علامات الوفاء الزوجي
فأحببت أن أؤكد على علامتين أرى أنهما في هذا الزمان الذي نعيش فيه مهمتان لغاية،وهما:
1. امتداد الحب والتعبير عنه بين الطرفين.
2. عدم التطليق من الرجل وعدم طلب الطلاق من المرأة من غير سبب.
ب هل الوفاء.. عدم الزواج بعد الوفاة؟
إنه سؤال خطير ومهم.. وهنالك مفهوم شائع بين الناس بأن الزوجة إذا توفيت ولم يتزوج زوجها بعدها فإن هذا من الوفاء، وكذلك الأمر بأن لا تتزوج بعد زوجها وفاء له.
وهذه مفاهيم غير صحيحة، وليس لها أصل في الدين والشرع، بل إن الدين يقر عكس ذلك، وهدي الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والصالحين يبين لنا أنه ليس من معاني الوفاء عدم الزواج بعد وفاة الزوج، فقد تزوج الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - من خديجة - رضي الله عنها -، وكانت من قبله متزوجة من اثنين وتزوج من غيرها كذلك أم سلمة وأخريات كن متزوجات من قبله، وزوج ابنته الثانية (أم كلثوم) لعثمان - رضي الله عنها - بعد وفاة ابنته الأولى (رقية) - رضي الله عنها -.
وتزوج الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - بسودة وعائشة - رضي الله عنها -، ولم يفت على وفاة خديجة شهر واحد، وتزوج على بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعد وفاة فاطمة - رضي الله عنها - بسبع ليال.
فالزواج بعد وفاة أحد الزوجين ليس له علاقة بالوفاء، وأما لو أحب زوج أو زوجة أن لا يتزوجا بعد وفاة الطرف الآخر، فهذا قرار خاص بهما، ولكنه غير ملزم للآخرين.
وأما ما يشاع في أدبنا من قصص الوفاء بعدم زواج الزوجة بعد وفاة زوجها، فغير صحيح من حيث المعنى وليس الرواية فقد (خرج سليمان بن عبد الملك يرافقه يزيد بن المهلب إلى إحدى مقابر الشام، فإذا بامرأة جميلة تبكي، فنظر إليها سليمان معجباً بحسنها، فقال لها يزيد :
يا أمة الله هل لك في أمير المؤمنين؟
فنظرت إليهما ثم نظرت إلى القبر وقالت :
فإن تسألاني عن هواي فإنــه *** بحر ماء هذا القــبر يا فتيان
وإني لأستحييه والتراب بيننا ***كما كنت استحييه وهو يراني
فكلما ذكرنا فإن مثل هذه القصص قد تذكر وتتخذ الزوجة قراراً في نفسها بأن لا تتزوج بعد وفاة زوجها حباً له، وتصرفها صحيح، لكن الذي نريده أن لا ينسب تصرفها إلى عدم الوفاء فيما لو تزوجت ثانية، وأن توصم بأنها خائنة العهد.