رد: قصيدة ليلة التنفيذ لهاشم الرفاعي
أبتاه ، إن طلع الصباح على الدنى وأضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه يوماً جديداً مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجرى على فم بائع الألبان
وأتى ــ يدق كما تعود ــ بابنا سيدق باب السجن جلادان !
وأكون بعد هنيهة متأرجحاً فى الحبل مشدوداً إلى العيدان
ليكن عزاؤك أن هذا الحبل ما صنعته فى هذى الربوع يدان
نسجوه فى بلد يشع حضارة وتضاء منه مشاعل العرفان
أو هكذا زعموا ، وجئ به إلى بلدى الجريح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطماً فى زحمة الالام والأشجان
إن ابنك المصفود فى أغلاله قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا قد قلتها لى عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمى فى الدجى تبكى شباباً ضاع فى الريعان
وتكتم الحسرات فى أعماقها ألماً تواريه عن الجيران
فاطلب إليها الصفح عنى ، إننى لا أبتغى منها سوى الغفران
مازال فى سمعى رنين حديثها ومقالها فى رحمة وحنان
أبنى : إننى قد غدوت عليلة لم يبق لى جلد على الأحزان
فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصيانى
كانت لها أمنية .. ريانة يا حسن آمال لها وأمان !
غزلت خيوط السعد مخضلاً ولم يكن انتقاض الغزل فى الحسبان
والآن لا أدرى بأى جوانح ستبيت بعدى أم بأى جنان
|