رفقا أبي...
لا تحرق قلبي...
بطلاق أمي...
رسائل مؤثرة من ابن لأبيه
أبي الغالي:.......أدام الله عليك نعمة الاسلام و الصخة و الأمان.
اني أحد أبنائك المحبين لك،
و بعد:
من أين أبتدأ الحـكــاية أبـــــي***كلها غصص تثير كوامن الأشجان
أبي:
أرجو ان يكون كلامي معك مباشرا من القلب الى القلب فأطرق بصرك و أرع سمعك و استوعب خطابي..
في ليلة أمس ازدادت المناقشة الحادة بينك و بين أمي و كنت أرقبكما بمقلتي بل بقلبي..و أسمع حديثكما الذي أرقني و أقلقني..أبكي تارة و أهيم على وجهي تارة..ضاق صدري..
ويتجدد الأسى مرات و مرات..فأتجرع غصص الألم و أذوق مرارة الكأس..عندما علا صوتكما من جديد و أخذتما تتراشقان الكلام تراشق الحجر..
أبي انني أتذكر أننا كنا نعيش في أمان.و على حين غرة انقلب الحال فحل مكان الفرح حزن و مكان الأمل األم..
و كم يا أبي سالت عيني و انجرح خاطري وتفطر قلبي..
كيف يا أبي أرى أغلى ما عندي في هذه الحياة يتشاجران أمامي..فالى جانب من أكون؟
فلترحم صدري الصغير من هم كبير..
فقلبي لا يتحمل مثل هذه المواقف سماعا فكيف بالمعاينة..
و لقد هزني يا أبي كلمة هددت بها أمي:انها"الطلاق"
انني و ان كنت أعرف معناها الا أنني لا أحيط بمداها..
انها كلمة تبكي العيون و تجهش القلوب و تروع الأفئدة..انها كلمة الوداع و الفراق و النزاع و الشقاق..
يالها من ساعة رهيبة و لحظات أسيفة يا أبي يوم قررت أن تطلق أمي..فتقف أمي على باب الدار الذي عاشت فيه سنين عديدة..
تقف لا لتدخل و لكن لتودعك مكفكفة دموعها ..
لم أتمالك نفسي فانهملت دمعتي و عبثا أحاول منعها..
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها****عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
اتجهت الى أمي مسرعا أكاد أتعثر و قد أثر فيّ صوتها المتقطع فاشتبكت دموعي بدموعها..
و ليس الذي يجري من العين ماؤها***و لكنها روح تسيل فتقطر
أبي أصحيح أنك ستفارق أمي ؟؟؟
ألا تعلم أن فراقك سوف يؤلما و يوجعنا و يدمرها و يحزننا..
و ماذا بعد الفراق؟؟
أسعادة أم شقاء؟؟
أضحك أم بكاء؟؟
أهناء أم عزاء؟؟
***
أبي أرجو أن لا أكون مقبلا على شقاء أنت صاحبه، و على حزن أنت جالبه، و على دمع أنت مرسله..
و أتمنى أن لا يأتي يوم أخفض فيه رأسي و أسبل جفني و أضع كفي على خدي فان نظرات المجتمع لأمثالنا كالابر وهمزات الشامتين كالحجر...
و سأظل اصرخ و أصرخ و أصرخ يا أغلى أب و أقول:
"رفقا أبي..
لا تحرق قلبي..
بطلاق أمي.."