عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2011, 18:14   رقم المشاركة : ( 8 )
♠ حبيبات القهوة ♠
مشرف


 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 3083
تاريخ التسجيل : 24 - 1 - 2011
فترة الأقامة : 5163 يوم
أخر زيارة : 26-01-2023
العمر : 45
المشاركات : 698 [ + ]
عدد النقاط : 10
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نكهة القهوة غير متصل

افتراضي رد: حبس ابنه 8 اسابيع في صندوق ليؤدبه



اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين الحراسيس [ مشاهدة المشاركة ]
تحياتي نكهة القهوة
نرجع لموضوع الحشرات احسن
الحمد لله انك مش من بوليفيا
بس اللي عملها كندي--لانه البوليفي عالم ثالث --مثلنا
بس الحياة برضو صغيرة--او الدنيا صغيرة--مشان هيك عرفنا بالمهبول اللي وضع ابنه بصندوق
اذا كان الحكي صحيح --مش فلم هندي--هو احنا في محكمة حتى نحلفه يمين-
احنا طول عمرنا بنمشيها وقفت على ها المسكين
مش بقولوا الحياة بحر من الوحدة والانفراد
صخورها الاماني واشجارها الاحلام وازهارها الوحشة وينابيعها التعطش
الظاهر اني ابعدت عن الموضوع
البنت عندي توجيهي في الفصل الاول امها عملت عملية -والفصل الثاني الان امها بتاخذ جلسات اشعة وجدتها ام امها توفت خلال الامتحانات
وبتقولي كل الامهات بستنوا بناتهم عند الامتحان الا انا
ما قصرت اعطيتها درس في الاخلاق الحميدة والاعتماد على النفس
لكن في داخلها اقتنعت الله اعلم
انا مثل تشالنجر بتاع المفاوضات المكوكية ايام عبد الناصر
على الخط رايح جاي بين عمان والعقبة
مرة الثاني الظاهر اني ابعدت عن الموضوع
محنا حكينا وانا معكي خلينا في الحشرات اريح واحسن
تحياتي

انت بتعرف اني مرض مُعْدي ؟!
سرعان ما يصبح من يجالسني مثلي ، بيخش بالف سولافه بنفس الثانية !
وهذا انما عندي ، منك انت بالذات ، عقد من لؤلؤ ، اتزين به وافخر
ان شكرا لك ان وجدتني اصغي ، فبحت ببعض ما في هذا الصدر المثقل بالصبر ، المؤمن
وبدي تسمحلي احكيلك كمان ؤصه طويله وتتحملني ،
احكيها لبنتك عني عمو ،
وهي عباره عن قصتي وكيف وئعت بحوب الئهوه ،
انقل لبنتك فقط الجزء اللي بيتعلق بالتوجيهي
هي قصه مره كتبتها ، سأنقلها .
وعلى فكره عمو ،
كل ما اقوله صدق ، وهي يوميات بالفعل عشتها ،
وكل ما ورد في ردك ، ثقيل ولن اعلق عليه
غير : احترمك واقدرك ، وافهم جيدا ما قلت وبحت به من ظاهر وباطن ، واحب لو اقدم لك فنجان قهوة فاخره !
~~~~
منذ كنت بالثانوية العامة (التوجيهي) ارتبطت القهوة لدي بمعنى..
فلا أجد هذا الشراب إلا ككائن يصغي ويتحدث !
وله من الاحساس والمراعاة ما تفتقده كثر من أفئدة بني البشر
مراحل علاقتي و مـg القهوة ،

(التوجيهي) كان ارتشافي لذاك الفنجان عبارة عن اختلاء مع ذاتي في محاولة لقراءة المُستقبل (سأكون ام لن أكون) ، كنت أبوح إليه بأحلامي وأصغي لارشاداته
فقد كنت طوال مراحل الدراسه المدرسيه فتاة تنجح ( بالدفش ) فقط ، مديرة المدرسه تأمر المعلمات ان يضعن لي علامات تكفل انتقالي من مرحلة للثانية ،
هذا لانني كنت مصدرا للجوائز !
لابداعات لا منهجية تختص بالموسيقى والمسرح والكتابة
عندما جاء الرعب الاجتماعي المسمى : توجيهي
كل ما سمعته ممن حولي البعيد قبل القريب : ليش انتي متوقعه تنجحي ؟ ما احنا عارفينك !
وأنا أعرفني ،
كنت استيقظ قبل الفجر بثلاث ساعات يوميا ادرس بالخفاء دون علم اهلي ، وكل الناس ،
عند استياقظ الوالد فالوالدة للصلاة، يظنان بأنني مستيقظة لصلاة الفجر فقط
فمضى التوجيهي هكذا ،
صباحا امضيه موسيقى ورسما وكتابة ولهوا وتمثيلا متواصلا لدور المهملة الشائع عني !،
رغم ان الوالدة لطالما أمرتني أن ادرس
ولكنني كنت اوهمهم جميعا بأنني على الاهمال باقية
للأمانة ،
شككت مثلهم بقدرتي على النجاح للحظات مختلفة
لا لأنني اعهد مني الغباء مثل ما يظنه بعضهم عني ،
بل لأنني كنت لا اعرف شيئا عن اي شيء في الكتب المدرسية فمرجعيتي ( صفر ) !
طوال عمري لم أعرف ما هو المبتدا وما هي الـwas !
وبدأت من الصفر ، نعم
وكان ان جاء يوم النتائج .
لم يذهب احد من العائلة لاحضارها كما عند نتائج اخواتي في سنوات سابقة ، فالجميع يتوقعها ، كيف تنجح وهي لم تفتح كتابا في حياتها !؟
لن انجح
فذهبت انا ،
عندما وقع نظري على كشف العلامات ، لم أرى الا اسمي !!!
عدت باكية للمنزل ، كل الشارع مشيته من مدرستي حتى بيتنا ، وانا ابكي !
وكل من مررت بهم من ( جارات ) واساني قائلا : معلش خالتو خيرها بغيرها الدراسه مو كل اشي !!
بنيه حسنه
ونية .... ، ما علينا !
ليستقبلني والدي رحمه الله في منزلنا مرتديا ملابس المنزل : بجمله : معلش يابا لا تعيطي بكره بتعيدي وبتنجحي
واخذ يخفي عني حزنه ،
هذا الشيخ الكريم ذو القلب الأطيب ، أخفى دموعه مني عني !
دموعه التي لم أرها يوما الا على فلسطين
أو لله خاشعة ، ومشتاقة لرحمته سبحانه
انا من كثرة البكاء ومن الفرحة لم أكن قادرة على اخراج صوتي لأخبره وأبشره بتوفقي لا بنجاحي فقط !
أخذت أدور من حول طاولة ( السفره الكبيره ) لا استطيع التوقف عن الحركة !
واخي الصغير ينظر إلي لا يفهم ما بي
أين ضحكتها ؟ لم هي تبكي هكذا ؟
فهمتها من عينيه الجميلة التي اعشقها ،
والدتي ، روحي وقلبي واجمل هديه من الرحمن الرحيم
قررت الحاجة يومها الخروج من المنزل فقط لتهرب !
لا تريد ان ترى اي عين يسرها ما بي من حزن من اي من الأقارب والمعارف
ولا تريد ان ارى منها حزنها ايضا
لطالما كانت امي جبل لا تهزه اية رياح
سيدة بكل ما في هذه الكلمة من معنى
بقيت انتظرها امام النافذه عند طاولة الطعام في غرفة الضيوف
لتكون اول من يسمع صوتي يخرج مني بالنتيجه
فهي امي وهي كل حياتي وهي القلب الأول الذي يثق ويؤمن بخيري وشري !!؟
عندما شاهدت السياره تقف امام المنزل
نزلت والدتي منها ،
رَفَعت رأسها اول ما حطت بقدمها الغاليه على الأرض ، وكأنها تعرف بأنني انتظرها !
ففتحت النافذه وقلت لها بصوت لا اعرف كيف استطعته : فطوووم انا نجحت !
فما كان من هذا البناء الشامخ ، إلا أن جلست على الرصيف لتصلي ركعتين لله وتبكي
ونصف شعرها من تحت الحجاب ظاهر !
فنزلت مهرولة على السلم لا ادري كيف وصلت اليها
وكل المبنى واهله ومن في الشارع تجمهروا من حولنا
فقبلتها على يدها وعلى رأسها وقلت لها : 80 ! جبت 80 !
فازداد بكاؤها !
أمسكت بيدها امام كل المتجمهرين وغنيت لها :
بغنيلا وبدئلا وغير بحبك ما بئلا
بحطا ع راسي من فوء ئدام العالم كلا
بحبا ئد مواج البحر والطير وغنياتو
وحب النحل لطيب الزهر والربيع لنسماتو
بندهلا بيتخبا البدر لأنا البدر بزاتوا
بتؤمرني ع طول العمر وشو ما بدا بعملا
ما كتيرة علي بيحب يهدي عمرو لمحبوبو
مهما كانت صعبة الدرب بيضويلوا الحب دروبو
ولي بحبو صافي الئلب ما بيتخيب مطلوبو
نور عيوني الكلا حب ان طلبت روحي بئدملا
كانت فرحة ولحظة سعاده لم اعش مثلها ولا اظنني سأعيش مثلها ابدا ،
فنجان القهوة هو الوحيد الذي عرف بأنني ادرس وانني لم اكن غبيه ولا مهمله كنت فقط احب الموسيقى والمسرح اكثر من الكتب المدرسيه ،
فنجان القهوة كان رفيق سهري وتعبي .

ثم انتقلت للمرحلة الثانية لعلاقتي والقهوة :
بهذه المرحلة توطدت علاقتي معه لتصبح على معان اكثر اتساعا وبهجة ونضجا ،
خلال دراستي بالكرك الجميلة..كنت أسكن في منطقة المرج..وكنت -بطبيعتي - أُحب ان ابدأ يومي باكرا
أحب أن اراقب استيقاظ الأرض وتثائبها على وجه الحياه
أحب أن امسك فجرا فنجاني وأقف أتلصص من خلف النافذة على توحد الدنيا بكل تفاصيلها ،
اشاهد شجرة يتأبط ذراعها النسيم وكأنهما يرقصان على نغمات ( تانغو ) سلسه رقيقة
اسمع صوت زامور هناك صاحبه يتمتم معتذرا فقد اخطأ لمسه وهو ( يحمّي ) سيارته
اشاهد ضوءا في ( مطبخ ) ام حنون استيقظت تحضر فطائر لأطفالها قبل المدرسة ،
كل ما في الصباح اعشقه !
صوت المطر ورائحة الشجر مممممممممممممممممممم ايها الصباح سبحان من صورك !
إذا
فقد كنت أفضل المحاضرات الصباحية (الساعة 8) لأُنهيها قُرابة الظهيرة فأعود لسكني سريعا بعيدا عن ضوضاء الجامعة..
وبعيدا عن اهتمامات ليست من اهتماماتي

بدأت العلاقة الثانية مع الفنجان بعمُّو (أبو حسن) ،
(نزلت) من الباص للبوابة الرئيسية
وإذ برائحة جميييييييييييييييلة تنادي !
تعالي !
التفت لأرى صرحاً كان بالماضي رجلا جميلا ولا يزال كريما..
مرحبا عمو صباحك خير ممكن فنجان ئهوه ؟
على راسي يا عمي، حلوة ؟
لطالما احببت القهوة بلا اضافات تسلبها حقيقتها المره الأصيلة، ولكن حلاوة هذا الرجل أجبرتني الا ان اقول: حلوه عمو متلك
وعندما تحرك ليملأ لي فنجان كرتوني ، شعرت بقدمه تتحرك بصعوبة
بداية لم التفت لها ولم اعرها اهتمامي..
وهكذا اصبحت يوميا اقول نفس العبارة:
مرحبا عمو ابو الحسن
كيفك عمو
آه لو سمحت فنجاني واتوصى فيه علي امتحان
فيناوله لي مبتسما برزانة خلابة قريبة جدا من الأرض الغالية
في ذات يوم وصلت ابكر من المعتاد..فلم اجده
في اليوم الثاني لم يكن موجودا ايضا
في يومي الثالث وجدته ينتظر رزقه ،

فسألته خير عمو وين سارلك يومين ما صبحتنا بأزكى ئهوه ؟
ولاول مرة اجاب عن (كيفك عمو)اليوميه ، بشكل جديّ :
والله يا عمي مبارح رحت آخذ الابرة وما رضيو يعطوني اياها
ارتسمت على وجهه كل علامات الألم و ... لا أعرف
لاول مره لم استطه فهم مشاعر انسان !
لم اتمالك نفسي امام هذا التعبير فلطالما كانت نقطة ضعفي الاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن
جلست إلى جانبه على الرصيف متناسيه ان محاضرتي بدأت فعلا ! : خير عمو شو في؟
يا عمي عندي سرطان بالعظم، وكل اسبوع باخذ ابرة ب 70 دينار وهالاسبوع قالولي مش متوفرة الابرة..طيب كيف يا عمي بدي اقدر اوقف عليها طول الاسبوع
الحزن الذي غلف صوته لليوم يسكن قلبي ها انا اسمعه الآن ويقتلني !
لم اعرف ماذا اقول وماذا افعل فقد ربط لساني الاختناق به !
معلش عمو الله كبير بيفرجها ( ما أغباني لو سكت لكان افضل ) !
آه يا عمي الله كبير قومي عمحاضرتك، ما اتأخرتي؟
كنت اريد ان اصرخ ما همك بمحاضرتي الآن؟ كيف انا استطيع ان ازيل عنك هذا الحمل !
لم انطق بأي من هذا
فقط ابتسمت له وسرت بفنجاني مبتعده خطوة للامام وخطوات تريد ان اعود اليه للخلف
خطوة ثانية فثالثة

واذ به ينادي..عمو ؟
وكأنني كنت اعلم بأنه سينادي علي ، عدت اليه كلمح البصر عله يطلب مني اي شي
واذ به يخرج من جيبه (ملبستين) بنكهة البرتقال والقهوة
هذول يا عمي مني الك عشان الله يحلي ايامك..
مبتسما اجمل ابتسامه ملؤها الكرامه والحزن رأيتها بحياتي
هل تقبلينها؟
هل أقبلها!!!!!
لا زالت لليوم بمحفظتي أغلفة هذه الحلوى .
فنجان العمو ابو الحسن ،
وفنجان القهوه المسائي والصباحي رفيقا التأمل ، جمال الكرك هذه المدينة التي لا تزال تسكن قلبي

ثم انتقلت العلاقة للمرحلة الثالثة علاقتي والقهوة :
قهوة العمل الصباحية اليومية من كشك الشارع التي اتمنى ان تمدني بالهدوء حتى اعود للمنزل
التي ومن خلالها اعرف ان اليوم بدأ..وأعرف انني اترقب انتهائه
فعلى الرغم من اهمية العمل وجماله في حياتنا وكونه ضرورة وواجب
الا انه متى كان خاليا من احلامنا يضحي استعبادا للروح وبالتالي ثقلا على ايامنا
متى كان يقتصر على العطاء دون الأخذ ( معنويا ) كان سلاح لنا وعلينا
فكان الفنجان شريان اليوم ليستمر ، ويعطي اليوم ليونة واحتمالية
ثم انتهاء
حتى اللقاء

واليوم :
القهوة لدي هي رفيقة الأرق والسهر والغربه والحنين
القهوة هي ملاذ الروح للتأمل
وخلوة النفس للماضي الحاضر
القهوة هي أن أحن لأمي بصمت
أن أرى والدي بمخيلتي واطلب له الرحمه والمغفرة
ان اشتاق لاخوتي واسأل الله ان يسترهم في الحياة الدنيا ويوم اللقاء به

هي القهوة ، لحظاتي للتأمل والبوح

بصمت .


  رد مع اقتباس