24-10-2007, 17:45
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
مؤسس الشبكة
لوني المفضل :
darkslateblue
|
رقم العضوية :
1
|
تاريخ التسجيل :
1 - 8 - 2007
|
فترة الأقامة :
6323 يوم
|
أخر زيارة :
20-11-2024
|
المشاركات :
11,931 [
+ ]
|
عدد النقاط :
10437 |
الدوله ~
|
الجنس ~
|
S M S ~
|
M M S ~
|
|
|
السلطة الرابعة أم السلطة التابعة ؟
هل يمكن اعتبار الصحافة في دول العالم الثالث سلطة رابعة ؟ أي سلطة مستقلة تمتلك باستقلاليتها ومقدراتها الذاتية تأثيرا في الشأن العام يناظر أو يفوق ذلك التأثير الذي تمتلكه السلطات الثلاث الأخرى مجتمعة . فبحسب التعريف الذي وضعه مفكرو عصر النهضة لم تكن الصحافة سلطة رابعة انطلاقا من كونها امتدادا للسلطات الأخرى تعمل معها بناء على إيقاعات مشتركة ورؤى متطابقة وتلتزم بخط هو إلى الجانب الوظيفي اقرب منه إلى الجانب الإبداعي الحر , وإنما كانت كذلك باعتبارها كيانا مستقلا يوازي ويناظر هذا الكل الآخر الذي يتكون من السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية . وعليه فقد انحازت باستقلاليتها إلى ركن موضوعي تمارس فيه دورا رقابيا حينا و توجيهيا حينا آخر ثم منقبا عن كبائر الأمور وصغائرها في كل ما يتعلق بالشأن العام وروافده .
هذه العلاقة المفترضة والمشوبة بالحذر دائما بين السلطة ( الحكومة ) والصحافة أوجدت منطقة رخوة جعلت الحد الفاصل بين الجانبين غير مستقر أبدا , وباتت الصحافة جهازا من نوع آخر تقوم مبررات وجوده على مقدار نزاهته وانحيازه لما يراه حقا وواجبا وطنيا يؤديه بتفان وإخلاص , سواء انصب هذا الحق في جانب السلطة وسياساتها أو اتخذ موقفا معاكسا لتوجهات الجانب السلطوي . فكانت جاذبية الصحافة وسحرها قائمة على هذه المنطقة الرخوة التي تترك كل الاحتمالات مفتوحة فلا تتقيد بموقف مسبق أو رؤية خارجية , فقط المعطيات المنطقية والمصلحة العامة هي التي تحدد في لحظة واحدة الجانب الذي سوف تنحاز إليه الصحافة وتقدم رؤيتها من خلاله .
في بلادنا العربية بشكل عام نفذت أجهزة الدولة وصاية من نوع أبوي على مختلف الأجهزة الإعلامية والعمل الصحفي , واستطاعت أن تجعل من هذا العمل سلطة رابعة متممة للسلطات الثلاث وليس مناظرة لها , فكانت الصحافة بذلك اقرب ما تكون إلى جهاز حكومي مبرمج ينفذ سياسات جاهزة ويتحدث باسم الجانب السلطوي ويتبعه تبعية مطلقة .
إنها بركات العهد العثماني البائد والأنظمة الشمولية التي اتخذت من شعار المعركة مبررا لكبت الحريات وتضييق الخناق على كل الآراء الخارجة عن خطها , فالمطلوب دائما هو رأي عام يتلقى ما تريده الدولة أن يتلقاه ويرى ما تضعه السلطة أمام عينيه , فالمجال لا يتسع بحسب وجهة نظرهم إلى أي صاحب رأي متطرف , وأولويات المعركة المزعومة تطغى على كافة الأولويات التنموية وأهمها تنمية المواطن عقليا وفكريا واحترامه .
لقد فقدت الصحافة نزاهتها , وباتت مطية لثلة من المطبلين و المزمرين أو السحيجة – على رأي الأستاذ هاني العزيزي – أولئك السحيجة الذين يشتغلون على الأزرار تماما مثل الروبوتات التي نراها في أفلام الخيال العلمي , فضاع المعنى كله وأصبح الواقع مخجلا والنتيجة ما رأيتم في تقرير منظمة " مراسلون بلا حدود " حيث تقبع ثلثا الدول العربية بعد المركز 120 , مما جعل صحافتنا العربية – والمواطن بالمحصلة - في واد وصحافة العالم في واد آخر .
أريد بهذه المناسبة أن أقدم تحية خاصة إلى عمون , فهي لم تنحز أبدا إلى أي جانب وكانت بحق صوت الأغلبية الصامتة , وهذا هو سر نجاحها وتقدم مرتبتها بين المواقع الالكترونية , وهو كذلك السبب الذي أثمر حالة صدامية مع بعض الجهات الحكومية , هذه الحالة الصدامية يبدو أننا لم نشاهد إلا الفصل الأول من فصولها , فالقادم معروف ما دمنا نتحدث عن سلطة رابعة حقيقية .
|
|
|
|