تعال نرقص من جديد

ما بين الأمس والغد ، ودعت عام مضى . أنا ، اليوم ما بين يومين ، امواج صغيرة ، حملت الأمس الفائت في خاصرتها ، ورحلت بعيد .
نوارس صغيرة تطلق اجنحتها ، انه عام جديد في عالم جديد ، في بحر جديد . بلا دخان أبيض ينطلق من غليونه . من سفينة العام الفائت , أخر بقايا الحبل السري قد انقطعت ، والعام االجديد يصل الميناء .
عزيزي "انا "
كل عام وأنت بخير
انه اليوم كاي يوم ,, اعبر نفق جديد ,, وميناء اخر . وموج يتلاطم ,

لا مودعين يحتفلون بغرقك يا عزيزي ، ولا مستقبلين يحزنون على عودتك ,

كل عام تأتي بنفس الموعد , وبأمكنة كثيرة ,والوان شتى ,

هل ما زلت ذاك الطفل الجميل ...؟ لا أحد يومئ بيده ، فالريح ساكنة ,اذهب وحيد , الطريق طويل .
في رحلتك نحو المغيب لن تبكي العصافير ، ولن تنتحر شرنقة الفراشات ,

لما ادمن امتصاص لحظة الفرح , ولحظة الحياة , بكل تفاصيلها , لما ادمن ارتشاف الضحكة , واستنزاف قطرات العمرقطرة قطرة ( هي ذات القطرات تتكرر كل حين ) كجواد جامح تصهل اللحظات وتاخذني بعيدا ,

لما أعدمت من قواميسي كل كلمات الحب والغزل بالإنسان والورد والبحر . وحنطت الزمن في تمثال زجاجي ، قيل أنه من عالم جميل فوق العادة لا يعرف معنى الزوال ،عالم لا يعرف كيف تطلع الشمس من الغرب أم من الشرق ..؟ ويقدس الحائط والخشب والحجر, ويدمي القلوب ,

ما زلت اخطىء في الاملاء يا حبيبتي , ولكنك تفهمين كلماتي .دائما كنت تفهمين ,

هل عبر قلبي جسر يمتد بين ضفتي القلب , , يبحث عن دفء وسكن يدك , .
لا شئ سوى صدى موج البحر ، موجة تعانق موجة ، ونورسة تلهو مع نورساً .. ونسمة هواء ، تبث موجز نشرة أنباء القلب ... وأنت ماذا ,, انا ماذا ؟ لا شيء ,

كل عام اسكن مع حزني وحيدا , ينقلب عام من الزمن ,وينقلب عام من عمري , كاني والمسيح شقيقان , او توئمان على صليب , وعشاء اخير,

متلازمان حتى في عالم الابراج , ولكني لم اعرف اين صليبي بعد ,
أنا .ههنا ، مرة أخرى ، أسامر بحر قادم جديد ، أجثو على شاطئه . أرمم بزبده كل آلام السنين المهاجرة ، وأغارُ من تلك الطيور الراحلة نحو الشرق, نحو عينيك , .
، بحار كثيرة ، و" تسونامي " واحد , اخير . ياخذني الى محيط من الحيرة ؟.

بوذا " ما زال ينتظر متحجرا ، دون ملائكة . نائما في محراب جوف الصمت ،

صامت ،كل شىء صامت . أما ان آوان الغناء ؟(كلهم بوذا ) وأنت ماذا ..؟ أي بحر لديك , اي اصفار , تلك ,
انه " السامري " من جديد ,, يبحث عن فراشات الحقول ,
****** ******
قلت لحبيبتي الجميلة ، غداً سأبدل لون القمر ,ليصبح بلون عينيك ، سأحتسي الشمس دفعة واحدة ، ثم ألقي الكأس بعيدا ، نحو الماضي .. كما في حانة يونانية , اطلق زوربا كل جنونه فيها ,هل تذكرين زوربا ، اتعلمين , اشتاق الى سيجارة تحترق في فمي . سيجارة صغيرة وفنجان صغير ,,من قهوتك ,

حين اتذكر سجائري ,. أحزن على شفتيك .. بل اشفق عليها .

من العار أن تنتظر شفتيك الزمن , من العار ان لا تدق كل النواقيس لضحكتك ,
حان موعد الإبحار ياصديقتي ؟ الى عام جديد ,
قالت : قبل الرحيل االخير ، برهن على أنك تعشقني كما نهرٌ يجري ؟ فالحياة نهر ..
وحبيبتي نهر , ودمي نهر,
في قلبي جفت كل الأنهر . وأنت ياصديقتي ، منذ ولادة الروح ترفعين سارية الاوديسا وتبحرين في دمي .
قالت : الحب ينتصر , لا يهزم الحرب إلا الحب والغناء ..؟ لايهزم (العجز) ، إلا قصيدة وشاعر ."وسامريي"عنيد.
أنا .. ياصديقة كل ما تبقى من زمن في ساعتي الرملية ، معزوفة لرقصة هادئة" قديمة !؟ هزمتها الموسيقى الصاخبة .. ,والعجز؟

اتذكرين طائر الفالمنجو , والرقص على الاشياء الرقيقة ؟
هذا قلبي على الرصيف ، في حضرة ميلاد وذكرى ,ذكرى مزدحمة بالموتى . في كل مكان , في الطرقات والمنازل موتى في القلوب ، موتى والحناجر، موتى في النصوص والكلمات ..موتى حتى في الموت .

كل شعاراتهم سيوف ورماح ,.
وكل شعاراتي , ورده أو سنبلة ,, و قصيدة, نزفتها يوم على نافذتك الجميلة , فبكت ,.
انا لا أملك برهاناً على أني لا زلت " نهر جاري " في عشقك ، كيف املك برهان وقد إختزلت الحياة بك . فأنت سرُ الماء وصنيعة يد الله , .


على صفحة خدك ، أم على ثغرك البحر المبتسم , ارسم كلماتي , ام القي كبدي في lمحراب الوهية عشقي.
وأنت يا حبيبتي ، حملتك هيرا ، وولدتك إيزيس ، و زيوس ،و أمون . أنت مطر وعشتار الحياة .

من قال أنك خلقت من ضلعي المفقود؟، الذي حوله " رجل " الى عصا يتكأ عليها في وجه جاهليته ؟؟

مع نهاية اليوم قلت لها أحبك .. ومع بداية اليوم قلت لها أحبك ... وعند عناق النهر بالبحر ، ثم ماذا ؟ .
وددت لو أحببتك منذ خطيئة ادم .. لكانت الحياة أجمل ، لأختصرت عمر من الانتظار,

انتظار على رصيف عتيق ، برفقة قطة متسولة ،. وغريب , وأرصفة أخرى . من مدن لا ملح فيها ولا بحر لها

. مدن بائسة ماتت أزقتها القديمة ...

وأنت ماذا ..؟
أرصفة تتزاحم فوق أرصفة أخرى ,

إختفى منها بخار القطار الأبيض، وغابت صافراته الجميلة ادرك اني إلتهم الزمن االحياة دفعة واحدة ، قبل أن أحتسي منه رائحته . قطار بلا دخان أبيض ، بل بسحابة سوداء, هكذا مضت ايامي , .
هل لا زلت تنتظر دخان أبيض من متحف عتيق ؟ حن يا قلبي وارتقي مكانك ,
يا .. أيها الساكن فوق جمر السنين منذ فجر الروح ألم يحن موعد غناءك ؟ سأغني وسيتكلمون ,
تنتظر ماذا ؟ ، فالمستقبل أمامك ، والماضي خلفك ، وأنت تنتظر أن يتحول النص يوماً الى شاهداً معك .. وربما حقيبة ظهر أخرى ، وسيرحل كما الراحلون . واصفار كثيرة أبطال وأنبياء وسحرة ومشعوذين وأوسمة ونياشين.
وستبقى الدهشة ، و " نيرفانا" كل يوم احمل الدهشة في أعماقي منذ لحظة ولادتي

ما هذا العالم المسكون بالصمت ؟ والتناقضات ,
لما تحدث عنها في يوم ميلادي , تناقضات , ام صراخ في البرية ,, كلها مدن ملح قاحلة ,, حتى البكاء ,
فما أجمل هذا البحر القادم المدهش ، حين تنام رموشي على هضبة شفتيك . بيد أني أحب زمن خروج الأطفال من المدرسة ، وما يحدثونه من ضجيج صاخب مجنون ، ففي تلك اللحظة يتحرر الأطفال من سلطة الاستاذ . واتحرر من شفتيك ,
وددت لو أحببتك منذ لحظة الولادة ، لكان العمر أجمل .. وتعلمت معنى الغناء مبكراً
وأنت ماذا .. شىء بداخلي أم حجر ام سنبله ..؟!

ام سنابل قمح ذهبية ومناجل كثيرة ,

يا أيها المصلوب في مكانين ، صدر حبيبة ,وصدر كاد ان يكون لها ,

كل عام وانت قلبي ,,
كل عام وانت جميل.
تعال نرقص من جديد .