الموضوع: أوراق الورد
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2012, 13:42   رقم المشاركة : ( 9 )

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/14.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 3832
تاريخ التسجيل : 8 - 6 - 2012
فترة الأقامة : 4717 يوم
أخر زيارة : 29-05-2013
المشاركات : 166 [ + ]
عدد النقاط : 10
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شادن غير متصل

افتراضي رد: أوراق الورد




يخنقني الخوف .. شيء في حدسي يجبرني على البكاء .. لكن عبرتي مخنوقة مقتولة في داخلي أشياء كثيرة .. كفنها وجداني مذ زمن ولكنها لم ترحل لاجداثها.. إنما بقيت في جوفي ..مترسبة تسكب الألم مع دمائي .. تجعلني انزوي بعيدة عن الناس ..مشبهة نفسي بطفلة رثة الملابس تحتضن دميتها القذرة و تجري بين الأزقة القديمة ..مذعورة تولول بكلمات مبهمة .. لكنها تعرف جيدا كيف تقول أحبك ...... نعم في هذه الليلة شعرت بالرغبة الأكيدة بأن أهتف ضد سقوط الاحزان .. وان تحي كل المشاعر الإنسانية .. و تتفوق الأخلاقيات على البشر ومن أعماق أعماقي هتفت بالتفاؤل و بالحب و السعادة و أن نعلن في أنفسنا .. ونطوي وندفن كل الآلام ونحاول أن نفتح ذراعينا للحياة و نقفل كل سراديب النفس و أرجاءها المظلمة لنطل على الدنيا بروحٍ إنسانية جديدة مفعمة بالحب .… ولكن ..محال ..

هذه الوقفة لا تحدث كثيرا في عمر الإنسان .. إلا عندما يعيش لحظة ألم .. في زمن يشوبه الغربة والبعد والخوف والحزن والألم .. و يسيطر عليه الكذب و تملأ أرجاءه الصغائر .. و تطفح سموم البشرية بكل سموم الأرض .
في هذه الليلة حيث الصمت و الهدوء حيث لا اسمع في إيواني الضئيل سوى صوت البركة و قد انبثق في وسطها مساء يتدفق وسكون ... ألقي نظرة من نافذتي على الأضواء البعيدة .. وقفت صامتة و مضى الوقت ..لا أدري كم دقيقة .. ولا كم ساعة .. حيث كانت لمسات الحزن مطبوعة على ملامحي كمثل الخريف على الورق .. ويهبط على السكون ذاك الجو الباردِ و صوت حفيف الأشجار يدخل من خلال نافذتي ... كنت سكونا مع صمتي .. قلبي يرتجف بين أضلعي .. ودموعي تسيل على خدي .. دموع أخرى غير التي سالت من قبل .. كنت أحمل إحساسا آخر و معنى آخر .. أحمل خوفي .. و أشباح تتمايل أمامي ...
و من خلال تلك الدموع رأيت صورة الماضي .. من بعيــــــــد ...توالت الأحداث ...رأيت من تعلمت منه الصبر و العزيمة .. رأيت من يحمل قلبا مثل السماء بصفائه .. و مثل الصحراء .. بقوته .ولا غرو إن طاردني الرعب من عالما يخلو من طيبته .. من رأفته .. من عاطفته المتدفقة من ضحكته .. فأنا في حاجة ماسة لمن يسكب الحنان في آبار أعماقي ... لمن ينتشلني من بقاع الخوف والحيرة ... و يعيدني إلى حياتي ..حياتي تلك بكل أحلامها العابرة .. ..هو وحده القادر على ذلك .. وهو من أحب .. هو من أوقد في أعماقي الدفء و ملأني بالأمل و اجزل لي العطاء بلا حدود
هو لا غير ..هو من سأخط إليه ..جميع أحرفي .. هو من كتبت إليه و سأكتب إليه … أشكوه ما حييت .. فهو القادر على سماعي دون تضجر أو ملل .. هو من يستطيع أن يفهمني دون ان اتفوه بكلمة ... هو من بللت أدمعي صورته و أنا احتضنها برفق .. وقد أحسست بدفء كفيه و هو يمسح أدمعي و يقول لي ..لا تحرقي قلبي صغيرتي أدمعك تقتلني ..هو أبي




التعديل الأخير تم بواسطة شادن ; 01-09-2012 الساعة 13:54
  رد مع اقتباس