تسلط الشياطين والعبث بالاجساد والمشاركة في حياتنا بشكل كبير

رد: تسلط الشياطين والعبث بالاجساد والمشاركة في حياتنا بشكل كبير

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد ذكر الله عز وجل هذه القصة حتى نتأمل جيدا كيف كانت البداية، وأن نكون على حذر والإنسان يستفيد من الآخرين ويتعلم ويتدبر كلام الله عز وجل، قال الله تعالى ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) ) سورة البقرة.

جاء في التفسير الميسر: فأوقعهما الشيطان في الخطيئة: بأنْ وسوس لهما حتى أكلا من الشجرة, فتسبب في إخراجهما من الجنة ونعيمها. وقال الله لهم: اهبطوا إلى الأرض, يعادي بعضكم بعضًا -أي آدم وحواء والشيطان- ولكم في الأرض استقرار وإقامة, وانتفاع بما فيها إلى وقت انتهاء آجالكم.اهـ

بل الله عز وجل حذرنا من خطوات الشيطان، فتخيل أي منكر أو معصية يأتي الشيطان بطريقة التسلسل خطوة فخطوة وفكرة فكرة، قال الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (169) سورة البقرة. جاء في التفسير الميسر: يا أيها الناس كلوا من رزق الله الذي أباحه لكم في الأرض, وهو الطاهر غير النجس, النافع غير الضار, ولا تتبعوا طرق الشيطان في التحليل والتحريم, والبدع والمعاصي. إنه عدو لكم ظاهر العداوة إنما يأمركم الشيطان بكل ذنب قبيح يسوءُكم, وبكل معصية بالغة القبح, وبأن تفتروا على الله الكذب من تحريم الحلال وغيره بدون علم.اهـ

ولنعلم خطورة تسلط الشيطان من بداية تكوين المولود ما ذكر الله لنا في كتابة عن قصة امرأة عمران، قال الله تعالى ( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) ) آل عمران.

وهنا تنبيه مهم حول أهمية الدعاء بشكل مكثف للأبناء ويكون هذا من البداية قبل الجماع إلى الحمل وإلى بعد الولاده ندعوا بهذا الدعاء وغيرها من الادعية ولنتأمل كيف أن الشيطان يتحين الفرصة حتى قبل الجماع بين الزوجين، لهذا قد أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدعاء مهم جدا وربما نادر من يدعي بهذا الدعاء لهذا تجد التسلطات من قبل الشياطين على الأبناء وحصول المس وعبث الشيطان الأجساد وربما التأثر بالعين والحسد. عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضره الشيطان أبدا. صحيح الجامع


وقال الله عز وجل : يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) سورة آل عمران، جاء في التفسير الميسر: يا بني آدم لا يخدعنَّكم الشيطان, فيزين لكم المعصية, كما زيَّنها لأبويكم آدم وحواء, فأخرجهما بسببها من الجنة, ينزع عنهما لباسهما الذي سترهما الله به; لتنكشف لهما عوراتهما. إن الشيطان يراكم هو وذريته وجنسه وأنتم لا ترونهم فاحذروهم. إنَّا جعلنا الشياطين أولياء للكفار الذين لا يوحدون الله, ولا يصدقون رسله, ولا يعملون بهديه.اهـ

وتكون الولاية من الشيطان على قدر الكفر والمعاصي، وكلما وقع المسلم في المعاصي والذنوب كلما تقرب الشيطان منه أكثر فأكثر وتسلط عليه وسوس له حتى يوقعه في المعاصي تلو المعاصي وربما أوصله إلى الكفر والعياذ بالله.

....

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج