رد: انا اردنيه ..وكلي فخر...
حواكير البيوت العمانية.. يَا فوح الخُزامى والندى..ويَا ريحة الجنّه
اهل عمان تميزوا بالحضارة والرقي منذ فجر تأسيس بلدنا العزيز وقد عرف سكان عمان القديمة بولعهم بزراعة الزهور والنباتات الخضراء الجميلة والأشجار المثمرة في في حواكير بيوتهم وبساتينهم اليانعة في ساحات المنازل، فلا تكاد «حاكورة» بيت عماني تخلو من تنك السمنة الفارغ او الاحواض المحيطة بحوش البيت وقد زرعوها بأنواع شهيرة من الزهور مثل «ثم السمكة» و»الزنبق» و»الفل» و»الياسمين» و»القرنفل» و»النرجس» و»السوسن» و»البنفسج» و»زهرة الساعة» الى جانب اشجار الليمون الشهري واللوز والتين وحتى الاسكيدنيا والتوت، وحتى عندما اضطر بعض السكان للانتقال إلى الشقق طابقية، أخذوا بزراعة الزهور في أوان وضعوها على الشرفات أو اختاروا أنواعا من النباتات الخضراء الخفيفة في الصالون والممرات الداخلية التي يمكن أن تنمو النباتات في أماكن مغلقة.
ومن تسنح له الفرصة هذه الايام بالتجوال في مناطق جبل اللويبدة والدوار الاول في جبل عمان وحي المعانية في طلوع المحطة وجبل القلعة يرى تلك المشاهد العمانية الساحرة والتي موجودة حتى الان تقاوم الحداثة المزعومة وهي تتشبث بالعراقة والجمال، حيث تشاهد معرشات العنب وقد تدلت قطوفه اليانعة ثمرا طيبا لاهل عمان الذين جسدوا ذلك في موروثاتهم الغنائية مثل رائعة سميرة توفيق: بين الدوالي والكرم العالي..وطقوس الشاي العماني على الحطب عندما اشرق ذلك في مقطع غنائي جاء فيه: لملم قشاقيش العنب..واعملي شاي على الحطب..وإسقيني بإيدك عطشانه!..
ولا شك..ان الزائر الى عمان القديمة في شوارع خرفان والملفوف وشعشاعة والرينبو وعصفور في الدوار الاول، تتكحل عينه برؤية الازهار والاشجار في باحات البيوت العمانية القديمة هناك ويرى كيف يتعربش الياسمين جدران الروح في مشهد صباحي يشرق فيه صوت الفنانة الكبيرة «نجاة» التي ما عادت «صغيرة» في رائعة شاعر الدولة والوطن حيدر محمود وقد جاء فيها: (أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين/فاهتز المجد وقبلها بين العينين/ بارك يا مجد منازلها والاحبابا/ وازرع بالورد مداخلها باباً بابا/ عمان اختالي بجمالك/ وازدادي تيهاً بدلالك/ يا فرساً لا تثنيه الريح/ سلمت لعيني خيالك/ يا رمحاً عربي القامة قرشي الحد/ زهر إيمانا وشهامة واكبر واشتد/ وانشر يا مجد براءتها فوق الأطفال/ لبست عمان عباءتها وزهت بالشال/ لبست عمان عباءتها وزهت بالشال/ عمان اختالي بجمالك وتباهي بصمود رجالك/ وامتدي امتدي فوق الغيم وطولي النجم بآمالك/ بارك يا مجد منازلها والاحبابا/ وازرع بالورد مداخلها باباً بابا).
عودا الى عشق..نتمعن الورد الجوري الناهض في حواكير المنازل في شارع عصفور والدوار الاول وجبل اللويبدة، لتزهر في قلوبنا رياحين الحب العذري الخالد لعاصمة الهاشم الامنة ونطالع دفاتر الشاعر العراري الراحل حبيب الزيودي عندما قال متغزلا بالمزيونة «عمان»: (صباح الخيرْ يَ عمان/يَ حنّه على حنّه/
يَ فوح الخُزامى والندى/ ويَ ريحة الجنّه/ ويا دار بناها العزّ/ لا هانتْ ولا هنّا/ أهِلْها جبال فوق جبال/ بيها المجد يتغنى/ وإنْ تتْبدّل الأيام/ حنّا ما تبدّلنا/ صباح الخير يَ عمان/ يَ حنّه على حنّه/ يَ الماتعرف النكران/ ويَ التعطي بلا منّه/ ويا دار الكرام اللي هلِكْ../ سنّوا الهوى سنّه/ صباح الخير يا عمان/ يَ حنّه على حنّه)
التاريخ : 12-11-2012 مما راق لي
|