قدر احد الاطباء الاخصائيين في الطب النفسي اعداد المصابين بالاضطرابات النفسية في الاردن بحوالي مليون شخص وان هؤلاء المصابين في حاجة الى رعاية صحية نفسية متكاملة.

بوجود مثل هذا العدد, لا بد لنا وان نبحث وراء الاسباب التي ساهمت في انتشار هذا المرض في مجتمعنا: يعتبر (القلق والخوف) من اهم لاسباب التي تؤدي الى الاضطرابات النفسية. وبمراجعة الذات نكتشف ان هناك حقيقة ما هو مؤلم: عندما يقوم اي طفل باللعب واللهو داخل المنزل فان عبارات التهديد والوعيد تلاحقه في ارجاء المكان.. كافة'اذا بتلعب بالطابة بقص رجلك '.. 'اذا بتمد ايدك على التلفزيون بقطعها '.. 'اذا بتطلع على الحارة بعلقك من رجليك'.. 'اقعد ادرس تقعد عليك حيطة '.. وكما هو ملاحظ فان هناك قسوة بعض الشيء في التعامل اليومي مع اطفالنا. ومن بمثل سن هؤلاء يخاف من كلمة (بع) فما بالك من كلمة مثل كلمة (بعلقك) !


اما في ما يتعلق بالقلق فالامثلة ايضا متعددة: عندما نغني للعريس في الاردن (شن قليلة.. شن قليلة.. الله يعينه على هالليلة'.. و'حنتين الحنا الحنا.. ضرب السيف يلوق النا '.. وعندما يكون هناك اصرار عجيب على 'هون واربط باب الدار'.. فاننا ودون ان نعلم عن انفسنا نكون قد سبّبنا قلقا شديدا لهذا العريس وقد هيأنا له المسألة كما لو انه يريد تحرير (رهينة) وليس احضار (عروس).. وكل من تزوج في الاردن زرعنا في قلبه القلق والخوف طوال حياته باستثناء طبعا من تزوج على (السكيت )!

ثم ان (المزاج) هو ايضا من الاسباب التي تجعل الانسان يصاب بالاضطرابات.. ولان (المزاج) الاردني مرتبط فقط ب¯ (الراتب).. فمن المنطق جدا ان تجده على مدار 24 ساعة 'مش رايق'.. وطالع 'زيفه'!

ومن الاسباب الاخرى (الهوس) وتلك الحالة يصاب بها الانسان بسبب ضغط الافكار وسرعة الكلام.. وطبعا الحالة الاردنية هنا مستعصية فالعقل الاردني اصبح غير قادر على استيعاب افكار الحكومة وكلام النواب لوحدهما.. ولان فيهما الكثير من التناقضات. فذلك لا يؤدي فقط الى (الهوس) بل اصبحت الحالة مؤخرا اكثر تعقيدا ولا نعرف الاسم العلمي الصحيح لها, لكننا نستطيع ان نقول ان لها اسما اردنيا شائعا وهو: فلان (هستر)!

حسب تلك الاسباب فقط ومن دون حسبة ممن يعانون من (الانفصام), و(الاضطرابات الشخصية), و(الارق) وغيرها الكثير.. اضمن لك في الجيبة 6 مليون وطحشة صار الواحد منهم عقله مش معاه!

ونعلم جيدا اننا جميعا في حاجة الى علاج نفسي لما نعاني في حياتنا اليومية من 'كيد' الحكومات, و'نق' الزوجات, و'تخابيص' النواب, وخلافه.. لكن, حقيقة لن يجرؤ اردني واحد على الذهاب للعلاج.. لانه ان ذهب سيعود بنظر المجتمع اما (مهوّي) او (خالص كازه) او فيه ( لكه).. فهل لدى الاطباء من حل يضمن لنا (حق العودة) من دون ان يكون للواحد منا اسم اخر غير ذاك الموجود الموجود في الهوية?!

عن العرب اليوم