أبحث عنك بين تلك السفن القادمة وسط الضباب
أشرعه أهلكتها تلك الرياح وطول السفر
ووجوه عابسة تبحث عن دفء ومأوى
هناك وبين حطام ذاك الزمن المرير
وجدتك على مرفأ ذلك الشاطئ
كان حنيني إليك أكبر من لحظات انتظار
مددت يداي
لأنفض من على جبينك عبء السفر المتعب
وبعد طول غياب وحنين لكل أيامي معك
لهفة تقودني إلى أن أضمك إليّ
أقتل فيها صمت سنين
كانت أشد علي من حياة بدونك بلا أمل
من هنا بدأت الرحلة
والسفر نحو أعماق قلب
كادت نبضاته تتوقف عن الحياة
أراك لحظة ميلاد
تتفتح فيها ورود تستنشق عبير عطرها من أنفاسك
تحتضن كل الشوق في داخلي
تتعالى صرخات فرح يحكى أحلام عشتها كثيرا بدونك
سأتخطى من أجلك كل الصعوبات
سأمحو كل قرار كان بلا وعي
سأبقى وسأبقى حتى أحقق أحلامي معك
سأبقيك في ذاكرتي تشعل بدويك أفكاري
وشمعة تضيء بحبك قلبي وجنوني
كم أتوق لأن أسمع منك
كم أتوق لأن أعيش فيك ومعك
حلمي وحبي وأشواقي
دعني أعيشها معك مرة واحدة
دعنا بعدها نرحل ونسافر معا
لنرى طعم الجنون في حب افتقدناه كثيرا
آه لو تعلم كم مرت تلك الأيام علي دونك
سجينة لتلك الذكريات
بين أوراق وصفحات بللتها دموعي حزنا لفراقك
بين أقنعة مزيفة عشتها بألف لون ولون
كنت أكرهك حينا
وأشتاق إليك حينا أخرى
وما عرفت أني كرهي سوى سكينا
أحاول فيها طعن ذكرياتك داخلي
لكنني عبثا أحاول معك
ما لذي يبقيك رغم ألمي
ما لذي يجعلك بين حروفي وصفحات دفاتري
كنت أهرب من ذلك الصمت والتفكير بك
إلى ذلك الضجيج
الذي يبعدني عنك ولو للحظة واحدة
لكنني كنت أسمعك وسط ذاك الضجيج
وأراك من بين ألف صورة وصورة
لها همسها ورنينها الخاص
وصورة لها بريق وعبق يصعب أن أنساه
لو مر عمرا بيننا
أحببتك كيف لا أدري
وكيف تسللت إلى أعماقي الرافضة لكل سجن
كدت أنسى فيه معنى وطعم تلك الحياة
رحلت بعدها ومع ذلك انتظرتك
كنت أعلم أن تلك السفينة قادمة
وستأتي لتكون أنت عليها لا يهمني كيف جئت
مادمت أنا هنا سأعيدك إلي
إلى قلبي الذي أحبك كثيرا وسأضمك بين ذراعي
سأنسى معك كل الأسى
مشاعر تترجم كل الإحساس في داخلي
معك سأحول خارطة ذلك الزمن
وسأرسم على جدرانها حروف اسمك
وسأنثر بين حروفها
كلمة أبقتك في داخلي رغم رحيلك
وها أنا اليوم أقولها
وأنا أراك تبدد كل الماضي المؤلم
إلى لحظة فرح تعيد
بوجودك معنى حياة دونك لن تكون
أح ـبك
ولن أدعك ترحل بعد اليوم
ولن أدع لحظة ألم واحدة
تحيل بين حبك الساكن داخلي