رد: حبطرش ؟؟.
هذا مقال لرجل احترمه:
تساؤلات حائرة
* • • غياب الإرادة السياسية والفشل في إدارة الأزمة فتح الطريق أمام الحملات المشبوهة ضد مصر*!!
* • • لماذا ترفض الحكومة تنفيذ الحكم بوقف تصدير الغاز؟*! وهل يعقل أن تكون* 'فنزويلا*' أكثر حرصا* علي معاقبة الصهاينة من العرب أنفسهم؟*!*
• • إذا سقطت* غزة فسوف يبدأ العدو تنفيذ خطة الانتقال إلي خارج فلسطين
لا تحدثني عن شعب يموت،* وأطفال يذبٌحون بدم بارد،* لا تصدع رأسي بكلام عن الأمن القومي،* عن الريادة والقيادة،* عن أمة عربية تضيع،* القطر بعد الآخر،* بل حدثني عن مصطلحات الحكمة،* والتمهل،* والصمت المبين*.
تركنا العراق يذبٌح،* صمتنا أمام اغتيال وطن وإعدام قائده،* لم ننطق بكلمة لها قيمة عندما وصلت قوات العدو من قبل إلي بيروت،* اتهمنا المقاومة بالمغامرة،* تركنا السودان يتمزق،* ونفذنا قرارات مجلس الأمن الأمريكي بمحاصرة ليبيا،* ولم يجرؤ حاكم عربي واحد علي خرق الحظر الجوي،* كما فعل قادة أفريقيا*.
اطلق الصهاينة تهديداتهم التي تمس أمننا القومي،* قتلوا جنودا* علي الحدود،* تجسسوا علي الوطن،* ومارسوا ضغوطهم للإفراج عن الجواسيس،* تركناهم يعيثون فسادا* في الأرض،* امتدت أياديهم من موريتانيا إلي قطر،* اخترقوا أفريقيا،* وأقاموا القواعد عند مصب النيل،* فماذا فعلنا؟*!
في كل مرة كانت الحجج جاهزة،* منطق مغلوط،* وكلمات تفتقد المصداقية،* بل حتي عندما فتحنا ملف قتل الأسري المصريين علي يد العدو،* جاء إلينا وزير الخارجية إلي مجلس الشعب وقال*: وماذا نفعل؟ قدمنا الأدلة والبراهين والفيلم الصهيوني* 'روح شاكيد*' الذي يرصد اعترافات القادة الإسرائيليين بالصوت والصورة،* غير أن السيد الوزير قال*: دعونا ندرس،* ومازال يدرس،* ويدرس ويدرس*.
لقد تركنا العدو الإسرائيلي يعبث كيفما يشاء،* اختبرنا أكثر من مرة،* وأصبحت لديه قناعة أنه مهما حدث،* ومهما كان حجم الجرم المرتكب،* فسوف ينجو حتما* من الحساب،* ولن يجد أحدا* يقول له ماذا تفعل؟*!
وعندما جاءت* 'تسيبي ليفني*' إلي القاهرة كانت المؤامرة قد اكتملت،* فقط بقي المشهد النهائي،* تصوير مصر وكأنها طرف فاعل وأساسي في العدوان،* وقد نجحت بجدارة بسبب خيبتنا الثقيلة وميوعة مواقفنا،* فسددت السهام إلي مصر من كل اتجاه،* وأصبحنا* غير قادرين علي الدفاع،* وأضحت هناك قناعة لدي الرأي العام في كل مكان أن مصر هي شريك أساسي في العدوان*.
أصبحنا نحن المسئولين،* وغيرنا هم الأبرياء،* أصبح من أقاموا القواعد علي أراضيهم،* ومن طبٌعوا وتاجروا مع العدو،* ومن صمتوا علي المواجهة هم الشرفاء،* وأصبحت مصر هي المتورطة والمتآمرة والتي ذبحت الشعب الفلسطيني بدم بارد،* مع أن الجميع مسئولون عما حدث ولا نستثني أحدا*!!
لقد بحثوا هم أيضا* عن عدو وهمي،* وراحوا يوجهون إليه رصاصات الغدر،* ونسوا أو تناسوا عن عمد أن هناك عدوا* يذبح شعبا* عربيا* من الوريد إلي الوريد،* يقتل الأطفال بلا رحمة،* ويحرق البيوت ويهدمها بالصواريخ علي أهلها علي أصوات الموسيقي وقهقهات الطيارين،* نسوا كل ذلك وأصبحت مصر هي العدو الذي يحتل العناوين الرئيسية في الفضائيات المشبوهة التي تروج للتطبيع*.
إن من حقنا أن نتساءل*: لماذا كل هذا؟ والإجابة واضحة ومعروفة،* نحن الذين قدمنا للآخرين السكين التي يذبحًٌوننا بها،* حتي أضحي المصريون في كل مكان في موضع اتهام*.
منذ البداية لو كنا اتخذنا موقفا* حاسما* من السياسة الإسرائيلية،* ولو أدرك العدو الصهيوني أن لنا أنيابا،* لوضع لمصر وموقفها ألف حساب،* لكننا استبدلنا بذلك سياسة لينة،* خالية من الحساب والمحاسبة،* فاعتبر أن ذلك ضعفا* وراح يجور علي الاتفاقيات الموقعة،* فأعاد احتلال الضفة الغربية،* وحاصر الرئيس ياسر عرفات لشهور عديدة،* حتي قتله بالسم في نهاية المطاف،* ماذا فعلنا في مواجهة ذلك؟ تركنا عرفات محاصرا،* دون أن نتخذ موقفا* جديا يشعر العدو من ورائه أن هناك من سيحاسبه،* ونحن نمتلك أوراق الضغط وهي كثيرة*.
لقد أصبح لدينا تصميم* غريب علي عدم تفعيل ما نمتلك من أوراق ضغط،* ومنها مثلا*: ورقة طرد سفير العدو واستدعاء سفيرنا،* البعض يقول وما جدوي هذا الأمر؟ وهل هذا من شأنه أن يردع إسرائيل؟ والإجابة نعم ولم لا؟*!
صحيح أننا محكومون باتفاقات مذلة وقعها الرئيس السابق أنور السادات مع العدو،* وصحيح أن هناك اعتبارات دولية عديدة،* ولكن ماذا إذا كانت* 'إسرائيل*' نفسها تخرق هذه الاتفاقات؟
كيف ينظر إلينا الناس،* ورئيس فنزويلا* 'هوجو تشافيز*' يتخذ قرارا* بطرد السفير الصهيوني من بلاده احتجاجا* علي العدوان،* فنزويلا هذه تبعد آلاف الكيلومترات عن المنطقة فلماذا اتخذ هذا القرار؟*!
ولماذا قررت موريتانيا أن تستدعي سفيرها من تل أبيب وتدرس الآن قطع العلاقات؟*! ألا يدفعنا ذلك إلي أن نتخذ القرار الذي يسمع العدو بأن مصر لن تصمت،* وأنها أبدا لن تكون مجرد وسيط،* مثلها مثل ساركوزي أو* غيره؟*!
لماذا قرر رئيس الوزراء التركي* 'رجب طيب اردوغان*' رفض الرد علي هاتف أولمرت وقال إن هاتفي مغلق في مواجهة أي مسئول إسرائيلي مادام بقي العدوان مستمرا* علي* غزة،* بل وجري تجميد العديد من الاتفاقات معها؟*!
تعالوا مثلا* إلي اتفاقية تصدير الغاز إلي العدو الصهيوني،* لقد كانت منذ البداية فعلا لا تتفق أبدا والمصلحة المصرية ومع ذلك لقد جاء المخرج إلي الحكومة علي طبق من ذهب،* فقد أصدرت محكمة القضاء الإداري حكما* يلزمها بوقف تصدير الغاز،* لكنها طعنت علي الحكم وخلال الأسبوع الماضي صدر حكم جديد يؤيد الحكم السابق،* ويطالب بتنفيذه بالمسودة ودون إعلان،* وكان هذا يمكن أن يعطي الحكومة مبررا لاتخاذ القرار المناسب في ظل العدوان الحالي علي شعبنا،* غير انها ضربت بالحكم عرض الحائط ورفضت التنفيذ وراحت تطعن عليه،* غير عابئة،* بالمصلحة الوطنية أو أحكام القضاء أو حتي تغيير صورتها أمام الرأي العام في هذا الوقت الخطير*.
لقد تحملنا مسئولية حصار الشعب الفلسطيني وحدنا،* وأصبحنا مسئولين عن موت الأطفال والمرضي في المستشفيات،* ووضحت صورتنا،* وكأننا نساند العدو الصهيوني في حصاره الظالم علي أهلنا في قطاع* غزة،* وقد كان بإمكاننا أن نتخذ قرارات حاسمة بفتح معبر رفح،* استنادا* إلي اتفاق التهدئة السابق،* والذي وقعت عليه الفصائل الفلسطينية،* وفي المقدمة منها حماس،* ووافقت عليه الحكومة الصهيونية ايضا*.
لقد تضمن هذا الاتفاق فتح المعابر وإنهاء الحصار ووقف عمليات الاغتيال الإسرائيلية،* ووقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية وقد التزم الجانب الفلسطيني بالاتفاق كاملا* غير أن الجانب الإسرائيلي قتل العشرات،* ورفض إنهاء الحصار أو فتح المعابر*.
كان بإمكان مصر أن تفعلها استنادا* إلي هذا الاتفاق وأن تفتح معبر رفح بشكل دائم،* غير أن ذلك كان يحدث بشكل متقطع،* ثم سرعان ما يتم إغلاق المعبر،* بحجة وجود اتفاقية دولية لتنظيم فتح المعبر يجب الالتزام بها*.
ورغم أن مصر سبق وأن سمحت لأكثر من *٠٥٧ ألف فلسطيني بالدخول إلي سيناء مرة واحدة في أعقاب قطع الوقود عن القطاع،* إلا أن إدارتها للأزمة واغلاق المعبر،*.. جعل صورتها امام الرأي العام وكأنها تشارك في حصار الموت
إن* غياب الإرادة السياسية،* والتخبط في إدارة الأزمة،* وعدم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب هي التي أعطت انطباعا للرأي العام،* وكأن مصر طرف شريك في العدوان*.
ان الأغرب من كل ذلك هو هذه القرارات الجائرة بمنع المظاهرات في مصر،* ان أقصي ما هو مسموح به هو فقط تجمع أعداد محدودة أمام نقابة الصحفيين،* تحاصر علي الفور بجيوش مجيشة من قوات الأمن المركزي،* بينما تم عن عمد إفشال كافة دعاوي المظاهرات في الميادين العامة،* باحتلال مسبق لهذه الميادين،* والقبض علي كل من يقترب منها*.
لقد أصبح شيئا مثيرا للألم ومسيئا لصورة مصر* .. ان يخرج مئات الآلاف في الأردن وتونس والسودان وليبيا وموريتانيا وتركيا وإيران وبريطانيا وفرنسا وغيرهم،* بينما يبقي شعب مصر حبيسا،* ممنوعا حتي من التعبير عن رأيه وإعلان تضامنه السلمي مع أشقائه*.
ومع اشتداد ضربات العدوان،* وتدفق الدماء،* واستشهاد أكثر من *٠٠٣ طفل ومائة امرأة،* ناهيك عن أكثر من ثلاثة آلاف آخرين بين شهداء وجرحي،* أصبح طبيعيا ان يزداد قهرنا،* وأن نصرخ عبر الفضائيات في بكاء وحسرة المقهورين،* ولا أحد يسمع صوتنا*.
أصبحتم يا سادة أنتم وحدكم أصحاب الحل والعقد في هذا البلد،* ونحن لسنا سوي أصوات تصرخ في البرية،* فلا تجد سوي صدي الصوت يعود إليها من جديد*.
انني لا أقول نريد الحرب،* فاللحرب حساباتها،* ولكن ماذا إذا فرضت علينا الحرب؟ وهل قطاع* غزة ببعيد عن حدودنا،* لماذا لا تستخدمون أوراق الضغط التي في أياديكم؟*! ومن قال إن حالة الصمت الراهنة يمكن ان تحمي وطننا وأمتنا؟*!
ان سقوط المقاومة في قطاع* غزة،* سوف يفتح الطريق أمام العدو الصهيوني إلي مرحلة جديدة عنوانها* 'سيناء والوطن البديل في الأردن*' اقرأوا ما تنشره الصحف الإسرائيلية،* وتأملوا الوقيعة التي نشرتها صحيفة هاآرتس أو حتي تصريحات المسئولين الصهاينة التي تقول* 'إن مصر لا تريد لحركة حماس أن تنتصر*'.
إن نفي هذه الوقيعة،* وتلك التصريحات لن يسمن أو يغني من جوع،* ولكن الاجراءات الفاعلة والحاسمة هي وحدها التي يمكن أن تعضد المقاومة وتساند الشعب الفلسطيني في دحر العدوان،* وترد علي كل هذه المحاولات السخيفة*.
اذا أردتم اصلاح الصورة،* فاطردوا سفير العدو وجمدوا العلاقات واسحبوا سفيرنا،* ونفذوا حكم وقف تصدير الغاز وامنعوا البترول المصري عن الطائرات والدبابات الصهيونية وافتحوا المعابر،* واتركوا الناس تتنفس،* وتزحف للجهاد*.
ان المقاومة في* غزة تكبد العدو خسائر فادحة،* وتتوعده بحرب طاحنة من بيت إلي بيت،* ويكفي ما نشرته صحيفة* 'يديعوت احرونوت*' بتاريخ *٧يناير علي لسان ضابط صهيوني كبير يشارك في الحرب بالقول* 'خمسة ألوية من الجيش الاسرائيلي تعمل في قطاع* غزة ليل نهار دون توقف،* ليس الكثير معروفا عما يحصل في الارض،* القتال الشديد يجري بعيدا عن الكاميرات،* نحن نتقدم ببطء وحذر،* البيوت مكتظة في* غزة،* لقد وجدنا الكثير جدا من وسائل القتال،* صواريخ مضادة للدبابات،* وعبوات منطلقة في البيوت التي سيطرنا عليها، وتوجد أيضا* دراجات جاهزة لعمليات الخطف كل لحظة يوجد صدام،* كل ساعتين تقريبا توجد محاولة من* 'مخرب أو مخربة*' انتحارية يركضون نحونا ليتفجروا بحزام ناسف،* القوات في الميدان لا تري حقا النهاية حتي الآن*.
إذن هو شعب يقاتل،* الأرض تقاتل،* الأطفال يقاتلون،* الرياح تقاتل،* البيوت تقاتل،* وصواريخ القسام تفزع الصهاينة وتصيبهم وتقتلهم وتدفعهم إلي الهروب*.. إنها معركتنا جميعا فلنحرك فقط أوراق الضغط التي نمتلكها ولنوحد الأمة خلف هدف المساندة،* فموقف مصر سيحرج الجميع،* فهل تفعلونها أم تتركون* غزة تسقط كما سقطت بغداد من قبل؟*!
بقلم مصطفى بكري .....................
|