سامري ,,

محاولة للتأمل ام للادراك ؟؟,,
""الرضا , القلق , الوهم , الارق , وزفرات اخرى ...

انها ساعة مبكرة جد , وذات الفجر لكل يوم , ,

مجرد جدار ذاك الذي يفصلني عن الشارع ,, جدار وتفاصيل صغيرة ,

ارفع قدمي على مقدمة العربة كي اشد رباط الحذاء الثقيل , واتفقد خوذة العمل , والرداء الفسفوري,

ادير مفتاح العربة , فيأتي صوتها مخميلي ناعم بالكاد يطرق اذني ,

قليلا من الراحة وانا اشعل سيجارة جديدة , وادير المذياع ,,,

" اجمل الصباحات هي التي تأتي مع المطر ,,هكذا قالت المذيعة بصوتها الرقيق ,,
ثم كانت فيروز تطرح ردائها هذا بألق رائع ,
"يا طير يا طاير على طراف الدنى"
هكذا انا ,, انغرست الكلمات عميق في داخلي ,,

انطلق رويدا رويدا في الشارع العريض , و على يميني البحر هادىء بلا صوت ,
وبشر يسرعون خطاهم للحاق بشيء ما ,, تمام كما افعل انا .كل يوم ,

دائما اعتقد اني قد بذلت جهد خارق على كل منعرجات الحياة ,

ربما انا اترجم غضب مكتوم في اعماقي , وربما كي اشعر بالرضا ,
او ربما هي حرب لا تنتهي مع الحياة ,

النصر لها في كل النهايات ,

تسحقك الحياة بقسوتها , وتخلقك من جديد وتكون لك مسار لا تحيد عنه ,

ولكنك لا تبتعد عن حلم ما , وان لم يتحقق , لكنه لا يموت ,

تشعر انه قريب , بين يديك تمام ,, الا انه سراب ,

ربما اوهام ,, مجرد اوهام ,

هل تذكرون قصة ذاك السامري ,,

انها الحياة