صدقت محار هناك من الرجال هم الوفاء نفسه
لا عجب بوفاء الازواج والرجال فهم ان وفوا اصدق واعمق ولنا بهذا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اسوة حسنه فهو الوفاء والاخلاص والصدق والحق
في صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذبح الشاة قال : (أرسلوها إلى أصدقاء خديجة) فذكرت له يوما ًفقال : (إني لأحب حبيبها).
روت عائشة - رضي الله عنها - : قالت جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عندي فقال لها رسول الله : (من أنت)؟
قالت : أنا جثامة المزنية.
فقال : بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم، كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟
قالت : بخير، بابي أنت وأمي يا رسول الله.
فلما خرجت، قلت : يا رسول الله، تقبل على العجوز هذا الإقبال؟
قال : إنها كانت تأتينا من زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان.
قالت عائشة : استأذنت (هالة بن خويلد) أخت خديجة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرف استئذان خديجة وتذكره، فارتاع فقال (اللهم هالة بنت خويلد)، قالت (أي عائشة) فَغِرْتُ. فقلت : وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيراً منها) وحمراء الشدقين : أي سقطت أسنانها وبقيت حمرة اللثة.
عن هذه المواقف ترشدنا إلى أهمية خلق الوفاء في العلاقة الزوجية وأهميته كذلك في العلاقات الاجتماعية، وقد علمنا حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - كيف نكون أوفياء مع زوجاتنا وفي علاقتنا، فالوفاء إنما سمي بالوفاء، لما فيه من بلوغ تمام الكمال، وقد أمر الله - تعالى -به فقال {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا} الإسراء /24. كما وصف ربنا - تبارك وتعالى - إبراهيم عليه بهذا الخلق في سورة النجم الآية 37 فقال : {وإبراهيم الذي وفى}. فهو إذن خلق الأنبياء في الصدق في الكلام والصدق في المشاعر والصدق في الأفعال، ولهذا قال الشاعر عن الأوفياء:
إذا قلت فــي شئ (نعم) فأتمـــه *** فإن (نعم) دين على الحر واجب
وإلا فقل (لا) تسترح وترح بها *** لـئـلا يقــول الناس : إنك كـــاذب
فالوفاء بين الزوجين من دعائم استقرار البيوت وسعادتها، ويتحقق الوفاء في حال حياة الزوجين وحتى بعد وفاة أحدهما، ولكن في زماننا يعتبر الوفاء عملة نادرة في العلاقات الإنسانية.