تعبت.. لا بأس أن تعترف

تعبت.
لا بأس أن تعترف.
حتى العمالقة يتعبون، ما داموا بشرا.
لقد تعبت.
قلها.
مجرد إنكارك لها يزيد من تعبك.
أنت متعب ومرهق وأعصابك -كل أعصابك- صارت مليئة بطعنات وعضات ووخزات.بعضها جاءت من أقرب الناس إليك.وبعضها جاءت من الصمت.بعضها من مؤامرات التاريخ والجغرافية وحتى من حقائق الجيولوجيا.
تعبت من عبء تصحيح العالم والتاريخ الملقى على كتفيك..
لا تنكر.
لن يخفف الإنكار من تعبك.بل سيزيدك رهقا.
قل أنك تعبت.قل أنك مرهق.قل أن هذا الماراثون اليومي قد أكل من روحك.
وأن هناك لحظات تمر عليك تتمنى لو لم...لو....
لا بأس.
على قساوتها...
قلها.
لا تكابر.
لا يمكن لمخاض استمر كل هذا إلا أن يورث مثل هذا الشعور.
تعبك ، حتى تعبك ، مثل الم الولادة..مقدس...
كفاك إنكارا.
يكاد يقتلك إنكارك وتكاد تقتلك مكابرتك.
اسند رأسك على كتف صاحبك المتعب مثلك.وابكِ.
دع دموعك تطهر روحك.دع دموعك تظهر صدقك الأكثر نبلا من كل الشعارات.
نعم..
أنت متعب.أنت مثخن بالطعنات.روحك مليئة بالطعنات..
لكن تلك الجذوة في أعماقك لم تنطفئ.
تلك الشعلة التي اشتعلت لا يمكن لها أن تخبو.
قدرها أن تبقى مشتعلة..هذا جزء منها...
إبك.
دموعك ستكون وقودا إضافيا لتلك الشعلة...
إبك..وخفف عنك هنيهة..
وبعد أن تمسح دموعك..
تذكر..
هذا جزء من عملية الشفاء





راقت لي

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج