كلما كلمته _ جل جلاله _
عن حزيران الذي صار حشيشاً .. نتعاطاه صباحاً ومساء
واحتفالاً مثل عيد الفطر ، والأضحى ، وذكرى كربلاء
ركب السيارة المكشوفة السقف .. وغطى صدره بالأوسمة
ورشاني بخطاب..
كلما ناديته : يا أمير البر ، والبحر .. ويا عالي الجناب
سيف إسرائيل في رقبتنا .. سيف إسرا .. سيف إسـ ….
ركب السيارة المكشوفة السقف .. إلى دار الإذاعة
ورشاني بخطاب ..
ورماني بين أسنان الجواسيس ، وأنياب الكلاب
فاعذروني . أيها السادة إن كنت كفرت
وصفوا لي صبر أيوب دواء .. فشربت
أطعموني ورق النشاف . ليلاً ونهاراً فأكلت
أدخلوني لفلسطين على أنغام ( ما يطلبه المستمعون )
أدخلوني في دهاليز الجنون ..
فاعذروني _ أيها السادة_ إن كنت ضحكت ..
كان في ودي أن أبكي ..
ولكني ضحكت ..
رحم الله نزار قباني