عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2012, 14:57   رقم المشاركة : ( 3 )
مؤسس الشبكة

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/8.gif




 
لوني المفضل : darkslateblue
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 1 - 8 - 2007
فترة الأقامة : 6435 يوم
أخر زيارة : اليوم
المشاركات : 11,964 [ + ]
عدد النقاط : 10437
الدوله ~
الجنس ~
S M S ~
مؤسس شبكة ومنتديات الصدى الحجاج ...عام 2007
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

م.محمود الحجاج متصل الآن

افتراضي رد: سلسلة اجزاء ( الدولة التائهة ) كاملة



الدوله التائهه ...الجزء (11) قراءه في شخصية :- عبيدات , شبيلات , حتر

تناولنا النظام السياسي في الاردن بالكثير من التفاصيل وفي هذه الحلقه سنفرد قراءة في ابرز الشخصيات السياسيه المعارضه في الاردن وسنتحدث عن أحمد عبيدات , ليث شبيلات , ناهض حتر أحمد عبيدات
كان الملك حسين رحمه الله معجبا بشخصية (مضر بدران ) فهو الرجل الذي أخرج دائرة المخابرات العامه من البعد الأمني ووضعها في مسار الأمن الشمولي بمعنى ان المخابرات في الأردن تعمل في السياسة أيضا بحكم أن الأمن مرتبط تماما بالسياسة .
كان مضر بدران يركز في عمله الأمني على الفصائل الفلسطينيه التي حاولت جاهدة بعد أيلول العوده للأردن عبر التنظيمات السريه وعبر الأذرع الماليه ....وكان يتعاطى مع الاسلاميين والقوميين واليسار بسياسة أحتواء كامل ...فهو يدرك أن هذه القوى لم تكن تمارس نشاطا مسلحا والسلاح لم يكن ضمن أجندتها بالمقابل فالساحة الأردنيه تشهد محاولات حثيثه من قبل الفصائل الفلسطينيه لأعادة النشاط المسلح ...
الملك حسين أعجب بشخصية مضر بدران ورأى في جهاز المخابرات مؤسسه قادره على أنتاج السياسين لهذا أقحم مضر بدران في الحكومة ونجح هذا الشخص تماما في أدارة الحكومه والمخابرات ...وفي لحظة ظن الملك حسين أن مضر هو البدايه وأن أحمد عبيدات بأعتباره شخصيه شرق أردنيه فهو قادر على أن يبرز بنفس طريقة أنتاج مضر ...كان الملك حسين يعتقد أن الجيش ليس وحده من ينتج االرمز والشخصيه الوطنيه بل جهاز المخابرات أيضا قادر على ذلك...وكان يريد أن يبعد الجيش عن المشهد قليلا خصوصا أنه أنتج حابس المجالي كوجه أردني عسكري ولكن تبقى ميزة العسكريين في الأردن أنهم لايحبون السياسة بالرغم تفانيهم في الخدمة العسكريه ....وكان الملك حسين يريد أن يخفف من زخم الجيش وشعبيته الهائله خصوصا بعد أيلول ..ويريد أيضا ان يعيد هذه المؤسسه للكتائب ...فهو ينظر الى أن بروزها في الشارع مرتبط بدور وبالتالي بما أن ايلول أنتهت يجب أن يحدد الدور
تسلم أحمد عبيدات أدارة المخابرات العامه في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ...وكان منه أن غير في المنهج الأمني للدائرة تماما فبدلا من تحصين الساحه السياسيه الاردنيه من النفوذ التنظيمي والمالي ومن الأنتباه للفصائل الفلسطينيه ..كان منه ان صب جام غضبه على التيارات القوميه واليساريه والنخب الشرق أردنيه المنضويه تحت لوائها ...ويسجل له في عهده أن منظمة التحرير أستطاعت تحقيق أختراقات في الساحة الأردنيه توجت بقيامها بأغتيال الشخصيه السياسيه الاقرب للنظام في الأردن وهو (القواسمي) والذي شغل منصب رئيس بلدية الخليل ...لم يكن أحمد عبيدات يمارس نهجا أمنيا بقدر ما كان يحاول الأنقلاب على مدرسة مضر بدران ...ولكنه بأنقلابه هذا أوقع البلد في أزمة حقيقيه فالنظام السياسي الاردني في بداية الثمانينات كانا يقود تحالفا مع العراق وهذا التحالف أسس قاعدته مضر بدران الذي وجد في العراق حليفا أستراتيجيا أكثر من سوريا وعبيدات بدأ أما عن ضحاله سياسيه وأما عن طريق المناكفه بتكسير الخط القومي المؤيد للعراق ...وبالتحديد أنقض على (البعثيين) وكان الجنوب يحوي أكبر عدد منهم ..والأخطر أن الملك حسين أكتشف فيما بعد أن التقارير التي كانت تصله من عبيدات فيها من التضخيم الكثير ...لم يكن يؤمن بالحوار وقد أستورد في عهده أساليب تعذيب من دول المنظومه الشرقيه ويقال أن أحمد عبيدات ومحمد رسول ..مارسوا التحقيق شخصيا برغم من مواقعهم كمدراء للدائره ويروي أحد اليساريين الأردنيين قصة عن عبيدات كيف أنه قام بأغلاق باب مكتبه على يد هذا المعارض فكان منه أن تسبب بكسر اصابعه الخمسه ....والأخطر أن دائرة المخابرات بدأت في عهده تفقد العديد من مصادرها في التنظيمات الفلسطينيه ...وفي بعض العواصم العربيه ...وللعلم عبيدات هو الذي أستطاع أن يقنع الملك حسين بسياسة الأقصاء من الوظيفه ففي عهده منع العديد من النخب السياسيه الأردنيه من تسلم الوظيفة العامه .....والأخطر من ذلك وتلك المعلومات أكتشفها الملك حسين فيما بعد هي تطاوله على بعض رجالات الملك .
ظل الملك حسين يؤمن بأن عبيدات شخصيه متميزه والسبب أن مصدر التقارير التي تصله كانت جهة واحده هي المخابرات ....ولم يكن بطبع الديوان ورجالاته في ذلك الوقت أن يتدخلوا في عمل (3) مؤسسات هي الامن العام والمخابرات والجيش بأعتبار ان الملك هو صاحب الولاية عليها فقط .
عبيدات لم يكن يمارس منهجا أمنيا كان يمارس منهجا جهويا وأنتقاميا فهو يعتقد أن القاعده التي أسسها مضر بدران خاطئه ويجب الأنقلاب عليها ...
أقاله الملك حسين من المخابرات ...لأن عبيدات كان يقف عائق ووجه عثره في وجه التحالف مع العراقيين ..ولأن القياده العراقيه شكت منه شخصيا ...وحينما اعدم أحد الطلاب الأردنيين في العراق بتهمة التجسس نهاية السبعينيات ...كان هذا الطالب قد جند في عهد عبيدات فقد مارست المخابرات وقتها ضغوطا هائله على الطلبه الأردنيين المقيمين في العراق ...ونقلت ثقلها من بيروت الى بغداد وهذا النقل لم يكن منطقيا ولا يخدم مصلحة الدوله .
حين اقاله الملك عينه مباشرة وزيرا للداخليه ..وكانت فترة أنتقاليه كي يتسلم الحكومه ...في الحكومة أخطر ما مارسه عبيدات هو محاولته تقليد عبدالحميد شرف في المسلك السياسي ولكن عبدالحميد شخصيه قوميه تفهم النظام جيدا ولا تضعه في مأزق ..وعبدالحميد حين أنتبه للفساد المستشري في الدوله ..وحاربه لم تكن هذه الحرب على خلفيه شخصيه بقدر ما كانت على قاعده سياسيه مهمه وهي حماية النظام ...حاول عبيدات أن يتقمص شخصية عبدالحميد ولم يقم بمحاربة الفساد بقدر ما قام بالأنقضاض على رجالات كلفهم الملك بمهمات خاصه في الدوله وهو من أغدق عليهم ..وهذا الأنقضاض مرده شيء واحد هوالأنتقام ....
الأخطر أن عبيدات قاد قرارات دون مرجعية الملك وظن نفسه في لحظة أنه وصفي التل ...والملف الأخطر أنه حاول الأنقلاب على تحالف النظام الأستراتيجي مع العراق ...وكانت تلك خطيئة لا تغتفر .
شعر الملك حسين بأن الرجل يطرح نفسه كشريك في القرار ويقدم نفسه للشارع على أنه رمز سياسي بحجم وصفي التل وهزاع المجالي ...وكان الملك حسين موجوعا منه الى حد كبير حين عرف وأدرك خطورة الأرث الذي تركه في المخابرات ...وحجم التركه المليئه بالتناقضات ...لهذا أقصاه غاضبا ويقال أنه لم يشأ أن يراه ولم يقم بتكريمه كسابق الرؤساء وكان يرفض مقابلته حتى بعد خروجه من الموقع نهائيا .
عبيدات لم يفهم أن وصفي وهزاع هم رموز أردنيه أنتجتها الحاله والنظام ومن يريد أن يكون رمزا عليه أن يمر من تحت عباءة النظام .....
عملية خلعه واقصائه أوجدت لديه ردة فعل خطيره أتجاه النظام السياسي ...فهو يعتقد أن النظام لفظه بطريقة مشينة جدا ..وهو في قرارة نفسه لايعرف أنه تجاوز خطوط الحكم والهامش السياسي المتاح له في اللعب خصوصا فيما يتعلق بتحالفات الملك وبالتحديد مع العراق....
حين خرج من الحكومة لم يجد له صديقا بل وجد الكثير من الشامتين ...وهذا الأمر ولد لديه ردة فعل أنتقاميه فيما بعد فاتجه الى المعارضة ...ولكن الملك حسين كان يعرفه جيدا ..وكان يدرك أن كل ما يفعله عبيدات في منتصف التسعينات وأختياره هذا الخط المتشدد في معارضة النظام ..هو مجرد أرث شخصي قائم على حقيقه بسيطه وهي أن النظام خلعه بطريقة غير لائقه لأنه لم يتقن فنون السياسة جيدا وتجاوز الخط...ولأن الملك حسين داهية عصره كان يدرك أن حراك عبيدات كله قائم على مطلب واحد وهو الرغبه بأعادة الأعتبار له ومن الملك حسين شخصيا ...ولكن الملك حسين لم يفعل ذلك ...لأن عبيدات غرر به في موقعين المخابرات والحكومه ... وظل يوجه الرسائل عبر تحالفات غير مقنعه تارة مع الأسلاميين وتارة مع اليسار وتارة أخرى مع شخصيات سياسيه مثل المرحوم (سليمان عرار) وكان الملك حسين عارفا تماما للمشهد والأهم أنه قاريء جيد لسيكولوجيا الشخص وبالتالي لم يقابله ولم ينفذ طلب عبيدات ...
الأخطر ان عبيدات لم يلق شريكا من عصره في هذا المسلك فمضر بدران ما زال ينظر اليه على أنه ضابط مخابرات وأن الملك حسين قدم أجتهادا خاطئا حين جعله يقفز الى غير الموقع الأمني ..الرفاعي زيد ما زال ينظر له على أنه ليس ابن الطبقه السياسيه الرصينه وأنه كان خصما لدودا له في مرحلة الثمانينات ....وأكثر الناس معرفة به هو صلاح أبو زيد ..فهو يعرف كيفية المؤامرات التي صيغت ضده في عهد عبيدات ...لدرجه أنه يعتقد نفسه ضحية لتلك المرحله ...فأبعاده عن الملك ...كان لعبة سياسية وصلت حد المؤامره.
عبيدات لا يقدم مشروعا في المعارضه هو يقدم أرثا شخصيا ما بين الأنتقام وما بين أعادة الأعتبار ...هو يريد أن يصل لمرحلة يقوم فيها بفرض شروطه على النظام السياسي ...وحين تطوع لا بل استمات في الدفاع عن سميح البطيخي لم يكن يؤمن بعدالة سميح بقدر ما كان يؤمن أن النظام السياسي الجديد في الأردن ما زال طري العود وبالتالي يجب تطويعه ...عبر المناكفه ...وكان يظن أن الدفاع عن سميح البطيخي سيكون مقدمة للجلوس مع هذا النظام وفرض الشروط ولكن أحدا لم يستجب له ....
يريد عبيدات أن يعود بالأردن الى منتصف الثمانينات وهو لايطلب أعتذارا من النظام وأنما يريد أعتذارا من الشعب الأردني أيضا ..والقصة كلها شخصيه تتعلق بالملك حسين وحده الذي مرت عليه كل حروب الدنيا ..وكل نكبات العصر وظل يقابلها مبتسما الا عبيدات فقد غضب منه ....واقصاه بطريقة تحمل اسئلة كثيره وفيها الغاز ...مبهمه يعرفها القله ...فقط من الناس .
أن المسألة ليست مرتبطه بوطن ولا بشعب هي مرتبطه فقط بأعادة الاعتبار لعبيدات ...وأخذ خاطره واشراكه في القرار وهذا أمر لن يحدث ..ولكنه يقنع نفسه في لحظة من العمر والشيب أن اللجوء للجغرافيا في الحكومة الاخيره..في الحكومه كان أعتذارا من النظام السياسي له ...ويصمت فقد تضاءلت شروطه في أعادة الأعتبار من جلوس العرش معه وتقديم أعتذار شخصي ألى ما هو اقل من ذلك بكثير


الدوله التائهه ...(الحلقه الثانية عشر) الاسلاميون من السياسة ..الى السلاح



في هذه الحلقه سنؤجل موضوع الحديث عن الشخصيات المعارضه الأردنيه (ليث شبيلات , ناهض حتر) ...الى حلقات أخرى وسنظطر التى الحديث عن موضوع شائك وخطير ...متعلق بالاسلاميين .
ثمة تحول غريب طرأ على سلوك النظام السياسي في الأردن وهذا التحول كان بتأثير مراكز دراسات استراتيجيه غربيه...اضافة لوجهة النظر الاوروبيه –الامريكيه ... وهو :- أن النظام الأردن يجب أن يمارس سياسة الأحتواء وادخال الأسلاميين في القرار ..والأهم عدم الاستماع لجهاز مخابراته بأعتبار أن العالم يسير في أتجاه مختلف تماما ..وأن السياسي شيء والامني شيء أخر ...
خطورة الأمر في هذا السلوك تكمن في ان الملك عبدالله لم يعد يعتمد على تقارير مخابراته بقدر ما صار يعتمد على تحليلات سياسيه خائفه ومرتبكه من الربيع العربي ...ونظن ان الملك يفكر في داخله الان في تحجيم صلاحية جهاز المخابرات العامه الأردنيه ....وجعل الأتصال بينه وبين هذا الجهاز لايتم بالطريقه المباشره بل عبر مستشار يعين في الديوان لشئون الامن القومي ...وذلك العنوان طرحه رئيس الوزراء عون الخصاونه في جلسة مع الملك قبل تشكيله الحكومه ..وهو للعلم يؤمن بتحديد صلاحية جهاز المخابرات ....وفكرة عون الخصاونه تقوم على أن يكون هذا الجهاز محدود الأفراد وملحقا بالجيش ...
هل سيسير النظام السياسي في هذا التوجه وينتصر للحركه الأسلاميه على حساب المؤسسات التي تحميه ؟ ...لا نعرف ولكننا سنقدم تصورا للمشهد بكل تفاصيله ...
الحركات الأسلاميه في العالم العربي تشبه المثلث الذي يحتوي على ثلاثة اضلاع ..والضلع الأول هو( الأخوان المسلمون) وهي جميعه تقوم على العمل الدعوي..الاجتماعي وقليلا ما تتعاطى بالسياسة ولكن من الممكن أن تدمج العمل السياسي في الأطار الدعوي ...الضلع الثاني هو الحزب السياسي ولدينا في الأردن نموذجا لذلك وهو حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يرتبط مرجعية وسياسية بالجمعيه والمفصول تنظيما ومسلكا ..أما الذراع الأخطر فهو الجناح المسلح ....وللمصريين تجربه مهمه في ذلك فقد أنتهى هذا الجناح ..مع عملية الاهرام منتصف التسعينات والتي حمل الأخوان مسئوليتها ..وحمل ايمن الظواهري شخصيا المسئولية عنها وكانت تجربة مرعبه في عمل الحركه الاسلاميه أدت لتخليها نهائيا عن العمل العسكري .
في الأردن تشعر الحركه الاسلاميه أن الربيع العربي أعطاها فرصه مهمه في رفع القبضه الأمنيه ..وكبح يد جهاز المخابرات تعني تشكيل جناح عسكري معلوماتي أستخباري ..داخل الحركه ومكمل للمثلث ...وقبل أن نعطي القاريء تفصيلات خطيره ومهمه عن شكل الجناح المسلح في الأردن دعونا نعرض تلك القصه والتي تشرح ....الية وطريقة عمل جهاز المخابرات الأردني
في منتصف التسعينات تقدم (الأخوان المسلمون) بشكوى للملك حسين عن مضايقات جهاز المخابرات الأردني لهم ...فكان من الملك حسين أن قام بدعوتهم للقصر ...لمناقشة الأمر حضر منهم :- الشيخ عبدالمجيد الذنيبات وعبدالمنعم ابو زنط ..اضافه للشيخ همام سعيد واخرون ...
لحظة أن دخل الأخوان ...صدموا حين وجدوا انذاك مدير المخابرات الأردني مصطفى القيسي والوزير سلامه حماد وكانوا يعتقدون أن اللقاء سيكون مع الملك مباشره ....بدأ الشيخ عبدالمنعم ابو زنط الحديث وتوجه بالشكوى للملك حول قيام المخابرات بمراقبة الهواتف ومراقبة رموز الحركه وزرع مجموعات هائله من المصادر للتجسس عليهم ..ثم تحدث الشيخ عبدالمجيد الذنيبات في ذات الأطار ...
بقي الملك حسين صامتا ...بعد ذلك طلب الفريق مصطفى القيسي من الملك الحديث فأذن له ..وكان منه أن أخرج ملفا أحمر اللون ...ثم بدأ بذكر تواريخ وأماكن لبعض قادة الحركه زاروها مؤخرا في دمشق والتقوا بقيادات أيرانيه ....وتحدث عن نشاطهم خارج حدود الدوله ..وعن تواريخ دقيقه لمقابلات رتبت مع أطراف أجنبيه في دمشق من ظمنها ايران ...وتحدث أيضا عن الجناح العسكري وعن تدريبات عسكريه تنظم لبعض شباب الحركه ....صدم الحاضرون جميعهم ولم يجرؤ أي أحد على الحديث غير أن ابو زنط حاول أنكار ذلك ولكن حجته لم تكن مقنعه حينها قال الفريق مصطفى القيسي كلمة مهمه للملك وهي :- سيدي على مشايخنا المحترمين أن يعرفوا أن الأمن الوطني الأردني لاتتم حمايته عبر العمل الاستخباري داخل الحدود بل خارجها أيضا.....
أشعل الملك حسين في تلك اللحظه سيجارته ودخن بغضب بالمقابل شعر قادة الحركه بالأحراج الشديد ...وكانت لطمتهم قاسيه حين أكتشفوا أن المخابرات الأردنيه بهذا الحجم من الأحتراف لدرجه أنها استطاعت تحديد تواريخ اللقاءات ومادار فيها والأماكن في عاصمة عربية مغلقه ويصعب أختراقها ....
كان الفريق مصطفى القيسي يدرك وخصوصا بعد توقيع اتفاقية السلام أن هناك توجها لدى الحركه لتأسيس جناح عسكري بالتزامن مع بروز حماس كحركه فلسطينيه مقاومه وكجزء مهم في الأيدولووجيا والحركه من تنظيم الأخوان المسلمين ...ووقتها وصلت الرساله للاسلامين جيدا وأدركوا أن المخابرات تعرف كل شيء وبالتفصيل ..فكفوا اليد عن أنشاء تنظيم مسلح وأكتفوا بالعمل السياسي .
كان الأمر وقتها تحت السيطرة المطلقة للدوله لسبب بسيط هو أن جهاز المخابرات العامه كان صاحب الولاية في شأن الأمن السياسي الوطني وبالتحديد فيما يتعلق بالاسلاميين واصر الملك حسين على أن يبقى ملفهم بيد المخابرات العامه ....لأن هذا الجهاز هو وحده الكفيل بأبقاء هذه الحركه في أطار سياسي بحت .
هكذا كان يفكر الملك حسين ...وبحكم أن الفريق الشوبكي الحالي هو بن المدرسه القديمه في المخابرات والتي تؤمن بأن حماية أمن الدوله لايتم بالعمل الأستخباري المحصور داخل الحدود ....فقد أرعب وجوده الاسلاميين كثيرا لهذا بدءوا بالأستفزاز المتعمد لجهاز المخابرات في محاولة للضغط على الملك أكثر لكف اليد عن أعطاء حجم أكبر للمخابرات ..واستجاب النظام في ذلك حين زجوا الأمن وبالتحديد جهاز المخابرات في معركة معهم لأستفزازه وحشره في زاوية العمل المكتبي .
المخابرات الاردنيه الان ..يتم افقادها الأوراق بأمر مباشر من القصر هو يعتقد – واقصد الملك- أنه من الممكن تكرار النموذج التونسي في الاردن من الممكن تكرار ما حدث في المغرب من بروز الاسلاميين في الأردن هو يقلد نماذج ولكنه عاجز عن أنتاج مبادره ...ولكن النظام السياسي الأردني غفل عن حقيقه مهمه وهي ان الاسلاميين في تونس ليس لديهم أزمة هويه وهم تنظيم تونسي في أطار التنظيم الدولي وهم كذلك في المغرب ومصر ولكن في الأردن ..الحركه الأسلاميه أردنيه بهوية فلسطينيه بمعنى أخر أنها لاتملك أزمة هوية مثل الدولة فهويتها التنظيميه والمسلكيه هي هوية فلسطينيه تماما .
الى ماذا وصلنا الان ...نتيجة سلوك النظام السياسي الذي يريد أن يقحم الحركة في الحياة السياسية للدوله وأن يمنحها مكاسب معينه وأن يكرر النموذج التونسي .....وصلنا لمرحلة نضوج التنظيم المسلح للحركة الأسلامية في الأردن وتم تسميته (بالرواد) ويقال أنه أطلق عليه أسم (كتائب الرواد) ....وقد قدمت تلك المعلومات للملك وتعامل معها على أنها معلومات هدفها تضخيم الحاله ..فقط ولم يعرها أهتمام .
ودعوني هنا أسرد لكم تفاصيلات مهمه وخطيره عن التنظيم المسلح للاسلاميين في الأردن أولا :- بدأ تشكيل هذا التنظيم بعد أحداث دوار الداخليه وأوكلت المهمه لمجموعه من الأشخاص ..من سكان الزرقاء بأعداد هياكل وتنظيم وأماكن تدريب
ثانيا:- تم أعتماد الأماكن التاليه في الأردن كأماكن سريه لتدريب الخلايا المسلحه لتنظيم الأخوان المسلمين في الأردن وهي :- (وادي الواله , مادبا الهيدان , جرش , ومنطقة السخنه في الزرقاء)
ثالثا :- تم أعتماد الجامعه الأردنيه ...كوحده أنتاج لهذه الخلايا المسلحه وتم أتخاذ قرارا تنظيميا سريا بأن يكون أعضاء التنظيم المسلح من حملة الشهادات الجامعيه وتم أستبعاد الشرق أردنيين خوفا من الأختراقات الأمنيه
رابعا:- أول خليه تخرجت كانت من مادبا وقوامها ما يقارب ال(90) شابا وتلقت تدريبات على فك وتركيب (الكلشن كوف) والرماية عليه من الوضع الثابت والمتحرك وتم أعطائهم فكره عن (الار , بي ,جي) ..طرق أستعماله ومداه عبر عرض مجسمات عليهم ..والأخطر أنهم تلقوا دروسا متقدمه في صناعة المتفجرات اليدويه أعتمادا المواد محلية الصنع مثل الأسمده
خامسا:- تم تشكيل وحدة معلومات وهدف هذه الوحده جمع المعلومات التفصيليه عن كبار ضباط المخابرات الأردنيه وضباط الأمن العام والجيش وحركتهم وعناوين السكن ...وتم خلق تصور لعمل دائرة المخابرات وأسماء الشعب فيها واسماء الضباط ..عبر رسم مخططات لهيكلية الجهاز
سادسا :- خلية المعلومات تم اسناد مهمه لها تتعلق بحماية جسم الحركه سواء جبهة العمل أو الأخوان من أختراقات المخابرات الأردنيه عبر تكليفهم بمراقبة الأعضاء الجدد ونشاطات الأعضاء المشكوك بأمرهم وحركتهم .
سابعا :- تم تحديد أسماء وأماكن تجار سلاح في الأردن وتكليف اشخاص في حال الضروره بأجراء أتصالات خاصه معهم لشراء الاسلحه والذخائر
ثامنا :- هناك مؤشرات مهمه حول وجود نشاطات خارجيه للأسلاميين ..وطرق الأتصال بمجموعات أسلاميه مسلحه في الخارج ولكني شخصيا لم أستطع أن أحصل على معلومات حول الأنشطه الخارجيه للحركه
تاسعا:- يبلغ عدد افراد التنظيم المسلح والذي أطلق عليه أسم (الرواد) وفي رواية أخرى اسم ( كتائب أبو عبيدة) ما يقارب ال(600) فرد وهم مقسمون ألى خلايا وكل خليه مكونه من (15) فرد ولكل واحده قائد يرتبط بهيكل تنظيمي حتى يصل رأس الهرم الى المرشد العام للأخوان فقد تم الأتفاق على أن يتلقى هذا التنظيم الأوامر من المرشد العام فقط ....وأن يكون مفصلا نهائيا عن الذراع السياسي وهو جبهة العمل .
عاشرا:- التنظيم المسلح الان تم تكليفه بحماية قادة جبهة العمل الأسلامي في المسيرات والتحركات ....فقط ولم تصدر له أية اوامر أخرى
احد عشر:- عمليات التدريب مازالت مستمره وتتغير تبعا للظرف والزمن .
هذه المعلومات...لا تحتمل الخطأ وليس مبالغا فيها بل هي حقيقه 100% ونظن أن الأجهزه الأمنيه الأردنيه تدرك ذلك وتعرفه ...ولكنها تخشى من تفكيك هذا الذراع كون الحكومه والنظام على قناعة تامه بأن معلوماتهم هي تضخيم هدفه ...اعادة هذا التنظيم للحاضنه الأمنيه .
النظام السياسي الأردني أبتعد عن أجهزته الامنيه ...وهو أقرب الى وجهة النظر السياسيه في معالجة الحاله وهو يعتقد أن التحالف مع الحركه في الوقت الحالي قد يكون أنجع من التحالف مع القواعد العشائريه ..والتي يظن انها اصبحت عبئا عليه ...بمعنى أن النظام بدا يعطي مساحات للاسلاميين في اطار تحالف معهم على حساب القوى الشرق أردنيه المكونه للبيروقراط وللاجهزه الامنيه والجيش ...,هذا بالمجمل حساب خاطيء ...لان الاسلامي لايؤمن بمنطق التحالف بقدر ما يؤمن بتحقيق المكاسب ...وربما جر المجتمع العشائري الى حالة الصدام في المفرق نجح بايهام النظام بأنهم مازالوا مستهدفين من الأجهزة الأمنيه وبالتالي لابد من توسيع المساحة أكثر ...حتى يكون التحالف طبيعيا .
الخطوره أن الحكومه الأردنيه في حالة صدام كامل مع جهاز المخابرات والنظام ..ربما يظن بأنه يوزع دورين متناقضين عبر حكومة تقترب وأمن يكشر عن أنيابه ...واذا كان هذا التحليل مقبولا نوعا ما وأنا شخصيا لا أؤمن به بقدر ما اؤمن بالتحليل الأول ...فأجزم أن هذه السياسيه هي خطرة جدا كونها تؤسس لفصل بين مكونات الدوله ولتحطيم مؤسسة على حساب أخرى وبالتالي ضياع التنسيق ..والأختصاصات في جهاز الدولة التنفيذي .
مالقادم ؟ ...لا نعرف ولكن ربما يكون الصدام ضرورة وربما يكون الأنبطاح نتيجة...و في النهايه ...لايستطيع أي نظام سياسي أن يتخلى عن مكوناته ...أو يحجمها لقاء الأستماع لنصيحة ما أو قراءة مشهد عربي غير متطابق مع الحالة الأردنيه .


الدوله التائهه ....الجزء (13) الدوله تطيح بالدوله.....المخابرات نموذجا


سنسرد بعضا من التفاصيل عن رئيس الوزراء الحالي ....(عون الخصاونه ) وهل سينجح في الأطاحه بالمخابرات العامه ....تقول المعلومات الوارده أنه جاء لتنفيذ هذه المهمه .......ودعونا نسرد بعضا من تاريخه .
حين كان رئيسا للديوان أنقلب على حليفه وصديقه عبدالكريم الكباريتي ...وهو يحمل من المخابرات موقفين الأول :- شخصي ..والثاني :- أمريكي ولنبدأ بالشخصي .
حين كان (عون الخصاونه) رئيس للديوان وقبل ان يقوم الملك الراحل بألاطاحة به ...قدم أحد كبار جنرالات المخابرات ملفا للملك يحتوي على معلومات مهمه عن نشاطات (ص .م) وهو مدير مكتب عون الخصاونه في ذلك الوقت .
وتم تقديم ملخص للمبالغ التي أنفقت بأمر رئيس الديوان ..وكيف ذهبت وقد تبين أن الخصاونه أعطى تفويضا لمدير مكتبه (ص.م) بالصرف ..وحتى يحفظ موقع رئيس الديوان من المساءله قامت المخابرات بأعتقال مدير المكتب والتحقيق معه وقدمت توصيه للملك حسين تفيد بأن مدير المكتب تصرف بمعزل عن رئيس الديوان والحقيقه غير ذلك ابدا ..ولكن للمنصب مهابه ووقار ... علما أن المبالغ التي صرفت كانت بالملايين .
طلبه الملك حسين لمكتبه قبل أن يعفيه من المنصب ووجه له السؤال التالي وهو :- هل كنت تعرف بالمبالغ التي صرفت بأمر مدير مكتبك ...فكان منه أن قال للحسين :- (سيدي ما كنت بدري) ...كانت المره الأولى التي يخرج فيها الملك حسين عن طوره ....ويرد على الخصاونه قائلا :- اذا كنت تدري فتلك مصيبة وأن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم .
ثم طلب منه اخلاء موقعه نهائيا ...ظن عون الخصاونه أن الملف الذي سلم للملك كان انتقاما من المخابرات العامه ...للهجوم الكاسح الذي شنه الخصاونه على الكباريتي ....ولم يكن يدرك أن الملك أوكل المخابرات وقتها بمراقبة كل شيء ...ولا نريد هنا أن نذكر تفاصيل الملف وتفاصيل أرض (المجدل ) في الباقوره ...كونها معلومات قديمه وذات حساسية أمنية بالغه .
تولدت بعد هذه الحادثه حاله من الحقد الشخصي لدى الخصاونه على جهاز المخابرات وأعتقد ان هذا الجهاز وبهذا السلوك قد ضيع عليه فرصة تشكيل الحكومه ...علما بأن الكباريتي شخصيا والمخابرات هي من قدمته لهذا الموقع
الأمر الأخطر هو الرغبه الأمريكيه ....وهنا لابد من الأشاره ألى أن الرجل جاء عبر قناة أمريكيه ...وللعلم فالخصاونه هو من أكثر الناس تعاملا مع الجهاز الأمني الأمريكي ..فقد كان من مهندسي محاكمات البلقان ..وكانت هذه المحاكمات تتم برعايه أمنيه غربيه ...وفي الجانب الأسرائيلي هو مهندس تأجير الباقوره لأ سرائيل ويقال أنه ..عملية التأجير تمت عبر ضياغته لجزء من المعاهده ...
أن أخطر ما أرتكبه الخصاونه بحق الشعب الأردني هو أنه تجاوز أما قصدا أو عن دون قصد عن تثبيت قرار فك الأرتباط في معاهدة السلام الأردنيه الاسرائيليه حين خضع للشرط الاسرائيلي الذي يقضي بعدم ترسيم حدودنا مع الضفة الغربيه ..ولو أن الحدود رسمت في المعاهده لكان صعبا على أسرائيل أن تنفذ مشروع الوطن البديل ...ولكان صعبا على الفلسطينين أن يتنصلوا من قرار فك الأرتباط ولكان صعبا على أسرائيل أن تنسحب من الضفة الغربيه ...متى تشاء وتترك الضفه في حالة فراغ ..وللان لانعرف لماذا تجاوز الخصاونه عن هذه النقطه بحكم أنه كان المستشار القانوني ...ومهندس المعاهده ..ومراقب ترجمتها للغه العربيه .
الرجل داهيه وهو صوفي بطبعه ويستطيع أن يقلب الأشياء رأسا على عقب ويقلب الخيال لحقيقه ....ذات مره أصطحبه الملك حسين للأمارات فكان من الشيخ زايد أن اصطحب الملك الراحل في جولة ..على محمية أنشأها الشيخ زايد ..وصار يشرح للملك عن أنواع المها العربي ومن أين أحضرت وما هي الاجراءات المتبعه لحماية الاصناف ...الملك حسين تحدث عن محمية الشومري وأخبر الشيخ زايد أننا نملك في الأردن محمية مشابهه ...فسأل الشيخ زايد الملك حسين عن أنواع المها الموجوده في محمية الشومري ..هنا تدخل عون الخصاونه بسرعه ......وأخبر الشيخ زايد بأننا نملك أصنافا كثيره وعديده وبدأ يعدد تلك الأصناف ......الحقيقه أننا في محمية الشومري لانملك سوى صنف واحد وهو المها العربي .
ظن الملك حسين أن للخصاونه أهتمامات بالمها ..وسأله :- منذ متى يمارس هواية العنايه بالمها العربي ...ولكنه تفاجأ من رد الخصاونه الذي اكد للملك أنه لم ير غزالا في حياته وأن معرفته بأنواع المها جاءت من قراءته للشعر العربي ...ففيه تذكر كل أنواع المها ومن قراءته ..لكتب الرحلات وكتاب (الحيوان ) للجاحظ .... اضافة لرحلات الصيد في العهد الاموي
أستغرب الحسين وقتها وضحك مطولا فرئيس ديوانه ..يحفظ كل ما يقرأ ولكن على مايبدو قرر نسيان بند أغفله في المعاهدة وهو ترسيم الحدود مع الضفه الغربيه بأعتبارها دولة فلسطينيه .
في السياسة علينا أن نحذر الصوفي ...لأن الصوفيه طريقه وتبيح الباطنية لا بل تجعلها مشروعة ..,كل شيء يحتمل الباطنيه الا الموقع العام .
اذا الخصاونه جاء بكره متأصل للمخابرات وبوصفة أمريكيه تدعوه الى التحالف مع الأسلاميين تمهيدا لتقديم الأردن على طبق من ذهب لمجموعة عباس ومليشياته....وحتى يقدم هذا الوطن وتكون الطبخه مقبلوة ومتجانسه وغير محترقه ...فلابد من أتفاق على الحصه بين الاسلاميين وفتح ...فهذا الفصيل يمهد للمرحلة عبر مفاوضات وأتفاقات مع حماس ..ويدخل المرحله عبر تقسيم للكعكه مع الاسلاميين في الأردن .
وحتى تمرر المشروع الامريكي الاسرائيلي الفتحاوي لابد من خلق طريق مستويه وأزالة المطبات التي تعيق السرعه ...وحتى ينجح الخصاونه جاء على قاعدة ما يسمى بالولايه الدستوريه ...علما بأن التدخل في الشأن السياسي هو جزء من صلب الأمن الوطني الشامل ...ودور المخابرات لم يكن أعتداءا على الولايه بل هو دور ....بالمقابل غفل الخصاونه عن الديوان ...فالحكومات في بلدنا تأتيها اسماء محدده من الديوان ..وايمن عوده ويعرف الخصاونه ذلك دخل الحكومه بأمر مباشر من الديوان ..اذا لماذا تتهم المخابرات بخرق الولايه الدستوريه ويغيب الديوان
الخصاونه ينفذ مشروعه خطوه خطوه ...فخلال الشهرين القادمين سيبدأ بالحديث عن الملكيه الدستوريه ...وهذا شرط أمريكي فتحاوي اسلامي يجب أن يطبق حتى يدخل زكي بني ارشيد في لحظة الى القرار وحتى يكون صائب عريقات بديلا لناصر جوده ....وهو للعلم سيجري دراسات في هذا الشأن وسيؤكد أن الملكيه الدستوريه ...هي حل لجميع مشاكلنا .
الغريب أن هناك ألتباس في الحكم ...ألتباس يؤكد أن النظام بدل تحالفه التقليدي ..المكون من العشائر وبيروقراط الدوله والمخابرات والجيش اضافه لبقية الأجهزه الأمنيه وصار يعطي مساحات للأسلاميين عبر الحكومه ..ويبتعد عن التدخل وكأنه يريد ...أن يقدم نفسه بصورة الحاكم ولكن أي سلطة مطلقة في العالم هي مفسدة مطلقة ....وهذا الأمر يعتبر خطيرا وتحولا في الطريقه الهاشميه في الحكم كونه يؤسس لحالة يتم الأنقضاض فيها على النظام نفسه ...فحين تحجم المخابرات والقوى العشائريه والأمنيه والبيروقراط فهل سيحترم الأسلامي تحالفه أم سينقلب على النظام نفسه.
أذا الخصاونه شخصيه باطنيه والباطنيه هي طريقة حكم ...وهو أقرب للمالكي في العراق ...فالمالكي حطم الوجود السني تماما ..والخصاونه سيحطم الوجود والحضور الشرق أردني في الدوله ..
راقبوا هذا الرجل فاليوم أصدر أوامرا الى الصحف الرسميه تقضي بعدم مهاجمة الاسلاميين ...بالمقابل سمح لزكي بني ارشيد أن يطلق تصريحا يؤكد فيه أن الموساد والمخابرات الأردنيه يتعاونان لضرب الاسلاميين .
الى اين ستأخذنا يا خصاونه ...أنا أعرف انك قرأت كربلاء وسيرة الحسين أكثر من (10) مرات وأعرف أنك أموي الطبع والدهاء ...وأظنك ستفعل ما فعل يزيد ....وتعلن كربلاء الأردنيين الجديده .

الدوله التائهه ....الجزء (14) ناهض حتر ...قراءه في شخصيه معارضه

أعرف أن ما أكتبه سيكون جدليا جدا , ولكني سألج هذه المره من باب المعلومات ..وسأوظفها – وأقصد المعلومات- في أطار تشخيص دقيق ومهم للمرحلة ولأخطاء االحاشيه الفاسده المحيطه بالنظام ..وسأتحدث عن ناهض حتر كنموذج تحالفت عليه القوى الفلسطينيه المرتبطه بفتح مشروعا وبطاهر المصري وصبيح تمويلا ...وحرضت النظام على تشويه صورته ونهجه .
حين تنظر ألى كاتب جيد ذو قدرات عاديه ويوظف فلسطنيته في الغالب للتقرب الى النظام مثل ماهر أبوطير تكتشف للحظه أن النظام السياسي في الأردن كان يتهافت من أجل أن يطرحه كابن شرعي له ...فالديوان الملكي تبنى ما يقارب ال (20) حاله طرحها ماهر أبو طير عبر تحقيقات صحفيه متوسطة المستوى عن أسر فقيره بتكلفه ماليه بلغت المليون دينار ناهيك عن أحتضانه ماليا وأقتصاديا ....والأخطر ان النظام في حالة أبو طير اسس منهجا أعلاميا هو الولاء المدفوع الثمن ...وثمة حالات مشابهه للسيد أبو طير مثل مراسل أحدى صحف المهجر والذي تعمد الملك شخصيا في أجتماع في دائرة المخابرات مع مجموعه من الصحفيين في العام (2007) على توجيه المزاح له ....وتبادل الأبتسامات معه في اشارة واضحه الى أن الموجودين مجرد كراسي والنظام هو من يصنع مبدعيه وكتابه .
هذا المراسل العنصري والمرتبط بفتح تنظيميا تلقى للان ما يقارب النصف مليون دينار من النظام كهبات ترضيه لا أكثر ولا أقل ...وما زال مدير أعلام الديوان الملكي ينقل تقاريره للملك .
صحفيه أخرى متهمه بالطائفيه اسسست مركزا ممولا تلقت من أحد المؤسسات الخدماتيه مبلغا يتجاوز ال (300) الف دينار تحت مسمى العمل على تحسين صورة مدير تلك المؤسسه ...ويقال أن مدير أعلام الديوان هو صاحب التوجيهات التي صدرت بشأن الدفع لها .
لا نريد أن نغوص في حالات فرديه ..ولكن لنعد ألى لقاء الملك عام (2007) بمجموعه من الكتاب الأردنيين وكان عددهم (12) في دائرة المخابرات بحضور باسم عوض الله ومحمد الذهبي ...لنعد الى قيام الملك بممازحة ذلك المراسل وعلى مسمع ومرأى الصحفيين ...قبل ذلك كان الحضور يتهامس قلقا حول كيفية دعوة هذا المراسل المتورط بشتم الشرق أردنيين ..والذي يقابل بالرفض من الجميع خصوصا وان صحيفته كانت في ذلك الوقت قد نشرت تقاريرا مسيئه للنظام والدوله .
الجميع ذهل حين تبين أن الملك يعرفه شخصيا ويمازحه ..وكأنه يريد أن يرسل رسالة للجمع أن ذنوب هذا الرجل مغفوره ....ويحق له ما لايحق لغيره ....
بعد عام وفي منزل أحد الشخصيات العامه وبحضور خالد شاهين قال هذا الرجل للجميع في حوار صاخب ضم مجموعه من الأعلاميين :- كل شرق أردني هو مأفون وحاقد وعبء على النظام السياسي والدوله ..وحين نشر أحد المواقع الألكترونيه هذه القصه ..وأجرى لقاءا مع خالد شاهين والذي أكد حدوثها وأستعداده للشهاده في المحكمة اذا طلب..قامت نقابة الصحفيين بتحويله الى لجنه تأديبيه الا أن أوامر مباشره من المكتب الأعلامي في الديوان صدرت وطلبت بأنقاذ هذا الرجل فورا .
في ذلك الوقت قام مدير الأمن العام بتخصيص (3) دوريات حمايه أمام منزل ذاك الصحفي ...وبقيت ملاصقه له وتدخل طاهر المصري شخصيا وطلب لقاء مجموعه من أصحاب القرار لأنقاذه ...وحرك الديوان الملكي ممثلا بالمكتب الاعلامي مجموعه من الاساطيل الأعلاميه للدفاع عنه وأنقاذه .
وبعد فتره تكشفت الحقائق وأذا بباسم عوض الله كان قد رتب له لقاءات عديده مع الملك بالأضافه لطاهر المصري وطرحوه كأحد المتنورين المخلصين للنظام وهم في قرارة أنفسهم يعرفون أنه مخلص لفتح .... والاخطر من ذلك أن باسم استطاع أقناع النظام بمشروع صحيفه عربيه يديرها هذا المراسل وتم توفير رصيد مالي لأنشائها بلغ مليون دينار وفيما بعد أجهضت المخابرات القصه وتم منحه (80) ألف دينار كترضيه وجبر خاطر عن أجهاض المشروع .
هنا يأتي ناهض حتر ونسأل لماذا كل هؤلاء يحصلون على دعم النظام بالمقابل شخصيه شرق أردنيه متنوره مثل ناهض حتر يقاتل وتشوه فتح بماكناتها الأعلاميه صورته ويتهافت الجميع لأراقة دمه ..وقبل أن نجيب على السؤال دعونا نتحدث عن جوانب من شخصية حتر .
المسيحيون في الأردن لم يكونوا أبدا حالة طائفيه بل هم حاله وطنيه تنويريه بأمتياز ...ولكن ثمة صحفيه مرتبطه بالسي أي ايه حاولت في لحظة ما تغيير المسار والحديث عن محاصصة طائفيه ولفظت من القوى الوطنيه ...ناهض حتر هو شكل من أشكال المتنور المسيحي وهو صوره حقيقه للأردني ابن العشيره ..وأبن الجغرافيا المرتبطه بالمجتمع الزراعي وبيروقراط الدوله والمؤسسه العسكريه .
حين تسأل مالذي غير ناهض حتر ذاك الشيوعي الأممي المتسامح والطالب النجيب في الجامعة الأردنيه وأصبح يساريا يمارس مسلكا يمينيا منغلقا على الهويه ....ستجد الأجابه في شخصية كريم بقردوني ...وبقردوني هو منظر حزب الكتائب وأكثر المدافعين عن الهوية اللبنانية الجامعه وهو أكثر من قاتل في سبيلها ..ولكنه في لحظة ما أضطر للتحالف مع أسرائيل ليس ضد الفلسطينين بقدر ما كان يملك خيارين لا ثالث لهما الأول أبادة الكتائب وأنهاء الوجود الماروني في لبنان أما الثاني التحالف مع أسرائيل لأبقاء هذا الخط حيا في الدولة اللبنانيه .
ناهض قرأ التجربه اللبنانية جيدا وقرأ الحراك السياسي الفلسطيني جيدا فقدم طرحا لايقوم على أقصاء الاخر بقدر ما يقوم على تحديد هوية الاخر ..هو تاريخيا حذر من فتح ليس لأنه يكرهها أو يبغضها بل لأنه قرأ تاريخ أنقلاباتها السياسيه ....وهو حذر من عباس وميليشياته ليس لأنه يملك موقفا عنصريا من الفلسطينين بل لأنه يفهم حركة التاريخ جيدا ويعرف أنقلابات تلك المليشيا ....
عاش فترة (السبعينات ) وكانت عائلته تسكن (اللويبده) ..وتلك العائله منعت من الحركه وجوبهت وخونت وناهض حتر شخصيا تعرض للأذى وهو ما زال طفلا من الفصائل الفلسطينيه ...وتعرض للأعتقال وهو في الجامعة الأردنيه وكانت وصية عبيدات حين كان مديرا للمخابرات وقتها بأذاقة هذا الفتي أشنع صنوف الأهانه ..وتعرض للشتم والضرب ..والبعض يقول أن ناهض أعترف على معظم الخلايا السريه في ذلك الوقت ..وللعلم ناهض لم يعترف لأن أعضاء الحزب كانوا معروفين وقتها ..بل واجه كل ذلك لسبب بسيط وهو أنه عضو نشيط في الحزب الشيوعي .
أستطاع هذا الرجل أن يحقن جزء كبير من الشباب بمشروعه في مقاومة فتح ومخططها الداعي الى شطب الهويه الأردنيه عبر أعادة أنتاج وصفي التل وهزاع المجالي ...ونجح في ذلك منتصف التسعينات حين أعاد أحياء تراث وصفي التل وألف فيه وكتب الكثير عنه ...وهذا ما أزعج المؤسسة الرسمية منه كونها كانت تريد طمس هذا التاريخ في ذلك الوقت
لماذا يكره النظام والمؤسسة الرسميه التعاطي مع ناهض حتر ؟ ستستغربون أذا قلت لكم أن حتر لم تتم دعوته ألى أي وليمة مع الملك وكان ممنوعا من لقاءات رؤساء الوزرارت ..والسبب أن النظام السياسي الأردني اقنع أو تم أقناعه عبر حاشية .... غير مستنيره بضرورة أقصاء هذا الشخص لأن النظام نفسه لايحتاج لنموذج المفكر أو المتنور ولأن تقديم ناهض حتر يعني أقصاء النخب الفلسطينيه في الأعلام والسياسه ومن رسخ هذا المفهوم وقاتل من أجله هو أيمن الصفدي بالدرجة الأولى وباسم عوض الله ....اذا نجح الخط الفتحاوي المرتبط بعباس ومليشياته والخط المالي المتمثل بطاهر وصبيح المرتبط ماليا بعباس ومليشياته في تشويه صورة كل من يدعوا الى الحفاظ على الهويه الوطنيه الجامعه ...وكان ناهض أول الضحايا .
والسؤال الخطير الذي لاتدركه المؤسسه الرسميه ..ولم تدركه الحكومات أو المؤسسات المدنيه في المجتمع هو ؟ ألا يوجد خوف من تكرار السيناريو الأسرائيلي في الأردن ...فالكتائب كانت جزءا من الهويه الوطنيه اللبنانيه وحين تم محاولة شطبها أو تصفيتها تحالفت مع أسرائيل ....هذا السيناريو مطروح على أجندة الليكود الأسرائيلي بالطبع وليس على أجندة ناهض حتر أو غيره من النخب الشرق أردنيه .....
سأحاول أن اقدم أجابة واضحه ....النخب الأردنيه تختلف عن الكتائب اللبنانيه في أنها تعتبر اسرائيل خطرا على الدوله وليس حليفا ومن المستحيل ..أن تقوم هذه النخب بالحوار مع أسرائيل أو حتى الأمريكان وتجاوز النظام السياسي في ذلك ....بعكس (ايفا أبو حلاوه) مثلا والتي تحاورت مع الأمريكان ..وقدمت صورة مشوهه ولئيمه عن الشرق أردنيين ناهض لو وضع السكين على رأسه فلن يتحاور مع أسرائيل حول الأردن ولكن في لحظة قد تجد النخب الأردنيه نفسها مظطرة لاجراء حوار مع الأمريكان حول الوضع في الأردن دون مرجعية النظام نفسه ...هذا الحوار هو موجود اصلا ...وله وسطاء في الساحه .
أن خطأ النظام السياسي الأردن الان أنه نظر للتجربه التونسيه من زاوية راشد الغنوشي وبروز الأسلاميين ونسي شخصية المنصف المرزوقي القريبه من شخصية ناهض حتر ...من شخصية المفكر اليساري الذي لايتناقض فكره أبدا مع الحفاظ على الهويه الوطنيه وعدم تميعها ...في النهايه الذي حسم الأمر هو المرزوقي وليس الاسلاميين فهم حاله عابره في مجتمع سيجربهم ولكنه سينقلب عليهم ..بمعنى أخر أن المجتمع التونسي سيتحالف في النهايه مع شخصيات فكريه وطنيه غير مرتبطه في المشروع الأمريكي بالمنطقه
المستقبل في الربيع العربي لن يكون للأحزاب بل للشخصيات التوافقيه ..وعلى النظام الأردني الان أن يحتضن شخصيه بحجم ناهض حتر ..ويحتضن كل متنور أردني ..وأحتضانه لهم هو أبعادهم عن مرحلة قادمه خطيره ..ستؤدي بهم الى بحث مستقبل الأردن مع جهات عربيه وأجنبيه دون مرجعية النظام نفسه...
هل سيصحوا النظام على هذا الواقع ؟ ..الشرق أردني بطبعه شرس ومقاتل وعنيد ..واذا اصر الحكم على خياره الحالي فربما سنصل ألى هذه النتيجه الخطيره ...وهي بحث مستقبل الدوله داخليا وخارجيا دون مرجعية النظام نفسه ..خصوصا أن أطرافا عربيه وأقليميه وأخرى دوليه عيونها مفتوحة على عمان ....وشهيتها مفتوحة ايضا.



الدوله التائهه ......( عبداللطيف عربيات)

مالقادم ؟ ...هذا السؤال يؤرق كل أردني الان وهو هل ستنتهي الأزمه بعدما أطيح بالذهبي وعوض الله ...وبعض النواب وربما سيكون القادم مجموعه من اصحاب رؤس الأموال
سأجيب على القادم بالتفصيل ....سيكون ربيع عمان لاهب وستتخذ القرارات الاتيه ..وأولها حل مجلس النواب ...وأجراء أنتخابات برلمانيه بمشاركة الأخوان ..ولكن هل ضمانات الحكومه والقصر ستكفي لقبول الأخوان بالمشاركه ؟
بالطبع لا ....سيتم تكليف عبداللطيف عربيات بتشكيل حكومة للأشراف على أجراء الانتخابات وعبداللطيف اذا شكل هذه الحكومه فلن يكون هناك مبررا للأخوان برفض المشاركه وهو شخصيه محسوبه على المعارضه ناهيك عن أنه اخواني بمواقف وطنيه والأمر الأهم أنه يملك أرثا سياسيا كبيرا وضخما تمثل برئاسة المؤسسه التشريعيه في زمن صعب .
هل هذا ما تمخضت عنه رحلة أمريكا الأخيره ...الفكره نظن أنها موجوده في ذهن النظام السياسي قبل سفره الى أمريكا ونظن أنها أختمرت اثناء السفر وجس نبض الادارة الأمريكيه .
ولكن سؤال هل سيتم الأمر بدون صعوبات ؟
يبدو ان اشارات الحل وصلت لمجلس النواب ..ويبدو أن رد المجلس لن يكون عابرا أو أنه سيستجيب بهذه السهوله ..ونظن أنه سيوجه صفعة للسلطة التنفيذيه ...بالتحديد لرئيس الوزراء عبر عدة أمور وهي :-
1- احباط رغبه شخصيه وانجاز حكومي بتقديم باسم عوض الله للمحاكمه ونظن أن مجلس النواب ربما سيميع لجنة التحقيق اذا تشكلت وربما سيجهض القصه وسيسحب ورقة مهمه من الحكومه
2- تمييع مسألة الخصخه وسيتعامل معها بنفس الطريق
3- التغيب عن جلسات مجلس النواب
4- أجهاض أنجاز قانون أنتخابات جديد
الان مجلس النواب لايتحرك بتفكير وذهنية الكتل فقد تحول الى كتلة واحده والسؤال هل سيتم هذا السيناريو كما وصفناه هنا .
يبدو أنها وصفه سحريه فهي ستحرج الأخوان وأمام حكومه يرأسها عبداللطيف ستجعلهم يعودون ألى أبط النظام ...وستحرج قوى الحراك التي تتحدث عن التوطين فعبداللطيف يقود تيارا وطنيا داخل الأخوان وهو أول من واجه الصقور ..وحاول أن يخلق خطا وطنيا اسلاميا داخل الحركه وستحرج القوى الشرق أردنيه فهذا الرجل هو سلطي الهوى والتكوين ومن عشيره ذات حضور في الاردن
اذا هل كانت حكومة عون حكومة محاكمات..هي كذلك..وحتى تتم المحاكمات بطريقة قانونيه ولابد من صاحب خبره في هذا المجال لابد من مهندس قانوني يجيد فهم الملفات .


  رد مع اقتباس