22-04-2009, 13:51
|
رقم المشاركة : ( 20 )
|
لوني المفضل :
#360000
|
رقم العضوية :
987
|
تاريخ التسجيل :
3 - 4 - 2009
|
فترة الأقامة :
5860 يوم
|
أخر زيارة :
21-07-2016
|
المشاركات :
2,174 [
+ ]
|
عدد النقاط :
10 |
|
|
خماسية العمل....
خماسية العمل
إن سنة الله تعالى اقتضت ألا ينصر المسلمين بكثرة العدد أو العدة ، فقال عز وجل : ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ) البقرة: من الآية249 ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث ابن عباس : " خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا أربع مائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة ". صحيح
كن صامدا
( ص : صالحا - ا : آمرا - م : منفقا - د : داعيا - ا : أولا )
1-صالحا :
جريمة الخيانة العظمى
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( ]الأنفال:27[.
قال ابن كثير في التفسير :
" والخيانة تَعُمّ الذنوب الصغار والكبار .. اللازمة والمتعدية "
ومعنى هذا :
* ... أن المسلمة التي تكشف عورتها في مصر ؛ إنما تكشف عورة مجاهد في فلسطين فيفتك به اليهود ويستبيحون دمه.
* ... أن الذي يؤخر الصلاة عن وقتها والحقوق عن أدائها ؛ إنما يؤخر النصر عن أخ له يجاهد الروس على أرض الشيشان.
* ... أن الذي يطعن في إخوانه فيغتابهم ويذكرهم بسوء ؛ ليس سوى خنجر تُطعن به أخت كشميرية على يد مجرم هندي.
* ... أن الذي ينام عن صلاة الفجر إنما ينام عن أطفال المسلمين الذين سقطوا في براثن التنصير في أندونيسيا ، ليغيّروا دينهم ويستلبوا عقيدتهم.
إن إصلاح نفوسنا ليس ضماناً لآخرتنا فحسب ، بل إنه أضحى سياج دنيانا وكهف بقائنا ، ومن ثم فإن المصرّين على الذنوب في هذه المرحلة من حياة أمتنا يرتكبون جريمة الخيانة العظمى .. درَوْا أو لم يدروا.
ما هي أمنيتك في الحياة؟!
عن أبي هريرة قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " والذي نفسي بيده لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ، ولا أجد ما أحملهم عليه ، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله ، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ". صحيح
أخي .. والآن وفي ضوء الحديث السابق .. ما هي أمنيتك في الحياة؟!
سيقول قائل : أتمنى أن أكون غنيا ، أتمنى أن أكون لاعبا مميزا ، أتمنى أن أكون مطربة لامعة ، أتمنى أن أكون مذيعة .. ممثلة ، أليست هذه هي أمنيات معظم الشباب ؟!
أخي .. يا ابن خير أمة أخرجت للناس : أنت أكبر من أن تكون قضيتك فريق كروي يكسب أو يخسر .. أنت اكبر من أن تدور همومك حول شريط غناء أو رحلة سياحة للخارج .. أنت أكبر من أن تدور همومك حول الطعام والشراب .. أين أمنياتك من أمنيات نبيك ؟!
حقِّق أمنية عمر
قال عمر بن الخطاب يوما للصحابة : تمنوا ، فقال رجل : أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله (لاحظ الأماني) ، ثم قال : تمنوا ، فقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق ، ثم قال : تمنوا ، فقالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين ، فقال عمر : أما أنا فأتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيده بن الجراح.
لم يتمنّ عمر متاعا ولا مالا لأنه يعلم أن رأس مال الأمة الحقيقي هم رجالها ، لكنهم ليسوا أي رجال ، بل رجال كأمثال أبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة ، وهم كذلك من نفس النوع : أمناء على دين الله .. أمناء على أمتهم .. أمناء على الحق الذي استُحفظوا عليه .. لا يغيّرون ولا يبدّلون .. وقيد شعرة عن نهج نبيهم لا يحيدون ، فأيكم سيقر عين الفاروق في قبره بتحقيق أمنيته من بعده ؟!
ماذا تريدني أن أفعل؟!
* هل أخذت يوما كتاب الله فقرأته مستشعرا أن الله جل جلاله ، بكبريائه وعظمته يخاطبك ويكلمك أنت العبد الصغير الذليل ؟!! أي تكريم لك ذلك التكريم العلوي !!أي رفعة لك يرفعها هذا التنزيل !!أي مقام يتفضل به عليك الرب الكريم !! يوم جعلك أهلا لتلقي خطابه .. إن كل يوم لا تقرأ فيه شيئا من القرآن يوم ممحوق البركة ليس محسوبا من عمرك ، لأن بركة الوقت إنما تؤخذ من القرآن ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ( ص:29
* هل جلست يوما تربي نفسك بقراءة سيرة نبيك وحبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي أحبك ، واشتاق إلى لقائك .. نعم ! نبيك اشتاق إلى لقائك فقال : وددت أنا قد رأينا إخواننا. قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟! قال : " أنتم أصحابي ، وإخواني الذين يأتون من بعدي " . صحيح ، فهل اشتقت إليه كما اشتاق إليك ؟!!.
تمام الصلاح في دوامه
قال الحسن البصري :
" المؤمن !!! ما المؤمن؟ و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً أو شهرين ، أو عاماً أو عامين ، لا و الله ما جعل الله لمؤمن أجلا .. دون الموت ".
2- كن آمرا :
أخي .. أنت ذو نسب عريق ضارب في عمق الزمن .. أنت من موكب الدعوة المبارك الذي يقوده الركب الطيب من أنبياء الله ورسله نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - : ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ( ]الأنبياء:92[ ، فما بالك أربحت نفسك الحسنات بأعمالك الصالحة ، ونسيت مهمتك ، فتركت غيرك يملأ دلوه بالسيئات ليفيض على من حوله ؟؟
أيكم خان الأمانة؟!
ما هي الأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ، وحملها الإنسان بظلمه وجهله ثم خانها ؟!
تولى الإجابة الإمام ابن تيمية قائلا :
" لا تظن أن الأمانة أن تتوضأ برتل من ماء وتصلي ركعتين في المحراب ، إنما الأمانة أن تحمل هذا الدين وتحمله للناس ".
لا تقل : أترجو النجاة من غارق؟!
إن الخطايا ليست عذرا للتحلل من الولاء للدين ، ولا من نصرته والغيرة عليه ، وليس معنى هذا أني أبرر لصاحب الخطيئة خطيئته ، بل معناه أني أدعوه لإصلاح نفسه ودعوة غيره في آن واحد ، وستنهاه دعوته لغيره وعمله لدينه عن عصيانه لربه وضعفه وتقصيره إن شاء الله.
أسئلة محرجة!!
* ... كم يعيش الدين في حياتك ؟!! كم يشغل من مساحة اهتمامك ؟!!
* ... هل أهديت لقريب أو زميل شريطا بعد أن سمعته أو كتيبا بعد أن قرأته ؟؟
* ... هل أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر؟ هل تعلم أن هذه المنكرات لم تنتشر في مجتمعنا في يوم وليلة؟! ولكنها انتشرت لأن واحدا فعل والآخر سكت والاثنان في الوزر سواء ، هل تعلم أن السكوت عن المنكر خيانة للمبدأ ، وجبن في الدفاع عن الحق؟!
* هل يكفي تعاطفك القلبي مع قضايا أمتك وتألمك النفسي لأحوالها ؟! والجواب : التعاطف وحده لا يكفي ، والبكاء على الأطلال لا يقيم بناء ولا يرفع لواء ولا يحرّك ساكنا ، ولن تؤجر على حزن حتى يتبعه عمل.
4-منفقا :
دواء البخلاء
أخي البخيل .. اسمع هذه الأحاديث لعلك بها تشفى فتطلق يدك وتُخرج صدقتك :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
* ... " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا ". صحيح
* ... " وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن ". حسن
* ... " والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ". صحيح
* ... " قال الله عز وجل : يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك ". صحيح
* ... " كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس ". صحيح ، أي أن الصدقة تحول بين العبد وبين حر الشمس يوم القيامة.
قبل فناء الأعمار
أنقذوا إخوانكم بالصدقة ، وداووا جرحاهم بالنفقة ، وبرهنوا على حياة قلوبكم بإخراج أموالكم ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ( ]المنافقون:10[.
أي شيء ترهبون وأنتم غدا راحلون ؟! أفنوا أموالكم في نصرة إخوانكم قبل أن فناء أعماركم في قضاء لذاتكم ،
واجعلوا قدوتكم في ذلك عبد الله بن المبارك الذي جاءه فقير ، فسأله أن يقضى عنه ديناً عليه ، فناوله عبد الله كتاباً ، إلى وكيل ماله ، فذهب به الفقير ، فلما قرأه الوكيل ، قال للفقير : كم الدين الذي سألت فيه عبد الله أن يقضيه عنك ؟ قال : سبعمائة درهم ، فكتب الوكيل إلى عبد الله : إن الرجل سألك أن تقضي عنه سبعمائة درهم ، وكتبت له سبعة آلاف ، وسوف تفنى الأموال ، فكتب إليه عبد الله : إن كانت الأموال قد فنيت ، فإن العمر أيضاً قد فني ، فأجز له ما سبق به قلمي!!
4-كن داعيا :
أصل كل توفيق
إذا كان كلُّ خيرٍ أصله التوفيق ، والتوفيق بيد الله لا بِيَدِ العبد ، فمفتاحه الدعاء وصِدقِ اللجوء إليه ، فمتى أَعطى الله العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ،
وما أُتي من أُتي إلا من قِبل إهمالِ الدعاء ، ولا فاز من فاز إلا بصدق الدعاء والإلحاح.
قال ابن تيمية رحمه الله :
" وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأحكام أُمِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإجابتهم .. فلما سألوه عنه سبحانه وتعالى قال : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) فلم يقل سبحانه ( فقل ) بل قال تعالى: ( فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) ".
لماذا ندعوه؟!
كانت عائشة رضي الله عنها تقول :
سلوا الله التيسير في كل شيء ، حتى الشسع في النعل ، فإنه إن لم ييسره الله لم يتيسر.
فكيف إذا الأمر ليس شسع نعل ، بل ضياع أمة وإبادة شعب واستئصال دين واستئساد باطل ، أفلا يستحق ذلك الدعاء الليل مع النهار؟!
لذا فواجبنا تجاه إخواننا وحقهم علينا يقتضي منا :
* ... قنوت النوازل في كل صلاة والدعاء لإخواننا ولأمتنا.
* ... الدعاء لهم وقت السحر واغتنام أوقات الإجابة.
ورُبّ دعوة في ظلام الليل كان لها أعظم الأثر في تسديد رمية مجاهد ، أو تأمين روعة ملهوف ، أو إيناس وحشة أسير ، أو تقوية عزيمة مصاب ، أو رد كيد عدو ، أو دحر هجوم باغي.
* ... الدعاء بنيل الشهادة :
اللهم إنك رزقتنا الإسلام دون لم نطلبه ، فارزقنا الشهادة في سبيلك ونحن نطلبها.
حذار أن تستعجلوا
قال رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ ، فَيَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ رَبّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي ".
أخي .. مهما تأخرت الإجابة .. فلا توقف حماسة دعائك .. ولا تقطع رجاء قلبك .. واعلم أن مستعجل الإجابة كما قال ابن القيم ( بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا ، فجعل يتعاهده ويسقيه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله ) ، واقتدِ في صبرك وعدم استعجالك بمورّق العجلي الذي قال :
دعوت ربي في حاجة عشرين سنة فلم يقضها لي ، ولم أيأس منها.
وسوسة شيطانية
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" إذا وقعتَ في محنة يصعب الخلاص منها ، فليس لك إلا الدعاء واللجوء إلى الله بعد أن تُقدّم التوبة من الذنوب ، فإذا تُبتَ ودعوتَ ، ولم ترَ للإجابة أثراً فتفقّد أمرك ، فربما كانت التوبة ما صحّت فصححها ، ثم ادعُ ، ولا تملَّ من الدعاء ، فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة ، وربما لم تكن المصلحة في الإجابة ، فإذا جاء إبليس فقال : كم تدعوه ولا ترى إجابة ، فقل : أنا أتعبّد بالدعاء ، وأنا موقن أن الجواب حاصل ، غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح فهو يجيء في وقت مناسب ، ولو لم يحصل حصل التعبد والتذلل ".
5-كن أولا :
التفوق فريضة إسلامية ، وديننا هو الدين الذي جعل العالم في مختبره والطالب في مدرسته وصاحب كل صاحب مهنة وهو يقوم بواجبه ؛ يقوم مقام الصائم القائم إذا استحضر النية الصالحة ، لأن الأخذ بالأسباب واجب لنصرة الدين وإعلاء رايته.
قال ابن الجوزي :
" ينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه ، فلو كان يُتصوّر للآدمي صعود السماوات لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض ، ولو كانت النبوة تحصل بالاجتهاد رأيت المقصِّر في تحصيلها في حضيض ".
ما أشبه الليلة بالبارحة
أرسل هولاكو قائد التتار إلى مصر خطاب تهديد ووعيد إن هي امتنعت عن التسليم ، وهذا نصه :
" من ملك الملوك شرقا وغربا القائد الأعظم .. يعلم الملك المظفّر قطز أنا جند الله في أرضه ، خلقنا من سخطه ، وسلّطنا على من حلّ به غضبه ، فنحن ما نرحم من بكى ، ولا نرقّ لمن شكا ، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد ، وطهرنا الأرض من الفساد ، وقتلنا معظم العباد ، فمالكم من سيوفنا خلاص ، ولا من مهابتنا مناص ، فخيولنا سوابق ، وسهامنا خوارق ، وسيوفنا صواعق ، وقلوبنا كالجبال ، وعددنا كالرمال ، فالحصون لدينا لا تمنع ، والعساكر لقتالنا لا تنفع ن ودعاؤكم علينا لا يُسمع ، فقد أنصفناكم إذ أسلفناكم ، وأيقظناكم إذ حذّرناكم ، فما بقي لنا مقصد سواكم ".
الصدمة والرعب!!
وسبقت هذه الرسالة رسالة أخرى لكن حروفها دم وكلماتها دمار وصفحاتها خراب ، كان التتار قد اجتاحوا عاصمة الخلافة بغداد عام 656 من الهجرة . و لن اسرد كثيرا عن هذا الاجتياح و لكن ادع ابن الاثير يصف لنا
يصف ابن الأثير تلك الفترة العصيبة فيقول :
" لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها ، كارها لذكرها ، فأنا أقدم إليه رجلا وأؤخر أخرى ، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين ، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك ، فيا ليت أمي لم تلدني ، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ، فلو قال قائل : إن العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم إلى الآن ، لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا ، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها ".
ونزل الإسلام المعركة
كان رد الملك المظفر قطز على هولاكو صارما : سيفا لا خطبا .. حربا لا سلما ، فقتل رسل هولاكو ، وعلّق رؤوسهم على باب زويلة ، وأعلن الجهاد في الأمة واستنفر العلماء ، فانبرى العز بن عبد السلام وإخوانه العلماء يزرعون في الناس حب الاستشهاد وطلب الجنة والشوق إلى حور اثنتين وسبعين ينتظرن الشهيد ، وصار هم الناس هما واحدا : همّ الآخرة ، وسمت فيهم نفخة الروح عن قبضة الطين ، فإذا أسمى أمانيهم ألا يردهم الله إلى أهلهم وديارهم سالمين!!
وأصر القائد المسلم أن يبدأ المعركة بعد صلاة الجمعة تبركا بدعاء الخطباء على المنابر وتأمين المصلين ، وبدأت المعركة واشتد القتال وكانت الكرة على المسلمين ، فاخترق التتار صفوفهم حتى وصلوا خيمة القائد ، فأصابوا زوجته(جلّنار) ، فلما رآها قطز على هذه الحال صاح في لوعة : واحبيبتاه ، فقالت له في إيمان : لا تقل واحبيبتاه بل قل واإسلاماه ، لتكون أول من ينطق بهذه الكلمة المباركة في هذه الأمة ، فما كان منه إلا أن رمى عن رأسه الخوذة وحمل على العدو ، وعُقر جواده وهو في قلب العدو ، فترجّل وبقي على الأرض ، فلامه بعض الأمراء قائلين : لو ركبت فرس فلان ، فلو رآك بعض الأعداء لقتلك وهلك الإسلام بسببك ، فقال في ثبات وإيمان :
" أما أنا فكنت أروح إلى الجنة ، وأما الإسلام فله رب لا يضيّعه ، قد قُتل فلان وفلان وفلان .. حتى عدّ خلقا من الملوك ، فأقام للإسلام من يحفظه غيرهم ، ولم يضيّع الإسلام ".
وما هي إلا سنتين اثنتين فقط بعد سقوط بغداد ، حتى هزم المسلمون التتار هزيمة ساحقة في هذه المعركة معركة عين جالوت سنة 658 من الهجرة.
وهكذا لم يبقى إلا خماسية الهمم
وهي التي سأتركها لمن سيشتري الكتاب
اتمنى لكم الفائدة
واتمنى من كل فرد منكم أن يضع خلاصة فهمك
لتعم الفائدة
اشكركم لكم حسن الاستماع( على أساس انكم بتسمعوا مش بتقرأوا )
|
|
|
|