22-12-2008, 16:01
|
رقم المشاركة : ( 2 )
|
مؤسس الشبكة
لوني المفضل :
darkslateblue
|
رقم العضوية :
1
|
تاريخ التسجيل :
1 - 8 - 2007
|
فترة الأقامة :
6435 يوم
|
أخر زيارة :
اليوم
|
المشاركات :
11,964 [
+ ]
|
عدد النقاط :
10437 |
الدوله ~
|
الجنس ~
|
S M S ~
|
M M S ~
|
|
|
رد: محمد طمليه.........امراة ليبتون
اسرار الرائعه حقا ... رائعة روعة قلبك !!!
اشكرك بفتح صفحه .. من صفحات سلمى
لحبيبي ورفقي استاذي محمد طمليه العدوان ..
اسرار لا اعرف كيف اشكرك والله والله لم تكن لدي الجرأه ....؟؟؟ !!! ان انقل بعض من اوراقه المتناثره في العقبه ؟؟
يغيّب الموت محمد طمليه الكاتب والاديب والانسان الذي له اسمه ومكانته بين قراء "العرب اليوم" الذين احبهم, وحرص في اقسى لحظات مرضه وصراعه مع السرطان ان يخرج اليهم مع مطلع كل نهار بأجمل نص, في مقالته الموجزة المتفردة في اسلوبها وموضوعاتها, وتحسب احياناً انك امام ملخص لرواية كاملة في سطور قليلة واحياناً اخرى تراه يشيّد امامك مسرحاً فكرياً غنياً بشخوصه وموسيقاه الخاصة التي تلامس انبل ما في الانسان من مشاعر عن الحياة والناس.
في شخصية محمد طمليه صراع دائم مع كل ما يرمز الى الفقر, كان اميناً لماضيه, من ولادته وطفولته في الكرك الى ايام زياراته الى والده في بغداد, حيث اظهر وفاء للمكان, وحنينا دائما لطفولة قاسية في خضمّ حياة يعرف انها عاجزة عن ان تصل به الى طور الشيخوخة.
على التخوم الفاصلة بين نقيضين عاش طمليه حياته القصيرة وكأنه في صراع مع وحدانية متطرفة تكرس عزوبية يلفها الشقاء بمواجهة البحث عن "لها في طبيعة الحال" حيث اشغل بها قرّاءه وكأنها عالمه الوحيد الحقيقي .. وصراع آخر مع والدته حيث استحضرها في كتاباته الى جانب "ابو العبد" و"ام العبد" وغير ذلك من سلسلة ابطال نصوصه الذين لم تفارقهم روح السخرية العميقة من كل شيء بمدلولات اجتماعية وسياسية وانسانية.
لم يكن محمد طمليه منشغلاً برواية حكايات الآخرين, كان يروي للقراء حكاية ذاته وهمسات روحه وانشغالات فكره وعواطفه, لكن ما يميزه انه امتلك القدرة في تحويل مقالته بلغتها البسيطة والمعقدة في آن, الى مجموعة من الصور التي تتسلل الى خيال القارئ وبما يكفي لكي يشعر بان الحياة الدنيوية ليست الا مجرد هذه التفاصيل الصغيرة والهامشية, من حبال الغسيل على الاسطح الى الجلوس على رصيف مقهى فارغ يراقب المارة باحثا عمّا يشغله ويشغلهم.
ما هي الحياة وما هو الموت, اسئلة ينشغل بها الاحياء كما انشغل بها الراحل محمد طمليه في كتاباته الاخيرة فيما كان ينتظر بجَلَد غير عادي لحظة العبور الحتمي الى اليقين.
الإثنين 13 تشرين الأول 2008
محمد طمليه في ذمة الله
|
|
|
|