يا الله
كم انا ظالم بحق القهوة الحنونة التي لم اعلم بحنيتها من قبل
اربعون عاما ونيف وانا احتسي القهوة
ولم اعطها حقها او انصفها
كنت اظنها ماء وسكر وقليل من شي له طعم فيه مرارة
كنت اظنها مثل مكتة سجائر او رجل طاولة
كنت اظنها اخر المشاريب
او حتى عز غابر ماتت مع اخر بيت من الشعر (المكان الذي يسكنه البدوي)
او انها ذهبت مع اخر قضوة يضعها طالب القضوة امامه ويقول له صاحب البيت اشرب قهوتك فيرد عليه صاحب الحاجة بعدم شربها الا
بالامر الذي جاء به وعندها يكون الحل بتلبية الطلب وشرب الفنجان ويقول صاحب البيت جدد القهوة يا ولد ويحل الوئام محل الخصام
او يرفض صاحب البيت الطلب ويرفض صاحبنا شرب فنجانه وهذه معيبة عند العرب
ويقولون ان الجاهة الشاطرة التي فنجانها لايبرد
وللقهوة معايير كثيرة منها للسيف ومنها للضيف ---
اما انا ---
فقد ظلمتها --فعلا ولم تكن عندي ذات معنى
الست ظالم للقهوة
مررت بمراحل كثيرة ولم اؤرخ للقهوة في نفسي مكانا
شربتها في مرحلة المدرسة وكانت لاشيء
شربتها في مرحلة الكلية العسكرية وكانت لاشيء
شربتها في مرحلة بيروت العربية وكانت لاشيء
شربتها في الحياة العملية وكانت لاشيء
والان اشربها وهي لاشيء
لاني لم اعرها انتباها يوما ما
الان الان
انت من كشف سترها ومحاسنها وحنينها وذكراها وذاكرتها
وروعتها ورمزها وتخليدها ومراحلها
وعليه اسمعيني جيدا
كنت افضل من كتب عن روح القهوة --اي ان لها روحا ومكانة ووجدانا
كنت افضل من جعل للقهوة مراحل حياة
رمزا , احساسا , ابدعا , رفيق درب , كاتمة اسرار , عشيقة , عاشقة
لكل هذا ولاحساسك وعشقك للقهوة وقربها منك , وقربكي منها

ان تبدأي بتأليف كتاب عن مراحل حياتك للقهوة
فأنت تملكين حبا وعشقا ووصفا لايدانيه اخر بهذا الكلام الرائع
رجاء ان تأخذي الامر جدا
لان الابداع يأتي مع الالم مع الايام مع الحزن مع العشق مع الحب
فرصة بين يديك ان تكتب كتابا بما لايقل عن مائة صفحة تؤرخين بها حياتك الادبية
ويكون عنوانك الادبي
انت تمتلكين موهبة السرد والوصف , وحبك المواضيع
وخيرمثال ما كتب اعلاه
فرصة ان تبدأي
لن تخسري شيئا
تحياتي يا ابنة اخي الرائعة
نسيت ان اقول شكرا على فنجان القهوة الذي وصيتي ابو بكر عليه
كان رائعا