وجلس بقربي على المقعد يستظل من اشعة الشمس الحارقة رأيته يتصبب عرقا من شدة الحر
وكانت عيناه انقى واصفى من قطرات الندى ناولته منديلي ليمسح التعب عن جبينه

ابتسم وشكرني اخرج من معطفه علبة السجائر وعلبة الكبريت اشعل قلبي معه
نفخ الدخان شعرت بنفسي اطير فوق الدخان
بدأ الكلام وكان اول ما نطق به اين كنت فطالما اتعبني السفر للقياك
اقترب مني واحتضن يداي بين يديه كم تمنيت لو تبقى هذه اللحظة
لحظة أمان وحنان وسكون لحظة ازالت معها غبار السنين الذي اتعب كاهلي
تحدثنا كثيرا وضحكنا كثيرا ولكن لحظات صمتنا كانت الأجمل
عندها ايقنت ان الماضي كان رحلة سا فرتها لأجد ما كنت اتمناه
على نفس المقعد الذي كنت طالما ما كنت اجلس عليه افكر متى سأجده ومتى سأدرك روعة روحي ونفسي واجردها لتصبح حرة
وترتدي ثوب العيد وتعيش احلام كانت احلام ولكن الآن اصبحت حقيقة فهو الذي كان وحدث هو من كتب على جدار الزمن بحبر لا يمحى هو الذي لا يحتمل التوقعات فقد وقع رغما عن الجميع وقد بدأت حكايتي معه منذ الازل جعل الحياة اجمل ما تكون
زينت طرقاتي والجدران عيشني اجمل القصص الحب والغرام كان الملجأ من كل المخاوف والأحلام المزعجة من المجهول
والإبتسامه التي يصحو عليها الصديق الذي يشكى اليه من متاعب الحياة المضنية
الحضن الدافئ في الشتاء القارص
الغصن الذي يستظل تحته من اشعة الصيف الحارقة
المرجعية في كل الأمور والقواعد والمبادئ
القصص التي لا تنسى منذ تلك اللحظة تغيرت حياتي وافكاري واهتماماتي تغيرت احلامي وحتى مستقبلي
اصبحت معه منذ الآن وإلى الأبد ولما بعد ذلك


بقلم دانا رامي