أرجوك عذراً يا طفيلة
]فيك الجمــــــال قصيــــــــــدة وغناء
وبسحر روضـــــــــــك آية وبهاء
وكأنما الدنيــــــــا بكأســـــك أجملت
فغدوت حسناً جلّ فيـــــــــه قضاء
وبدت بك الإصباح تضفي روعــــــة
وتبددّت في ساحــــــك الظّلمــــاء
وخيوط شمسك يا طفيلــــــة قد بدت
حتى تبوح بسرك الوضحـــــــــاء
وسمعت صوتاً بالطفيلــــــة قد سرى
وترددت بــــذرى الحمى أصــــداء
تروي لنا في الكون أسمى قصــــــة
في مــــوطن عـــــــزت به الأهواء
عطر الحضارة في ربوعـــــك عابق
بشذى تفـــوح بروضـــــــة الأنباء
وعلى جبينا الـــــــــدهر خط يراعنا
أن الطفيلــــــــــة عزة ومضــــــاء
نبضات عشقك في عروقي قد سرت
وجذور حبــــــك موعـــــد وبقـــاء
ذكرى الطفولة في ربــوعك أيقضت
في القلــــــــــب أشجاناً لها إيحاء
فترقرقت بالدمع تسخو مقلـــــــــــة
وتبللت في روضهــــــا أنحــــــــاء
وأزقــــــــــــة الأتراب باتت تشتكي
بعداً أحل بركنهــــــا وجفــــــــــاء
وتسر بالنجوى إذا مــــــــــا عدتها
سراً ترق بوصفــــــــه الصمــــــاء
في كل ركن من ثراها قصــــــــــــة
يرقى بها الأحفـــــــــــاد والآبـــــاء
لحن القوافي يستزيــــد تشرفـــــــاً
لما شدتـــــــك قصيـــــــدة وثــــــاء
لما أفارق من ربوعـــــــــك مشهداً
تنتاب قلبي لوعــــــــــة وشقـــــاء
وإذا تكحل في جنانـــــــــك ناظري
حطت بنفسي صحــــــــة وشفـــــاء
فنسيم عيصك للعليل سلامــــــــــة
وزلال مائـــــــك لــــــذة وصفــــاء
وجبالك الشمــــــــــاء دوماً أنجبت
قوماً عـــــلاهم ســــؤدد وجــــــلاء
ولملتقى بصرى شهـــــــــدت تألقاً
حفلت بهــــــا الأحفــــاد والآبـــــاء
نبراس مجد للثقافــــــــــــة تهتدي
بضيائه الأنجـــــــــاد والافيـــــــــاء
من نبض قلبي قد نسجت تحيـــــة
وجـــــد سقـــــاه الحـــــب والإهداء
أرجوك عذراً يا طفيلـــــــــــة إنني
مهما شــــــــــدوتك عزً فيك وفـــاء
[/align]
شعر : غازي محمد الربيحات[/align]