الموضوع: حبطرش ؟؟.
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2011, 13:30   رقم المشاركة : ( 561 )
شخص عادي "

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/21.gif


الاوسمة



 
لوني المفضل : Blue
رقم العضوية : 167
تاريخ التسجيل : 19 - 3 - 2008
فترة الأقامة : 6290 يوم
أخر زيارة : 02-06-2025
المشاركات : 4,911 [ + ]
عدد النقاط : 141
الدوله ~
الجنس ~
M M S ~
MMS ~
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ابو قنوة غير متصل

افتراضي رد: حبطرش ؟؟.



قتلني ردك هنا


جلس ذات مساء بارد , يعبث باوراق قديمة له ,,, ما بين السطور كانت هنالك ذكريات ,, ذكريات تحدث بها القلب ,يوما
,,,,,,

فقال ,,:............
كان الطفل الصغير يركض فرحا خلف الكرة , بين ضحكات اطفال يمرحون ,ذات صباح صيفي رقيق , والكرة تتطاير هنا وهناك بين الاقدام الصغير ,وتداعب نسمات صيف قليلة شعر راسة الناعم ,وقلب يضج بالفرح والسعادة , وكأنها بالامس ,
بين تلك الضحكات والاقدام الصغيرة , دوى صوت ارتطام وسقوط جسد غض على الارض ليلتصق فم ذاك الطفل بخد الارض بلا حراك , وعم صمت ثقيل ,, وتوقفت الضحكات , ارجل كثيرة تتحرك في الملعب , وجسد صغير تتلقفة ايدي معلم ما الى مكان بغيض ,حيث المشفى ,
كانت الام المنتصبة القامة , وعلى عتبات غرفة الزجاج ,تقف بصمت , وبضع اشخاص , واطباء وذوي اردية بيضاء كثيرون ,
خرج الطبيب الكهل من تلك الغرفة واتجه نحو غرفة صغيرة في اخر الرواق ,, بذاك الممر الطويل من مستشفى فلسطين بعمان ,والام الى جانبة وحديث مكتوم يدور , (اعتقد ان هنالك مشكلة ما في قلب الصغير ), قال الطبيب , جلست الام على المقعد المقابل تستمع الى حديث يدمي قلوب قاسية , ان القلب ضعيف بالكاد يستطيع ان يضخ الدم الكافي , سيجتاز ما حدث ولكن ,,سيبقى معه هذا الى الابد,,,
,الى الابد, ,, ترددت الكلمة بصدى حزين والام تبتلع بقايا قطرات بحثت عنها طويلا في حلق قد جف ,,
الى الابد ,, ويتغير نمط الحياة ,, ويعيش لا كالاطفال ,, لا جهد بعد اليوم ..ولا كرة تقفز بين الاقدام ,,
لا كالاطفال ابدا ,, ,,,, والا ,,, فهنالك جسد وتابوت صغير ,
كان الجسد ملقى على السرير حين دخلت الام بأبتسامتها الرائعة مردفة بفرح مصطنع ( لا تخف ,, يا حبيبي ,,,انا هنا),, من حينها ,,لم يطرق الخوق قلب الفتى ابدا .
فهمس لها الطفل ( لا احب رائحة المكان ,,, اخرجيني من هنا ) .. سنعود ,,سنعود معا في الصباح ,,,, اجابت ,, وكل قهر الدنيا ,سكب في ذاك الصوت بذاك الحين ,,
كما مطر السماء صهرت الام كل حياتها ,لاجل هذا , وكأنه لم يخرج من رحم ذالك الام , وكأنه بقي هناك محاطا بكل رفق الرب وعناية السماء ,, وكأن ذالك الحبل السري بين الام وطفلها لم ينقطع ابدا ,, واستمر حبل وهمي , بقصة حب لا تنتهي ,, بين طفلا ,,وام ,,,, وموت ,,,
رسمت له خطوط لكل تفصيلة من حياة الطفل , فانقلب البيت الى شىء اخر , شىء جديد ,, هنالك على الحافة ,, سيسير الطفل ,ملاحق بعيون كثيرة .عيون تلاحق كل همسة وكل دقة من قلب الفتى , حافة قدر لها القدر ما شاء , لتستمر الحياة ,,, ويؤجل موت الى حين , تقرع الاجراس,
لا كرة بعد اليوم ولا ملاعب الصبا , لا رفاق يتراكضون . ولا لعب بثلج عمان ابدا , ولا بكاء ,,, ابدا ,
في كل تنهيدة للطفل كانت الام تضع يدها على قلبها ,في كل كل لمسة ليد الطفل ناحية الصدر , كانت الام تقفز كالنمرة ,, تذود عن صبيها ,, وكانها تدفع بالعالم كله بعيدا عن قرة عين لها ,خلق هكذا ,,ربما بلا قلب ,
شيئا فشئا ,, سارت الحياة الجديدة بكل طقوسها , وشىء فشيئا اوجدت الام بديلا لكل شىء في حياة الطفل , فكانت الكتب وفرشاة رسم , بدلا للكرة والملعب , والفتيات صغيرات بدلا من شقاوة الفتيان الذكور , برنامج دائم ,, وغسيل لعقل الطفل من الماضي الجميل ,, الى مستقبل , رسمته الام حتى اودعت الروح ,,
وسارت الحياة الهوينة والطفل يعتاد الجديد بكل ثقلة ,, بكل قسوتة ,, اعتاد على الكتاب وادمن مطالعة كل شىء ,, كل كتاب .. وصحيفة ,, فتفتحت امامه افاق بعيدة ,, والتهبت في نفسة بحور من الشوق للمعرفة وحب الاطلاع لكل شىء ,, واصبح الكتاب ديدنه اليومي ,, وغرست في نفسة حب الكتابة والاغاني والكلمة والحرف ,,فنقش حروف لا تنتهي وكلمات اكبر منه , ,, وترسخت احاسيس وعواطف من نوع اخر ,, احاسيس صقلتها مطالعة القصص والروايات ,, فتفتح العقل بافق ورائع ,والق جديد ,ورسمت له الام غريزة المواجهة والتعبير بلا خوف والتعبير عن ما في النفس ,, ,, فصار لسانة مصدر قلق وداع للجدال , فاحبه الكبار وكرهه الصغار ,, واحبته الصبايا ,وكرهه الاولاد, فاطلقوا عليه لقب (حبيب ماما)
وسط غير اعتيادي لطفل قدر له ان يصبح غير اعتيادي , وسط حياة اصبحت صارمة المحيا بين ادوية كثرت على جسد الطفل وراكمت عنده احساس بالكره لكل ما يمت للطب والمرض بصله ,,وكره حتى ارديه الاطباء وسماعات القلوب ,
بين هذا وذاك وبمرور السنون والايام , لم تزل تلك الكرة تعبث بخيال الطفل اجلا طويل ,,,, وكأنها كرة من ثلج كلما استمرت بالدوران كبرت كحلم لا ينتهي ,, ونور يتسلل الى قلب الطفل ,فتهب عواصف من عاطفة لا تنتهي ,, وروح ,, تشعر انها فقدت شىء ما ,,, شىء لن يعود .ابدا,

قتنلي ردك ,,






التعديل الأخير تم بواسطة ابو قنوة ; 10-11-2011 الساعة 19:25
  رد مع اقتباس