~.~
منذ فترة قريبة ، أنهيت زيارتي لرواية : الأسود يليق بكِ .
وكعادتي مع أحلام مستغانمي ، بل كعادة أي واحد من المتيمين بكتاباتها !
خرجت منها بحمولة ( كبيـــــــرة ) من المشاعر والعبارات الضخمة ،
والتي لا يتقن رصّها كــ " محشوة " .. مثل مستغانمي !
ومنها :
يوم شاهدها لأول مرة تتحدث فى حوار تليفزيونى،
ما توقع لتلك الفتاة مكانةً فى حياته، فلا هو سمع باسمها يوماً،
ولا هى كانت تدرى بوجوده، لكنها عندما أطلّت قبل أيام، كان واثقًا أنها لا تتوجه لسواه،
فما كانت أبهتها إلا لتحدّيه، وكما دخلت حياته من شاشة تليفزيون غادرتها،
لكأنّ كل شىء بينهما حدث سينمائى فى عالم افتراضى،
وحده الألم غدا واقعًا، يشهد أن ما وقع قد حدث حقًا،
ولذا فإن عزاءه أنها لا تسمع لحزنه صوتًا –
وحده البحر يسمع أنين الحيتان فى المحيطات،
لذا لن تدرى أبدًا حجم خسارته بفقدانها.يا الله !
كم صرت متأكدة .. بأن هذه الدنيا ، تسرِقُنا .. كما تُسرَق منا !
وهذا لا يكون إلا : بمن يركبون معنا ، في قارب عمرنا ، ماكثين .. أو مغادرين !
النضج وحده .. ( الخبره / التجربه ) ،
_ التي ربما تجد " ابتذالا واحتقارا " في مجتمعاتنا الظالمة نفسها _ ، .. بعض معاني هذه التسمية !
إلا أنها وحدها فقط ،
تجعلنا نعي ، وإن بعجز التنفيذ _ غالبا _ ،
كم أنه علينا أن نحذر : ممن نأذن لهم : الدخول إلينا !
فهم بقدر ما سيقدمون لنا ( برحيلهم ) .. وكل يرحل لا محالة !
سيأخذون !
ولا أحد يستطيع أن يتوقع ماذا سيأخذ منهم
وماذا سيفقد لهم ، و/ أو معهم !
بين هذا وذاك ..
قد : نفقِدنا !!
نفقد بعضنا التي من جذورنا النقية ..
ولكن أحلى ما يمكننا : الإعذار !
فنحن أيضا .. أخذنا ، وأعطينا !
وهم _ بطريقتهم _ خاضوها ، معنا !
الإعذار ، ليس فقط يحررنا منهم
هو يحررنا غالبا ، من بعض " نـــا " التي عَرَفَتهم !
وبعض خساراتنا لبعض ما في أنفسنا .. من التهذيب ،
وبهذا نظل ممتنين لهم .. نوعا ما !
~.~.