إن الكرامة عندما تُهان في شعب ، لابد من أن يهب آجلاً أم عاجلاً لاسترجاعها ، وبأدنى شرارة تُضرم نار الثورة المقدسة ، لاستيفائها كل الشروط وأولها الظلم الاجتماعي ، فيتحرر الشعب من خوفه ، وينطلق كالمارد من قمقمه يُثير الرعب في نفوس جلاديه ، الذين يتحولون فجاءه تحت الهلع ، من طغاة جبارين وقساة ، إلى جرذان جبانة تتوسل وتفر من لهيب نار الثورة التي تظل تطاردهم حتى في مخابئهم أين ما كانت .


إن الثورة التي اندلعت في ليبيا ، قد أججت فينا مشاعر لا يمكن تجاهلها ، بل تدفعنا إلى أن نقف تحية وإجلالاً وإكباراً لهذه الثورة ، رغم ما نتج من دمار وانتهاكات ، فالثورة الشعبية باندلاعها ضد الظلم والفساد ، وكبت الحريات والدكتاتورية ، لاغرو من حدوث مواجهات فيها ، وسقوط ضحايا ، وإراقة دماء ، هذا هو حال الثورات العظيمة التي تدفع الظلم والاستبداد ، والمحصلة في النهاية ، هي انبعاث شعب من الجمود والعدم ، كحال الولادة تماماً ، لامناص فيها من ألم ودم وصراخ ، ومن تلك المعاناة يُولد إنسان جديد بأحلام وآمال .

والرحمة والمغفرة لشهداء ثوراتنا التونسية والمصرية والليبية الذين سطروا بدمائهم الطاهرة أروع الإنجازات وحرروا شعوبنا من الطغم الظالمة المُستبدة.
والدعاء لله العلي القدير بالشفاء العاجل لآلاف الجرحى، وفك قيد الأسري والمعتقلين، وسجناء الرأي.
سلام علي صانعي مجد الأمة وباعثي عزتها، وتحية إلي كل من ساند ودعم وفرح بانتصار ثورة شعب تونس ومصر وليبيا واليمن والجزائر وجيبوتي..
تحيا تونس ومصر وليبيا واليمن والجزائر وجيبوتي وغيرهم دولاً عزيزة قوية حرة قادرة رائدة..