لحن: (الروحة بلا رجعة)!!

ها هو الربيع العربي يحصد زعيما اخر اختار لنفسه نهاية مأساوية بكل ما للكلمة من معنى!

لا زال هذا الربيع مؤلما في كشف الوقائع واظهار الحقائق وازالة الاقنعة عن الوجوه لعل اخرها يتعلق في مسألة ان تأتي (منية) الزعيم العربي قبل الربيع وما بعده!

قبل الربيع : ما ان يعلن عن وفاته حتى يعلن الحداد الرسمي وتنكس الاعلام .. وبعدها تتسابق مجالس الوزراء فيما بينها في اعلان العطلة الرسمية .. ثم بعد ذلك يقطع البث التلفزيوني وننتقل مباشرة لنقل جنازة (الزعيم) لحظة بلحظة .. في الجنازة تجد كافة الوجوه المشاركة شاحبة من شدة الحزن .. وينقل الزعيم على عربة (مدفع) .. ويعزف (الصداحون) لحن الرجوع الاخير .. وما ان يدلى في القبر حتى يطلق رفاق السلاح من بنادقهم رصاصات الولع على فراقه .. وعادة ما يعتبر هنا فقيد امة لذلك فإن التعازي تقبل في كل شبر من بلادنا العربية.


بعد هذا الربيع: ما ان يعلن عن وفاته حتى تعلن (الافراح) وترفع الاعلام ابتهاجا .. وتجد الموظفون على امتداد وطننا العربي هم الخاسر الاكبر من وفاته بعد هذا الربيع فلا يوجد (عطلة) ولا حتى (استراحة ) فطور .. بعد ذلك يقطع البث التلفزيوني وننتقل في تغطية مباشرة وبث كل ما يمكن الحصول عليه من صور ومقاطع (فيديو) بحيث تكون التغطية مستمرة حتى تنقل (قيمته) .. في تلك الاثناء ترى كافة الوجوه المحيطة به قد فردت على وسعيها من شدة (الفرحة) برحيله ..

ينقل بعدها (الزعيم ) على (بكم) .. ويعزف له (المواطنون) لحن: (الروحة بلا رجعة) .. ويطلق الجميع رصاصات الفرح والابتهاج برحيله .. وعادة ما يعتبر هنا (دكتاتور) فلا تجد شبرا واحدا على امتداد بلادنا العربية يمكن ان (يحويه)!

هذا هو الربيع العربي ما في عنده (يمة ارحميني) .. يا بتعدل .. يا بتنذل!

صالح عربيات

المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج