رد: درعا
لموقف الغربي الانتهازي هو أول العقبات إذًا، في طريق الثورة السوريَّة، صحيح أن الثوار السوريين لا يريدون مساعدات غربيَّة، لكنهم يريدون مساعدة دوليَّة تغلُّ يد النظام البعثي عن سفك دمائهم ومواجهتهم بكل أنواع السلاح وحصد أرواحهم، لو كان النظام السوري لم يتخذْ قرار مواجهة الثورة بالسلاح وبالحل الأمني وبالدبابات، لكان السوريون على كفاءة بمواجهته بصدورهم العارية مثل إخوانهم في تونس ومصر، لكنهم لا قِبل لهم بالدبابات والأسلحة الثقيلة.
ثاني هذه العقبات هي تخفِّي نظام الأسد وراء ما يُسمَّى بالممانعة والمقاومة، مما جعل أشخاصًا وجهاتٍ عديدةً ترى أنه لا يمكن التضامن مع المتظاهرين السوريين كما جرى في السابق التضامن مع المصريين والتونسيين، لأن نظام الأسد –وعلى العكس من باقي الأنظمة– نظام مقاوم لإسرائيل وممانع لأمريكا، ويحتجون بدعمه لحركات المقاومة الفلسطينيَّة ولـ "حزب الله".
لكن نسي هؤلاء أن جبهة الجولان المحتل هي الأكثر هدوءًا منذ عام 1974م بين جميع الجبهات العربيَّة، فالجولان السوري لم تطلقْ فيه طلقة واحدة منذ أن بسط الصهاينة أيديهم عليه، فما كان من القيادة البعثيَّة السوريَّة سوى نصب منصات في المنطقة المحاذية للجولان واصفة الوادي الموجود في المنطقة بوادي الصراخ، حيث يتخاطب أهل الجولان فيما بينهم ويأتي القوميون العرب كسياح ليشاهدوا تلك المهزلة، فلماذا لا يسمح النظام السوري للمقاومة الفلسطينيَّة أن تشنَّ عمليات من داخل التراب السوري لتحرير الجولان وفلسطين التي يتباكى عليها صباح مساء؟
ونسي المتعاطفون مع إعلام النظام السوري أيضًا الإشادات الغربيَّة بحسن التعاون السوري في مجال "مكافحة الإرهاب"، ونسوا مشاركة الجيش السوري إلى جانب الأمريكيين في حرب "عاصفة الصحراء" ضد العراق، ونسوا قتال الوحدات السورية للفلسطينيين في لبنان مباشرةً وبالواسطة في سائر المخيمات ولسنوات طويلة، وحتى لو كان نظام البعث السوري داعمًا للمقاومة فإن هذا لا يبرِّر قتل متظاهر سلمي واحد، فما بالنا بنظام قتل عشرات الألوف من السوريين؟
|