تحياتي محار
لقد ابدعت في وصف الحب الحقيقي ومع ذلك هناك حبا اقوى من هذا الحب الدنيوي الا وهو الحب الالهي الذي يسير فيه المتصوفون الذين يعتبرون ان الحب الحقيقي هو حب الذات الالهية ومنهم عمر بن الفارض وابن عربي ورابعة العدوية
وهذه بعض اشعار رابعة في الحب الالهي
أحبك حبين حب الهوى فأما الذي هو حب الهوى
وأما الذي أنت أهل له فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
وحباً لأنك أهل لذاكا فشغلي بذكرك عمَّن سواكا
فكشفك للحجب حتى أراكا ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
راحتي يا إخوتي في خلوتي
وحبيبي دائماً في حضرتي
لم أجد لي عن هواه عوضا
وهواه في البرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه
فهو محرابي، إليه قبلتي
إن أمت وجداً وما ثم رضا
وأعنائي في الورى! وأشقوتي
واما عمر بن الفرض يقول في شعره سلطان العاشقين
قلبــي يحـدثـنـي بأنـك متلفــي
روحي فداك , عرفت أم لم تعرف
لم أقض حق هواك إن كنت الذي
لم أقض فيه أسى , ومثلي من يفي
مالي سوى روحي , وباذل نفسه
في حب من يهواه , ليس بمسرف
فلئـن رضيـت بها , أسعفتنـي
ياخيبة المسعى , إذا لم تسعف
يا مانعي طيب المنام , ومانحـي
ثوب السقام به ووجدي المتلف
عطفاًعلى رمقي وما أبقيت ليٌ
من جسمي الضنى, وقلبي المدنف
فالوجد باق , والوصال مماطليٌ
والصبر فانٍ , واللقاء مسوفي
لم أخل من حسد عليك , فلا تضع
سهري بتشنيع الحيال المرجف
واسأل نجوم الليل : هل زارالكرى
جفني, وكيف يزورمن لم يعرف؟
لا غرو إن شحت بغمض جفونها
عيني , وسحت بالدموع الذرف
و بما جرى في موقف التوديع من
ألم النوى , شاهدت هول الموقف
إن لم يكن وصل لديك ,فعد بهً
أملي وما طل إن وعدت ولا تفني
فالمطل منك لي إن عز الوفا
يحلو كوصل من حبيب مسعف
أهفو لأ نفاس النعيم . تعلة
ولوجه من نقلت شذاه تشوفي
فلعل نار جوانحي بهبوبهاٌ
أن تنطفي , وأود أن لا تنطفي
يا أهل ودي أنتم أملي , ومن
ناداكم يا أهل ودي قد كفي
عودوا لما كنتم عليه من الوفا
كرما فإني ذلك الخل الوفي
وحياتكم وحياتكم قسماً, وفي
عمري , بغير حياتكم لم أحلف
لو أن روحي في يدي وهبتها
لمبشري بقدومكم , لم أنصف
لا تحسبوني في الهوى متصنعا
كلفي بكم خلق بغير تكلف
أخفيت حبكم, فأخفاني أسى
حتى, لعمري, كدت عني أختفي
وكتمته عني , فلو أبديته لوجدته
أخفى من اللطف الخفي
ولقد أقول لمن تحرش بالهوى
عرضت نفسك للبلا , فاستهدف
أنت القتيل بأي من أحببته فاختر
لنفسك , في الهوى من تصطفي
قل للعذول : أطلت لومي , طامعا
أن الملام عن الهوى مستوقفي
دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى
فإذا عشقت , فبعد ذلك عنف
برح الخفاء بحب من لو في الدجى
سفر الثام لقلت يا بدر إختفي
وإن اكتفى غيري بطيف خياله
فأنا الذي , بوصاله , لا أكتفي
وقفا عليه محبتي , ولمحنتي
بأقل متن تلفي به , لا أشتفي
وهواه , وهو أليتي وكفى به
قسماً , أكادُ أُجله كالمصحف
لو قال تيهاً: قف على جمر
الغضا لوقفت ممتثلاً ولم أتوقف
أو كان من يرضى بخدي موطئاً
لو ضعته أرضاً ولم أستنكف
لا تنكروا شغفي بما يرضى,وإن
هو بالوصال , علي لم يتعطف
غلب الهوى,فأطت أمرصبابتي
من حيث فيه عصيت نهي معنف
مني له ذل الخضوع , ومنه لي
عز المنوع , وقوة الستضعف
ألف الصدود , ولي فؤاد لم يزل
مذ كنت , غير وداده لم يألف