بمشاركة ولي عهد قطروحضور جمع غفير
الدوحة تشيّع الشهيد "علي حسن الجابر"
إسلام أون لاين - الدوحة
شيّع في العاصمة القطرية الدوحة ظهر يوم الإثنين 14-3-2011 جثمان رئيس قسم التصوير في قناة الجزيرة، الشهيد علي الجابر الذي وافته المنية جراء كمين نُصب له قرب بنغازي وهو يشارك في تغطية الثورة الليبية.
وشارك ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مراسم التشييع التي أقيمت في مقبرة أبو هامور بمنطقة مسيمير، مع عدد من أفراد عائلة الشهيد وزملائه وجمع من المواطنين والمقيمين في قطر.
وقبل التشييع، أمّ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. يوسف القرضاوي الناس في صلاة الجنازة التي أقيمت في مسجد علي بن علي بالدوحة، حيث دعا السلطات في قطر إلى تخليد ذكرى الشهيد الجابر وتسمية أحد الشوارع المهمة في الدوحة باسمه.
وكان جثمان الجابر قد وصل إلى مطار الدوحة ليل الأحد، حيث كان في استقباله جمع غفير تقدمه ولي عهد دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، ورئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، والمدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر.
كما توافد عدد كبير من زملاء الشهيد جنبا إلى جنب مع أفراد عائلته إلى أرض المطار، حيث نقل الجثمان في نعش غطي بالعلم القطري وعلم الاستقلال الليبي.
هذا وقد توالت يوم الإثنين 14-3-2011 الإدانات لاغتيال الجابر، إذ وصفت العديد من الأحزاب والحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية والنقابية والأهلية في العالم العربي هذا الاغتيال بأنه "عمل إجرامي"، وقدمت تعازيها للجزيرة ولأسرة الشهيد.
وفي هذا السياق، أدان المركز الإعلامي لثوار 17 فبراير في ليبيا عملية الاغتيال ونعتها بأنها "عمل إجرامي"، وأعلن في بيان أصدره من بنغازي الحداد على روح الشهيد، مؤكدا أن جموع شباب الثورة لن "تهدأ عن ملاحقة مرتكبي هذا الفعل الآثم".
وبحسب البيان فإن دم الشهيد الجابر "سيرسم نهاية هذا الطاغية" الذي وصفه البيان بأنه "تجرد من كل معنى إنساني" باستهدافه صحفيا ينقل الحقيقة. وذكر مراسل الجزيرة في شرق ليبيا عبد العظيم محمد أن حالة حزن عظيمة تعم الشارع الليبي إثر مقتل الجابر، كما صلى الناس عليه صلاة الغائب في العديد من المدن والبلدات الليبية، بعدما صلى عليه أهالي بنغازي ليلة الثالث عشر من مارس.
وفي الجزائر، عبرت جبهة القوى الاشتراكية في الجزائر عن حزنها العميق وعن غضبها "لهذا التصرف الجبان الذي يكشف الوجه الحقيقي لنظام القذافي"، كما أدانت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان "عملية الاغتيال الجبان التي ذهب ضحيتها مصور الجزيرة، بعد عملية تشويه شرسة ضد قناة الجزيرة وصحفييها، مما يضع هذا الاغتيال في خانة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد".
من جهتها، قدمت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" -ومقرها بروكسل- خالص العزاء والمواساة لعائلة الجابر، وشاطرت "قناة الجزيرة والصحافة الحرة المدافعة عن حقوق الإنسان هذا المصاب الجلل".
وذكرت الحملة مشاركة الجابر في رحلة سفينة "الكرامة" التي نظمتها إلى غزة نهاية 2008، "حيث كان مصراً على دخول غزة مهما كانت التبعات، وقد مكث في غزة أياما عدة، ولم ينم للحظة وهو يحاول أن ينقل مشاهد المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون المحاصرون في غزة".
وفي عمّان استنكر مركز حماية وحرية الصحفيين "الجريمة البشعة" التي تسببت في مقتل الجابر، وقال "هذه الجريمة يجب ألا تمر من دون عقاب، ولا بد من محاسبة مرتكبيها".
واستشهد الجابر السبت 12 مارس في كمين تعرض له فريق القناة بمنطقة الهواري جنوب غرب مدينة بنغازي، كما أصيب مراسل الجزيرة ناصر الهدار بجروح جراء إطلاق النار الكثيف عليهم. وأدى الآلاف في مدينة بنغازي بشرق ليبيا صلاة الجنازة على جثمان الجابر يوم الأحد 13 مارس، حيث رفع المتجمعون في ساحة الشهداء وسط المدينة لافتات تنعى الشهيد وتعبر عن تضامنها مع قناة الجزيرة، منتقدين عملية الاغتيال التي "تفضح إجرام نظام الطاغية" بحسب إحدى اللافتات.
كما قام آلاف من أهالي مدينة طبرق الواقعة في أقصى شرق ليبيا بمظاهرات حاشدة تضامنا مع قناة الجزيرة، وقرر الأهالي إطلاق اسم الشهيد على أحد مدارسها تكريما له.
وقال مراسل الجزيرة في بنغازي بيبه ولد إمهادي إنه كان إلى جوار الشهيد، مشيرا إلى أن الجابر أصيب بثلاث رصاصات أودت بحياته،حيث فشلت جهود إسعافه.
وكانت شبكة الجزيرة قد نعت لمشاهديها وللوسط الإعلامي استشهاد الزميل، وجددت عزمها على مواصلة أداء رسالتها وأمانتها الإعلامية بمهنية.
وجاء في بيان النعي أن الجزيرة إذ تتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد وزملائه وتتمنى الشفاء العاجل للزميل الهدار، فإنها تؤكد أن هذا الاعتداء يأتي في ظل حملة استهداف وتحريض ضد صحفيي الجزيرة وطاقمها ممن يقومون بواجبهم المهني في تغطية الأحداث بليبيا.
وبدوره قال وضاح خنفر إن الجزيرة لن تسكت على هذه الجريمة وستلاحق مرتكبيها قانونيا وجنائيا، مضيفا أن الجابر تم اغتياله نتيجة حملة تحريض غير مسبوقة من جانب النظام الليبي على الجزيرة والعاملين فيها.
وأضاف خنفر أن الزميل استشهد وهو يؤدي واجبه، مشددا على أن الجزيرة لن تتراجع عن أداء رسالتها مهما كلفها ذلك من ثمن.
يشار إلى أن علي الجابر، قطري الجنسية ، من مواليد عام 1955، وحاصل على بكالوريوس وماجستير في التصوير السينمائي من أكاديمية الفنون في القاهرة.
عمل مديرا لمكتب "سي إن بي سي عربية" في الدوحة، ومشرفا للجنة الأولمبية الأهلية من 2002 إلى 2005. وكان رئيس قسم التصوير في تلفزيون قطر لأكثر من عشرين عاما.
وقد أنجز الشهيد المصوّر خلال حياته المهنية أفلاما تسجيلية عدّة، منها فيلم عن قطر وعن الكويت بعنوان "محنة وابتلاء". كما عرف عن الزميل علي الجابر تفانيه في عمله وتعاونه.