الطفيله صباح السبت 1977/02/05
هذا الواقع المرير لمستشفى الطفيله جدير بتحرك الجهات المعنية بإرادة المحب لبلده بوضع الحلول المدروسة دراسة
علمية ، وأنا عندما أنقل هذا الواقع كاحد ابناء الطفيله لصحيفه اردنيه متميزه تحظى بمقروئية كبيرة لا أهدف
إلى التقليل من شأن بلدي فليس عيباً عرض مشاكلنا فلكل شعب مشاكله الخاصه وهمومه هذا هو عنوان مقالتي
التي سوف اصيغها لاحقا لارسالها الى الصحيفة : - الكتاب يعرف بعنوانه sos
حيث أن صورة أكوام النفايات المتناثرة في باحته وبجوار أسوارالمستشفى تغنيك عما بداخله ، وبحسب رأي
بعض الزوار والمرضى وبعض الأطباء ، فإن المستشفى يفتقد لأبسط المقومات الطبية والصحية
التي شوهت مهنة الطب ، فالعلاج قليل لا بل غير متوفر أو بالأصح ينعدم في أكثر الأوقات
الحرجة كغياب الأكسجين والكادر المتخصص بالإضافة إلى أن غرفة العمليات وهي نفسها غرفة العناية المركزة
( الإنعاش ) في غرفة الجراحة غير مجهزة بالشكل المطلوب كما يفتقر إلى الأجهزة الحديثة غير جهاز
واحد للكشف بالأشعة والذي بسببه ينتظر المرضى لفترات طويلة يتكبدون خلالها نفقات مادية باهظة
تضاف إلىحالة المريض النفسية والمعيشية ، كما يفيدون بأن هناك أدوية مجانية تابعة للمستشفى
يتم بيعها بينما تكون الحالات الحرجة - التي تصل إلى المستشفى – في أمس الحاجة إليها الأمر الذي قد
يفقد المريض حياته بسبب المسافة التي يقطعها مرافقه بحثاً عن العلاج خارج المستشفى بالسفر خارج المدينه
اما للعاصمه عمان او للكرك ومن حسابه الخاص الذي هو بأمس الحاجة إليه .
العيب والخطر في أن تترك تلك المشاكل في انتظار عصاً سحرية كي تقضي عليها دون أي
جهد بشري. حالات مأساوية أخرى تشبه لا تقل ماساويه عن ماساة احمد مردها إلى التخبط والقلق الناتج
عن فقدان المريض ثقته بالطبيب ، فيضطركثير من المرضى إلى التنقل بين مدينة وأخرى بحثاً عن العلاج
ولا يهمهم رغم ما في السفر من خطر على صحة المريض وعلى أمواله حيث فقد كثيرون حياتهم
بسبب عدم إجراء الصيانة الضرورية للطرقات وتهالك السيارات على الطريق الصحراوي المتهالك اصلا
ذو المسرب الواحد والطريف في الأمر ان اسم هذا الطريق طريق الموت ؟؟
وما هناك من سبيل الا طريق الموت لانقاذ مرضانا ..؟؟!!
اذكر أحد المرضى يعلق ببساطة قائلاً : مستشفى الطفيله
الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود ... !! مقولته لفتت انتباهي فاستوقفته بأسلوب لا يثير شكوكه بكوني
اريد ان اصيغ مقاله بهذا الخصوص بعد أن قلت له : لقد لخصت الحالة – يا حكيم قومك – فابتسم بعد أن تنهد بألم وقال :
وصلت حالة تستدعي الإسعاف السريع لكني شاهدت البطء القاتل وسرقة متعلقات المريض الشخصية

ربما لأن أهله وصلوا متأخرين. إنها حالة من ضمن حالات مرعبة مشابهة رغم استدراك ذلك
المريض بأن كل الناس ليسوا بهذا السوء .


الاضاءه رقم 4

يتبع .....