أنت الذي تصنع الجمال






مظاهر الجمال في الكون لا تكاد تعد ولا تحصى
بل إن كل ما في الوجود يتسم بصفة من صفات الجمال
تزيد وتنقص، وتظهر وتختفي، ولكنها موجودة
بإمكانك أن تستمتع بالجمال فيما تراه وتسمعه إذا فتحت قلبك للإحساس بالجمال
فإن مصدر الإحساس بجمال الأشياء كامن في داخلك .. مغروس في أعماق نفسك ..
مبثوث في جوانب حسك
فإذا أغرقت نفسك في الأسى والحزن، وجعلت النظر إلى سلبيات الحياة،
والجوانب المعتمة من الأشياء منهجك وطريقتك .. فقد حرمت نفسك
من الاستمتاع بجوانب الجمال والتناسق في هذا الوجود

وبديع الخلق ما لا يحيط به وصفك البشري
تأكد أن الإحساس بجمال الأشياء كلها نابع من ذاتك


كيف نحس بالجمال ونستمتع به؟؟

لا بد أن نخرج أنفسنا دائماً من سراديب الهموم والأحزان
ومن كهوف البغضاء وسوء الظن والتشاؤم
لأنها حواجز ذات كثافة قادرة على حجب مظاهر الجمال عن عيوننا وقتل الإحساس في نفوسنا

ولا يمكن أن نخرج من تلك السراديب وهذه الكهوف إلا بنفوس صحيحة سليمة معافاة
بعيدة عن المبالغة والتطرف في النظر إلى الأشياء


كيف تكون نفوسنا صحيحة؟

الإنسان المؤمن بربه، المتجه إليه بقلبه. ليست لديه مشكلة في هذا الجانب أبداً
لأن النفس المطمئنة نفس صحيحة .. تعيش دون عقد تحول بينها
وبين الاستمتاع بمظاهر الجمال في الحياة مهما كانت الصعاب والعقبات

وهذه النفس المطمئنة تعيش مع الإشراق والصفاء دائماً؛ لأنها نفس ذاكرة لربها،
مستغفرة تائبة، لا تنقطع صلتها بمصدر السعادة الحقيقي

ولا تسلم النفس في الحياة الدنيا من التنغيص
ولكنها يمكن أن تسلم بيقينها وصفاء سريرتها من اليأس والقنوط
ومن شوائب الحقد والحسد وسوء الظن بالعالمين


أَخضِع جميع ما تراه وتلمسه وتواجهه من مظاهر الحياة المختلفة التي تجري خارج نفسك
لداخلك المضيء تكن أعمق الناس إحساساً بالجمال


انظر حواليك وشاهد ابتساة طفل
حروف صادقة
قلوب نظيفه
امال تتحقق
ومستقبل ينتظر منك ان تسعى اليه