" ذات الصورة وذات الهيئة"
كنت أقف مقيدة وكأنني مع أولئك
كأنهم ما زالوا بيننا
لا بل ربما كانوا أكثر رحمة حنانا
كانوا يرأفون أحيانا
أولئك قرروا قتلي
وأشعلوا البخور
وسنوا اسلحتهم
لكنني ما توسلت
جرحوني ....أدموني
ونزفت جراحاتي
كانت أسلحتهم حادة
وبكل قوتي قاومت وانتصرت
ولم يتمكنوا من الرقص على جثتي
نعم كانوا هنا بالأمس
حتى رائحة البخور
شاهدة على نزف جرحي
ومع أمواجك يا بحر
ارمي أنا أحزاني

فتطويها وأنساها
لتعود لي مع الثواني
تبكيني و تذكرني
أنني ما أجدت فهم الدرس
فقدري عاهدني
وأقسم الأف المرات
ان حظي ابتسم مرة
بكائي الأف المرات
واليوم
في لحظة من فرحي
وغفلة من حزني
وقفتم أعزائي كأغراب
تعلقون مشنقتي
وتحضرون شهود على قتلي
وزدتم في طقوس الذبح
فأشعلتم بخورا
يعطر جو مذبحتي
يشهد نزف الجرح
وفجأة ارتفعت قهقهات
تدّعي أنها تشفي جراحاتي
تحاول أن تضمدني
وترميني هنا وحدي
على شطآنك يا بحري
يحلمون أن أعيش بيأس
حائرة في دروس الذبح
ما دروا أنني أقف صامدة
أرقب عود أمواجك
أحزاني بين رمالك
أدفنها ومن أعماقي أحررها
معلنة ما عاد يخيفني الذبح
وروحي حرّة مع أشعة الشمس
أرسلها كعصفورة مغردة
فبكفي أمي
دموعي تكفكفها
وبقبلاتها من قلبي يبرأ الجرح
وعن جدران حياتي تلك الصّورة تحطمها
فأهتف سعيدة
الأن اتقنت فهم الدرس