رد: هذيان
ذات مساء
ذات يوما
في شهر حزيران
وعند استدارت الشمس
في كبد السماء
مع رحيل الشمس
لا مع غروب الشمس
لأن الشمس لا ترحل
وربما أنها لاتغيب
لا يهم
انه تلك الساعة
لا أتذكر
انه هذيان
ولحظة الهذيان يصعب تحديدها
المهم
انه في تلك اللحظة
هناك على شاطئ البحر
وعلى اي شاطئ
ان لم يكن شاطئ البحر
جلسنا نزرع أشجار التوت
غرسنا مالا يمكن عده
لكنه يزيد عن واحدة
كانت قصيرة
فأخذت تكبر
تعلو حتى امتدت للسماء
اتجهت نحو الشمس
وأخذت تحركها بأغصانها
حتى أعادتها لمنتصف السماء
وبلون ذهبي
كتبت في وسطها
"الحب هدية من السماء للأرض"
وعادت أغصانها للارض ثانية
ومن جذعها
انسلت حورية
بعينان لوزية
خضراء كلون أوراق التوت
وشعر أسود
حالك كسواد الليل
ثم اقتربت مني
كنت مبهورا
وضعت في يدي مفتاحا ذهبيا
وهمست بشوق عاشق
متيم عطش للقاء عاشقه
هيا بنا حبيبي
لقصرنا
فوق تلك الهضبة
واذا بنا نستقل عربة
يقودها حصان
أبيضا ناصعا كالثلج
سريعا كأنه طائرة
و باحة القصر
مفروشة بزهور الياسمين
وفي القصر ما يزيد على الف جارية
كل واحدة من القمر اجمل
وما هو القمرأمامهن
وهناك أزرار تنظر اليها
فتحضر لك ما تريد
عشت أياما
شهورا
سنوات
لكنني مللت
فقررت التجوال في الحديقة
انها حدائق
جنان
لا أذكر كم لبثت
وفجأة .....
تراءى أمام عيني
منظر غريب
كل شيء كان ابيضا مصفر
ورائحة تشبه رائحة كريهة
كنت قد شممتها
لكنني لا أذكر أين
فركت عيني
ووجدت أمامي سيدة شمطاء
صرخت في وجهي
"الحمدلله أنك صحوت
أتعبتني منذ الأمس "
ما اسمك
ترددت ولم أجب
صرخت من جديد
"هيا انهض لتدفع الفاتورة"
تساءلت أين أنا
عادت لتصرخ من جديد
" في المستشفى ضربتك الشمس "
فبلعت ريقي وتاهت كلماتي
وبصوت مرتجف غائب
سألت
منذ متى تضرب الشمس ؟
|