عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2009, 19:59   رقم المشاركة : ( 1 )

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/23.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 545
تاريخ التسجيل : 3 - 12 - 2008
فترة الأقامة : 5977 يوم
أخر زيارة : 03-04-2011
المشاركات : 13,056 [ + ]
عدد النقاط : 12001
الدوله ~
الجنس ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

هبة الرحمن غير متصل

Post الشيخ عائض القرني( اسعد أمراة في العالم)



المقدمة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى وصحبه ومن والاه ، بعد:
فهذا كتاب يناشد المرأة أن تسعد بدينها ، وتفح بفضل الله عليها ، وتستبشر بما عندها من نعم ، انه بسمة أمل ، نسيم رجاء ، وإشراقة بشرى ، لكل من ضاق صدرها ، كثر همها ، زاد غمها ، يناديها بانتظار الفرج ، وترقب اليسر بعد العسر ، ويخاطب عقلها الذكي ، وقلبها الطاهر ، وروحها الصافية ، ليقول لها : اصبري واحتسبي ، لا تيأسي ، لا تقنطي ، تفاءلي ، فإن الله معك ، والله حسبك ، الله كافيك ، والله حافظك وليك .

أختاه : أقرئي هذا الكتاب ، ففيه الآية المحكمة ، والحديث الصادق ، والقول الفصل ، والقصة الموحية ، البيت المؤثر ، والفكرة الصائبة ، التجربة الراشدة ، أقرئي هذا السجل ليطارد فيك فلول الأحزان ، وأشباح الهمم، وكابوس الخوف والقلق ، طالعي هذا الديوان ليساعد على تنظيف الذاكرة من ركام الأوهام ، أكوام الوساوس ، ويدلك على رياض الإنس ، وبستان السعادة ، وديار الإيمان ، وحدائق الأفراح ، وجنات السرور ، عسى الله أن يسعد في الدارين بمنه وكرمه انه جواد كريم .
وقد جعلته كنزاً يحوي حليا زاهيا تتجملين به ، فيه من بريق الحسن ، ولمعان الجمال ، وسناء الحق ، ما يفوق وميض الذهب ، و إغراء الفضة ، سميت فصوله بأسماء الحلى ، من سبائك ، وعقود ، وفرائد ، ومرجان ، وجمان ، وجواهر ، وخواتم ، والماس ، وزبرجد ، وياقوت ، درر ، ولآلي ، وزمرد ، وعسجد .
فإذا كان هذا الكتاب عندك فلا عليك من كل زخرف دنيوي ، وزينة جوفاء ، ومظاهر زائفة ، وموضات تافهة ، فتحلي بهذه الحلية ، والبسيها في مهرجان الحياة ، وتزيني بها في عرس الدنيا ، وفي أعياد السرور ، ومواسم الأفراح ، وليالي البهجة ، لتكوني – إن شاء الله – ( أسعد امرأة في العالم ) :
يا اسعد الناس في دين وفي أدب


بلا جمان لا عقد لا ذهب


بل بالتسابيح كالبشرى مرتلة



كالغيث كالفجر كالإشراق كالسحب


في سجدة ، في دعاء ، في مراقبة



في فكرة بين نور اللوح والكتب


في ومضة في سناء الغار جاد بها



رسول ربك للرومان والعرب


فأنت اسعد كل العالمين بما



في قلبك الطاهر المعمور بالقرب
س


إن سبيل سعادتك يكمن في صفاء معرفتك نقاء ثقافتك ،وها لا يحصل بالقصص الرومانسية الخيالية التي تجر القارئ إلى الخروج من واقعه والذهاب بعيدا عن عالمه ، وقد تجدين فيها أحلاما وردية ، وخمرة أوهام مسكرة ، ولكن ثمارها إحباط وانفصام في الشخصية ، وكآبة قاتلة ، بل ما هو اخطر من ذلك كقصص ( أجاثا كريستي ) التي تعلم الخدام والجريمة والنهب والسلب وقد طالعت سلسلة ( رائع القصص العالمي ) وهي مترجمات منتقاة من القصص الخلابة الجذابة ، الحازة على جائزة نوبل ، فألفيتها مشوبة بكثير من الأغلاط الكبرى والحماقات . ولا شك أن في بعض روائع القصص العالمي روايات جيدة ، من حيث رقي الفن القصصي والعمل الروائي .. كرواية( الشيخ والبحر ) لآرنست همنغواي ، وأشباهها من القصص التي جانبت الفحش والرذيلة ، وسلمت من غوائل الانحطاط الأخلاقي والإسفاف الأدبي.
فحق على كل راشدة أن تطالع التراث القصصي الراشد : مثل كتب الطنطاوي والكيلاني والمنفلوطي الرافعي و أمثالهم ، ممن لديه طهر ، وعنده ضمير حي ، ويحمل رسالة واعية ، وإنما ذكرت هذا : لأنني حرصت على نقاء كتابي من لوثة الأجنبي ، وسم المنحرف ، وغثاء التافهين ، فكم من ضحية لمقالة ، وكم من قتيل لرواية ، والله الحافظ .
وعلى كل حال ، فلا أجل ولا أحسن من قصص الله في كتابه ، ورسوله r في سنته ، التاريخ المجيد للأبرار من الخلفاء والعلماء والصالحين ، فسيري على بركة الله ، فأنت السعيدة بما عندك من دين وهدى ، وبما لديك من عقيدة وميراث.




  رد مع اقتباس