رد: متابعة ثورة ليبيا الحرة السبت 3
البيان التأسيسي للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا
في هذه الآونة العصيبة التي بلغت فيها معاناة شعبنا الليبي في ظل حكم الطاغية القذافي مداها... وفي هذه الأيام الحاسمة التي بلغ ذروته، وتعاظم فيها إستعداد شعبنا للتصدي له وللاجهاز عليه.. وفي هذا الوقت الذي تأكدت فيه الحقيقة التامرية الإرهابية لحكم القذافي لدى جيراننا وأشقائنا بل ولدى كافة أعضاء الأسرة الدولية.
في هذه الظروف كلها يشاء الله سبحانه وتعالى أن يتكامل (تواجد) الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي تأمل أن تسهم في المزيد، من كشف النقاب عن كافة الممارسات الإجرامية لحكم القذافي، ومن إذكاء وتأجيج الروح الوطنية الليبية، ومن حفز واستقطاب وتوحيد كافة القوى الوطنية الليبية من أجل تحرير أرض ليبيا وإنقاذها من حكم القذافي، ومن أجل إيجاد البديل الراشد الافضل.
إن هذه الجبهة (لتؤمن) أشد الايمان بأن العمل الوطني الليبي في مواجهة حكم القذافي يتطلب "برامج نضال" وليس "برامج حكم" ومن ثم فهي ترى أن مهامها ومسئولياتها وواجباتها تتناول ما يلي:
أولاً: خلال مرحلة النضال من أجل الإطاحة بحكم القذافي
(تؤمن) الجبهة خلال هذه المرحلة بضرورة حشد وتوحيد ودفع كافة العناصر الوطنية - داخل ليبيا وخارجها - في برامج عمل ونضال متكامل يستهدف الإطاحة بحكم القذافي ومن يرتبط به وتحرير ليبيا منه (مستخدمة) كل الوسائل المشروعة الممكنة.
ثانياً: خلال مرحلة ما بعد سقوط القذافي
إذا كان من طبائع الأشياء ألا يضطلع بأعباء وتبعات العمل والنضال خلال المرحلة الأولى سوى أقلية من أبناء شعبنا، (فان من طبائع الامور أيضاً ان يكون العمل) خلال هذه المرحلة الثانية ملكاً لكامل شعبنا الليبي، كما ينبغي أن تصدر كافة الاختيارات والقرارات عن شعبنا بكامله.
ومن ثم فإن هذه الجبهة (تؤمن) - وسواء آتت الإطاحة بحكم القذافي عن طريق عناصرها أم عليى يد عناصر وطنية ليبية أخرى - بأن يقتصر دورها خلال هذه المرحلة على الدعوة والسعي، من خلال شعبنا بكافة فئاته، إلى ما يلي:
أ- الدعوة والسعي إلى تشكيل "مجلس رئاسة" و "حكومة مؤقته" تتولى تسيير دقة الامور خلال الفترة الإنتقالية التي لا ينبغي أن تتجاوز بحال من الأحوال سنة واحدة. ويكون من واجباتها إتخاذ كافة الترتيبات والإجراءات الإنتقالية التي تكفل سرعة وسلامة ونزاهة قيام حكم وطني دستوري، ومن هذه الترتيبات:
1. إجراء "إنتخابات عامة" خلال ستة أشهر من تشكيل مجلس الرئاسة والحكومة المؤقتة لإختيار "جمعية وطنية تأسيسية"يكون من بين مهامها وضع "دستور دائم" يطرح للإستفتاء العـام.
2. إجراء "إنتخابات عامة" لإختيار رئيس للدولة في ضوء الدستور الجديد بعد إقراره من الشعب في إستفتاء عام.
3. نقل كافة السلطات إلى المؤسسات الدستورية المنتخبة أو المشكلة في ضوء الدستور الجديد.
4. تهيئة كافة الظروف التي تساعد على عودة الحياة العامة إلى أوضاعها الطبيعية في أسرع وقت (معقول) ممكن بما في ذلك إجراء مصالحة وطنية عامة، ورفع كافة صور الظلم التي وقعت على المواطنين خلال حكم القذافي، وإجراء الإنتخابات التشريعية العامة.
ب- الدعوة والسعي، من خلال الشعب الليبي بكافة فئاته، إلى إقاة "نظام حاكم" وطني ديمقراطي دستوري يستلهم عقيدة هذا الشعب وقيمه، وتاريخه، وتراثه الحضاري، يتحقق من خلاله ما يلي:
1. حماية كافة الحرمات والمقدسات، وكفالة كافة الحريات لجميع المواطنين مع التأكيد على تأصيل قيم الحق والعدل في المجتمع وترسيخ الممارسات والتقاليد الديمقراطية فيه.
2. توظيف كافة الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة بالبلاد توظيفاً شاملاً وراشداً ومتطوراً، ويعود بالخير على كافة أبناء ليبيا وعلى جيرانها وعلى أشقائها وعلى البشرية جمعاء.
3. العمل على إزالة كل ما علق بوجه ليبيا في الخارج من تشويه خلال حكم القذافي، والحرص على إقامة علاقات متينة، وبناءة مع كافة الدول المجاورة لليبيا ومع بقية الدول الشقيقة والصديقة على أسس من الإحترام المتبادل.
إن هذه الجبهة هي لكل أبناء الشعب الليبي على إختلاف أجيالهم وفئاتهم (وتوجهاتهم).. وأننا على يقين - بإذن الله - بأنهم سوف يجدون في "برامج عملها ونضالها" ما يجسد أمانيهم، ويحفز همهم، ويستوعب طاقاتهم وإمكانياتهم في العطاء والبذل والتضحية من أجل قضية بلادهم الكبرى.
إن العمل الذي تقوم به هذه الجبهة هو إمتداد لكل الجهود والتضحيات التي قدمها شعبنا الليبي داخل ليبيا وخارجها من أجل التخلص من حكم القذافي منذ عرف حقيقته، وبالتالي فإن هذا العمل هو أكبر من أن يوصف بـ"المعارضة".. إنه "حركة إنقاذ وتحرير" لليبيا من حكم القذافي الهمجي الإجرامي.. ومن مقتضيات هذا الفهم لطبيعة عمل هذه الجبهة أن يلتزم الذين يتقدمون للإضطلاع بأعباء هذا العمل بكل صفات الإلتزام الاخلاقي والوطني من وعي وصدق وتجرد ومصابرة ومثابره واصرار وإستعداد للبذل والعطاء والتضحية.
وفي الوقت الذي تؤمن فيه الجبهة بأن معركة الشعب الليبي مع حكم القذافي هي معركة تخص الليبيين بالدرجة الاساسية، وبأنهم قادرون - بعون الله - على الخروج منها ظافرين، لتتوقع من كل دول العالم وفي مقدمتها الدول الشقيقة والجارة أن تقف الموقف الاخلاقي والسياسي المناسب في مواجهة حكم القذافي الذي باتت ممارساته في العلاقات الدولية تمثل أحط فاع يمكن أن تبلغه تلك العلاقات، كما اصبحت تلك الممارسات تهدد الاسرة الدولية بمزيد من أسباب الحروب والاضطرابات والفتن.
ولا يفوت الجبهة أن تسجل إمتنانها واكبارها لكل الدول الشقيقة والصديقة التي لم تتردد في مواجهة حكم الذقافي وممارساته الإجرامية وفي تقديم كل سبل الرعاية والحماية الممكنة للمواطنين والمناضلين من أبناء هذا الشعب.
كذلك فإن هذه الجبهة لتتوقع من الدول والهيئات وأجهزة الإعلام التي وقفت موقف المساندة والتواطؤمع حكم القذافي أن تكف عن هذا الموقف خدمة لمصالحها ذاتها.
وفي الختام فإن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا لعلى يقين كامل بأن شعبنا الليبي الاصيل الذي لم يتردد في تقديم نصف أبنائه في معركته الظافرة مع الإستعمار الايطالي الغازي لن يتردد مرة أخرى في خوض غمار معركته الجديدة مع الإستبداد والطغيان القذافي بكل ما تتطلبه من تضحيات إستكمالاً لإنتصاره في معركته الأولى.
"ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
محمد يوسف المقريف
(الناطق الرسمي للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا)
9 من ذي الحجة 1401 هـ
الموافق 7 أكتوبر 1981م
|