تزدحم هذه الأسطر بالابهام النَكِد ، أنت في غنى عنها ، لا تقرأ لن تجد فيها اي شيء غير التعب !
ثم ؛
كما وأنني أجلس لكتابة وصيتي !
كل المشاعر التي تطال حضوري ملغومة الاستحقاق ، فهذا الانكسار في داخلي ليس انكسار موت الراحل عن الرغبة في الحياة، بل انكسار في امكانية العيش ضمن حيثيات العيش الحالية القائمة كلها على حقيقة : الانتظار !
كلنا نعيش على قائمة الانتظار !
انتظار ماذا ؟
وهل تعرف انت لأعرف انا ؟!!
ننتظر المجهول !
على الرغم من ان كلنا يعرف بان ضوء الشمعه قادر ان يلتهم الظلمه ، كما ضوء الشمس يلتهم الليل ، وندرك بالاجماع بان بعض الصباحات لا تحتاج كل الضوء الذي يغمرها ، الا اننا لا نتوقف ان ننتظر السطوع المكتمل !
عرفت رجلا ظل يكبر كل يوم بحجم جبل ، حتى صار كوكبا في السماء !
وعرفت امرأه عشقته ، ظلت تذوي كل يوم حتى صارت بحجم دمعة كالحزن الجميل تنزلق على زجاج فنجان مكسور اليد !
كلكم يعرف مثل هذا الرجل ، ومثلها !
لا يعود اي منهما لما كان عليه قبل ان يلتقيا ، تصبح هي تنام يوميا على مسافة من قلب ينتظر الموت بكل انواعه !
ويكون هو نائم على مساحة من وطن حر !
هذه المرأة ،
التي تصبح حياتها سلسلة من محطات حنظل ، ويصير لقلبها جناحين لا يستطيعان الا الطيران للرحيل المذبوح ، هي الحمقاء التي قالت ذات غفلة :
جميل أن نموت من أجل الحب ، والأجمل أن نعيش من أجله .
حمقاء وهل للحمق من علاج !!
قال ،
ويوصيها البعض اليوم علاجا لآلام الشقيقة والاعصاب والفخد بخلاصة ثمرة ( التفاح المر ) ، اي الحنظل !
يقال بأن ثمرة الدوفوفينا هذه تعالج هذا ، وتعالج جراح الانسان القديمة .
نصحوها بها ،
وقالوا : اسحقيه جيدا ولا يغرك ان سحقه كاف استمري في سحقه فانه يحتاج للحذر كونه نبات يورم وقد يقتل !
واعطوها معلومة اضافية ، مفيد جدا للدغة العقرب والأفعى !!
آه ، ضرورية هذه المعلومه لانها تسكن مع مطاريد الجبل !
شجرة التفاح اخرجت من الجنة ، وقد تخرجها ثمرة التفاح المر من الحياة !
يظن هؤلاء بأن مشكلة هذه الثمرة تتوقف عند مرارتها ،
لم يعرفوا بانها تقتل الجنين وغالبا امه !
هذه المعلومه غير ضرورية ، اما معلومة لدغة العقارب والافاعي هي الضرورية !!!!؟
هي حمقاء ، وهم ؟
هم لا يعرفون بأن المرار يا سادة يا كرام ؛
بعض مشاعر الانسان ، كما الشتاء بعض ايام العام
وكما الليل بعض ساعات الدنيا .
ولا يعرفون بان هذه الحمقاء ، عاشت المرار بكل اشكاله ، عاشت فنونا من المرار !
امرأة الدوفوفينا هذه تعرف بان الحياة جحيم قد يطاق ،
وان الموت جنة ، قد لا تطيقها !
هي تعرف بأن الحياة كالموت ، تريدها .. ولا تقوى عليها !
كل دروس الحياة تتلخص بكيف علينا ان نتصدى للضربة الأولى .
الضربة التي توقظنا على التقدم بالعمر في اليوم اعوام ، الضربة التي تعطينا درسا بطعم التفاح المر خلاصته : الحياة بحر ، والبحر لا يختلف عن الصحراء ، فهو ابدا لا يروي الظمأ .
بعد هذه الضربة ،
نصير نعرف بأن ثمة شيء حتمي جديد يحدث فينا ، يستحق ان نوقف عقارب الحياة كي نتأمله بحتمية .
أوووه !!!
والله حمقاء !!
امرأة الدوفوفينا سخيفة ايضا ، باستمرار تُـدْخـِـل الرياضيات قسراً في المشاعر الانسانية ،
يا امرأة بطعم الحنظل : ان المسافة بين الانسانية والرياضيات مُــعَــطِّــلَة و مُــعَــطَّـلَة !
والخوض بالامكانيات ما هو الا تشدق شبق نبل الصعاليك !!!!
الانسانيات رافضة للضمير !
الانسانيات ترفض قوانينه ولا تقدم له التفسير !
اذ لا يعقل بعد احتراقك في كل المرار ، ان يظل بك رماد المبادئ والمثل !
اليوم ، وقد تيبس الحزن في كل ما فيكِ ،
استسلمي للخوف ..
والضعف ،
ولا تخفي بعد اليوم النار !
ان لها دخان يا امرأة ، استيقظي !!
اعلني على الباب :
لا تدق بابي في ساعة متأخرة من العُــمْــر !
سأكون راحلة .