الطفيله مساء يوم الجمعه الموافق 1977/2/4 السماء ملبدة بالغيوم، المطر ينزل بغزاره شديدة، تصاحبه حبات من الثلج، والبرق يحول ظلمه الليل إلى نهار ،والرعد يبعث الخوف بالقلوب، الشوارع خاليه من كل شيء الا من بعض من همومنا واحزانا ،التي تمشى وترافقنا في المنازل لتتقى حبات البرد ،الكل يطلب السلامة ،وأن تتعدى هذه الليلة على خير،

مازلت واقفا أمام منزلي في حي الحديقه ،أرتقب ابن عمي الذي سوف ياتي لمنزلي،،من اجل الذهاب الى المستشفى والقريب جدا من حي الحديقه من اجل زيارة ابن عمنا احمد الذي يرقد على سرير الشفاء في المستشفى جراء اجراء عمليه جراحيه له ( استئصال الزايده الدوديه ) حضر عادل وذهبنا سويه الى المستشفى .. يا الله ماذا اسمع في سكن الممرضات الملاصق للمستشفى بالجهة الشماليه اغاني صاخبه وبصوت عالي انها حفلة بعيد ميلاد احدى الممرضات في السكن .. اقسم لكم اننا دخلنا الى المستشفى الى الغرفة التي يرقد فيها احمد ولم يكن اي من موظفي المستشفى ولم يكن هناك لا ممرضين ولا ممرضات او اداريين او .. او ... الجو بارد جدا داخل غرف المستشفى بسبب عطل في التدفئه من اسبوع لم يتستطيع فتي الصيانه اصلاحه لعدم استجابة ادارة المستشفى لطلباته والتي تضمن مواد بسيطه ورئسيه من اجل اصلاح التدفئه.. جلست على السرير بجانب احمد يا الاهي ماذا ارى جرح احمد ينزف .. ذهبت مسرعا عبر الممرات باحثا عن منقذ .. وانا اصرخ باعلى صوتي يادكتور يا اخوان يا عالم يا ناس ... بعدها وبدون تردد ذهبت الى سكن الممرضات واصبحت اطرق الباب بعنف
باحثا عن اي منقذ لابن عمي احمد .. وبعد مرور اكثر من ربع ساعة فتحت احدى الممرضات الباب وكانت في وضع استحي ان اوصفه لكم في هذا المتصفح .. وبدأت عملية المساعده تحت التهديد والوعيد والذم والقدح من قبلي .. ادخل احمد الى غرفة العمليات .. انا وعادل الان على باب غرفة العمليات ننتظر .. القلق أسرني، طال انتظاري، لم أستطيع الانتظار،وذهبت الى الجهة الخلفيله من المستشفى باحثا عن شباك غرفة العمليات لعلي ارى ماذا يجري داخل غرفة العمليات الأجواء كانت قاسيه ،الرياح شديدة ،فخفت ورجعت مره أخرى إلى النافذة ،وأرسلت نظري عبر ضوء البرق، كان يرتد إلى خائبا، حاولت مشاهدة ما يجري أكثر من مره، لكن تتعثر أمام هذه الأهوال، مضى الليل بطيئا كئيبا على، مازلت أتردد على النافذة، بدأت الهواجس تأخذنى بأغلالها، وتحطم صبري، ولكن ليس لدى اى مقدره على تخطيها، ليلة قاسية ، وبعد اكثر من ساعة اخرجوا احمد من غرفة العمليات ووضعوه في غرفته ..وطلبوا منا مغادرة المستشفى فورا .. غادرت انا وعادل المستشفى الى بيتنا القريب من المستشفى .. أنجلى الليل، أقبل الصبح، مازالت السحب السوداء تحجب قرص الشمس، خف المطر، خرجت مسرعا بصحبتة عادل، بعد أن لبست رداء سميكا، ليقيني المطر والبرد ،وكم كانت هنالك من صعوبة، بدخولنا المستشفى مرة ثانيه بسبب الازعاج الذي سبنناه لهم في الليلة الماضيه ، وكم دهشت وتعجبت من هذا التصرف الارعن والاهوج من قبل ادارة المستشفى ؟؟!!
الاضاءة رقم 3

يتبع ....