عندما يُطبق الصمت بليله وسكونه ووحدته على عالمنا نتحول إلى قطعٍ من جليد ترتعد خوفاً وترقباً وانتظاراً , تبحث عن وميض نور خلف غيوم الصمت الداكنة ليذيب وحشة معاناتها وألمها … وتفتش عن معجزةٍ تحطم تلك الجدران التي نأنُّ خلف أسوارها المضجرة ..
قد يكون الصمت أحياناً ذكاءً وابتعاداً وهروباً وقد يكون حكمةً وعقلانية إلا أنّه عند بوابات المشاعر والأحاسيس يصبح رُعباً وقلقاً وحيرة وأرقاً وسُهاداً فيصعب الحديث وتتجمد الكلمات وتتوقف الأوقات والأزمان … لكن مانفع الهروب والذكاء والحكمة والعقل عندما تبدأ ذاكرتنا بمحو كل اللحظات الجميلة والمشاعر النبيلة على محطات التوقف والصمت حتى إذا مامرّت عربات جديدة وحملتنا إلى أماكن بعيدة وأوقاتٍ وأزمنة مختلفة نشعر بالندم والألم على ماأضعناه ونحن متوقفين على جمر السكوت داخل مغارات الصمت الذي يشعل في قلوبنا ومشاعرنا نار النهايات الحزينة …