرضية المطبخ بعضها فوق بعض، الأمر الذي يحول دون الانتفاع بأي منها.
كما تطلق القوات الصهيونية النار على خزانات المياه الموجودة على أسطح المنازل، ما أدى لمفاقمة مأساة الأهالي، وقد ناشد المواطنون المؤسسات الإغاثية الدولية العمل على تزويدهم بحاجاتهم الأساسية، حفاظاً على حياتهم.

نقص غذائي

المواطن إبراهيم شرّاب يؤكد أن عمليات الإتلاف المتعمدة التي قامت بها قوات الاحتلال لمخزونهم من المواد الغذائية، أدى لنقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، خاصة وأن العملية العسكرية الصهيونية مستمرة ليلاً نهاراً وبشكل متواصل.
ويضيف: "أن مخزون المواطنين من الخبز قد نفد، خاصة مع إتلاف مخزونهم من الطحين وتعطيل مخابز القرية عن العمل، وقطعت الكهرباء عن بعض المنازل، بالإضافة إلى نفاذ أغلب ما لدى المواطنين من حليب للأطفال، وأدوية المرضى، كما يمنع جنود الاحتلال المرضى من مغادرة منازلهم لتقلي العلاج في المستشفيات والمراكز الصحية في مدينة نابلس.

"زنكة زنكة"

وذكر أحد المواطنين بأن ضابطاً من جيش الاحتلال الذي داهم منزله صباح اليوم، أبلغه بأنه مطلوب منهم تفتيش عورتا "بيتا بيتا وزنكة زنكة"، كما أشار مواطن آخر من سكان القرية بأن جنود الاحتلال قاموا بتحطيم محتويات منزله بعد قوله للضابط الذي رافق الجنود بأن من قتل العائلة في مغتصبة "ايتمار" هم المستوطنين أنفسهم لتبرير اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وأن هذه الشكل من القتل لا يقوم به الفلسطينيون.
بدورهم، اعتبر نواب كتلة "التغيير والاصلاح" في المجلس التشريعي الفلسطيني أن ما يقوم به الاحتلال هو فرض لعقوبات جماعية بحق المدينة وأهلها، منوهين إلى أن الاحتلال لا يحتاج إلى ذرائع لتبرير عدوانه على الأرض، فجرائمه واضحة ولا تكاد تغيب عن الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني.

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج