اليوم كنا هناك.. في دوار المنارة، وفي الشارع الذي قُمعنا فيه سابقاً وغيبنا عنه طويلا..
لم نهتف مطالبين بإسقاط عباس وسلطته، ولم نهتف لحماس أو لإسماعيل هنية، ولم نحمل راية خضراء ولا يافطة تحمل كلمة حماس
بل هتفنا لأجل الوحدة وقلنا:

غزة وضفة غريبة.. وحدة دم وقضية
من غزة حتى جنين.. شعب واحد ما بلين
من الخليل تحية.. لغزتنا الأبية

ثم هتفنا ضد التنسيق الأمني والاعتقال السياسي، وقلنا في وجوه (الأجهزة الأمنية) بلباسها المدني وهي تحيط بنا:


بدنا نحكي عالمكشوف تنسيق أمني ما بدنا نشوف
الشعب يريد تبييض السجون
الشعب يريد إسقاط التنسيق
يا ضفتنا شدي الحيل.. على أسرانا طال الليل
ما بنكل وما بنلين.. حتى يعود المعتقلين
يا أسيرنا في السجون.. خلفك شعب ما بهون
ما نساوم عالحرية.. وما نرضى بالدنية
التنسيق الأمني ليش.. واحنا تحت رصاص الجيش
يا أجهزة أمنية.. فكوا أسودنا الأبية

أما اليافطات فكان مكتوباً عليها:

نعم للمصالحة لا للتبعية
لا مصالحة قبل تبييض السجون
يسقط التنسيق الأمني
الشعب يريد إسقاط أوسلو
الضفة وغزة وحدة وعزة
الاعتقال السياسي عقبة أمام المصالحة

وهنا التفت وسائل الإعلام حولنا لتقنص لحظات مفاجئة وغير متوقعة
فهاج وماج أبناء الغلابة وبدأ المناديب بتصوير الأخوات وكتابة أسمائهن
مُزقت اليافطات التي نحملها
وتم إبعادنا عنوة من دوار المنارة في الخليل والتشويش على هتافاتنا بهتافات مضادة
لكننا بقينا نهتف انتصاراً لعذابات أسرانا ومطالبين بوقف التنسيق الأمني وتبييض السجون
ولولا تدخل نواب حماس لحدث اشتباك ومواجهة بيننا وبينهم

نقول للأجهزة الأمنية:
سنظل متواجدين في الميدان وستجدوننا هناك في أية فعالية قادمة، لأننا ببساطة لا نخافكم، ولم نعد نخشاكم، ولأن تحرير مجاهدينا من سجونكم هو هدف كبير يمنحنا القوة واليقين والثقة..
وسجلوا علينا هذا الكلام يا مناديب المخابرات والوقائي في الشبكة

ملاحظة..
رغم ما جرى إلا أنني ومعي بعض الأخوات استجبنا لطلب أخوات من فتح وعدنا للميدان ورددنا خلف الفتحاويين مطالبين بإنهاء الانقسام، رغم أن من كانوا يهتفون كانوا يحتفلون بتمكنهم من إبعادنا وكتم صوتنا!
وهذا فقط لأننا أردنا أن نثبت حسن نوايانا وأننا مع مطالب إنهاء الانقسام، رغم أن المشهد في الضفة اليوم كان باهتاً وسخيفاً وسقيماً لأبعد الحدود..

ملاحظة أخرى:
كلمت الأخ وائل الشيوخي مراسل الجزيرة في الخليل وقلت له إننا نريد أن تغطي الجزيرة ما جرى اليوم وأن نسمعها صوتنا، فوعد بأن يدرجوا الحدث في تقريرهم إن كان الإعلام في الخليل قد صوره..
وكالات الأنباء العالمية غطت ما جرى بطبيعة الحال وصورته، لكننا لا ندري إن كان سيسمح لها بنشر ما تم تصويره.