رد: بالدور يا عرب بالدور
ليس ثمة شك في أن شعب ليبيا الأبية ، قد عانى من هذا الطاغوت المستبد ، ما تعجز عن وصفه أسلات الألسن واليراع ، وما تنفد في تدوينه الصحف والرقاع ، أجل ؛ لقد عانوا من بوائقه ما طمس معالم تاريخهم ، وكاد يقوض دعائم مجدهم ، وها هو يغادرهم بين فوهات الموت ومخالب البوار ، ولعمري إنّ في صبرهم على ذلك المضَض ، لدليلا قاطعا وبرهانا ساطعا على إيثارهم المصلحة العامة ، وحرصهم على وحدة ليبيا الوطنية الأبية ، وإن كانوا باسمها سلبت منهم حريتهم ، وجدعت أنوفهم ، ولكنْ لا صبر اليوم ، فقد انقشع الشك ، وانحسرت الشبهة ، وثبت للملأ قاطبة أنّ رُكن معمر القذافي ، هم فئة طاش بها الغرور ، وأخذتها العزة بالإثم ، وهاجت بها حكة الغضب ، وسوْرة السخط ، فشنّت على أحرار ليبيا حربا عوانا ، فأراقت دم الأبرياء العزّل ، وجوّعت شعبا أبياّ له تاريخ عريق في النضال ، شعبا انحدرت سلالته من عراقة المجد والحريّة ، وما أحسن قول الشاعر حينما قال لمثلهم :
سأطلب حقي بالقنا ومشايخ ـــــــــــــــ كأنهم من طول ما التثموا مردُ
ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دعوا ـــــــــــــ قليل إذا عُدّوا كثيرٌ إذا شــــدّوا
إذا شئت حفّت بي على كل سابح ــــــ رجال كأنّ الموت في فمهم شهدُ
|