في عاصفة الروح ؟


وحين تسمعني العواصف ولا يسمعني احد .
هنالك نفس وهنالك روح ,,
مجرد جنون ,,جنون اخر""

ترى هل هي مجرد أحلام,أو أحلام مجرد ,
اصرخ كثيرا بين كثبان الموج وغضب العواصف العاتية,
تجبرني روحي على الصراخ بغضب المتوحشين, ويتعب قلبي ويهيم حائر بلا غاية والنفس لم تزل تتربع على صدري تحثني على الانكفاء ,والاستسلام ,
إن العاصفة هوجاء وكبيرة, وليلها طويل, والقلوع تكسرت, وتتطاير الأشرعة في هيم الموج ,

النفس تزمجر في داخلي "" آن كفى " لقد تعبت, والروح كحصان جموح, تستشف أخر ذرة للقتال ,
ما بين بين الروح والنفس, حرب متكافئة تدور رحاها في ثنايا المكنون المتأبط جسدي ,
ربما هي حسرات وعبرات , عصفت ,أو عصف بها الهوى
أو هي رؤى وسلوك إلى الجحيم ,وسبيل أخر إلى كل الجهات ,
حصون فارغة وسواد وأكوام من دموع تتراكم في النفس وما حوت النفس,
قد يموت الإنسان ظمأنا لشيء ما, إلا الماء, وقد يبيت الإنسان يشرب حتى الثمالة من لهفة و ولع ,
تعاتبني الروح . وتلومني, وتتعب قلبي, وتنسى تلك الروح أنها, وقفت ساكنة تماما,عندما اجتاحنا الجنون وأحلام طائرة كثيرة ,كل ما تريده إن ارمي أخر سهامي وكفى , وربما كي أموت واقف بلا انحناء,
أحيانا, تجف الحياة على الشفاه, ويموت الحلم على في حدقة العين, وقد يتفطر وينسكب بطيئا من اليد, بعد أن كاد يكون, حقيقة أو وهم, كلاهما مر, ولكنه حقيقة ,
وأحيانا أخرى, تجف الجداول, وتموت الحياة, مع أن الماء فيها, بين دفتيها وضفتيها, عذب زلال, ولا نراه. وقد نراه ولا نصدق انه ماء ,
الحياة لئيمة, تهدم الخوف وتنحني قليلا, ولكنها تبني فينا خوف أخر, يصل إلى حافة الجزع, من كل شيء. نحن نخاف حتى أن نعرف ما في مكنون أعماقنا ,
نخاف أن نكتشف أننا واهمون, أو أننا أضعنا فرصة كانت قاب قوسين منا ,
ربما يهرب نظري بعيدا إلى جهة أخرى ,خوف من حقيقة تمثلت امام عيني لحظة ما , فعجزت عن احتوائها , وقد اهرب بعيدا,ولكني في النهاية اهرب إلى حقيقة أخرى , إنا اعرف أنها قد تطيح بمحتوى أخر قطرات الحياة ,
لو أن القلوب كانت بيوت, لسكنا في قلوب من نحب, وأسكناهم فيها, ولو أنها منازل, لعمرت بالمحبة, وبأغاريد طيور الصباح, وبقطرات المطر , ولعلمنا كل الحقائق ,بلا أسوار.وبلا فرص ضائعة , يبدو أني أصبحت مدمنا على الحديث عن القطرات ,
ترى أي قطرة بقيت معلقة في أهداب عين لم أراها , تدمع من اجلي يوما ما , وكم من قطرة سقطت ومرت على يدي وانأ ابحث عن شيء ما ,
لما ألوم نفسي هنا, أليست هي ذات النفس التي تهزمني كل حين ؟؟

هنالك جنبات في أعماقي بها أنوار , وبها أروح , ومدى أوسع من مد بصري ,
روحي كظلال شاحبة تأتي من بعيد , تلوح من ذاك المدى ,هذه الظلال هي قلاع النفس في النهاية , وهي هياكل متصدعة الأسوار , قد تنهار مع بداية النور, وتتهاوى تدوي بصوت لا يطاق ,ولكنه يبقى دوي من وهم , قد يزلزلني قليلا , ولكنه ينعش لدي حب البقاء,
وفي النفس أيضا أشياء كثيرة, لو جالت بها عيوني لبكت على انهيار قلاعها ,
ما بين قلاع الروح وقلاع النفس , كما بين القد الحلبي والموشح الأندلسي , كلاهما تطرب الروح له ,ولكنه ترديد لألق قد كان ,
كل القلوب تتأملك يا قلبي, فارسها الجميل أنت فلما عبث الكلمات, إن لهم همس خلف الباب, وكلمات تعرفني ولا اعرفها , وان لهم ضجيج باهت , تهفو له روح اخرى , ولا يسمع دق يدي إلا صوت العواصف ,
لن يفتقدك احد هنا, سواء بقيت تنقش كلمات, أم تترنح ما بين حروفها,
اعتقد أني أدق قلوب من حجر و نواقيس من تراب وطين , و ابحر على جبال الموج وحيدا.
هنا , رميت ببعض من قطع قلبي , فداستها أقدام من عبروا , كمركب قديم ,ملقى على دفة البحر , تتناوبه طيور الفلامنجو المهاجرة وتنام به هوام الليل .
اخطأت كثيرا ,,
حين لم احرق كل مراكبي , حين لم القي قلبي على خنجر يقف مستهزئا .
لم يزل البحر يأخذني ,,, في عاصفة الروح .
في ظلمة الموج, أخذت العواصف كل صوتي, وأغرقت كل الكلمات,
ولكني بقيت اصرخ,
ان للعاصفة قلب كبير,