رد: سلسلة اجزاء ( الدولة التائهة ) كاملة
الدوله التائهه ...(الحلقه الخامسة عشر) كيف حطم باسم ...الرموز?
في علم السياسه للحكم حالتين اولهما كاريزما الحاكم ...والثاني ان تحكم المؤسسه ...ويقال أن كاريزما الحاكم وحدها قد تؤسس لسلطوية بغيضه في القرار ..وهذا ما حدث مع( جون كينيدي) فهو لم يغتال لأنه كاثوليكي ولكنه أغتيل لأنه ألغى المؤسسة في الحكم الأمريكي ...بالمقابل جورج بوش الأبن كان تافها لدرجة أنه أدمن على البيره في شبابه وفي علم الأدمان ...تعتبر البيره من الأنواع النادره وذات التأثير والضرر الكحولي المحدود وفي عهده قادت المؤسسه أمريكا معتمدة على أنعدام (الكاريزما) لدى بوش .
في العالم العربي القصه متشابهه نوعا ما فمبارك في أواخر عهده شكل مؤسسة حكم قادت البلاد ...وسلم جمال كل شيء ...اذا لنتفق على شيء وهو أن المؤسسه أن حكمت فالأمر مقبول لأن قرارها جماعي ولكن الفرد اذا ألغى المؤسسه وقاد بنفسه دون أن يدرك أفتقاره الى الكاريزما فهذا سيؤدي الى الهلاك..وقد يقود الحاكم المرحله اذا كان يمتلك كاريزما القائد وصدام حسين حاله مهمه في العالم العربي فهو قائد فطري ولكنه ألغى كل مؤسسة البعث والجيش ...وتفرد بالسلطة فكان ما كان ...اذا لنتفق أن الحاله المثاليه هي وجود المؤسسه والكاريزما وغياب عنصر سيؤدي الى خلل ولكن تبقى اضرار المؤسسه اقل من اضرار الكاريزما أو السلطه المطلقه .
السؤال الأردن أين من هذه المعادله؟ ..سأجيبكم بالتفصيل ...باسم عوض الله وكونه ذكي وتعلم مناهج الأداره استطاع أن يجري محاولات عديده لأغتيال كاريزما الملك ..والأخطر أنه أختصر مؤسسة الديوان في نفسه .
دعوني هنا اسرد قصة مهمه عن تمثل نموذجا على أغتيال كاريزما الملك واسلوب الحكم ....الملك عبدالله كان ينظر في بداية حكمه الى مروان القاسم وعدنان أبو عوده وعبدالسلام المجالي....كرجال دوله وميزتهم أنهم يصدقون العرش ...وكان يكره الأقتراب من زيد الرفاعي ...فقد أوصاه الملك الراحل قبل مغادرته ألى الولايات المتحده بأن يحذر من زيد ..وهذا الأمر كشفه ايفي شتاين ..في كتابه اسد الأردن حين قال الملك حسين على سلم الطائره في رحلته الأخيره للولايات المتحده لزيد الرفاعي :- أياك أن تمارس الاعيبك القذره مع أبني ...وقد ذكرها أيفي شتاين بالنص الصريح في كتابه أسد الأردن.
وفعلا حاول الملك عبدالله أستقطاب هؤلاء الناس في بداية حكمه ولكن ثمة حلقه مفرغه وخطيره في تاريخ حكم الملك عبدالله لم نستطع فهمها للان وهي لماذا أبتعد الملك فجأه عن هذه الثلاثيه ...ومن نقل معلومات مغلوطه أو مدسوسه ....لا نعرف ؟
ولكن باسم عوض الله كان مهندس تكسير مرحلة الملك حسين بأحتراف ودعوني هنا أروي لكم هذه القصه ...في العام (2007) كان الملك يريد أن يقيم مأدبة غداء لمجموعه من الرموز السياسيه ويقول المصدر أن جلالته نفسه أصر على أن يكون مروان القاسم في المأدبه ...وقد وجه أمرا ملكيا لرئيس الديوان بدعوة مروان القاسم ..وكانت هذه المأدبه تضم مجموعه من رجالات الحكم السابقين ...
مروان القاسم كان يمثل نمطا من رجالات الحكم الرصينه بمعنى أنه كان يكره الخروج عن النص ..وثمة مواقف لهذا الرجل في الولايات المتحده كانت تصب في رفض التزلف والأقتراب فهو مثلا حين كان يسافر في مهمة رسميه كان يرفض وكلاء سيارات الرولز رايس ....والتعاطي معهم كونه يؤمن أن للمنصب شروطا خاصه ووقارا لايمس.
وعندما أوعز الملك لباسم بدعوة القاسم كان على باسم أن يقوم هو نفسه بالأتصال مع القاسم ..ولكنه وعلى خلفية أرث شخصي قديم ربما ؟ كلف موظفا في التشريفات بالأتصال بمروان القاسم ...
كان مروان القاسم وقتها يعاني من مشاكل صحيه متمثله بالضغط وأعتذر بأدب جم ونقل هذا الموظف الأعتذار لباسم عوض الله ....ولكن يبدو أن للوقاحة تصنيفات متقدمه ..ولهذا أصر باسم عوض الله أن يحرج القاسم كون الأخير من الرجالات التي تحترم نفسها وتؤمن أن تاريخه يجيز له بأن يقوم رئيس الديوان شخصيا بدعوته ....فطلب من موظف التشريفات أن يتصل مرة أخرى ..وأن يقدم مروان القاسم الأسباب الموجبه للأعتذار ...كان رد القاسم على الموظف قاسيا جدا وكان يحمل رساله لباسم عوض
الله مفادها من أنت حتى تفعل ذلك ؟...ومن ضمن ما قاله القاسم لهذا الموظف أن ثمة أشياء في مزرعته تحتاج لأصلاح ويريد أن يمضي الوقت هناك ....بالطبع تلقف عوض الله الرساله وقدمها لصاحب القرار بصوره معكوسه تماما ومشوهه ومفادها أن القاسم بعد الملك حسين لم يعد يرى أحدا في عينيه ...وكان له مغزىمن تقديم تلك الصوره ...
ولباسم طريقه في أيصال الرسائل فقد خاطب في نفس العام نائب رئيس وزراء سابق في عبدون هو وصائب عريقات بطريقه فجه دعت المخابرات وقتها لوضع الحادثه بتفاصيلها أمام الملك حين قال له هو وصائب عريقات :- (بتحكوا عنا أحنا الفلسطينيه بدنا أنخرب البلد) ..وكان وقتها يقود سيارته (الأودي) ثملا مع صائب عريقات في شوارع عبدون المكتظه .
والسؤال لماذا قاتل باسم في تهميش عدنان ابو عوده ومروان القاسم ومحمد عدنان البخيت وعبدالسلام المجالي وكل العسكريين الذين كان لهم خدمه طويله في السفاره الأردنيه بواشنطن ...لسبب بسيط أنهم يعرفون تاريخا لايعرفه الناس ربما ....ولسبب أخر هو تكسير الكاريزما وتقديم المؤسسه التي تختصر كل قراراتها برغبة باسم .
اذا المؤامره التي حاكها باسم عوض الله لم تكن على الدوله بل كانت على النظام نفسه ...وعلى المؤسسه وصدقوني أنه أوقع ضررا خطيرا بصورة العرش ...فالملك لم يكن يريد أن ينقلب على أرثه العسكري العشائري ولكن باسم وبرسائل مزوره وموهومه وبلقاءات بروتوكوليه مع السفير الأمريكي أستطاع أن يمارس دور العراب القذر ..في تقديم وصفه للعرش تتمثل بتغيير نهج الحكم ....ويستطيع العرش الان ان يدقق في الرسائل التي نقلها باسم وسيدرك انها في أغلبها لم تكن رغبات غربيه أو حتى مشوره بقدر ما كانت من تأليف باسم .
حتى في تعيين عدنان بدران ...أستطاع باسم أن يكذب على العرش فكونداليزا رايس كانت مستاءه من تهميش الاكاديميين العراقيين في المشهد السياسي وتحدثت عن ذلك وضغطت على الحكومه العراقيه وقتها لادخالهم في العمليه السياسيه وألتقط باسم تلك الاشاره ولكنه حولها لعمان بعد أن كانت متجهه لبغداد وزورها حين أخبر النظام بأن تلك الرغبه الأمريكيه ستكون بلسم أدرار المساعدات ..ونجح في تعيين عدنان بدران .
اذا لنتفق أن المؤامره التي حاكها باسم استهدفت طرفين العرش والشعب فهي في المرحلة الاولى أنتزعت الملك من تكوينه العسكري العشائري النقي ..وفي المرحله الثانيه وعبر نقل رسائل أمريكيه كاذبه ومخادعه من السفاره نجح في تغيير أولويات العرش ...ويستطيع الديوان الملكي أن يجري جردة حساب للأتصالات الأمريكيه الاردنيه فيما يتعلق بالشأن الخارجي ويستطيع أن يكتشف حجم التزوير في الرسائل التي نقلها باسم .
الغريب أن البعض كان يظن أن عوض الله هو أحد عملاء السي أي ايه المتقدمين في المنطقه وقد حاول باسم أن يكون كذلك ولكن السي أي أيه لاتزرع عملاء من هذه الشاكله والأردن ليس مناخ مناسب فهي تتعاطى معه بطريقة الرعايه وليس الوصايه أو المناكفه بمعنى أن الأردن بالنسبة للسي أي ايه هو مرجعيه في الأرهاب ..هو يستطيع أن يقدم وصفه شرقيه استخباريه في كبح جماح المنظمات المتطرفه ...يستطيع أن يكون معلما في هذا المجال بالمقابل فدوائر القرار والشخوص السياسيه ليست اولويه في التجنيد او العماله ابدا ..بعكس سوريا أو لبنان وحتى اسرائيل نفسها كون السياسه الأردنيه واضحه وغير مرتبطه بمشروع مقاوم أو مشروع أيراني
الأمر الاخر أن أبسط اولويات زراعة العميل هي القاعده الأجتماعيه أو القبول الأجتماعي ومعروف لدى (السي أي ايه) أن الرجل يملك أزمه في هذا المجال ...وهنا تكتشف مكمن الخطر الحقيقي في شخصية هذا الرجل وهي أنه أوهم ..مجموعه من السياسين في الأردن ومن الصحفيين والنخب بأنه رجل السي أي ايه المدلل ....
باسم يجب أن يحاكم أمريكيا أيضا ويجب أن تراجع السفاره الامريكيه في عمان سجلات لقاءات السفراء بهذا الرجل وأن يراجع الديوان الرسائل التي نقلها ...والسؤال لماذا فعل كل ذلك ..أظن أن مدرسة باسم عوض الله هي فتح وهو من جيل صائب عريقات وقد كشفت (ويكيليكس) دوره –واقصد عريقات- في ضرب غزه في التامر على العرب في محاولة تدمير الدور الاردني وفي الأتفاق مع الموساد على ضرب حماس ..وباسم كان يسير بنفس النهج ويمارس نفس الدور ....كان دوره يشبه دور عريقات تماما في اللعب على كل الأوتار وهو للعلم معلمه وربما استاذه في السياسه وتستطيعون أن تراجعوا حلقة أحمد منصور مع صائب عريقات حين قام بتعريته عبر الوثائق الموره وتراجعون دور باسم البهلوان في الاردن
في الحلقه القادمه سنتحدث عن أنتاج الحلقات المحيطه ...لباسم من مثل العضايله الفايز ووغيرهم من ضباط الحرس ..وكيف تغلغل في دوائر كانت محصوره على رؤساء ديوان سابقين ....والأخطر من كل ذلك كيف أستطاع أن يتغلغل في تركيبة وتعينات ضباط الحرس .
الدوله التائهه (16).. البهلوان مهندس تكسير مرحلة الملك حسين.. ومحاولات مستمره لإغتيال 'كاريزما' الملك
في علم السياسه للحكم حالتين اولهما كاريزما الحاكم ...والثاني ان تحكم المؤسسه ...ويقال أن كاريزما الحاكم وحدها قد تؤسس لسلطوية بغيضه في القرار ..وهذا ما حدث مع( جون كينيدي) فهو لم يغتال لأنه كاثوليكي ولكنه أغتيل لأنه ألغى المؤسسة في الحكم الأمريكي ...بالمقابل جورج بوش الأبن كان تافها لدرجة أنه أدمن على البيره في شبابه وفي علم الأدمان ...تعتبر البيره من الأنواع النادره وذات التأثير والضرر الكحولي المحدود وفي عهده قادت المؤسسه أمريكا معتمدة على أنعدام (الكاريزما) لدى بوش .
في العالم العربي القصه متشابهه نوعا ما فمبارك في أواخر عهده شكل مؤسسة حكم قادت البلاد ...وسلم جمال كل شيء ...اذا لنتفق على شيء وهو أن المؤسسه أن حكمت فالأمر مقبول لأن قرارها جماعي ولكن الفرد اذا ألغى المؤسسه وقاد بنفسه دون أن يدرك أفتقاره الى الكاريزما فهذا سيؤدي الى الهلاك..وقد يقود الحاكم المرحله اذا كان يمتلك كاريزما القائد وصدام حسين حاله مهمه في العالم العربي فهو قائد فطري ولكنه ألغى كل مؤسسة البعث والجيش ...وتفرد بالسلطة فكان ما كان ...اذا لنتفق أن الحاله المثاليه هي وجود المؤسسه والكاريزما وغياب عنصر سيؤدي الى خلل ولكن تبقى اضرار المؤسسه اقل من اضرار الكاريزما أو السلطه المطلقه .
السؤال الأردن أين من هذه المعادله؟ ..سأجيبكم بالتفصيل ...باسم عوض الله وكونه ذكي وتعلم مناهج الأداره استطاع أن يجري محاولات عديده لأغتيال كاريزما الملك ..والأخطر أنه أختصر مؤسسة الديوان في نفسه .
دعوني هنا اسرد قصة مهمه عن تمثل نموذجا على أغتيال كاريزما الملك واسلوب الحكم ....الملك عبدالله كان ينظر في بداية حكمه الى مروان القاسم وعدنان أبو عوده وعبدالسلام المجالي....كرجال دوله وميزتهم أنهم يصدقون العرش ...وكان يكره الأقتراب من زيد الرفاعي ...فقد أوصاه الملك الراحل قبل مغادرته ألى الولايات المتحده بأن يحذر من زيد ..وهذا الأمر كشفه ايفي شتاين ..في كتابه اسد الأردن حين قال الملك حسين على سلم الطائره في رحلته الأخيره للولايات المتحده لزيد الرفاعي :- أياك أن تمارس الاعيبك القذره مع أبني ...وقد ذكرها أيفي شتاين بالنص الصريح في كتابه أسد الأردن.
وفعلا حاول الملك عبدالله أستقطاب هؤلاء الناس في بداية حكمه ولكن ثمة حلقه مفرغه وخطيره في تاريخ حكم الملك عبدالله لم نستطع فهمها للان وهي لماذا أبتعد الملك فجأه عن هذه الثلاثيه ...ومن نقل معلومات مغلوطه أو مدسوسه ....لا نعرف ؟
ولكن باسم عوض الله كان مهندس تكسير مرحلة الملك حسين بأحتراف ودعوني هنا أروي لكم هذه القصه ...في العام (2007) كان الملك يريد أن يقيم مأدبة غداء لمجموعه من الرموز السياسيه ويقول المصدر أن جلالته نفسه أصر على أن يكون مروان القاسم في المأدبه ...وقد وجه أمرا ملكيا لرئيس الديوان بدعوة مروان القاسم ..وكانت هذه المأدبه تضم مجموعه من رجالات الحكم السابقين ...
مروان القاسم كان يمثل نمطا من رجالات الحكم الرصينه بمعنى أنه كان يكره الخروج عن النص ..وثمة مواقف لهذا الرجل في الولايات المتحده كانت تصب في رفض التزلف والأقتراب فهو مثلا حين كان يسافر في مهمة رسميه كان يرفض وكلاء سيارات الرولز رايس ....والتعاطي معهم كونه يؤمن أن للمنصب شروطا خاصه ووقارا لايمس
وعندما أوعز الملك لباسم بدعوة القاسم كان على باسم أن يقوم هو نفسه بالأتصال مع القاسم ..ولكنه وعلى خلفية أرث شخصي قديم ربما ؟ كلف موظفا في التشريفات بالأتصال بمروان القاسم ...
كان مروان القاسم وقتها يعاني من مشاكل صحيه متمثله بالضغط وأعتذر بأدب جم ونقل هذا الموظف الأعتذار لباسم عوض الله ....ولكن يبدو أن للوقاحة تصنيفات متقدمه ..ولهذا أصر باسم عوض الله أن يحرج القاسم كون الأخير من الرجالات التي تحترم نفسها وتؤمن أن تاريخه يجيز له بأن يقوم رئيس الديوان شخصيا بدعوته ....فطلب من موظف التشريفات أن يتصل مرة أخرى ..وأن يقدم مروان القاسم الأسباب الموجبه للأعتذار ...كان رد القاسم على الموظف قاسيا جدا وكان يحمل رساله لباسم عوض
الله مفادها من أنت حتى تفعل ذلك ؟...ومن ضمن ما قاله القاسم لهذا الموظف أن ثمة أشياء في مزرعته تحتاج لأصلاح ويريد أن يمضي الوقت هناك ....بالطبع تلقف عوض الله الرساله وقدمها لصاحب القرار بصوره معكوسه تماما ومشوهه ومفادها أن القاسم بعد الملك حسين لم يعد يرى أحدا في عينيه ...وكان له مغزىمن تقديم تلك الصوره ...
ولباسم طريقه في أيصال الرسائل فقد خاطب في نفس العام نائب رئيس وزراء سابق في عبدون هو وصائب عريقات بطريقه فجه دعت المخابرات وقتها لوضع الحادثه بتفاصيلها أمام الملك حين قال له هو وصائب عريقات :- (بتحكوا عنا أحنا الفلسطينيه بدنا أنخرب البلد) ..وكان وقتها يقود سيارته (الأودي) ثملا مع صائب عريقات في شوارع عبدون المكتظه .
والسؤال لماذا قاتل باسم في تهميش عدنان ابو عوده ومروان القاسم ومحمد عدنان البخيت وعبدالسلام المجالي وكل العسكريين الذين كان لهم خدمه طويله في السفاره الأردنيه بواشنطن ...لسبب بسيط أنهم يعرفون تاريخا لايعرفه الناس ربما ....ولسبب أخر هو تكسير الكاريزما وتقديم المؤسسه التي تختصر كل قراراتها برغبة باسم .
اذا المؤامره التي حاكها باسم عوض الله لم تكن على الدوله بل كانت على النظام نفسه ...وعلى المؤسسه وصدقوني أنه أوقع ضررا خطيرا بصورة العرش ...فالملك لم يكن يريد أن ينقلب على أرثه العسكري العشائري ولكن باسم وبرسائل مزوره وموهومه وبلقاءات بروتوكوليه مع السفير الأمريكي أستطاع أن يمارس دور العراب القذر ..في تقديم وصفه للعرش تتمثل بتغيير نهج الحكم ....ويستطيع العرش الان ان يدقق في الرسائل التي نقلها باسم وسيدرك انها في أغلبها لم تكن رغبات غربيه أو حتى مشوره بقدر ما كانت من تأليف باسم .
حتى في تعيين عدنان بدران ...أستطاع باسم أن يكذب على العرش فكونداليزا رايس كانت مستاءه من تهميش الاكاديميين العراقيين في المشهد السياسي وتحدثت عن ذلك وضغطت على الحكومه العراقيه وقتها لادخالهم في العمليه السياسيه وألتقط باسم تلك الاشاره ولكنه حولها لعمان بعد أن كانت متجهه لبغداد وزورها حين أخبر النظام بأن تلك الرغبه الأمريكيه ستكون بلسم أدرار المساعدات ..ونجح في تعيين عدنان بدران .
اذا لنتفق أن المؤامره التي حاكها باسم استهدفت طرفين العرش والشعب فهي في المرحلة الاولى أنتزعت الملك من تكوينه العسكري العشائري النقي ..وفي المرحله الثانيه وعبر نقل رسائل أمريكيه كاذبه ومخادعه من السفاره نجح في تغيير أولويات العرش ...ويستطيع الديوان الملكي أن يجري جردة حساب للأتصالات الأمريكيه الاردنيه فيما يتعلق بالشأن الخارجي ويستطيع أن يكتشف حجم التزوير في الرسائل التي نقلها باسم .
الغريب أن البعض كان يظن أن عوض الله هو أحد عملاء السي أي ايه المتقدمين في المنطقه وقد حاول باسم أن يكون كذلك ولكن السي أي أيه لاتزرع عملاء من هذه الشاكله والأردن ليس مناخ مناسب فهي تتعاطى معه بطريقة الرعايه وليس الوصايه أو المناكفه بمعنى أن الأردن بالنسبة للسي أي ايه هو مرجعيه في الأرهاب ..هو يستطيع أن يقدم وصفه شرقيه استخباريه في كبح جماح المنظمات المتطرفه ...يستطيع أن يكون معلما في هذا المجال بالمقابل فدوائر القرار والشخوص السياسيه ليست اولويه في التجنيد او العماله ابدا ..بعكس سوريا أو لبنان وحتى اسرائيل نفسها كون السياسه الأردنيه واضحه وغير مرتبطه بمشروع مقاوم أو مشروع أيراني
الأمر الاخر أن أبسط اولويات زراعة العميل هي القاعده الأجتماعيه أو القبول الأجتماعي ومعروف لدى (السي أي ايه) أن الرجل يملك أزمه في هذا المجال ...وهنا تكتشف مكمن الخطر الحقيقي في شخصية هذا الرجل وهي أنه أوهم ..مجموعه من السياسين في الأردن ومن الصحفيين والنخب بأنه رجل السي أي ايه المدلل ....
باسم يجب أن يحاكم أمريكيا أيضا ويجب أن تراجع السفاره الامريكيه في عمان سجلات لقاءات السفراء بهذا الرجل وأن يراجع الديوان الرسائل التي نقلها ...والسؤال لماذا فعل كل ذلك ..أظن أن مدرسة باسم عوض الله هي فتح وهو من جيل صائب عريقات وقد كشفت (ويكيليكس) دوره –واقصد عريقات- في ضرب غزه في التامر على العرب في محاولة تدمير الدور الاردني وفي الأتفاق مع الموساد على ضرب حماس ..وباسم كان يسير بنفس النهج ويمارس نفس الدور ....كان دوره يشبه دور عريقات تماما في اللعب على كل الأوتار وهو للعلم معلمه وربما استاذه في السياسه وتستطيعون أن تراجعوا حلقة أحمد منصور مع صائب عريقات حين قام بتعريته عبر الوثائق الموره وتراجعون دور باسم البهلوان في الاردن
في الحلقه القادمه سنتحدث عن أنتاج الحلقات المحيطه ...لباسم من مثل العضايله الفايز ووغيرهم من ضباط الحرس ..وكيف تغلغل في دوائر كانت محصوره على رؤساء ديوان سابقين ....والأخطر من كل ذلك كيف أستطاع أن يتغلغل في تركيبة وتعينات ضباط الحرس .
الدوله التائهه ..... (الحلقه السابعه عشر ) صبيح المصري
لا احد للان من اللاعبين على الساحة يدرك حجم قوة وتأثير هذا الرجل ولكنه كان مهمشا صغيرا خارج اللعبه في عهد الملك حسين ..فقد كان الملك الراحل ينظر له بمقياس الشك كونه وبناءا على معلومات أمنيه صدرت من المخابرات قد تورط في محاولات تقرب من الرئيس الراحل ياسر عرفات ثم أنقلب عليه وبعد ذلك حاول التقرب من الملك حسين ومن ثم أنقلب عليه ..وكان يحاول دوما أن يمارس اللعب على أوتار المال والسلطه ..لهذا لم تكن دوائر القرار تحترمه كثيرا ...وخصوصا دوره اللوجستي في حرب الخليج الأولى والتي شعر لحظتها الملك حسين بأن هذا الشخص يوظفه النفط من أجل المساس بالامن الأقتصادي الاردني وخلق شرخ في الهويه
أول من بدأ بأعادته الى المشهد في العهد الجديد كان سميح البطيخي عبر تسجيل خطير يفضح أمرا لامجال لسرده هنا ..أنتشر في اوساط محدوده داخل العاصمه عمان ..والغريب أن طاهر المصري وأوساط فلسطينيه مهمه حاولت تصوير الأمر للنظام على أنه جزء من استهداف صبيح المصري ..والحقيقه أن هذا التسجيل لم يكن كذلك ...وقد قدم البطيخي وقتها تقريرا مزيفا للنظام السياسي يؤكد فيه أن جهات أمنية فلسطينية تريد تشويه صورة المصري لهذا صدرت أوامر مهمه تقضي (بلملمة الطابق) وتم أعتقال شخص من أقرباء صبيح المصري ..واتهم وقتها بالتعاون مع السلطه الفلسطينيه ...والغريب أن البطيخي كان يعرف أنه يكذب ...والدائره المحيطه بالمصري كانت تعرف أنها تكذب وتم أدخال البلد في لعبة خصومة مع السلطة الفلسطينيه لأنقاذ صبيح المصري عبر تحميل المسئوليه لعدو أفتراضي .
وقتها قام المصري بصياغة علاقه خطيره مع البطيخي وتم زجه باللعبة السياسية الأقتصاديه وتم تقديمه للنظام السياسي بصورة الضحيه الذي يريد أن يدعم العهد الجديد بالمقابل سلطة الراحل عرفات ترفض ذلك ..وقام النظام السياسي بحمله كطفل مدلل لا تعصى أوامره .
في العام (2000) .قام بتعيين باسم عوض الله مستشارا اضافة لعمله كمستشار في الرئاسه وقام الأخير بترتيب عطاء في عهد حكومة الروابده للري في الجنوب بقيمة (50) مليون دينار ...وحين اطلعت وزارة المياه على العطاء تبين لها أن الأمر غير مطابق للمواصفات ولا حتى للاسعار ...وقتها قام باسم عوض الله بأستحداث صدام مع وزير المياه والري ....ورفضت حكومة عبدالرؤف الروابده هذا العطاء ....وتم الأتفاق بين الروابده ووزي المياه أنذاك بأحباط الأمر ...فالروابده وقتها شعر بالفشل الشديد حين أكتشف أن كل شيء يتم بأمر الديوان دون العبور منه ...كانت تلك أزمة الروابده الحقيقيه أنه لم يعد يقرر شيئا فكلما رفض امرا اصدر الديوان أمرا مناقضا وكل هذه الاشياء كانت تتم برعاية مباشره من تيار بدأ يصعد في الحكومه وهو تيار التكنوقراط .
وقتها في الساعه التاسعه ليلا قرر صبيح المصري زيارة وزير المياه الري وجلس في منزله وتناول القهوه وقال له :- أما أن تقبل العطاء وأن قبلت ستبقى في النادي السياسي لـ (15) سنه قادمه وأن رفضت فستخرج مع هذه الحكومه التي بقي على عمرها شهرا واحدا وستعود لمكتبك الهندسي ولن تستطع خلال شهرين قادمين أن تدفع أجرة المكتب .
ما قاله صبيح المصري للوزير المعني حدث فهو لم يدخل نادي السياسة منذ حكومة الروابده ..ولم تقم الحكومه بالتعاون معه في أي مجال هندسي ...
صبيح شخصيه مركبه غريبه ..فهو مثلا يغدق على جهاد الخازن ويدفعه الى شتم الشرق أردنيين عبر مقال تم التخطيط له في فندق الدورشستر في العاصمه لندن ....ويقدم نفسه على أنه يقود القطاع الخاص قي الاردن ويحقق أنجازات كبيره ....هو مختلف هو باللغة العاميه ( المعلم) الذي يحصل على مقعد دائم في مجلس أمانة عمان ..وهو الذي يحظى بما لايقل عن خمس وزراء في كل الحكومات التي شكلت بعد العام (2000) وهو الذي يقرر أن يجلس مع باسم عوض الله فتاه المدلل في لندن ويمنعه من الاختلاط به أو الأتصال معه في عمان ...والأهم أنه في لحظة قد يجلس في تل أبيب وفي اليوم الثاني يغادر الى الظهران ..هل هي لغة المال أم هشاشة الدولة .
كان ياسر عرفات يمقت هذه الشخصيه ويعتبرها أنتاج النفط الذي يريد أجهاض الثوره والملك حسين كان يرفض التعاطي معه ..كونه كان صاحب نفوذ غريب على طاهر المصري لدرجه أن طاهر مسلوب الأرادة أمامه وأكثر ما أزعج الملك الراحل منه أنه حاول أن يؤسس ناد فلسطيني من رأس المال الفلسطيني الخارجي ...للضغط على الملك حسين تارة وللتامر على عرفات تارة أخرى وقد أوصل أليه الرئيس الراحل عرفات في منتصف التسعينات رسائل خطيره تطلب منه عدم العبث مع الثوره جعلته يقيم مطولا في بريطانيا وتحت حماية شركات خاصه .
هو الذي أنتج ايمن عوده وهو الذي أنتج باسم عوض الله وهو الذي أنتج تيار التكنوقراط في الدولة ورعاه وهو الذي عين عقل بلتاجي للعقبه الخاصه وأتم خلال هذا التعيين صفقة أستملاك هائله لأراض في العقبه وهو الذي يغدق وينفق على عشرات الصبيه والغلمان من أتباعه .
لا نريد أن نتبحر اكثر في تفاصيل هذا النفوذ لأنها مزعجه جدا وتفضح حجم هشاشة الدوله وحجم السقوط المريع فيها ...فهذه الشخصيه في الزمن الذي كان فيه مروان القاسم وعدنان ابو عوده يديران مشهدا سياسيا كان صبيح المصري لا يتجرأ ابدا على العبث مع الكبار .... ولكنه زمن الصبية الذين اصبح لهم (معلم) هو صبيح .
الأردن في النهاية أصبحت نموذجا واقعيا لأحلام صبيح المصري التي أجهضها عرفات ..وهي :- جمع راس المال الفلسطيني في ناد واحد وتوظيفه في أنتاج القرار السياسي وصناعة رموز القرار أيضا .
قلنا لانستطيع فضح العلاقات أكثر أو الحديث أكثر لأن هناك اشياء أن سردت فهي ستؤكد أن دولتنا أكثر من تائهه
الدوله التائهه الحلقه (18) النظام والشعب واتساع الفجوه
نحن لا نعرف كيف يفكر النظام السياسي في الأردن لانعرف من يستشير وكيف يقرر لا نعرف ايضا اليات أتخاذ القرار أو ادواته , والاخطر من ذلك اننا لم نعد نعرف هل يعي حقيقة ما يحدث في الشارع أم لا .
دعونا نوضح القصه بالتفصيل بتحليل سياسي قائم على استشارات وعلى تفكير مترو ....الملك لا يثق بالمخابرات وتلك حقيقه لا بد من القبول بها أذا من يمنحه النصيحه ؟ ..لا نعرف او بعبارة أخرى نعرف ولا نريد الافصاح ولكنه حين جاء بحكومة عون الخصاونه رسم سيناريو مهم ...كان يعتقد ان عون الخصاونه سيقوم بمهمة بسيطه وسهله وستكون هي الأولويه بالنسبة للحكومه وهي تسليم مقاليد السياسة للاسلامين ضمن اتفاق وضمن سياسة استيعاب ...وحين قرر ذلك كان متأثرا بالنموذج المغربي الذي أنتجه محمد السادس حين ولى الأسلاميين رئاسة الحكومة في المغرب ... ولكن ثمة خطوره في استيراد النماذج وتلك ميزة لنظام الحكم السياسي في الأردن أنه يقلد نماذجا ولكنه لاينتج حالة أو قرار تماما كما حدث في نموذجه الأقتصادي فهو متأثر بالشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ولكنه تناسى أو نسي أمرا مهما مفاده أن الحزب الاسلامي في المغرب هو حزب مغربي بأمتياز وغير ملتبس في الهويه ..بالمقابل فالحزب الأسلامي في الأردن هو حزب فلسطيني الهويه ويوظف الشخصيه الشرق أردنيه توظيفا سياسيا لتحقيق بعض الأهداف ولكنه ..لا يأتمنها على القرار النهائي .
النظام في الأردن ظن للحظة أنه حين يعطي عون الخصاونه القرار ويمنحه حق العطاء المتضمن مسك الأسلامين لمقاليد السياسه في الأردن سيحقق أربعة أغراض وهي :
1- أرضاء الغرب وتقديم نموذج جديد بأعتبار أن الاسلامين هم ذراع أمريكي وحالة ديمقراطيه حقيقيه
2- تكسير الكتله الشرق أردنيه وأخافتها بهذا النوع الجديد من التحالف تحت قاعدة أن النظام السياسي الأردني وبمشروعه الأقتصادي الجديد ينظر أليها على أنها كتله تشكل عبئأ على الدوله وتقف عائقا في وجه مشروعه المدني للدوله
3- تفتيت الكتله الاردنيه عبر شخصيه شرق اردنيه مرتبطه تفكيرا ومشروعا بالغرب ...وهذا بالضروره سيؤدي الى حالة ألتباس لدى هذه الكتله تؤمن النظام من المساءله
4 – تكسير النفوذ المتنامي لدائرة المخابرات وحشرها في الزاوية الأمنية فقط .
وبالتالي وحين تتحق هذه الأهداف سيظهرللشعب حقيقه مهمه وهي أن من كسر الشخصيه الوطنيه الشرق أردني هو شخصيه شرق اردنيه وبالمقابل سيظهر للأسلاميين والغرب حقيقة أخرى مفادها انه منحهم ما يريدون في سياق ربيع امريكي استخباراتي يسمى مجازا بالربيع العربي ...وسيظهر بصورة الحكم بين الناس وليس الحاكم ...ولكن ما حدث على الدوار الرابع حين هتف (الطفايله) ضد النظام السياسي مباشرة ودعوا لأسقاطه يمثل حقيقة مهمة وهي أن السيناريوهات التي تعد عبر أستشارة باسم عوض الله هي سيناريوهات واهنه ...غير قابلة للتطبيق أبدا ...فالهتاف أكد حقيقة مهمه وهي أن الحكومات لا تعني شيئا للناس وأن النظام ما زال هو الخصم .
النظام السياسي الأردني في هذه المعادله استثنى المخابرات وأعطى للخصاونه الولايه على كل شيء ...ولا أحد يعرف سبب العدائيه التي يمارسها النظام ضد أجهزته الأمنيه ؟ ...ربما هو يعتقد أن تكوينها وبنائها على الشخصيه الشرق أردنيه هو خطيئه ويدرك أن أعادة أنتاجها مرة أخرى عبر أدخال الفلسطينين فيها سيكلفه الشيء الكثير ...ولكن في النهاية ستبقى دائرة المخابرات وملحقاتها من الأجهزه الأمنيه هي عنصر الحسم في الوضع الداخلي الأردني .
والسؤال الملح هل تحييد الملك لأجهزته الأمنيه في المعادلة الداخليه قائم على حقيقة بناء هذه الأجهزه المتمثل بمحتواها الشرق أردني أم هل هو قائم على نصيحه غربيه عبر سمسار النصائح باسم عوض الله أم هو طلب من الأسلاميين الحزب الملتبس في الهويه وصاحب الخط الفلسطيني ؟ .....نستطيع أن نجزم أن ما يحدث في الأردن هو محاولات من النظام لتبديل التحالفات فهو يعتقد أن الاسلاميين قد يكونوا حليفا جيدا وبديلا للكتله الشرق اردنيه ..هو بعباره أخرى يريد تحيد هذه الكتله ويمارس سياسات مختلفه في هذا الأطار ولكنه لا يدرك حقيقه مهمه وخطيره وهي ان الجندي أو ضابط المخابرات أو من يعمل في جهاز الأمن العام تم بناء شخصيته على الولاء للجغرافيا والعشيره وتقديمهما على أي أعتبار أخر .
أعرف أني اقدم افكارا متشابكه قد تكون ملتبسه للبعض وصعبه ولكن السؤال المقلق ...لماذا يصمت الفلسطيني في الأردن ولماذا يراقب المشهد ولماذا يصبح الشرق أردني في حالة خصومه ويمسي هدفا سهلا بالمقابل تتصاعد شعارات الولاء لدى بعض النخب الفلسطينيه ...ولماذا يصبح الفلسطيني الفتحاوي والفلسطيني اليساري في الأردن مؤيدا للاسلاميين ....وتضيع البوصلة تماما بحيث تظن للحظة أن ثمة مؤامره محبوكه على الوطن بتكوينه الأجتماعي .
لم نعد نفهم النظام السياسي في الأردن هو أيضا لم يعد يفهم شعبه ربماولكن حين تبث قناة الجزيره هتاف الطفايله على الدوار الرابع ما يقارب الـ (12) مره وفي يوم واحد فهذا يؤكد أن التحالفات مع الخليج مع قطر والسعوديه هي تحالفات شكليه أيضا ولاتحتمل الجديه أبدا ...أو الرهان عليها .
سأنهي المقال بسؤال لا أظن أن الاجابه عليه ستكون سهله وهو مع من تقع أزمة الشرق أردني في الاردن ومن صنع الأزمة اصلا ؟
الدوله التائهه...( الجزء19)عن لقاء ..مع مسئول سياسي سوري
مؤخرا حدث تقرب بين الحاج حمدي الطباع والسيد (اكس) المسئول الأمني الأردني السابق , كنت أراقب هذه العلاقه المتصاعده بترو , قلت في داخلي ربما هي علاقة أصدقاء قدامى تم ترميميها , ولكن على ما يبدو أنها علاقة أعادة أنتاج أو بعبارة أدق علاقة البحث عن دور ...
الملفت أن وسيطا اردنيا قدم دعوة ألى مسئول سياسي سوري كبير من قبل الحاج حمدي الطباع ...والغريب أن الطباع هو شخص مرتبطه سلوكا وموقفا بالنظام السياسي ..فلماذا الدعوه وعلى اية خلفيه تتم ....؟
وصلتني أخبار الدعوة وعلمت أن ابرز الحضور فيها السيد (اكس) المسئول الأمني الأردني السابق أضافه للحاج حمدي الطباع وبعض من رجال الأعمال ....
حطت قدماي دمشق بعد أسبوع وقدر لي أن أجلس مع هذا السياسي السوري الذي لبى الدعوة ...كنت أريد من هذه الرحلة أن أفهم المزاج السوري وكيف يفكر أتجاه الأردن ...
السوريون منذ بدء الأزمة وهم يدركون جيدا أن الرهان يكون على الجانب الشعبي والسوريون أيضا لديهم في مؤسساتهم الأمنيه شعب متقدمه في البحث والتحليل ..وهم يعرفون أن الموقف الرسمي الأردني يواجه ضغوطات خطيره أبرزها أنه لايستطيع أن يغرد خارج سرب عالمي يريد أنهاك سوريا ...ناهيك عن النفوذ المتنامي لجماعة الأخوان المسلمين والذي قد يفجر الساحة الأردنيه اذا قدمت الحكومه موقفا أيجابيا أو علنيا اتجاه سوريا ...ولكن المؤسسات الأمنيه الاردنيه ربما لديها وجهة نظر مهمه فهي تريد أن يقدم السياسي الأردني موقفا أقل حدة لأن قياس العلاقة مع سوريا له شق امني مهم وخطير ...ناهيك عن أنها تدرك حجم التعاطف الشرق أردني مع السوريين وأزمتهم الكبيره .
لهذا تتفهم القياده السوريه حجم الضغوطات التي تواجه الأردن ...وتكبح جماح أعلامها تارة وتطلقه بشكل منضبط تارة أخرى .
نعود الى اللقاء الذي تم بين السيد (اكس) والحاج حمدي الطباع والمسئول السياسي السوري ...لماذا وعلى أية قاعده وما هي المطالب
السيد (اكس)هو من أبتدأ الحديث وقدم موجزا للوضع السوري من وجهة نظر أمنيه بحته وكان منحازا في تقيمه للقيادة السوريه وتحدث عن اصله أنه من مدينة حماه ..وأن أجداده جاءوا ألى عمان بعد معركة ميسلون ...بعد دخول الفرنسيين الى سوريا ...
الحاج حمدي الطباع تحدث ايضا عن تعاطفه الشديد مع القيادة السوريه وتحدث عن معركة ميسلون وأنه هو أيضا قدم الى البلد بعد المعركه...وأكد في الحديث ان القيادة السوريه ستنتصر في النهايه وتحدث عن ميزة الأقتصاد السوري وقدرته على تحمل الوضع لسنوات طويله .
المسئول السوري كان منصتا باتقان .....ويستمع بحذر .....ولم يقدم شيئا
أحيانا تصل تقارير للقيادة السوريه وللأجهزه الامنيه السوريه عن كل شيء ....ولكن هذا اللقاء لم يصل شيئا منه الى هناك والسوريون لم يعيروا الأمر أهتماما ...لدرجه أن المسئول السوري كان مترددا في قبول الدعوه
في عمان المخابرات الأردنيه كانت مطلعه على كامل التفاصيل ولكنها لديها وجهة نظر مهمه فيما يحدث وهو أنها لا تتدخل في الجانب الشعبي أبدا ...فهي تترك للناس حرية الموقف وخصوصا فيما بتعلق بالقضايا القوميه ...
نعود الى السؤال لماذا وعلى أية قاعده تم هذا اللقاء ...؟
المستغرب في المسأله هو وجود السيد (اكس) في هذا اللقاء كونه رجل أمني سابق كان مطلعا على أسرار دولة في فترة زمنية مهمه والاصل أن يكون تعاطيه مع المسئولين في الدول الأخرى يتم على دراية وعلم من المؤسسات السياسيه والأمنيه ...تلك قاعده مهمه في عمل الدول فقادة ( السي اي ايه ) السابقين حين يريدون زيارة دولة ما والعمل كوسطاء أو لأجل لقاءات عابره يقدمون لمؤسساتهم الأمنيه تقاريرا ويطلبون أذنا ..
هل يجوز أن يفعل السيد (اكس) ذلك؟ ...هل يجوز أن يوظف معلومات سريه في تحليل وضع عربي شائك ؟
نترك تلك المعلومات للقاريء ..وللمسئول كي ندرك حجم التوهان في الدوله الأردنية الموقره .
الدوله التائهه (الجزء20) الملك الذي يعشق الدبابات ..
في هذه الحلقه سنبحر قليلا في شخصية الملك عبدالله الثاني , وما سنورده هو مجرد أجتهاد تم تكوينه بناءا على معلومات وقراءات متعمقه في الشخصية ...
يسجل للأمير عبدالله بن الحسين أنه كان يعشق الدبابات ويحب تجربتها وكان يملك معلومات هائله ...عن كل دبابه من حيث السرعه ,حجم التصفيح , ومدى المدفع ....
وبما أنه ابتدأ خدمته في الجيش العربي فقد تلقى تعليمه العسكري على فنون القتال عبر السلاح الأمريكي ...وقد كان دوما يسجل ملاحظاته على هذا السلاح بأنه متقدم ومتطور ولكن ثمة مشكله في الدبابة الأمريكيه وهي التصفيح ...فالقذائف المحدوده التأثير قادره على أختراقها.
في بداية الثمانينيات توجه الأمير عبدالله بن الحسين برفقة وفد عسكري أردني الى الصين , من أجل الاطلاع على السلاح الشرقي وكانت الصين تتنتج الدبابات متأثره بالنموذج الروسي (t72) و (t56)...وحين تجول الوفد الأردني كان مبهورا بالماكنه الشرقيه وحجم الأنتاج , ولكن الأمير في ذلك الوقت كان مبهورا بالأطلاع على النوذج الروسي والصيني اي النموذج الشرقي في صناعة الدبابات .
في ذلك الوقت كانت الحرب العراقيه الايرانيه في أوجها وكان السلاح الشرقي يتدفق الى العراق وكان الأمير يراقب أداء هذا السلاح ويراقب كل ما يحدث في تلك الجبهات ...يومها قدم الأمير عبدالله مداخلات أثارت أنتباه الجانب الصيني ...فقد كان يؤمن أن الدبابه الشرقيه يجب أن لا تصنع وفقا لذهنية المهندس الصيني أو الروسي ولكن يجب أن تصنع وفقا لتضاريس ومناخ وطبيعة الأرض التي تقاتل عليها الدبابه وقدم ملاحظات تتجاوز مسألة التصفيح التي يركز عليها السلاح الشرقي وبالتحديد في صناعة الدبابات فالأمير في ذلك الوقت كان يؤمن أنه من الممكن أنتاج دبابه بمواصفات شرقيه من حيث التصفيح والوزن وبمواصفات غربيه من حيث التقنيه ودقة الرمايه ....
الصينيون ذهلوا يومها من حجم المعرفه والقدرات الهندسيه التي يملكها هذا الشاب العشريني ...بالمقابل كان جنرالات الجيش الأردني يستمعون بأهتمام ولكن في الداخل لم يعجبهم الأمر لأنهم جاءوا لمهمه واحده وهي شراء السلاح وتنويع المصادر .
حين كان الملك عبدالله في بداية خدمته في القوات المسلحه يشرح كثيرا للملك حسين عن السلاح وتقنياته وبالتحديد عن الدبابات ...وفي بعض المرات كان الملك حسين يلجأ لأبنه النقيب عبدالله كي يفهم منه بعض مواصفات السلاح وكيفية الأستخدام ...ومما يروى عن الأمير عبدالله – في ذلك الوقت – أنه لشدة معرفته في السلاح كان يستطيع فك أي مسدس والرماية عليه وكان دقيق الأصابة ...لدرجه أن الاسلحه الفرديه التي تصل كهدايا للحسين الراحل كانت تعرض على الأمير كي يعلم خازن السلاح وقتها كيفية الفك والتركيب وطرق الاستعمال ..قبل أن يحفظها.
بعد أن تدرج في الرتبة أنتقل ووصل لرتبة قائد كتيبه بدأ يقرأ بنهم عن المعارك الحديثه والية تطوير الجيوش , ووصل لقناعه مهمه وهي المستقبل للقوات الخاصه ولم تعد حروب الدبابات تشكل عنصر الحسم في المعارك المستقبليه لهذا ..كان يصر على الملك الحسين (والده) بأن يقتصد من نفقات الجيش لصالح تشكيل خلايا عمليات قادره على أختراق الحدود وتجهيزها بأدق الاسلحه ...
في ذلك الوقت تقدم بأستراتيجية تطوير القوات المسلحه فبعد حرب الخليج الأولى تبين عسكريا لكل المحللين أن الجيوش التقليديه لم تعد تحقق الغايات المرجوه منها لهذا بدأ يقاتل وبصلابه من أجل تغيير بنية القوات المسلحه بما يتواكب من النهج العالمي الجديد ...ولكن أحدا لم يسمع والملك حسين بالرغم من أنه كان مقتنعا برؤية الأمير الشاب الا أنه كان صاحب مدرسه كلاسيكيه عسكريه تؤمن بالدبابة والمدفع أكثر من أيمانها بالليزر ...حرب الخليج الأولى وزياراته للولايات المتحده غيرت من تفكيره العسكري ...وكان يقاتل بكل ما أوتي من قوه كي يمنح القوات الخاصه ميزه وأفضليه بين صنوف القوات المسلحه بحكم أن المستقبل لها ولكن الأمير كان يصطدم أحيانا برغبات قائد الجيش وبرفض الأمير حسن وبالعقليات الكلاسيكيه ..ومع ذلك أستطاع أن يترك بصمته في القوات الخاصه .
مما يروى عنه أن سيارته الخاصه لم يكن يستطع تغييرها وكان يرضى أن يركب سياره قديمه تلائم أماكن الوحدات التي يخدم بها ...وهو الأمير الوحيد بين كل الأمراء الذي لم يهتم بالأمتيازات الشخصيه ..فقد كان يسكن في قصر متواضع ..وكان أحيانا اذا تعطلت سيارته أو سيارة الموكب الخاص به يفضل أرسالها للصيانه على أن يطلب من علي شكري مدير المكتب الخاص أو أبو فايز مدير الكراجات تبديل السياره .
في جلساته مع أصدقائه كان الأمير يرتدي اللباس الذي اشتراه من الولايات المتحده حين كان يتلقى دوراته العسكريه , فلم يكن مستغربا على هذا الأمير الشاب مثلا أن يحتفظ ببنطال أو حذاء اشتراه من مخصصاته التي ترسل له من القياده كضابط لمدة (4) سنوات أو أكثر .
لم يكن يهتم أبدا بالمواكب كان يحب أن يركب سيارته وحده ...
وحين كان ضابطا في الولايات المتحده يتلقى دوراته العسكريه كان هو بنفسه يشتري السياره التي سيتجول بها ويفاوض على سعرها ..وكانت سياراته في الغالب بسيطه ..وغير فارهه أبدا .
ظلم الأمير عبدالله بن الحسين حين كان قائدا لأحدى الكتائب وقائدا للقوات الخاصه لأن أحدا لم يهتم بأفكاره وهي أحداث تغيير جذري في بنية القوات المسلحه بما يتلائم وأنماط الحروب الجديده ...لم يعبأ أحد لفكرة الخلايا الصغيره القادره على أختراق الحدود والتي تستطيع تجهيزها بالقذائف المضاده للدبابات وبالكاتيوشا ..
ولكن في حرب (تموز ) والتي خاضها حزب الله ..تبين لكل المحللين العسكريين ولكل من خدم في القوات المسلحه أن ما كان يطلقه هذا الشاب المتحمس من أفكار كانت صحيحه جدا ...فحزب الله أستطاع عبر خلايا (الكوماندوز) التي جهزها ودربها أن ينهي أسطورة (الميركافا) ..وأستطاعت سرية كوماندز بسيطة العدد مجهزه جيدا أن توقف تقدم كتيبة دبابات أسرائيليه وتوقع بها أكبر الخسائر ...بمعنى أخر أن العقيدة العسكرية الجديده التي طرحها هذا الأمير الشاب في بداية التسعينيات والتي قوبلت بالرفض من قائد الجيش وبعدم الأقتناع الكلي من الملك الراحل ..وبالتهميش كانت هي العقيده الصائبه ....فهذا الشاب لم يكن هوسه بعلم السلاح وقراءته لتاريخ الحروب هوسا عبثيا بل كان يملك قدرة واضحه ورؤية مهمه في تصويب الأمور وتطوير الجيش .
حين أصبح ملكا في العام (1999) وقبل حرب تموز وحتى قبل تحرير جنوب لبنان قام الملك عبدالله بحل الفرقه (12) وأستهجن بعض الجنرالات هذا الأمر ..ولكنه بالمقابل حول كامل نفقات تلك الفرقه لصالح العمليات الخاصه... لصالح الحرب المستقبليه ...وهو الذي أسس (كادبي) مركز الملك عبدالله لتطوير الصناعات العسكريه .....وهذا التأسيس جاء على خلفية الموائمه بين السلاح الشرقي والغربي وأعطاء البيئه المحليه وميادين القتال حيزا أكبر وأهمية قصوى في تصنيع أسلحة القوات الخاصه ...وربما كان تطوير قذيفة (هاشم) ...المنسوخه عن قذيفة (الار بي جي) مقدمه لتثبيت معتقدات هذا الرجل ..وفعلا أستطاعت هذه القذيفه أن تدمر دبابة الميركافا الأحدث في العالم ...وربما أن أتهام أسرائيل لروسيا والأردن ..باستعمال هذه القذيفه في حرب تموز من قبل حزب الله لا يقع في أطار التغطيه على هزيمتها ولكنه يقع في أطار التخوف من المشروع العسكري الأردني الجديد الذي بدأ يقلقهم نوعا ما .....
الملك أيضا نقل النموذج الصيني فالجيش ليس للثكنات فقط وأنما هو منتج ورافد للخزينه ..لهذا تفوقت العمليات الخاصه على كل معاهد التدريب الخارجيه وبدأت تدر دخلا مهما وكبيرا من تدريب افراد الجيوش الصديقه والشقيقه ويصب كل هذا المال في تطوير كادبي وشراء التقنيات الحديثه .
في بداية حكم الملك لم يفهم الساسة في الأردن تفكيره العسكري وللان لا أحد في السياسة الأردنيه يدرك أن الجيش الأردني بوضعه الحالي قادر على القيام بأدق المهمات واصعبها ...في أي جزء من العالم وأن تطوير وتغيير عقيدته العسكريه ...بدأ يغطي على جانب التفوق الأسرائيلي في التقنيه ...فحرب تموز أظهرت حقيقه مهمه للأسرائيلين وهي أن المليارات التي صرفت على (الميركافا) تبعثرت كلها أمام قذيفه موجهه ومطوره لحزب الله ثمنها لا يتجاوز ال (10) الالاف دولار .
الملك عبدالله كان يظن للحظه أن تغيير العقيدة العسكريه والنجاحات الهائله التي حققها عبر الجيش يجب أن يرافقه تغييرا في المسار السياسي لهذا وضع أقتصاد الدوله كأولوية في الحكم ...ولكنه نسي أمرأ مهما وهو أن جنود العمليات الخاصه ينفذون أمرا يرسمه لهم القائد ويؤدون مهمة محدده بالمقابل فجنود الأقتصاد ...هم أكثر الناس خذلانا للقائد وقد يبيح لهم هذا المجال أن ينهبوا أو يكذبوا ...الأزمه لم تكن في الملك بل في الأدوات فجميع الذين أختارهم الملك للملف الأقتصادي خذلوه
هو حاد الذكاء متمرس وقد عاد الان لتصحيح المسارات ...في داخله يؤمن أن الدوله الأردنيه تشبه الدبابه تماما ..يؤمن أن التحالف بين العرش والعشائر هو يشبه حجم التصفيح في الدبابه ...والتصفيح المتقن المكثف قادر على حمايتها من نفاذ القذائف وبالتالي استمرارها في المعركه وهذا هو دور العشيره ...ولكن حتى تستمر الدبابه في القتال فهي تحتاج لمدفع ولحركه مرنه ولسرعه ..ويدرك الملك أن النهوض بأقتصاد الدوله يشبه المدفع الذكي الموجه بالليزر ...ويدرك أيضا أن الأقتصاد يمنحك حرية الحركه يمنح الشعب راحة مطلقه تماما مثل (الأبرامز) الدبابه الأمريكيه التي أعجب بها الملك عبدالله كثيرا فحين صنعت تم التركيز على رفاهية الجندي الذي يعمل بداخلها لهذا تم تزويدها بثلاجه (وكوندشن) ورؤيه ليليه ومرونه في التعامل معها .
الفجوه التي حدثت في الدوله هي أن من أستلموا المسئوليه لم يفهموا عقل الملك جيدا ولم يستوعبوا قاعده مهمه في العمل العسكري بالتحديد في عمل القوات الخاصه وهي أن مفتاح النصر هو ثقة القائد بالجنود وثقتهم به ..والملك وثق بهذه بخياراته من المسئولين السابقين ولكنهم لم يثقوا بأنفسهم أو المرحله .
الجيش الأردني لا تستطيع أن تبقيه كلاسيكيا ..وحدات أسناد ومدرعات وأنماط قتاليه قديمه ...والملك عبدالله لم يكن يريد أن يرث البنية الكلاسيكيه في السياسة وأقتصاد الدوله ...أراد أن يطور ويعدل ..ولكن البعض فهم هذا التطوير والتركيز على الأقتصاد في اطار التوطين أو تفكيك بنية الدوله ...وهو ربما قد يكون فهما مشروعا.
ما حدث في النهايه هو يشبه الى حد بعيد ....مهمات العمليات الخاصه فأنت حين تعطي أمرا ومهمة تنتظر من الجنود التنفيذ ولكن حين يقرر بعض الجنود تغيير الأوامر ..او تعديل خطة الهجوم فستكون النتيجه تعرض المهمه كامله للخطر .
الملك عبدالله الثاني تخلى عن المفهوم العسكري في أدارة الدوله يؤمن أن السياسة مختلفه تماما يؤمن أن ما يحدث مع الجيش قد لا يتوافق مع ما يحدث في المجتمع المدني ...لهذا عاد الى البنى الكلاسيكيه في السياسة والسبب بسيط هو أن عقلية مثل عقلية فايز الطراونه أشبه بالعقلية العسكريه فهي تنفذ ما يصدر اليها من أوامر بعكس الخصاونه الذي يجتهد ويقرر هو دون مرجعية ....الملك عبدالله يؤمن أن القائد هو الاساس في أية مهمة عسكريه ولا يجوز الأجتهاد أو الاضافه على أوامره وهذا ما حدث مع الخصاونه الذي حاول أن يجتهد في مسارات وقضايا هي من أختصاص العرش فقط .
ما هو القادم ؟ الملك الان أنهى مشروعه في التغيير والتطوير بالنسبة للقوات المسلحه هو الان يدير الدوله بالعقليه المدنيه ويطور في الخيارات لم يعد يرتدي الزي العسكري كثيرا ..هو يؤمن أنه مثلما نجح في تغيير بنية القوات المسلحه نحو الأفضل قادر على تطوير بنية المؤسسه السياسيه في الأردن ولكنه قرر أن ينفذ رؤيته بأدوات مختلفه وبأعاده رسم للتحالفات التقليديه ....ولكنه يعاني من الشغب المتصاعد يعاني من بعض القوى الاستغلاليه التي تريد بعد اقالة الخصاونه تحويل الدولة الى جغرافيا متناحره ...المشهد يشبه الى حد ما رؤيته حين كان أميرا في القوات الخاصه ويقدم مقترحات مهمه أغفلها الكثيرون وتبين فيما بعد أنها صائبه ما يفعله الان أنه يقدم رؤية ومشروعا للمستقبل وما تفعله بعض قوى الشغب أنها تريد أعادة الملك الى المربع الأول ...حين كان عقيدا في القوات الخاصه بنفس الاسلوب ونفس الطريقه ونفس الروح المليئة بالكره
ذات يوم أرسلت احدى شركات السلاح مسدسا للملك حسين وكان المسدس غريبا يختلف عن غيره ....كان الأمير عبدالله وقتها شابا ومتمرسا وحين استأذنوه كي يرى السلاح الجديد قام بفكه وأعادة تركيبه في أقل ثوان محدوده ....ثم غادر ..الحكم هو سلاح قوي وخطير وقد يكون قاتلا اذا أسيء استخدامه ولكن الملك عبدالله متمرس بالسلاح ومحترف .....وقد كان الملك حسين الراحل في المناورات العسكريه يختلي بأبنه البكر عبدالله ..كي يشرح له تفاصيل المناوره وتفاصيل السلاح المستعمل ...في العسكرية كان يثق بأبنه ويدرك أنه من أمهر ضباط القوات المسلحه وأقدرهم على القيادة ولكنه كان يخفي عنه هذا الشعور ....وكان يدرك تمام الأدراك أن ما يقدمه الأمير الشاب في مجال التقنيه والتطوير والتدريب هو الصواب ....ولكنه لم يجاهره أبدا بحقيقة مهمه وهي أن الأمير متمرس ومحترف وذكي ....ربما كان يعده للمستقبل ربما كان يريد أن يضعه في معركة مع ذاته ....والملك الان في معركة شرسه مع قوى ظلاميه مع خياراته ..مع ذاته ولكن يجب أن لا ننسى أن للعسكري مهمه وميزه المهمه تتعلق بأبعاد الخطر أما الميزه فهي البقاء والعودة سالما ...والخطر زال أو لنقل أنه في طور الزوال ...والأردن سيبقى أعتقد جازما أنه بالرغم الجرح سيبقى ..ولن يتأثر.
|